المفكر القومي العربي الياس فاخوري يكتب: من كربلاء الى غزة عبر القدس .. كيدوا كيدكم – فما ايامكم الا عددا، وما جمعكم الا بددا!
الياس فاخوري ( الأردن ) – الأربعاء 17/7/2024 م …
تزخر مقالات “ديانا فاخوري” ومقالاتي السابقة بالشواهد والقرائن والشهود تصديقاً لنبوءة “ديانا” المنقوشة على ظهر الدهر، النبوءة الوشمٌ في الذاكرة: “اسرائيل” الى زوال مهما توحشت وأراقت من دماء .. فلم يكن هذا الوشم مجرد رؤية او نبؤة .. بل هو، في الواقع، استراتيجية وقرار يطوف سماءً وبحراً و”اقصى فيؤكد ان نهاية “اسرائيل” قد كُتبت وان دمارها يدنو وان حتفها قد اقترب لتُمحى من الوجود على ساعة السابع من أكتوبر/تشرين الاول 2023: “بَلِ ٱلسَّاعَةُ مَوْعِدُهُمْ وَٱلسَّاعَةُ أَدْهَىٰ وَأَمَرُّ”(القمر – 46) .. نعم، “وَشَهِدَ شَاهِدٌ مِنْ أَهْلِهَا” (يوسف – 26) و”مِنْ فَمِكَ أَدِينُكَ” (لوقا – 19) .. لن اكرر اليوم ما تعجًُّ به المقالات السابقة من شواهد وشهود من اَهلها!
اكتفي، اليوم، بالاشارة الى ما جاء بفصل الخطاب: “الكيان الإسرائيلي يعيش للمرة الأولى أسوأ حالاته وأيامه على كل الصعد، كما يعترف قادته السياسيون والعسكريون”.. “لأول مرة يتحدث قادة الاحتلال ونخبه عن خراب الهيكل الثالث، والنهاية والزوال” .. “إسرائيل وعلى الرغم من مرور 10 أشهر على عدوانها إلا أنّها عاجزة عن تحقيق أهدافها وتغطي فشلها بالمجازر البشعة بحق المدنيين في غزة” .. “لأول مرة تعاني إسرائيل في كل شيء في جيشها وأجهزتها الأمينة وحكومتها وأحزابها ومجتمعها وأمنها واقتصادها، وهذا كله هو حصيلة القتال والصمود في غزة والضفة الغربية وجبهات الإسناد المختلفة” .. “كلّ محاولات الكيان إخفاء خسائره البشرية والمادية سواء في قطاع غزّة أو الضفّة أو جنوب لبنان بدأت تظهر”، مشيراً إلى أنّ 9254 فرداً بين ضابط وجنديّ بينهم 3 آلاف بُترت أطرافهم، و650 حالة شلل، و185 أصيبوا بالعمى الكامل، وعدة آلاف يعانون من صدمات نفسية حادّة”.
كما أستعين، اليوم، ببلاغة السيدة زينب وشجاعتها:
“ألا فالعجب كل العجب لقتل حزب الله النجباء، بحزب الشيطان الطلقاء، فهذه الأيدي تنطف من دمائنا، والأفواه تتحلب من لحومنا وتلك الجثث الطواهر الزواكي تنتابها العواسل، وتعفرها أمهات الفراعل ولئن اتخذتنا مغنما، لتجدنا وشيكا مغرما”!
فها هم صهاينة الكيان ينظرون الى العرب كخناجر في خاصرة “يهوه” وملؤهم ايديولوجيا الكراهية والاجتثاث التي تدفعهم لإزالتنا من الوجود ولو بالنووي — سلسلة غير محدودة من الفظاعات تُرتكب في الميدان منها استعمال الأسرى كدروع لحماية الجنود من نيران المقاومة في انتهاك مروع للمواثيق الدولية وللقوانين التي تحكم العلاقات بين الكائنات البشرية .. وهذا ايتامار بن غفير يدعو الى اعدام الأسرى ولا جفن يرف في العالم الغربي وغيره .. همجية تتارية مستمرة خارجة من قاع الحضارات لإغتصاب الحياة، والتنكيل بها كما جاء في الوصف الزينبي أعلاه.
وبالعودة الى السيدة زينب، أكرر: “فكد كيدك، واسع سعيك، وناصب جهدك، فو الله لا تمحو ذكرنا، ولا تميت وحينا، ولا يرحض عنك عارها، وهل رأيك الا فند وأيامك الا عدد، وجمعك إلا بدد، يوم ينادى المنادي ألا لعنة الله على الظالمين.”!
نعم، كيدوا كيدكم – فما ايامكم الا عدد، وما جمعكم الا بدد .. وهذه فيزياء المقاومة تهزم سياسة الغزاة ومُشغّليهم والاذناب!
قرار المقاومة في يد قادتها على الأرض وتحت الأرض، في أنفاق ضيقة بالوصف الفيزيائي، ولكنها رحبة وبالغة الاتساع بالمعنى السياسي، إذ يملك مَن فيها فضاء غير متناهٍ في عملية اتخاذ القرار بعيداً عن الضغوطات أو المجاملات .. في الميدان فوق أرض المعركة أو في الأنفاق لا بد للقرار الصائب ان يكون!
وهذه غزة تتسلم ادارة العالم مذ دقّت ساعة السابع من أكتوبر/تشرين الاول 2023 (طوفان الأقصى بغزته والقدس ترفده ساحات المقاومة المتحدة، وينصره طوفان البحر بيمنِه، وطوفان السماء بالوعد الصادق والهدهد، وطير أبابيل) استمراراً تراكمياً لانتصار تموز 2006 حيث تختزل “غزة” اللحظة الضرورية وتعيد تأهيل التاريخ ليكون تاريخ الانسانية؟ .. نعم، من معركة الكرامة في آذار 1968 الى معركة الغوطة في آذار 2018، الى الانتصارات الاستراتيجية للجيش العربي السوري في الجنوب مرورا بالانتفاضة الفلسطينية الاولى عام 1987 (انتفاضة الحجارة)، فتحرير لبنان من الاحتلال الاسرائيلي عام 2000، فالانتفاضة الفلسطينية الثانية عام 2001، وتحرير غزة عام 2005، ثم حرب تموز عام 2006 الى”حسان” بصحبة “ذو الفقار”، و“سيف القدس المسلول”، و”ثأر الاحرار”، و”كتائب أحرار الجليل” و”كتيبة الرضوان”، و“قسماً قادرون وسنعبر”، و”جنينغراد” ف”جنيبلسغراد”، وفلسطين بحطّينها وعين جَالُوت، ووحدة الساحات، ووحدة الجبهات — ”يميناً، بعد هذا اليوم لن نبكي”، وباسم الله نقرأ “الصف – 13″، وَالبشارة للْمُؤْمِنِينَ: “نَصْرٌ مِّنَ اللَّهِ وَفَتْحٌ قَرِيبٌ” ..
نعم تَسَنَّمت غزة إدارة العالم على وقع ساعة السابع من أكتوبر/ تشرين 2023م – بدء حرب التحرير والاستقلال، في مواجهة حرب الإبادة الجماعية التي تعكس توحش الكيان الصهيوني وهمجيته، في كل فلسطين وفي غزة التي أثبتت صمودها الأسطوري، شعباً وقيادة ومقاومة على مدار 285 يوماً .. مقاومة، صمود، تحدٍّ، وإنزال سلاسل ومسلسلات من الخسائر بجيش الاحتلال الصهيوني، ومرتزقته، ومستوطنيه مما استدعى تداعيات إقليمية ودولية، غير مسبوقة!
وهنا لا بد من الإشارة الى المقارنات التي ما فتئ يُجريها الباحثون والمتابعون لما هي عليه المواجهة بين محور المقاومة والثنائي الأميركي الإسرائيلي، وتركيزهم على دور اللعبة السياسية الداخلية في صناعة القرارات الاستراتيجية المتصلة بالحرب، ومدى قدرة “الدولة العميقة” على تأمين الانتظام في أداء المؤسسات وفق ما يُسمّى بالمصالح العليا ومفهوم الأمن القومي بعيداً عن المناورات والألاعيب السياسية وعمليات تحشيد الناخبين والسعي لكسب الأصوات التي تفرضها مراحل الانتخابات ومحاكاة المزاج الشعبي في زمن الأزمات .. وضعتهم ساعة السابع من أكتوبر/ تشرين 2023م في حال ضياع واضطراب محورها ترحيل المسؤوليات على المستوى السياسي والعسكري والامني والهروب من المسائلة وتحمل تبعات القرارات .. حيرة، تردد، ارتباك، وتيه يشير الى الغياب الكامل للرؤية الاستراتيجية التي تحكم الانخراط الأميركي الإسرائيلي في الحرب والمفاوضات، وغياب القوى القادرة على توحيد الجسم السياسي والعسكري والامني في واشنطن وتل أبيب!
وهذا توم فريدمان يواصل انتقاده الشديد ل”تلك السياسات الغبية التى جعلت “اسرائيل” رهينة لدى يحيى السنوار”، ليبدي خشيته من السقوط في مستنفع آخر حيث كان قد كتب عن “خط المستنقعات” في الشرق الأوسط الكبير، بدءأ بأفغانستان وصولاً الى سوريا، مروراً بالعراق!
من كربلاء الى غزة عبر القدس .. كيدوا كيدكم – فما ايامكم الا عدد، وما جمعكم الا بدد تصديقاً لنبوءة “ديانا فاخوري” المنقوشة على ظهر الدهر، النبوءة الوشمٌ في الذاكرة: “اسرائيل” الى زوال مهما توحشت وأراقت من دماء ..
حُلْوُة الشَّمَائِلِ، زينبية الهوى .. “قَدْ جمعتْ كلُّ المَحَاسِنِ فِيهِ”
زينبية الهوى — فِي الحُسْنِ، كانت “ديانا” صُورَةُ يوسفٍ ..
وانا “فِي الحُزنِ مِثْلُ أبيهِ”!
الدائم هو الله، ودائم هو الأردن العربي، ودائمة هي فلسطين ..
نصركم دائم .. الا أنكم أنتم المفلحون الغالبون ..
الياس فاخوري
كاتب عربي أردني
التعليقات مغلقة.