إذا لم تستحِ فافعل ما تشاء .. اولاد بديعة / د. صفاء الحسبان

282

د. صفاء الحسبان ( الأردن ) السبت 13/4/2024 م …

اتمنى ان افهم الحكمة والهدف من عرض ملحمة تاريخية في شهر رمضان المبارك وفي ذروة الحرب والجهاد والتهجير والقتل تحت مسمى: “اولاد بديعه”؟

ما الرسالة المطلوب توصيلها للعالم من خلال هذا العمل؟

لست من متابعي اي مسلسل او برنامج لا في رمضان ولا قبله ولا بعده فوقتي مشغول والحمدلله بما هو اهم بكثير لدنيتي وآخرتي وهناك الكثيرين مثلي، إلا انني سمعت عن هذا العمل وعن قصته الهابطة من هنا وهناك ومن مقاطع سريعة لمدة ثوان على مواقع التواصل الاجتماعي، واتساءل هل توثيق قصة حياة راقصة بالأمر الجلل؟ وما الحكمة من عرضه في شهر رمضان بالذات وفي عصر الجهاد والنضال، ألا يكفينا الشعور بالخزي والعار من العجز عن الدفاع عن المظلومين؟ هل نحتاج إلى مشاعر خزي اضافية؟ ام هي وسيلة تخدير لاخر ما تبقى لدينا من انسانية؟

ثم ألا يعلم فريق المبدعين القائمين على العمل إخراجا وتمثيلا وإنتاجا ومشاهدةً بأن الطريق إلى الجنة منذ ستة اشهر بات مزدحماً، بينما الطريق إلى النار منذ آلاف السنين مزدحم فلا داع للتهافت عليه. والأغرب تلك التكريمات التي طالت مؤدية دور الراقصة ومؤدية دور الهابطة ومؤدية دور المجنونة ومؤدي دور المجرم ومؤدي دور تاجر المخدرات، يا للابداع !!

وفي النهاية اعجب لعمل فني مع انه بعيد عن الفن اعجب لعدم وجود شخصية واحدة على الاقل سليمة صحيحة معافاة نفسيا ودينيا وعلميا، او على الاقل شخصية بنت حلال. هل هذا تصوير لمجتمعاتنا العربية المسلمة التي نزلت عليها جميع الرسالات السماوية؟ حبذا لو وجدت صحوة روحية حقيقية تدعو إلى مقاطعة هذا العمل وكل الأعمال التي على شاكلته كما تم مقاطعة بعض المنتجات الغذائية والتي كانت أقل خطرا.