العلاقات الروسية الالمانية ودور المستشار شولتس في تازيمها / كاظم نوري

279

كاظم نوري ( العراق ) – الأربعاء 10/4/2024 م …

بتنا نسمع تهديدات المانية بتزويد اوكرانيا بصواريخ بعيدة المدى فضلا عن الحديث عن استعدادات للحرب مع روسيا ومحاولة شيطنتها بلهجة لم نالفها من قبل ووصل الحال ان برلين  عازمة على ارسال قوات ا لمانية خارج حدوها وللمرة الاولى منذ انتهاء الحرب العالمية الثانية عام 1945.

 ومعروف ان المانيا وحتى قبل انهيار الاتحاد السوفيتي  وتفكك المعسكر الاشتراكي عام 1991  تعد في مقدمة الدول الغربية التي تتمتع بعلاقات اقتصادية جيدة مع موسكو مقارنة  بالدول الغربية الاخرى كما انها كانت ووفق سياستها  الخارجية ترفض ارسال قوات  عسكرية   المانية خارج حدود ها  رغم عضويتها في حلف شمال الاطلسي” ناتو” العدواني  وسارت على هذا النهج  رغم محاولات الولايات المتحدة ممارسة ضغوط عليها خاصة في مجال توريد الغاز الروسي الذي تعتمد عليه الصناعة الالمانية والذي يصلها  من خطوط تمتد  عبر مياه بحر البلطيق   وما ان وصل الى المستشارية  شولتس  حتى  تغير الموقف خاصة بعد الحرب بين روسيا واوكرانيا وتحولت المانيا الى مجرد ذيل تحركه واشنطن كما تحرك بقية دول الغرب الاستعماري.

ولم تجرؤ المانيا  حتى على اجراء تحقيق بشان تفجير انبوبي الغاز ” سيل 1 وسيل 2″ والتي تشير الادلة  وباعتراف صحافيين امريكيين ان تدمير الانبوبين نفذته جهة مخابراتية خدمة للولايات المتحدة من اجل توريد الغاز الامريكي الصخري  غالي الثمن بدلا عنه  الى الدول الاوربية واتجهت اصابع الاتهام الى المخابرات الاوكرانية.

وسبق ذلك ان اقدمت الولايات المتحدة على سحب قوات امريكية  كانت ترابط في قواعد عسكرية بالمانيا منذ هزيمتها العسكرية بعد الحرب العالمية الثانية  في محاولة للضغط على المستشارة السابقة ميركل من اجل وقف العمل في مد انبوب الغاز سيل 2 قبل تفجيره لكن برلين لم تستجب وقد استقبلت بولونيا على اراضيها مجموعة الوحدات العسكرية  الامريكية التي سحبتها من قواعدها في المانيا.

وخلافا للسياسات الالمانية السابقة باستثناء تطييب خاطر الكيان الصهيوني في الازمات كون المانيا لازالت تعيش عقدة ” محارق اليهود” خلال  الحرب العالمية الثانية وهي ربما اكذوبة من اكاذيب الغرب المتعاطف مع الكيان الصهيوني والداعم لعدوانه المستمر على شعب فلسطين والدول المجاورة وقد ا تضح ذلك جليا خلال  زيارة شولتس الى ” تل ابيب”  بعد اندلاع الحرب في غزة وكان سباقا  في تقديم العون لها ويشاع الان ان  المانيا التي تستقبل اللاجئين اخذت تفرض شروطا  عليهم خلال التحقيق منها ان لايكون مقدم طالب  اللجوء معاديا للكيان الصهيوني..

خطوة جديدة هي الاولى من نوعها اتخذتها المانيا تتمثل بارسال ونشر الاف الجنود الالمان في ليتوانيا الجمهورية  السوفيتية السابقة الواقعة على بحر البلطيق و التي تشكل اراضيها جزءا من الحدود الشمالية الشرقية لحلف ” ناتو” العدواني  بزعم ان نشر هؤلاء الجنود ياتي وفق وزير الدفاع الالماني بوريس بستوريوس في اطار استعدادات الحلف لاي هجوم محتمل وقد اعتبرت روسيا هذه الخطوة بمثابة خلق تهديد لامنها  ويتطلب اتخاذ اجراءات رادعة.

الخطة الالمانية  تهدف الى نشر 4800 جندي وسوف تستمر حتى عام 2027 وتتطلب وفق وزير الدفاع  اجراء تغييرات على الارض وتوفير البنى التحتية اللازمة للجنود وعائلاتهم.

 من يدري ربما استبقت المانيا بخطوتها هذه احتمالات  فوز ترامب في الانتخابات الامريكية القادمة بعد ان هدد دول حلف ” ناتو” بدفع المزيد من الاموال اواتخاذ خطوات تخفف عن واشنطن  ماليا كاهل الدفاع عن دول الحلف بنشر قواتها .