غم قصفه وتدميره.. غزيون يحيون آخر أيام رمضان في المسجد العمري- (شاهد)
غزة: رغم القصف والدمار، يعكف الفلسطينيون على الصلاة وتلاوة القرآن الكريم خلال الأيام الأخيرة من شهر رمضان المبارك، في الجزء المتبقي من المسجد العمري الكبير وسط البلدة القديمة شرق مدينة غزة.
هذا المسجد الأثري، المعروف أيضًا باسم “المسجد الكبير في غزة“، تم تدمير أجزاء واسعة منه من قبل الطائرات الحربية الإسرائيلية خلال الحرب المتواصلة منذ السابع من أكتوبر/ تشرين الأول الماضي.
ودمر الجزء الأكبر من المسجد العمري التاريخي، الذي يُعتبر أكبر وأقدم مسجد في مدينة غزة، بفعل القصف الإسرائيلي المتعمد، ومع ذلك، لا يزال يستقطب العديد من الفلسطينيين لأداء الصلاة وقراءة القرآن في شهر رمضان المبارك.
ويقف المسن سمير شمالي داخل باحات المسجد العمري بعد أن انتهى من الصلاة، ينظر إلى مآذنه التي لا تزال قائمة رغم القصف الإسرائيلي.
ويقول شمالي لمراسل وكالة الأناضول: “أنا أواظب على الصلاة في هذا المسجد الكبير منذ 35 عاما، وما زلت كذلك حتى الآن، رغم القصف والدمار الذي لحق بأجزاء كبيرة منه”.
ويصف المسن شمالي، المسجد العمري الكبير بأنه مسجد ذو تراث تاريخي وحضاري، وأحد المعالم الدينية والأثرية والتراثية البارزة في فلسطين.
ويعبر عن غضبه تجاه جرائم إسرائيل ضد المعالم الفلسطينية البارزة، وخاصة المعالم الدينية، معبّرًا عن حزنه واستنكاره الشديد لتدمير المساجد التاريخية.
ويؤكد الفلسطينيون على إصرارهم على إقامة الشعائر الدينية في المساجد المدمرة، في تحدٍ لسياسة تدمير المساجد والمعالم الأثرية.
ويقول المرشد السياحي محمود هنية للأناضول: “إن المسجد العمري الكبير تعرض للتدمير من قبل إنجلترا واليهود قبل مائة عام، واليوم يتعرض للقصف بنفس الطريقة من قبل إسرائيل”.
ويوضح أن الفلسطينيين كانوا يأتون قبل الحرب من كل منطقة في قطاع غزة إلى مسجد العمري الكبير لأداء الصلاة.
ويبين أن المسجد كان يتسع لخمسة آلاف شخص لأداء الصلاة والاعتكاف في نفس الوقت قبل هدمه.
ويضيف أن سكان غزة لم يتمكنوا من الاعتكاف في المسجد كما في السنوات السابقة بسبب الحرب الإسرائيلية وانعدام الأمن، وعدم القدرة على الوصول إلى المسجد في ظل القصف العنيف.
ويتميز المسجد العمري عن غيره من المساجد، بنشاطه الدعوي وموقعه وسط البلدة القديمة ومساحته الكبيرة، وفق هنية.
ويعتبر المسجد الكبير مزارًا لسكان قطاع غزة والوفود الزائرة من أهل الشمال مرورا بغزة وصولاً الى الجنوب، كما يقول المرشد السياحي.
ويعد “العمري” الذي أُسس قبل أكثر من 1400 عام، من أكبر وأعرق مساجد غزة، وثالث أكبر مسجد في فلسطين بعد الأقصى و”أحمد باشا الجزار” في عكا، ويوازيه بالمساحة جامع المحمودية في يافا.
ووفق بيانات المكتب الإعلامي الحكومي في قطاع غزة، فإن جيش الاحتلال الإسرائيلي دمر منذ بداية حربه على القطاع 224 مسجدا بشكل كلي و290 مسجدا بشكل جزئي.
وتشن إسرائيل منذ 7 أكتوبر حربا مدمرة على قطاع غزة خلفت عشرات الآلاف من الضحايا المدنيين معظمهم أطفال ونساء، وكارثة إنسانية ودمارا هائلا بالبنية التحتية، الأمر الذي أدى إلى مثول تل أبيب أمام محكمة العدل الدولية بتهمة “الإبادة الجماعية”.
التعليقات مغلقة.