في ذكرى العرس الأحمر: من “دير ياسين” الى “عمَّان” .. ومن “غزة” الى “صنعاء” ما طال السفر! / الياس فاخوري
قلبي تفطَر والتاريخ يسرد ليعن قرية أقفرت من أهلها العربِوإن سألت بياناً حول موقعهافإنها عن عيون (القدس) لم تغبِفيها اليهود أقاموا شر مذبحةللطفل والشيخ والعذراء، واعجبي!!يقودهم “بيغن” السفاح يرضعهمحقدا توارثه من أحلك الكتبِ
نعم، أنه العشق التوراتي للدم وما ديانة “يهوه” الا ديانة البطش والارهاب كما هي ديانة “الفوهرر”. وقد أسفر هذا العشق الدموي عن ارتقاء حوالي 360 شهيداً في مذبحة “دير ياسين” (غرب القدس) التي نفّذتها عصابتا الإرجون، وشتيرن (دون استبعاد الهاغاناه ووحدة من البلماح) في التاسع من ابريل/نيسان 1948! ومذبحة “دير ياسين” ليست الا واحدة من عشرات (بل عشرات العشرات من) المجازر التى ارتكبها الصهاينة خلال حرب الـ(48) م .. انهم “أولاد الأفاعي” كما صاح بهم يوماً يوحنا المعمدان!
اكثر من 3 أطفال بالساعة ..
واليوم، يأتيك تقرير لوكالة الأمم المتحدة للاجئين الفلسطينيين (أونروا UNRWA)، يتضمّن توثيقاً لمذبحة غزة خلال الأشهر الخمسة الاولى حيث يقوم كيان الاحتلال الصهيوني – بدعم من الإدارات الأميركية والأوروبية (بريطانيا، فرنسا، ألمانيا، إيطاليا) – بقتل اكثر من 3 أطفال كل ساعة، وقد بلغ عدد الأطفال (12,300) الذين ارتقوا خلال 150 يوماً فقط ما يعادل او حتى يزيد قليلاً عن عدد الأطفال (12,192) الذين تمّ قتلهم في الحروب التي شهدها العالم خلال السنوات الأربع (2019/ 2022) .. اما النساء، وكبار السن فقد بلغت نسبتهم 72% من إجمالي الذين ارتقوا حتى تاريخه وعددهم نحو 41 ألف شهيد، وحوالي 80 ألف جريح .. وأما المنازل والمدارس والجامعات والمستشفيات المخابز والمساجد الكنائس .. إلخ فقد بلغت نسبة التهديم والتدمير والإزالة هناك ما بين 60-70% الامر الذي جعل الحياة مستحيلة في هذه البقعة من فلسطين ..
وبالعودة الى “دير ياسين” – وقد كانت مثالاً للتسامح والتآخي تجمع باسمها الكنيسة (دير – بناه راهب مسيحي) والجامع (مسجد القرية – بناه الشيخ ياسين) – نستذكر الشاعر محمد العدناني:
وما ديرُ ياسينِ سوى قِبلَة المُنى | وجامعَةِ الأحقاد في خافقِ العُربِ |
سَنُرجِعُها بالحَربِ تصهَرُ نارُها | أساطيلَ أمريكا، ومن ضَلَّ في الغربِ |
ونجعل إسرائيلَ تصْلى جحيمنا | وتَعرفُ أنّا سادَةُ الطَّعنِ والضَّربِ |
فمنْ شاءَ يوماَ أنْ يرى الجِنَّ والرَّدى | فإن عليهِ أن يَرى العُربّ في الحَربِ |
التعليقات مغلقة.