الثامن من آذار (مارس)، يوم النضال من أجل حقوق النساء الواقعات تحت نير الإحتلال والإستغلال والإضطهاد / الطاهر المعز
الطاهر المعز ( تونس ) – السبت 9/3/2024 م …
الثامن من آذار/مارس ليس “يوم المرأة”، لأن النّساء أنواع وطبقات وشعوب، تختلف أوضاعها القانونية والمعيشية، ويمكن أن نُسميه اليوم العالمي للنضال من أجل حقوق النّساء، ويوم التعبئة العامة للتذكير بأن النضال من أجل المساواة في الحقوق والواجبات، في النّصوص القانونية وفي الواقع اليومي، بين النساء والرجال لا يزال مُستمرّا، رغم إعلان الأمم المتحدة ورغم حملات التّسويق لبعض أنواع جمعيات النّسويات…
إن الثامن من آذار/مارس هو تاريخياً مُرَادِف للنضال، واختلفت الروايات بشأن أصوله لهذا اليوم أصول مختلفة، ونورد بعض الأحداث التي ساهمت في دعم النضال من أجل المُساواة في الحقوق وفي الممارسة الفعلية:
بدأت بعض ، شمال الولايات المتحدة، منذ النصف الأول من القرن التاسع عشر، تُقاوم العبودية وكانت النساء ممنوعات من المُشاركة في اجتماعات مناهضة العبودية، وفي سنة 1848، عبرت بعض النساء في ولاية نيويورك، عن غضبهن من الحظر المفروض على حديث النساء في مؤتمر مناهضة العبودية، وقامت الأمريكيتان إليزابيث كادي ستانتون ولوكريشيا موت بجمع عدة مئات من الأشخاص في مؤتمر حقوق المرأة في سينيكا فولز، وكان موضوعه الرئيسي الحقوق المدنية والاجتماعية والسياسية والدينية للمرأة، وصدر نص في أعقاب المؤتمر نص يلخّص الدّوافع والوضع القائم والمطالب والقرارات، وهناك رواية أخرى وملخصها إن النساء العاملات بمصانع النسيج والملابس في نيويورك، نَظّمْنَ يوم الثامن من آذار/مارس 1857، نَظّمْن تظاهرة في شوارع نيويورك للمطالبة بتحديد يوم العمل بعشر ساعات وبتهوئة محلات العمل وبمساواة الأجور بين العاملات والعاملين بقطاع الخياطة والنسيج والملابس… هناك من يُشكّك في هذه الرواية، ولكن المُؤكّد إن الأممية الأولى بحضور كارل ماركس وفريدريك إنغلس اهتمت سنة 1863 بموضوع المساواة بين العاملات والعاملين وبين الرجل والمرأة بشكل أوسع، وخلال المؤتمر الدولي الثاني للمرأة الاشتراكية، خلال شهر آب/أغسطس سنة 1910، في كوبنهاغن، بمبادرة من المناضلة الألمانية كلارا زيتكين ( وهي مُدَرِّسَة وصحفية ومناضلة اشتراكية).، تم اتخاذ قرار بالاحتفال به، ولم يتم تأكيد تاريخ الثامن من آذار/مارس، لكن تم الإتفاق على مبدأ تعبئة النساء “بالاتفاق مع المنظمات السياسية والنقابية ذات المضمون الطبقي العُمّالي”، ولذلك يمكن القول إن يوم المرأة أو يوم النساء هو مبادرة من الحركة الاشتراكية وليس من الحركة النسوية التي كانت نشطة للغاية في ذلك الوقت ضمن الحركة الإشتراكية الثورية، حيث تقترح كلارا زيتكين رفض التعامل مع النسويات البرجوازيات والتصدي لتأثيرهن على “النساء العاديات”، واهتمت الحركة الإشتراكية بمتابعة الموضوع، وكانت أهم المراحل سنة 1909 في الولايات المتحدة أو سنة 1913 في روسيا، حيث تم تنظيم مسيرة من أجل حقوق المرأة، وتظاهرت النساء يوم الأحد 23 شباط/فبراير 1917 بتروغراد (سانت بطرسبرغ)، بعد مقتل مليوني جندي روسي خلال الحرب العالمية الأولى، وطالَبْن بـ”الخبز والسلام”، ضمن المظاهرات التي نُظّمت في بداية الثورة البلشفية، وبعد أربعة أيام، تنازل القيصر عن العرش وحصلت النساء على حق التصويت، وشكلت هذه المظاهرة والإضراب العام علامة فارقة في تاريخ اليوم العالمي للنساء.
في الوطن العربي، أدانت جمعية الأطباء بمصر، سنة 1920، ولأول مرة في العالم، الآثار الضارة لتشويه الأعضاء التناسلية (ختان الأُنْثى) على صحة المرأة.
في الولايات المتحدة نَظّم الحزب الاشتراكي الأمريكي الاحتفال باليوم الوطني الأول للمرأة في جميع أنحاء الولايات المتحدة الأمريكية يوم الأحد 28 شباط/فبراير 1909، وأرْسَى تقليد الإحتفاء بالنساء، يوم الأحَد الأخير من شهر شباط/فبراير حتى سنة 1913، وأحيت نساء روسيا هذا التقليد يوم 23 شباط/فبراير 1917…
في 8 مارس 1908، اندلع حريق في مصنع شركة ( Triangle Shirtwaist) للنسيج في نيويورك يوم الأحد الثامن من آذار/مارس 1908، حيث توفي 129 عاملاً، ومعظمهم نساء، كانوا مُجْبَرِين على العمل يوم الأحد، وكان المشرف على المصنع (المُدير أو الوكيل أو صاحب المصنع) مُتسبّبًا في انطلاق الحريق، بهدف إنهاء احتجاجات العمال من أجل تحديد عدد ساعات العمل وتوفير ظروف السّلامة وتحسين الرواتب، وذكرت الصّحف آنذاك إن الحادث “عَرَضِي”، أو لم يكن بِفِعْل فاعل، وتكرر حادث في ظروف مُشابهة يوم 25 آذار/مارس 1911، وتظاهر أكثر من 300 ألف شخص بشوارع نيويورك يوم 5 نيسان/أبريل 1911 للمطالبة بتحسين ظروف سلامة العمال، واحتج اتحاد عاملات الملابس العالمي على هذه الحادثة، ودافع عن حقوق العاملات.
نظّمت النساء الإشتراكيات بالولايات المتحدة “أيام المرأة” منذ سنة 1908، لدراسة قضية العمال الأمريكيين واضطهاد المرأةالعاملة، وأقر الحزب الإشتراكي الأمريكي، بداية من شباط/فبراير 1909، ضرورة النضال من أجل حق المرأة في التصويت، ودعا آلاف النساء العاملات المُضربات بقطاع النسيج بنيويورك للمشاركة في مؤتمره سنة 1910…
في الولايات المتحدة أيضًا، مُنِعت النساء، سنة 1848، من المُشاركة في مُؤتمر مناهض للعبودية ويدعو إلى تحرير العبيد، ما أدّى إلى احتجاج العديد من النّساء، وجمعت الأمريكيتان إليزابيث كادي ستانتون ولوكريتيا موت مشئات الأشخاص غير المتّفقين مع إقصاء النساء من مثل هذه التظاهرات، ونَظّمْن أول مؤتمر لحقوق المرأة في ولاية نيويورك، وطالبن بالحقوق المدنية والاجتماعية والسياسية والدينية للنساء، وكانت بذلك هذه المجموعة رائدة الحركة النسوية بالولايات المتحدة، قبل قرار الأممية الإشتراكية الدّفاع عن المساواة الكاملة وعن حقوق النساء…
كما قامت تيريزا سيربر مالكيل (1874-1949) بحملة خاصة ضد التمْيِيز والتفوق العرقي الأبيض، ومن أجل حقوق المهاجرين والنساء، وهي أمريكية، مهاجرة روسية، انضمت بسرعة إلى الحركة العمالية الأمريكية وأنشأت فيما بعد نقابة لصانعي المعاطف، وكانت حذرة من نساء البرجوازية والبرجوازية الصغيرة، لأنهن يحاولْن قيادة المجموعات التي تناضل من أجل افتكاك حقوقها، وتركزن على حق المرأة في التصويت، بينما اعتبرت تيريزا سيربر مالكيل إن المساواة الحقيقية – للنساء والأمريكيين من أصل أفريقي والمهاجرين والأطفال العاملين – لن تتحقق إلا من خلال الاشتراكية، ولذلك اقترحت أول يوم وطني للمرأة سنة 1909، وفقًا لصحيفة نيويورك كول بتاريخ 04 كانون الأول/ديسمبر 1909
كان حادث يوم 8 آذار/مارس 1908 مُحفِّزًا لعدد من المناضلات الإشتراكيات والنسويات التقدميات في الولايات المتحدة، وخططت الناشطات الأمريكيات لإطلاق حملة من أجل حق المرأة في التصويت في المؤتمر الوطني للحزب الاشتراكي الأمريكي، وكان اختيار يوم الأحد الأخير من شهر شباط/فبراير من العام المُوالي 1909 يومًا للمرأة، وتم الإجتماع بأحد المسارح الكُبرى، وكان مناضلو ومناضلات الحركة الإشتراكية من أوائل المهتمين بموضوع المُساواة وبتخصيص حيز هام لحقوق النّساء، وتم إحياء يوم العمال العالمي في روسيا سنتَيْ 1913 و 1914، وإفراد جزء من التظاهرات للمرأة العاملة، وأصبح ذلك تقليدًا لدى الأحزاب الإشتراكية لتعبئة النساء، وبعد نهاية الحرب العالمية الثانية سنة 1945، تم الاحتفال رسميًا بيوم المرأة في جميع البلدان الاشتراكية…
في ألمانيا، كان الحزب الشيوعي كثير النّشاط، رغم القمع السّافر، وكان له دَوْر في تنظيم المؤتمر الدّولي الثاني للنساء الإشتراكيات بمدينة “كوبنهاغن” (عاصمة الدنمارك) يَومَيْ 26 و 27 آب/أغسطس 1910، قبل مؤتمر الأُمَمِيّة الإشتراكية الثانية، حيث تمت مناقشة حق النساء في التصويت، والحماية الاجتماعية للأمهات، والحاجة إلى إقامة رابط أكثر انتظامًا بين الاشتراكيين من مختلف البلدان، وتميّز المؤتمر الذي حضرته حوالي مائة مُشاركة من 17 دولة، بنشاط المندوبَات الألمانيّات “كلارا زيتكين” ( 1857 – 1933 ) و “كيت دنكر” و “بولا ثيد” اللاتي قَدّمْن مُقْتَرحًا للمنظمات السياسية والنقابية بشأن “تنظيم يوم خاص للمرأة – من منظور اشتراكي – لتعزيز حقوق المرأة ومن ضمنها الحق في التصويت، من خلال التظاهرات والاجتماعات والخطب والمنشورات…”، ولم يتضمن الاقتراح إحياء أي يوم أو حدث تاريخي، ولهذا لم يكن هناك تاريخ محدد، وفي يوم التاسع عشر من آذار/مارس 1911، شارك أكثر من مليون شخص في نحو ثلاثمائة تظاهرة بألمانيا والنمسا والدنمارك والمجر وسويسرا ودول أوروبية أخرى، وحملت النساء لافتات تكريما لشهداء كومونة باريس، ولافتات تُنَدّد التمييز بين النساء والرجال وبحق المرأة في العمل وحقها في التدريب المهني والقضاء على التمييز ضدها في ما يتصل بالوظائف وتطالب بالحق في التصويت وتقلد المناصب العامة، ونظّم الحزب الإشتراكي الألماني يومًا خاصًّا بالنضال من أجل حقوق النساء يوم 19 آذار/مارس 1911، وأدمَجه الحزب الإشتراكي السّويدي ضمن تظاهرات الأول من أيار/مايو، قبل أن تتفق الأحزاب الإشتراكية بالمانيا والسويد وروسيا، سنة 1914، على تنظيم اليوم العالمي للنساء يوم الثامن من آذار/مارس، وفي الثامن من آذار/مارس 1914، انتظمت في لندن مسيرة لدعم حق المرأة في التصويت، اعتقلت خلالها المناضلة “سيلفيا بانكهورست” من أمام محطة “تشارينغ كروس” بينما كانت في طريقها لإلقاء خطاب في ميدان “ترافالغار”، مع الإشارة إن الثامن من آذار/مارس 1917 يوافق يوم 23 شباط/فبراير حسب التقويم الأرثوذكسي القديم، واحتفل العمال الروس بهذا اليوم من خلال المظاهرات والإضرابات وحركات التمرد من أجل الخبز والسلام وضد النظام القيصري، وتوقف العمل بالعديد من مصانع النسيج وأرسل العمال نوابًا عنهم لدعم حركة الاحتجاج التي تحولت إلى إضراب جماهيري مُستمر، وبعد سبعة أيام من المظاهرات، تنازل القيصر نيقولا الثاني إمبراطور روسيا عن الحكم، ومنحت النساء حق التصويت من قبل الحكومة المؤقتة، وكانت تلك الشرارة التي أدّت إلى قيام الثورة التي استولت بها الطبقة العاملة على السلطة بعد ثمانية أشهر، تحت قيادة الحزب البلشفي، وأعلنت قادة الحزب البلشفي ( ألكسندرا كولونتاي وفلاديمير لينين ) سنة 1917 يوم المرأة العالمي عطلة رسمية في الاتحاد السوفيتي،
حَوّلت الولايات المتحدة يوم الثامن من آذار/مارس، بداية من سنة 1945، بنهاية الحرب العالمية الثانية، إلى يوم اندماج النّساء في النظام العالمي الجديد الذي أنشأته الولايات المتحدة، سنة 1944، خلال اجتماع بريتن وودز” الذي أسفر عن إنشاء صندوق النقد الدّولي والبنك العالمي والأمم المتحدة، وكان هدف الولايات المتحدة طَمْس التظاهرات الحاشدة للنساء الروسيات يوم الثامن من آذار/مارس 1917، ثم أعلنت الأمم المتحدة سنة 1975، سنة دولية للمرأة، وأقرت في كانون الأول/ديسمبر 1977 يوم الثامن من آذار/مارس يوما دوليا لحقوق المرأة والسلام الدولي، دون أي إشارة إلى أحداث الثورة الروسية.
تَنَوّع واختلاف مصالح النّساء
يقوم النّظام الرأسمالي على تركيز أكبر قدر من الثروة بين أيدي أقل عدد من الأشخاص الأثرياء، وتعمل بعض المجموعات النسوية على إضفاء الشرعية على جوهر النظام الرأسمالي، والإقتصار (أو التركيز على ) النضال ضد الاضطهاد الأبوي كمهمة حصرية لجميع النساء، واعتباره الهدف المشترك والجامع بين النساء، مع إهمال التحرّر الطبقي والإجتماعي ومن ضمنه التحرّر من التمييز الجنسي والعُنف وعدم المساواة الذي تعاني منه شرائح واسعة من النساء، لأن الحقائق تُؤكّد إن النساء يُمثّلْن نحو 80% من ضحايا شبكات الاتجار بالبشر، وإن متوسط رواتبهن تَقِلُّ بنسبة 30% عن متوسط رواتب الرجال، وإن النساء يُشكّلن نحو 75% من الأميين في العالم، ولا تهتم الرأسمالية بذلك بل يُمَكّن النظام الرأسمالي من إعادة إنتاج الإستغلال والإضطهاد للعاملين، فضلا عن تقسيم صفوفهم بإضافة الإضطهاد والتّمْيِيز الجنسي للنساء إلى الإستغلال الطبقي.
نوال السعداوي رمز نضال النّساء العربيات
نوال السعداوي 1931 – 2021 – كاتبة وطبيبة نفسية، شخصية مصرية ومناضلة اشتراكية اشتهرت بدفاعها عن تحرير المرأة في الوطن العربي، وتم سجنها سنة1981 لمعارضتها حكم الرئيس أنور السادات، وتم تطليقها من زوجها بقرار قضائي سياسي، بدون موافقة الزّوجَيْن، ونشرت العديد من الكتب ومن بينها “الوجه العاري للمرأة العربية” – القاهرة 1977 وكتبت كثيرا عن موضوع “المرأة والإشتراكية”، وهذه مقتطفات من مقولاتها المكتوبة:
لقد كَشَفَ المفكرون الاشتراكيون الأسباب الحقيقية لاضطهاد المرأة في تاريخ البشرية… (وهناك) علاقة وثيقة بين درجة تحرير النساء ( أعني التحرر الإقتصادي والإجتماعي والأخلاقي…) وبين درجة تحول المجتمع الى الاشتراكية، أي ان تكون المرأة مستقلة اقتصاديا ٬ لها عملها الذي تختاره الذي تنال عنه أجرا مساويا لأجر الرجل، وتمتلك حُرّية جسدها بالكامل فتحمل حين تريد وتجهض نفسها حين تريد، وتمنح اسمها لطفلها حين تريد وتختار شكل العلاقة الشخصية بينها وبين الرجل٬ وتتزوج حين تريد وترفض الزواج حين تريد… إنها مسألة إرادة واختيار وكرامة وشرف…
لا تمتلك المرأة هذه الحريات والحقوق الأساسية إلاّ في ظل مجتمع نجح في التخلص من النظم الطبقية والأبوية معا٬ وهو أمر لم يحدث بعد في أي مجتمع اشتراكي…
كشف فريدريك إنغلس عن العلاقة الوثيقة بين الاضطهاد المُضاعف للمرأة: الجنسي والإقتصادي، فالمرأة تعاني من اضطهاد صاحب العمل واضطهاد رجال أُسْرَتها وزوجها، ولن يتم تحرير المرأة ميكانيكيا بعد تحرير العمال والفلاحين أو بعد التحرير الاقتصادي، وإن استقلال المرأة الاقتصادي والعمل بأجر مساو لأجر الرجل لا يكفي لتحرير المرأة تحريرا حقيقيا …لكن التحرير الاقتصادي شرط ضروري للتحرير الانساني.
في المجتمعات العربية الزراعية كمصر تعمل الأغلبية الساحقة من النساء في الحقول مع الرجال منذ الاف السنين ٬ ويعتمد الاقتصاد والانتاج على عرق الفلاحين والفلاحات، ولكن عددا قليلا من هؤلاء الرجال الذين يدعمون ضرورة تعلم أو عمل المرأة في المصانع أو المكاتب، متجاهلين الملايين من النساء الفلاحات اللائي يخرجن كل يوم من بيوتهن للعمل في الحقول أو في البيوت، أو يعملن بدون أجر لحساب الأب أو الزوج وتحت سيطرته المطلقة…
إن تولي المرأة السلطة أو الحكم في نظام اقطاعي طبقي أو رأسمالي طبقي لا يغير كثيرا من الاستغلال الواقع على النساء أو الرجال، وسواء كانت هناك امرأة تحكم الولايات المتحدة أو رجلا، فان النظام يظل رأسماليا طبقيا قائما على الحروب والاستعمار والاستغلال، وكذا الأمر في أي بلد رأسمالي آخر، فتحرير المرأة تحريرا حقيقيا في المشرق العربي أو الشرق الأقصى أو الغرب لن يتحقق إلا بالتخلص من النظم الطبقية الأبوية سواء كانت رأسمالية أو اقطاعية بمعنى آخر ان تحرير المرأة لن يتم الا في ظل مجتمع اشتراكي حقيقي…
في مصر كذلك خرجت جمعية الأطباء المصريين عن الشائع المألوف سنة 1929 وأعلنت إن لممارسة ختان الإناث آثار صحية سلبية كثيرة ولا بد من وضع حد لهذه العادة السيئة.
ساهم رجال عرب في الدعوة إلى وفي الدّفاع عن حقوق النساء ومُساواتهن بالرجال، ومن بينهم
قاسم أمين ( 1863 – 1908 ) الذي قاد حملة من أجل تعليم النساء سنة 1899 وهو كاتب، وأديب، ومصلح اجتماعي مصري، وأحد مؤسِّسي الحركة الوطنية المصرية ضد الإستعمار البريطاني، ومن أبرز رواد حركة تحرير المرأة مطلع القرن العشرين ومن مؤسسي جامعة القاهرة، واشتهر بريادة الحركة النسائية فى مصر
الطاهر الحداد ( 1899 – 1935 ) مفكر، نقابي وسياسي تونسي، من مؤسسي أول اتحاد نقابي تونسي، سنة 1924، وقام بحملة لتطور المجتمع التونسي في مطلع القرن العشرين، وهو من أهم رُموز دعاة تحرر المرأة في تونس وفي البلدان ذات الأغلبية المسلمة، طالب بأهلية المرأة لقبول أو رفض الزواج، وبإلغاء تعدّد الزوجات وبخلْع حجاب المرأة وسحْبِ حق الطلاق من الرجل واستبداله بالطلاق المَدَني، ونادى بإصلاح مؤسسة الزيتونة التي اعتبرها حوزة لممارسة الطبقية، ولذلك تم التّنكيل به وتجريده من شهاداته العلمية ومنعه من مواصلة الدّراسة ومن العمل وحتى من الزواج، وتوفي عن 36 سنة
من أبرز أعمال الطاهر الحداد: امرأتنا في الشريعة والمجتمع، العمال التونسيون وظهور الحركة النقابية، والتعليم الإسلامي وحركة الإصلاح في جامع الزيتونة.
من الفقهاء ورجال الدّين العرب الذين دعموا مَنْعَ تعدد الزوجات والتزم بعضهم بذلك كتابيا مع زوجاتهم:
محمد الطاهر بن عاشور – تونس (1879-1973)
محمد رشيد رضا – لبنان (1865 – 1935)
محمد عبده – مصر (1849-1905)
على عبد الرازق 1888 – 1966
رفاعة رفعت الطهطاوي 1801 – 1873
أحمد فارس الشدياق – سوريا 1804 – 1887
رابط المداخلة السمعية البَصَرية يوم الجمعة الثامن من آذار/مارس 2024، بداية من الساعة السابعة مساء بتوقيت تونس والجزائر وباريس
التعليقات مغلقة.