حقائق صادمة عن تحالف سري بين هتلر والصهاينة مما سهّل لهم إقامة كيانهم الغاصب في فلسطين !! / سماك العبوشي

393

 سماك العبوشي ( العراق ) – الخميس 22/2/2024 م …

مع صعود أدولف هتلر الى السلطة ربيع عام 1933، فقد واجه يهود العالم معضلة في ذلك، فخرجوا بتظاهرات احتجاجية، وكان الدهاء الصهيوني حاضرا في هذا الوقت تحديدا ، فكان أن استثمرت الوكالة الدولية الصهيونية هذا الامر فعقدت صفقة قربت الصهاينة من تحقيق حلمهم بإقامة دولة مستقلة لليهود!!

خرج اليهود في أمريكا ودول أوربية عديدة بتظاهرات لمقاطعة الصادرات الألمانية، وفي هذه الاثناء كانت الوكالة الدولية الصهيونية تتفاوض سرا مع النازيين للاتفاق معهم للسماح بهجرة اليهود الالمان مع أصولهم المالية الى فلسطين، هذه الصفقة التي أبلغ عنها في آب 1933 كانت عبارة عن اتفاقية نقل (1)، حيث بدأت مجاميع يهودية المانية بالهجرة الى فلسطين أسبوعيا، وكان استيطان اليهود الالمان في فلسطين لفترة سياسة رسمية للنازيين تم خلالها وتخليدا لها ان أصدر وزير الاعلام الألماني غوبلز ميدالية تحمل في أحد وجهيها صورة الصليب المعقوف، بينما حمل الوجه الاخر نجمة داود السداسية.

طالب هتلر بتنازل واحد مقابل تنفيذ (اتفاقية النقل) تلك، بأن يتم رفض دعوة المقاطعة للرايخ من قبل اليهود في المانيا وأميركا وعموم أوروبا، فقدم الصهاينة ذلك التنازل!!

أصل كلمة نازية (Nazism)):

ربما لا يعرف الكثيرون عن أصل كلمة نازية (Nazism))، فـ (نا) (NA) تعني الاشتراكية الوطنية (national socialism)، الحزب الذي يرأسه هتلر.

جاء عميل مزدوج الى هتلر وأخبره بأن حزبه (الحزب الاشتراكي الوطني) لا يحقق أي تقدم، وأنه بحاجة لتحالف، مقترحا عليه أن يتحالف حزبه مع الحزب الصهيوني، ولهذا أنضمت (نا NA) الواردة في تسمية الاشتراكية الوطنية (national socialism) عام 1923 مع حرف (Z) التي تعني الصهيونية (Zionism)‏).

بطبيعة الحال لم يعرف أحد ذلك الأمر لأن أسطورتهم الشعبية تقول بأن (النازيين) الأشرار كانوا يهاجمون اليهود!!

لم يخبرنا أحد بأن هناك انشقاقا كبيرا في المجتمع اليهودي العالمي الى فئتين:

1- الصهاينة.

2- غير الصهاينة: وهم اليهود الأرثوذكس، الذين آمنوا بأنه لا يمكن أن تكون دولة يهودية حتى يأتي (المسيح اليهودي)، حيث لم يعترفوا بالمسيح كمسيح، وانما كانوا ينتظرون مسيحيهم اليهودي، ثم سيكون لهم دولة يهودية تحكم العالم.

عام 1928 رأى روتشيلد أن ليس بمستطاعهم الانتظار لقدوم (المسيح اليهودي)، فقرروا البدء بتأسيس (اليهودية الإصلاحية) استنادا لمؤلفات وطروحات موسى هس (Moses Hess) (2) الذي يُعَد بأنه أبرز المبشرين بالحركة الصهيونية، وقالوا بأنه يمكن أن تكون هناك دولة يهودية قبل قدوم المسيح.

قامت عائلة روتشيلد بجمع الكثير من الأموال، حيث قال بأنه يمكنهم شراء دولة لهم بأنفسهم، فأرسلت عائلة روتشيلد أفرادا الى الشرق الأوسط لإقامة المستوطنات اليهودية والتي كانت نواة لدولة (إسرائيل).

لقد كانت (اليهودية الإصلاحية) سببا كبيرا في حدوث انشقاق كبير بين اليهود الأرثوذكس وبين (اليهود الإصلاحيين)، ورُبّ أحدكم يعتقد بأن المجتمع اليهودي موحد متجانس، لكنه في واقع الحال مجتمع منقسم بشكل حاد الى فئتين، ولطالما حدثت الصدامات والنزاعات وأعمال الشغب داخل الكنيست اليهودي بين الطرفين، كما وأنهم لا يمكنهم الاتفاق على أمر وذلك لأن الاساس هو خلاف جوهري حول ما إذا كان ينبغي وجود دولة يهودية في هذا الزمان!!

كان اليهود الالمان في عام 1923 سعداء مزدهرين جدا، ولم تكن لهم اهتمامات لان يصبحوا صهاينة، كما ولم تكن لهم اهتمامات بالذهاب الى فلسطين، حيث كانوا يمتلكون قصورا جميلة في المانيا، ولهم اوركسترات سيمفونية وكل شيء، كما كانت المانيا أقل الدول الاوربية معاداة لليهود كما قال إزرا باوند (Ezra Pound)(3)، فلماذا يكون والحالة هذه حكومة في المانيا معادية لليهود!!؟

القصة الحقيقية للتحالف بين الصهيونية والنازيين:

عند تحالف هتلر مع الصهاينة، فإنه قال لهم بأنهم محقون، فلدينا نفس الأهداف المشتركة، وكانت مهمة الصهاينة تتمثل بإجبار اليهود المعارضين للصهيونية على قبول فكرة الصهيونية والامتثال لها، وهكذا تم إقامة معسكرات الاعتقال، حيث تم الزج باليهود المعارضين للصهيونية فيها وتحت إدارة مباشرة باليهود الصهاينة (sonder kommandos) (مصطلح الماني تعني الزج بالمعتقلين بدون أوامر إدارية)، وهكذا صارت معسكرات الاعتقال تدار من قبل اليهود الصهاينة بهدف الضغط عليهم ومعاقبتهم والتخلص منهم، وهذا ما فعلوه تحديدا، وهذا بالطبع جزء من الهولوكوست الذي لم يخبركم أحد عنه من قبل، والذي كان خلافا يهوديا جوهريا والذي كتب عنه دانيال غولدهاجين كتابا قال فيه أن جميع الالمان شاركوا في شعورهم المعادي لليهود والهولوكوست، وهو أمر غير صحيح على الاطلاق ، فالالمان في حقيقة الامر لم يكونوا يعلمون ما كان يحدث في بلادهم ، شأنهم شأن شعب الولايات المتحدة الامريكية بخصوص تطوير وإنتاج القنبلة الذرية لحين تم القاؤها على مدينتي هيروشيما وناكازاكي، وحين ذاك عرف الشعب الأميركي بهذه القنبلة وتلك الجريمة البشعة، حيث كان التكتم كبيرا على تطوير وإنتاج القنبلة الذرية، ويجري ذلك بسرية تامة ويمنع التطرق او الحديث عنها قبل إلقائها على المدينتين اليابانيتين، لهذا لا يجوز اتهام الشعب الأميركي بتبعات ما اقترفته بلادهم بحق المدينتين اليابانيتين!!

وهذه هي القصة الحقيقية للتحالف بين الصهيونية والنازيين، والسؤال الملح الآن يتمثل بالاتي:

لماذا لم يستمر الحزب النازي الألماني!؟

والجواب: بعد هزيمة الجيش الألماني عام 1945، فقد جلبوا الجنرالات والقادة الالمان الى محاكمات نورمبرغ وحاكموهم وأدانوهم وأعدموهم وذلك لطمس حقيقة التحالف والتفاهمات بين الصهيونية وهتلر وخشية انكشاف الامر.

حقيقة الأمر تؤكد بأن الجنرالات الالمان لم يرتكبوا الفضائع، بل من ارتكبها هي القوات التي تحت أمرتهم وقيادتهم، وباعدام القادة والجنرالات الالمان فقد ظل سر الصهيونية وتحالفاتها وتفاهماتها مع هتلر طي الكتمان وآمنا طيلة العقود المنصرمة، في وقت أصبح الصهاينة هم الذين يتحكمون بالعالم وذلك لأن حلفاءهم الالمان من الاشتراكيين الوطنيين قد اختفوا من التاريخ وصاروا مجرد ذكريات، وصارت للصهيونية دولة لليهود على أرض فلسطين، حتى أن بعض اليهود طالبوا بإقامة تمثال لتخليد هتلر وللعرفان بدوره في تأسيس وقيام دولة إسرائيل، وهذا ما اقترحه الكاتب اليهودي الشهير جورج ستاينر (مفكر وأحد الناجين من الهولوكوست) منذ سنوات عديدة، وبدون هتلر ما كان لليهود دولة، ولكانوا مشتتين في أرجاء الأرض حتى يومنا هذا!!

إن العمل الحقيقي الكبير للمجرمين هو إبقاء الحقيقة بعيدة عن الناس الذين يريدون الا يكتشفوا الحقيقة، بل يغمرونهم ويزودونهم بالمعلومات المضللة، فمعظم ما ينشر في الاعلام هي أكاذيب مطلقة، واذا لم تكن أكاذيب مطلقة فهي مجرد تدوير للحقائق أو تشويه لها، بمعنى آخر، فإنهم يعطونهم 10% من الحقيقة، والباقي كله تشويهات وزيف وذلك كي يمتلئ الناس حقدا وغضبا ضد الأشخاص الذين يشوهون سيرتهم، وهذا ما حدث من خلال سردية الهولوكوست المنشورة في الاعلام، فالصحافة تحتاج ميزانيات ضخمة عالية، كما وتحتاج الى فريق كبير يغطي العالم أجمع، وبفضل اللقاءات والتجمعات الثقافية، وانتشار الانترنت، فقد أتيح تصحيح الحقائق التي لطالما سيطر عليها هؤلاء الصهاينة.

 

 

 

ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

الهوامش:

(1) اتفاقية هآرفا هي اتفاقية أبرمت بين الوكالة الدولية الصهيونية وألمانيا النازية بتاريخ 25 أغسطس / آب عام 1933 وُضعت بنود الاتفاقية للمساعدة في تسهيل تهجير اليهود إلى فلسطين العربية، بشرط أن يتنازل اليهود عن ممتلكاتهم لدولة ألمانيا. هُجِّر حوالي 50,000 يهودي بناءً على هذه الاتفاقية. صُدِّرت ممتلكاتهم إلى فلسطين كبضائع ألمانية مما ساعد الاقتصاد الالماني. أُسِّسَت شركة تحت اسم “شركة هآرفا المحدودة” كنتيجة لهذه الاتفاقية وقد أشرفت هذه الشركة على عمليات التهجير.

( 2 ) موسى هس (Moses Hess) (21 يناير أو يونيو 1812 – 6 أبريل 1875) : فيلسوف واشتراكي ألماني- فرنسي ومن مؤسسي الصهيونية العمالية، كتابه روما والقدس الذي اعتبر الصهيونيون مؤلفه هذا من أوائل من نادوا بما يسمونه قومية يهودية.

عن اليهود واليهودية ومركزهما من هذا العالم فإن هس، الذي صنف على أنه أبرز المبشرين بالحركة الصهيونية، يقول في هذا الصدد:

“إن تاريخ الإنسانية أصبح مقدساً من خلال اليهودية التي هي أساس الحضارات والأديان.. واليهود وحدهم بين الشعوب قادرون على السمو، لأنهم يمتلكون بوحي من روح الله موهبة مميزة في الرؤى الاجتماعية ، كما هي العبقرية اليونانية في الابداع الفني”.

ويواصل هس تنكره لمنطق الحقائق الإنسانية والإلهية، وركونه أو استسلامه لعاطفته المريضة التي أذابت شخصيته في قالب عنصري خالص، وذلك عندما يتوجه الى بني قومه بدعوتهم للقدوم الى الشرق لتخليص شعوبه من حياة التخلف كما يزعم:

“أنتم يجب أن تكونوا حملة الحضارة الى الشعوب البدائية في اسيا، وأساتذة العلوم الأوروبية التي أضاف شعبكم اليها الكثير. أنتم يجب أن تكونوا الوسطاء بين أوروبا والشرق الأقصى. إفتحوا الطرق المؤدية الى الهند والصين، تلك المناطق المجهولة التي يجب أن تفتح أخيراً أمام المدنية”.

وعن “أرض الأجداد” المزعومة في فلسطين فإنه يتوجه الى اليهود، من موقعه كمفكر وفيلسوف يحظى باحترام يهود أوروبا في تلك الحقبة، بنداء صريح بضرورة العمل للعودة الى “أرض الأجداد”.

وقد عُد نداؤه هذا، بالإضافة الى ما تضمن من أفكار غاية في العنصرية والشوفينية، من أخطر النداءات التي فتحت باب التحضير الفعلي للهجرة والاستيطان في فلسطين على مصراعيه، ومما جاء فيه: ” تقدموا الى الأمام أيها اليهود من كل الدول، إن أرض أجدادكم تناديكم، أواه! كم سيرتجف الشرق لدى قدومكم .. أنتم سوف تصبحون الدعامة الخلقية للشرق. أنتم كتبتم كتاب الكتب – التوراة – دعوا حكمة الشرق القديمة، دعوا كتاب زند زرادشت، بالإضافة الى القران، وهو أكثرها حداثة، والأناجيل، دعوها تتجمع حول توراتكم، فهذه كلها سوف تتطهر من كل خرافة”، وينهي نداءه بعبارات جوفاء يعظم فيها اليهود ويمجدهم: “أنتم قوس النصر للحقبة التاريخية المقبلة، الذي سوف يُكتب تحته عهد الإنسانية العظيم، ويختم في حضوركم كشهود على التاريخ والمستقبل”.

ومن أقواله الشائعة :

“نفوس البشر آتية من نفوس نجسة، أما نفوس اليهود فمصدرها روح الله المقدسة”.

“الشعب اليهودي جدير بحياة الخلود، أما الشعوب الأخرى فإنها أشبه بالحمير”.

“نحن شعب الله في الأرض سخر لنا الحيوان الانساني وهو كل الأمم والأجناس. سخرهم لنا لأنه يعلم أننا نحتاج الى نوعين من الحيوانات نوع كحجم الدواب والانعام والطير، ونوع كسائر الأمم من أهل الشرق والغرب”.

 

(3) إزرا باوند (Ezra Pound) (1885- 1972): شاعر أمريكي، كان فاشيا معاديا للسامية، هاجم بلده الولايات المتحدة الامريكية من إذاعة روما إبان الحرب العالمية الثانية.

انخرط عام 1932 في صف موسوليني، ونشر كتابا في الدفاع عنه، وحين احتل الحلفاء إيطاليا عام 1945 فإن القوات الامريكية القت القبض عليه وتم زجه في سجن عسكري، تعرض بعدها لانهيار عصبي، وتم الافراج عنه بعد ضغوطات من مثقفين ومفكرين.

 

التعليقات مغلقة.