حل العودتين والدولة الواحدة، لا حل الدولتين – نقطة على السطر! / الياس فاخوري

2٬922

الياس فاخوري ( الأردن ) – السبت 3/2/2024 م …

(==) حيثما وردت كلمة ” ديانا ” في مقالات الكاتب، فهي تعني تحديدا زوجته الراحلة الكبيرة والمفكرة القومية ، شهيدة الكلمة الحرة والموقف الوطني ” ديانا فاخوري “… والصورة أعلاه لهما معا …

ساعة السابع من أكتوبر/تشرين الاول 2023 – حل العودتين والدولة الواحدة، لا حل الدولتين: لا اغتصاب، لا تهجير، لا لجوء .. ليعد أهل فلسطين – حملة المفاتيح، زُرٌاع التين والزيتون – الى ديارهم، وليعد المغتصبون الى حيث تحدّروا وآباؤهم .. ليعد نتنياهو الى بولندا، و”سموتريتش” الى اوكرانيا و”يسرائيل كاتس” الى رومانيا .. حِلّوا عن فلسطين فالسَّاعَةُ مَوْعِدُكمْ “وَٱلسَّاعَةُ أَدْهَىٰ وَأَمَرُّ”!
 
■ من عبدالله الاول الى وصفي التل: عودوا الى “الغرب الذي ألقى بكم الى فلسطين” .. او “لا حل ولا كرامة إلاّ بالقتال”!
ابدأ باقتباسين من “رأي اليوم” ..
 
● الاول بتاريخ Oct 24, 2023 بقلم الاستاذ خالد الجيوسي:
 

“أعاد الأمير الأردني علي بن الحسين نشر مقال للملك الراحل عبد الله الأول نشرت في تشرين الثاني من عام 1947 في مجلة أمريكيّة، والذي حمل عُنوان “كيف يرى العرب اليهود”، مخاطبًا بها الجمهور الأمريكي .. كما تطرّقت المقالة إلى تفنيد الحق التاريخي والديني لليهود في فلسطين، وتحدثت مطولا كيف أن الغرب الذي كان يتعاطف مع اليهود البؤساء قد ألقى بهم إلى فلسطين بدل أن يستوعبهم خصوصا أنه هو المسؤول الأول عن محنتهم.”

 
● الثاني بتاريخ Jan 27, 2024 بقلم الفريق الركن المتقاعد موسى العدوان:
 
“كان الشهيد وصفي التل رحمه الله، في طليعة المؤمنين باستحالة موافقة إسرائيل على الحل السلمي، واستحالة جلائها عن شبر واحد من الأراضي المحتلة بغير القوة.. كما كان يؤمن بضرورة الحشد العسكري، جيشا وشعبا وفدائيين في خطة واحدة تحت قيادة واحدة، على أساس أن الأردن هو القاعدة الرئيسية، لكل جهد عسكري، بمواجهة الجيش الإسرائيلي، الذي يعمل تحت قيادة واحدة، مستندا إلى العلم والقوة والتجربة. ولهذا قام وصفي بوضع الخطة التالية في أواخر الستينات، عندما لم يكن في أي منصب حكومي، بدافع من شعوره بالمواطنة الصادقة:
 
أ‌. تصعيد العمل الفدائي حتى يؤثر على مقاتلي العدو، ويكون موجعا لهم ويضطرهم إلى تصعيد التعبئة العامة لجنوده، حتى تصبح عبئا ماليا واقتصاديا ثقيلا عليه.
ب‌. عند ذلك سيرحب الأردن بكل غارة انتقامية، أو محاولة احتلال جديدة، أو عملية اجتياح معادية لأية أرض جديدة، يعتبرها الأردن استدراجا للعدو للإماتة والاستنزاف، ويخطط لها على هذا الأساس. عند ذلك تبدأ عملية استنزاف طويلة للعدو، نستطيع معها الرد على غاراته بغارات مضادة. وعندما نصل إلى هذا المستوى من الفعالية، تصبح المعركة في صالحنا وفي غاية الوضوح.”
 
● وهذا “جابوتنسكي”، صاحب معسكر اليمين الصهيوني المتطرف، مثلاً (أكرر مثلاً) يختصر مشروعة السياسي ضد العرب منذ مطلع القرن الماضي في كتابة “جدار الفولاذ- 1923” كما يلي: “لا يمكن أن يكون هناك مجال لمصالحة إرادية بيننا وبين العرب لا الآن ، ولا في المستقبل .. إن لدى كل فرد من العرب فهماً شاملاً وكاملاً لتاريخ الاستعمار ، وليحاول أحد أن يجد بلداً واحداً تحقق فيه الاستعمار بموافقة سكانه الأصليين، فكل شعب يقاتل المستعمرين حتى آخر بريق أمل، وسيقاتل الفلسطينيون كذلك إلى أن لا يعود أمامهم أي لمحة أمل، والنتيجة المنطقية لذلك هي أنه لا يمكن تصور أي اتفاق طوعي بيننا، إن على كل عملية استعمار أن تستمر، ولا يمكنها أن تستمر وتنمو إلا بحماية سور من القوة، أي جدار فولاذي لا يستطيع هؤلاء السكان اختراقه .. هذه هي سياستنا العربية ، وليس التعبير عنها بأية صيغة أخرى إلا نوعاً من التخابث والنفاق”!
 
■ وهنا لا تفوتني الإشارة الى {الاردن في الفكر القومي عند “ديانا فاخوري”} وكتاباتها المتعددة في الموضوع .. ابعد من كريمٍ الثناءِ وأغلى – هنا التَعَلُّلُ، هنا أهلٌ، هنا وطنٌ، هنا سكنُ .. ولكف الأردني العربي، عهد الله بقيادة فرسانه .. الاردن العربي ليس للبيع، او “التتبيع” – وطنٌ آلى الاردنيون ألا يبيعونه، وألا يرون غيرهم له الدهر مالكا .. ولكم رددت ان الدائم هو الله، ودائم هو الأردن العربي، ودائمة هي فلسطين .. وها هم الأردنيون  و“حسّان”  بصحبة “ذو الفقار”، و”سيف القدس” المسلول، و”ثأر الاحرار”، و”كتائب أحرار الجليل” و”كتيبة الرضوان”، و“قسماً قادرون وسنعبر”، و”جنينغراد” ف”جنيبلسغراد”، وفلسطين بحطّينها، ووحدة الساحات، ووحدة الجبهات .. ها هم العرب الاردنيون وها هي أيام سوريا والاردن وفلسطين، والمقاومة تهز العالمين!
 
“.. ولن تحتمل السماء “صفقة القرن” التي يصفعها الأردنيون لينال الفلسطينيون، كل الفلسطينيين، حقهم بالعودة وإزالة النكبة بإزالة أسبابها – ازالة اسرائيل، نقطة على السطر!”

■ اما ساعة السابع من أكتوبر/تشرين الاول 2023 (كما اسلفتُ في عدة مقالات) فتُطيح بأسطورة “العجز العربي” حضارياً وثقافياً، كما أطاحت بإسرائيل الوظيفة والدور، وجعلت منها عبئا استراتيجيا.. وتُعيد “النكبة” او”النكسة” الى موقعها التقني السياسي، كما اعادت الشيطان الى حضن يهوه، وقريباً ستفرض على “الأمم المتحدة” وريثة “عصبة الأمم” الاعتذار عن “صك الانتداب البريطاني” علی فلسطين وازالة اثاره، وستفرض على بريطانيا الاعتذار والعودة عن “وعد بلفور” وإزالة اثاره .. 

■ من دليل MSD الإرشادي الى محرك بحث Google: المقاومة حق، بل فعل طبيعي!

● هذا دليل MSD الإرشادي للمستهلك يشير الى المُضَاعَفات التي يمكن أن تحدث بعد زرع الأعضاء التي تشمل ما يلي:
 
“- رفض العضو المزروع
– العدوى
– السرطان
– تصلب الشرايين
– مشاكل في الكلى
– النقرس
– داء الطُّعم حِيال الثَّوي Graft-versus-host disease
– تخلخل العظام osteoporosis
 
كما يمكن لاستخدام كابتات المناعة أن يؤدي إلى بعض المُضَاعَفات.بالإضافة إلى كبت رد فعل الجهاز المناعي تجاه العضو المزروع، فإن هذه الأدوية تقلل أيضًا من قدرة الجهاز المناعي على مكافحة العدوى وتخريب الخلايا السرطانية.وبالتالي، يزداد خطر إصابة المريض بالعدوى وبعض أنواع السرطان.
ومن السمات الأساسية لجهاز المناعة مقدرته على تدمير الكائنات الدخيلة دون أن يؤثر على بقية خلايا الجسم السليمة”
 
هذا عن زراعة الأعضاء .. اما اذا اقتحم “الجسم الغريب” جسم الانسان فان الخلايا البالغة تتعرف عليه وتطوقه وتحاول التهامه، فالمقاومة حق، بل فعل طبيعي ..
● والان، إستخدم محرك Google بحثاً عن “زرع جسم غريب”، تطالعك الWikipedia بكل “برائتها” بما يلي:
 
Wikipedia
 
تقرير بانرمان
زرع جسم غريب عنها يفصل بين شرق البحر المتوسط والشمال الأفريقي. ومن هذا البند الأخير، ظهر فائدة ظهور دولة يهودية في فلسطين، وهو الأمر الذي استثمره دعاة … 

وتلحق ب الWikipedia عدة مواقع تتناول الموضوع نفسه: إسرائيل جسم غريب لا بد من مقاومته حتى الزوال.

 
■ وهنا أعود الى تساؤلي القديم الجديد: ما سر هذا التزامن وما هذه العلاقة الدياليكتيكية بين المؤتمر الصهيوني الاول ورائحة النفط والغاز من ناحية، والمؤتمر الاوروبي الاول الذي عقد في لندن عام 1840 برئاسة بالمرستون رئيس وزراء بريطانيا آنذاك والذي تبنى شعار”ارض بلا شعب لشعب بلا ارض”، ومؤتمر كامبل بنرمان – وهو المؤتمر الإمبريالي الذي انبثقت وثيقته السرية عام 1907 – وسايكس بيكو، ووعد بلفور، ومؤتمر فرساي، ومؤتمر سان ريمو، ومعاهدة سيفر، ومعاهدة لوزان واكتشاف النفط في المنطقة من الناحية الاخرى؟! اعقب ذلك اختراع “الاسلام التكفيري” منذ “اخوان من طاع الله” ..
 
■ وأعاود التذكير: اما إسرائيل فكان من الممكن أن تنشيء كيانها المحتل (وطنها القومى كما تقول) في أوغندا أو الأرجنتين كما كان مطروحا قبل فلسطين لولا صدفة النفط والغاز في منطقتنا! وها هو المؤرخ اللبناني الراحل، د. كمال الصليبي، يطرح في كتابه “التوراة جاءت من جزيرة العرب”، الذي صدر في العام 1985نظرية “خطأ تحديد جغرافية الحدث التوراتي”، التي تتلخص بوجوب إعادة النظر في “الجغرافيا التاريخية للتوراة”، حيث يثبت أن أحداث “العهد القديم” لم تكن ساحتها فلسطين بل أنها وقعت في جنوب غربي الجزيرة العربية .. كما حاول د. الصليبي، في كتابه “خفايا التوراة وأسرار شعب إسرائيل”، الذي صدر في العام 1988 التأكد من صحة الجغرافيا التاريخية للتوراة، وتصحيح ما ورد من تفاصيل في كتابه السابق “التوراة جاءت من جزيرة العرب”، وهو، هنا ، يعيد النظر في عدد من قصص التوراة المألوفة على ضوء جغرافيا الجزيرة العربية إذ يلحظ أن الأكثرية الساحقة من أسماء الأماكن التوراتية لا وجود لها في فلسطين والقليل الموجود هناك لا يتطابق من ناحية الحدث مع تلك المذكورة بالأسماء ذاتها في التوراة .. ويقدم الصليبي، في كتابه “حروب داوود: الأجزاء الملحمية من سفر صموئيل الثاني مترجمة عن الأصل العبري”، الذي صدر في العام 1990ترجمة جديدة لأخبار الحروب التي خاضها داوود حين كان ملكا على “جميع إسرائيل” (1002 _ 962 ق م تقريبا)، كما هي مروية في الأصل العبري لسفر صموئيل الثاني من التوراة .. ولم يتخل الصليبي في كتابه الأخير [عودة إلى “التوراة جاءت من جزيرة العرب” – أورشليم والهيكل وإحصاء داود… في عسير] الذي صدر في العام 2008 عن اطروحته مصححاً قراءات واجتهادات سابقة عن هذه المواضيع مستندا في ذلك كله إلى أدلة اكتشفها في مجالي اللغة والآثار، وقام بمقارنتها بالمألوف والسائد من “الجغرافيا التاريخية للتوراة”!
 
اما بنو اسرائيل فمن شعوب العرب البائدة، اي من شعوب الجاهلية الاولى، الذين كان لهم بين القرن الحادي عشر والقرن السادس قبل الميلاد، ملك في بلاد السراة. وقد زال هذا الشعب من الوجود بزوال ملكه، ولم يعد له اثر بعد ان انحلت عناصره وامتزجت بشعوب اخرى في شبه الجزيرة العربية وغيرها .. اما اليهودية فديانة توحيدية وضعت أسسها أصلا على أيدي أنبياء من بني اسرائيل (وهم عرب من شعوب الجاهلية الاولى) وانتشرت على أيديهم اول الامر ثم استمرت في الانتشار بعد زوالهم وانقراضهم كشعب!
 

■ ولان “ساكن، بل مغتصب” (تكراراً، لا أقول صاحب) البيت ادرى بالذي فيه، كانت “ديانا” قد استحضرت في عدة مقالات قلق نتنياهو وارتياب اعداد من زعماء الصهاينة من ان اسرائيل قد لا تعمر الى المئة ففي أثناء التحضيرات لاحتفالات الذكرى السبعين للنكبة، عبّر رئيس الوزراء الإسرائيلي علناً عن مخاوفه و أقصى آماله. وكان قد أعلن، في وأكتوبر/تشرين الأول 2017 خلال انعقاد احدى جلسات دراسة التوراة، بأنه: “ينبغي على إسرائيل الآن أن تجهّز نفسها لتهديدات مستقبلية لوجودها إن كانت تصبو للاحتفال بعيد ميلادها المئة” .. وأضاف، بحسب صحيفة “هآرتس”، “لقد امتد عمر المملكة [اليهودية] الحشمونائية [القديمة] ثمانين عاماً فقط”، وبأنه “يعمل على ضمان تخطي إسرائيل هذه المدة وأن تعمِّرَ كي تحتفل بعيد ميلادها المئة”.

■ “هذه روايتُنا، لماذا طوفان الأقصى؟”:
 
● تتميز وثيقة حماس السياسيّة اعلاه بالنضوج الفكري على وقع أيديولوجيا الممانعة المناهضة للاحتلال والاستعمار .. وثيقة تخاطب العالم بالحقائق والارقام الدقيقة، وتدحض أباطيل العدوّ بعيداً عن التبليغ الديني المحض .. وثيقة تميّز بين الصهيونية كمشروع اغتصابي واليهودية كدين!
 
● لخّصت الوثيقة معاناة الشعب الفلسطيني كسياقٍ انجب عمليّة “طوفان الأقصى” بوصفها ضرورة واجبة واستجابة طبيعيّة لما يُحاك من مخططات إسرائيلية. وثّقت حركة حماس في روايتها نسب تملّك الأرض ونسب اليهود بين السكّان، ومعاناة قطاع غزة من حروب خمسة مدمِّرة بدأتها إسرائيل، وكيف ردّ العدو على الاحتجاج السلمي/مسيرات العودة بالنار وقتل 360 فلسطينياً وجرح أكثر من 19 ألفاً، وكيف قتلت إسرائيل 11,299 فلسطينيّاً بين عامي 2000 و2023 (قبل 7 أكتوبر). 
 
● كما وثّقت الرواية أخلاقيّات الحركة في “تجنّب استهداف المدنيّين” ضمن التزام ديني وأخلاقي، وأنّ قتل المدنيّين هو عمل “غير مقصود” حيث لم تستهدف العمليّة الا “المواقع العسكريّة الإسرائيليّة” بغية أسر الجنود لإطلاق سراح الآلاف من أفراد الشعب الفلسطيني ضمن صفقة تبادل. وتعترف الوثيقة بحدوث “بعض الخلل أثناء تنفيذ العمليّة” بسبب “بعض الفوضى” حول السياج.
 
● اشارت الوثيقة الى تعامل الغرب مع إسرائيل على أنها دولة فوق القانون وفوق المساءلة، ودعت لإجراء تحقيق “في كل الجرائم التي اقتُرفت في فلسطين المحتلّة”، واستشهدت بمنظمات حقوق إنسان غربيّة “مُعادية” وصحف إسرائيلية الى جانب مواقع مُناصرة.

■ وها هي ساعة السابع من أكتوبر/تشرين الاول تُؤكد، بتجربة العبور التاريخي الى فلسطين وجغرافيا العالم الجديدة، أن “اسرائيل” لم تعد تلك “القلعة المنيعة التي يقف يهوه على بابها”، كما يرى ايتامار بن غفير وصحبه من غلاة الصهاينة .. ولسوف تُفضي الهيستيريا التي طرقت بابهم الى انفجار يُطيح اليوم بالدور الوظبفي، وغداً بدولة الاغتصاب! وها هو “الجيش الاسرائيلي” يُصاب بـ”متلازمة غزة” (Gaza syndrome) مثلما أصيب الجيش الأميركي بـ”متلازمة فيتنام”!

● وهكذ، كما أوجزت “ديانا”، تواصل المقاومة التقدم في العمق وعلى الاطراف والصواريخ تصل القدس وجنوب تل أبيب، الاشتباك لا يهدأ والعدو ما فتئ يألم، والضفة تواكب غزة، ووحدة الساحات تتعزز .. فشل القبة الحديدية ومقلاع داوود وترميم القدرة على الردع فارتياع وهرب: المستوطنون الى ألملاجئ، الخبرات، والعقول، والشركات والودائع الى نيويورك ولندن وبرلين .. هجرة عكسية وارتباك في مطار اللد فإطاحة بالثالوث الاقدس للكيان الاسرائيلي المؤقت: الأمن، والاستقرار، والرخاء الاقتصادي!

نعم، سنوقظ هذه الأرض التي استندت إلى دَمنا،

فمن دمنا إلى دمنا حدودُ الأرض ..

وسيولدون , ويكبرون , ويُقتلون’

ويولدون , ويولدون ’ ويولدون ..

نعم – يميناً، بعد هذا اليوم لن نبكي، ولن يسحقنا لا جرحٌ ولا يأسُ .. نزرع اقدامنا في الوطن، في ارضنا فلسطين من النهر الى البحر ومن الناقورة الى ام الرشراش، ونزرع عيوننا “في درب السّنى والشمسْ”، كما بشَّرتنا “فدوى طوقان” فالردّ لن يكون بالنار فقط، بل بالنار للعبور ودخول الجليل لتحريره بالبيان والتبيين لقدرات غير مسبوقة في اختراق العقل الصهيوني وقض مضاجعه بالقدرة العملية على الوصول الى مضاجعه وحصونه .. كما انها تشكل تراكماً لثقافة المواجهة مع المحتل بالدم الوطني .. ثقافة المقدرة لدى الشباب العربي عموما، والشياب الفلسطيني على نحو خاص .. وهنا لا بد ان نذكر استشهاد “ديانا” ببعض أقوال الزعيم انطون سعادة مثل: “إن فيكم قوة لو فُعِّلت لغيرت وجه التاريخ” و”مارسوا البطولة، ولا تخافوا الحرب”، ولعل هذا ما يحصل في فلسطين – في حروب غزة والضفة تأكيداً لوحدة الساحات حيث تُبتدع وتتكون أشكال “مقاومة” لم يستطع الاحتلال وقواه الاستخبارية وداعميه تفهم عزيمة صُنّاعها او زُرّاعها على تحرير فلسطين – كل فلسطين!

● نعم، اعادت ساعة السابع من أكتوبر/تشرين الاول الى الاذهان أنّ الكيان المؤقت هو “أوهن من بيت العنكبوت”، وذكّرتنا بعجزه عن مواجهة مصيره رغم كلّ الدعم والترسانات التي غمروه بها منذ نشأته طوال عقود ثمانية، فإذا ببضع مئات من المقاومين الأبطال (بالكاد بلغ عددهم 1200 مقاتل) يحطّمون فرقة غزة في جيش العدو بالكامل (حوالي 15 ألف ضابط وعسكري بكلّ عتادهم ودباباتهم وذخائرهم) ليتحوّلوا جميعاً إلى قتلى وجرحى وأسرى، وفارّين قد ولّوا الأدبار ممرغة أنوفهم في التراب .. ابطالٌ مقاومون تمكّنوا من حرفة “حياكة السجاد العجمي”، بعد أن التحموا في استراتيجية وحدة الساحات!

فمتى (ليس هل) تنفجر “اسرائيل” التي تعاني من الانقسام الأفقي والعمودي!؟ وهل تأتي نهاية “بنيامين نتنياهو” كما كانت نهاية “الملك شاوول” (1080 ـ 1010 قبل الميلاد) الذي انتحر اثر هزيمته في معركة “جبل جلبوع” على يد الفلسطينيين!؟

ما زلت أُصغى لصدى خطواتِكِ – ديانا – فى أرض فلسطين واردد مٓعٓكِ:

نحن القضاء المبرم .. و”اسرائيل الى زوال” كما نقشتِ على ظهر الدهر، فهزمتِ الموت روحا نقيّاً كالسَّنا .. “بَلِ ٱلسَّاعَةُ مَوْعِدُهُمْ وَٱلسَّاعَةُ أَدْهَىٰ وَأَمَرُّ”!

نعم، حل العودتين والدولة الواحدة، لا حل الدولتين – نقطة على السطر!

الدائم هو الله، ودائمة هي فلسطين ..

نصركم دائم .. الا أنكم أنتم المفلحون الغالبون ..

 الياس فاخوري

كاتب عربي أردني

 
 

 

التعليقات مغلقة.