حل العودتين والدولة الواحدة، لا حل الدولتين – نقطة على السطر! / الياس فاخوري
الياس فاخوري ( الأردن ) – السبت 3/2/2024 م …
(==) حيثما وردت كلمة ” ديانا ” في مقالات الكاتب، فهي تعني تحديدا زوجته الراحلة الكبيرة والمفكرة القومية ، شهيدة الكلمة الحرة والموقف الوطني ” ديانا فاخوري “… والصورة أعلاه لهما معا …
“أعاد الأمير الأردني علي بن الحسين نشر مقال للملك الراحل عبد الله الأول نشرت في تشرين الثاني من عام 1947 في مجلة أمريكيّة، والذي حمل عُنوان “كيف يرى العرب اليهود”، مخاطبًا بها الجمهور الأمريكي .. كما تطرّقت المقالة إلى تفنيد الحق التاريخي والديني لليهود في فلسطين، وتحدثت مطولا كيف أن الغرب الذي كان يتعاطف مع اليهود البؤساء قد ألقى بهم إلى فلسطين بدل أن يستوعبهم خصوصا أنه هو المسؤول الأول عن محنتهم.”
■ اما ساعة السابع من أكتوبر/تشرين الاول 2023 (كما اسلفتُ في عدة مقالات) فتُطيح بأسطورة “العجز العربي” حضارياً وثقافياً، كما أطاحت بإسرائيل الوظيفة والدور، وجعلت منها عبئا استراتيجيا.. وتُعيد “النكبة” او”النكسة” الى موقعها التقني السياسي، كما اعادت الشيطان الى حضن يهوه، وقريباً ستفرض على “الأمم المتحدة” وريثة “عصبة الأمم” الاعتذار عن “صك الانتداب البريطاني” علی فلسطين وازالة اثاره، وستفرض على بريطانيا الاعتذار والعودة عن “وعد بلفور” وإزالة اثاره ..
■ من دليل MSD الإرشادي الى محرك بحث Google: المقاومة حق، بل فعل طبيعي!
وتلحق ب الWikipedia عدة مواقع تتناول الموضوع نفسه: إسرائيل جسم غريب لا بد من مقاومته حتى الزوال.
■ ولان “ساكن، بل مغتصب” (تكراراً، لا أقول صاحب) البيت ادرى بالذي فيه، كانت “ديانا” قد استحضرت في عدة مقالات قلق نتنياهو وارتياب اعداد من زعماء الصهاينة من ان اسرائيل قد لا تعمر الى المئة ففي أثناء التحضيرات لاحتفالات الذكرى السبعين للنكبة، عبّر رئيس الوزراء الإسرائيلي علناً عن مخاوفه و أقصى آماله. وكان قد أعلن، في وأكتوبر/تشرين الأول 2017 خلال انعقاد احدى جلسات دراسة التوراة، بأنه: “ينبغي على إسرائيل الآن أن تجهّز نفسها لتهديدات مستقبلية لوجودها إن كانت تصبو للاحتفال بعيد ميلادها المئة” .. وأضاف، بحسب صحيفة “هآرتس”، “لقد امتد عمر المملكة [اليهودية] الحشمونائية [القديمة] ثمانين عاماً فقط”، وبأنه “يعمل على ضمان تخطي إسرائيل هذه المدة وأن تعمِّرَ كي تحتفل بعيد ميلادها المئة”.
■ وها هي ساعة السابع من أكتوبر/تشرين الاول تُؤكد، بتجربة العبور التاريخي الى فلسطين وجغرافيا العالم الجديدة، أن “اسرائيل” لم تعد تلك “القلعة المنيعة التي يقف يهوه على بابها”، كما يرى ايتامار بن غفير وصحبه من غلاة الصهاينة .. ولسوف تُفضي الهيستيريا التي طرقت بابهم الى انفجار يُطيح اليوم بالدور الوظبفي، وغداً بدولة الاغتصاب! وها هو “الجيش الاسرائيلي” يُصاب بـ”متلازمة غزة” (Gaza syndrome) مثلما أصيب الجيش الأميركي بـ”متلازمة فيتنام”!
● وهكذ، كما أوجزت “ديانا”، تواصل المقاومة التقدم في العمق وعلى الاطراف والصواريخ تصل القدس وجنوب تل أبيب، الاشتباك لا يهدأ والعدو ما فتئ يألم، والضفة تواكب غزة، ووحدة الساحات تتعزز .. فشل القبة الحديدية ومقلاع داوود وترميم القدرة على الردع فارتياع وهرب: المستوطنون الى ألملاجئ، الخبرات، والعقول، والشركات والودائع الى نيويورك ولندن وبرلين .. هجرة عكسية وارتباك في مطار اللد فإطاحة بالثالوث الاقدس للكيان الاسرائيلي المؤقت: الأمن، والاستقرار، والرخاء الاقتصادي!
نعم، سنوقظ هذه الأرض التي استندت إلى دَمنا،
فمن دمنا إلى دمنا حدودُ الأرض ..
وسيولدون , ويكبرون , ويُقتلون’
ويولدون , ويولدون ’ ويولدون ..
نعم – يميناً، بعد هذا اليوم لن نبكي، ولن يسحقنا لا جرحٌ ولا يأسُ .. نزرع اقدامنا في الوطن، في ارضنا فلسطين من النهر الى البحر ومن الناقورة الى ام الرشراش، ونزرع عيوننا “في درب السّنى والشمسْ”، كما بشَّرتنا “فدوى طوقان” فالردّ لن يكون بالنار فقط، بل بالنار للعبور ودخول الجليل لتحريره بالبيان والتبيين لقدرات غير مسبوقة في اختراق العقل الصهيوني وقض مضاجعه بالقدرة العملية على الوصول الى مضاجعه وحصونه .. كما انها تشكل تراكماً لثقافة المواجهة مع المحتل بالدم الوطني .. ثقافة المقدرة لدى الشباب العربي عموما، والشياب الفلسطيني على نحو خاص .. وهنا لا بد ان نذكر استشهاد “ديانا” ببعض أقوال الزعيم انطون سعادة مثل: “إن فيكم قوة لو فُعِّلت لغيرت وجه التاريخ” و”مارسوا البطولة، ولا تخافوا الحرب”، ولعل هذا ما يحصل في فلسطين – في حروب غزة والضفة تأكيداً لوحدة الساحات حيث تُبتدع وتتكون أشكال “مقاومة” لم يستطع الاحتلال وقواه الاستخبارية وداعميه تفهم عزيمة صُنّاعها او زُرّاعها على تحرير فلسطين – كل فلسطين!
● نعم، اعادت ساعة السابع من أكتوبر/تشرين الاول الى الاذهان أنّ الكيان المؤقت هو “أوهن من بيت العنكبوت”، وذكّرتنا بعجزه عن مواجهة مصيره رغم كلّ الدعم والترسانات التي غمروه بها منذ نشأته طوال عقود ثمانية، فإذا ببضع مئات من المقاومين الأبطال (بالكاد بلغ عددهم 1200 مقاتل) يحطّمون فرقة غزة في جيش العدو بالكامل (حوالي 15 ألف ضابط وعسكري بكلّ عتادهم ودباباتهم وذخائرهم) ليتحوّلوا جميعاً إلى قتلى وجرحى وأسرى، وفارّين قد ولّوا الأدبار ممرغة أنوفهم في التراب .. ابطالٌ مقاومون تمكّنوا من حرفة “حياكة السجاد العجمي”، بعد أن التحموا في استراتيجية وحدة الساحات!
فمتى (ليس هل) تنفجر “اسرائيل” التي تعاني من الانقسام الأفقي والعمودي!؟ وهل تأتي نهاية “بنيامين نتنياهو” كما كانت نهاية “الملك شاوول” (1080 ـ 1010 قبل الميلاد) الذي انتحر اثر هزيمته في معركة “جبل جلبوع” على يد الفلسطينيين!؟
ما زلت أُصغى لصدى خطواتِكِ – ديانا – فى أرض فلسطين واردد مٓعٓكِ:
نحن القضاء المبرم .. و”اسرائيل الى زوال” كما نقشتِ على ظهر الدهر، فهزمتِ الموت روحا نقيّاً كالسَّنا .. “بَلِ ٱلسَّاعَةُ مَوْعِدُهُمْ وَٱلسَّاعَةُ أَدْهَىٰ وَأَمَرُّ”!
نعم، حل العودتين والدولة الواحدة، لا حل الدولتين – نقطة على السطر!
الدائم هو الله، ودائمة هي فلسطين ..
نصركم دائم .. الا أنكم أنتم المفلحون الغالبون ..
الياس فاخوري
كاتب عربي أردني
التعليقات مغلقة.