الى اصحاب الفخامة والسعادة والدولة في لبنان: أعيدوا الودائع كي لا تعيدوا لكارل ماركس أَلَقَه! / الياس فاخوري

الياس فاخوري ( الأردن ) – الإثنين 21/4/2025 م …

اليوم ابدأ باستعادة مصطلح “قدسية الودائع”، وخطابَي القسم والتكليف .. من Jan 9 الى Feb 26، جاء ال”عون” وحل ال”سلام” في لبنان فتمنينا ان “تنوف” العدالة بإعادة أموال المودعين تعظيماً للجوامع وجبراً للقواسم في ساحة تكاملية .. ومن الواضح والبيِّن – وبعد مرور 100 يوم على الاول وثمانية أسابيع على الثاني – أنه لم يعد هناك من مبرّر للمماطلة والتسويف، ولتكن أولوية الحكومة للمودعين، لا للمصارف: أعيدوها لاصحابها كاملة غير منقوصة ولا مُقَسَّطة (كاملة غير منقوصة ولا مُقَسَّطة) .. لنا بشرى الصابرين (منذ 2019)، ولا نريد لكم عاقبة الظالمين؛ لا ناراً ولا سعيراً .. “وَلَا تَحْسَبَنَّ اللَّهَ غَافِلًا عَمَّا يَعْمَلُ الظَّالِمُونَ ۚ إِنَّمَا يُؤَخِّرُهُمْ لِيَوْمٍ تَشْخَصُ فِيهِ الْأَبْصَارُ” (ابراهيم – 42)
وكنتُ قد تمنيّتُ – بمنطق الخوارزميات (أُم الذكاء الاصطناعي) – ان نهجر التركيز على القواسم الى تعظيم الجوامع في “ساحة تكاملية تسمح بالنمو التضاعفي” حيث تُمثّل اعادة أموال المودعين الجامع المشترك الأعظم لكل اللبنانيين الذين ذَهَبوا أَيْدِي سَبأ، وَتَفَرَّقُوا فئات وطوائف وقبائل وخنادق وجبهات! .. فلنذهب، في هذه اللحظة الاستراتيجية، من “القاسم غير المشترك الأكبر” الى “الجامع المشترك الأعظم” بتحرير أموال المودعين من احتلال “الداخل” وإعادتها لاصحابها كاملة غير منقوصة ولا مُقَسَّطة (كاملة غير منقوصة ولا مُقَسَّطة) .. وتكراراً، “حقوق المودعين في حمى الدستور اللبناني والقوانين، ولا يجوز المساس بها إطلاقًا – نقطة على السطر”!
كما كنت قد تمنيّتُ الا أُضطرّ للاستعانة بالبحتري (ببعض التصرف):
سَلامٌ عَلَيْكُمْ، لا وَفَاءٌ وَلاَ عَهْدُ// فما لَكُمُ من “إعادة أموالنا” بُدُّ//”
يا سادة” قَدْ أنجَزَ البَينُ وَعْدَهُ// وَشيكاً، وَلمْ يُنْجَزْ لنَا منكُمُ وَعْدُ//
وما زلت أرجو الا أُضطرّ للإستعانة بعمر بن أبي ربيعة:
لَيتَ هِنداً أَنجَزَتنا ما تَعِد// وَشَفَت أَنفُسَنا مِمّا تَجِد//
كُلَّما قُلتُ مَتى ميعادُنا// ضَحِكَت هِندٌ وَقالَت بَعدَ غَد//
وعليه اناشدكم الا تعيدو لكارل ماركس أَلَقَه كما أعاد اليه ترامب بهائه والمجد! لا تسمحوا بتمدد مفاهيم وأهداف ونوايا وأطماع الرأسمالية المتوحشة سياسياً واقتصادياً لغزو مجتمعاتنا وصولاً لشواطئ الخليج بنفطها والغاز! وكان ماركس قد حدّثنا منذ قرنين من الزمن عن وحشية الرأسمالية كاحدى مراحل تطورها حيث ستُعاظم الطبقة المهيمنة من ارباحها الفاحشة وستتركز الثروة في أيدي فئة قليلة من البشر ضاربين عرض الحائط بكل المعايير الانسانية .. ولنتذكر الأدوار الماكرة التي أدّاها المحافظون الجدد (أمثال جورج شولتز ودونالد رامسفيلد وديك تشيني وجورج بوش وهنري كيسنجر وجون بولتون وجيمس بيكر)، فهؤلاء وأشباههم طبّقوا تعاليم ومبادئ مدرسة شيكاغو الليبرالية الجديدة المدمرة والكارثية على اقتصادات الدول الاشتراكية .. فمنذ مطلع الثمانينيات من القرن الماضي ومع انطلاق تطبيق مفهوم الليبرالية الجديدة أو العولمة أو عقيدة التجارة الحرة، نرى الإمبريالية الأميركية والصهيونية والرأسمالية المتوحشة تستنفر لترسيخ الهيمنة الرأسمالية المفرطة على دول العالم تحت غطاء مبررات مغلوطة كتعميم نشر الديموقراطية وعولمة حقوق الإنسان وتحريره من قيود الجهل وبراثن الفقر ورواسب التخلف .. إرثٌ اقتصاديٌ بقمع مؤلم مبني على السلب، والاستعباد، والاستغلال الرخيص — مظالم تُشكل أحد أوجه عدم المساواة الاجتماعية والاقتصادية!
انها ذات السياسات الاقتصادية المتوحشة التي نفذتها “الديمقراطيات الغربية”، في أميركا اللاتينية وإيطاليا وفرنسا واليونان .. انها ذات السياسات التي يمارسونها في غزة والضفة من وحشية وبربرية والتي تؤدي إلى نفس الآثار التدميرية الاقتصادية والاجتماعية، وإلى نفس النتائج من عجوزات، وديون فلكية، والمزيد من الفقر، واغتصاب حقوق المواطنين، والى نفس الخطاب الإعلامي المستخدم في الغرب مثل تقديم “التضحيات” من قبل الشعب .. وأن أي اعتراض على هذه السياسات يوازي خيانة الوطن .. وإذا تمكنت “الديمقراطية” في الغرب الأوروبي والأميركي من انقاذ القلة الرأسمالية المحتكرة عبر تسييد الفاشية، نأمل ونرجو ونتضرّع الا يعلن النظام الحاكم في لبنان فاشيته بالاستيلاء على الودائع وإلا أعدتم لكارل ماركس أَلَقَه كما أعاد اليه ترامب بهائه والمجد!!
وهنا لا بد من ألتذكير بخطاب القسم والبيان ألوزاري وتصريحات رئيس مجلس النواب وما جاء على ألْسِنَة السادة المعنيين (اصحاب السعادة، والمعالي، والدولة، و”السعادة”، والفخامة) من تصريحات ومقالات ومداخلات وبيانات حول ضرورة اعادة أموال المودعين (وما يستحق لها من حقوق) لاصحابها كاملة غير منقوصة ولا مُقَسَّطة، فيعود لبنان “وقف الله” و”أريكة القمر”، لا “الفائض الجغرافي” ولا “االخطأ التاريخي”، ويَعُد كل اللبنانيين لبنان!
الدائم هو الله، ودائم هو لبنان، ودائم هو الأردن العربي، ودائمة هي فلسطين ..
نصركم دائم .. الا أنكم أنتم المفلحون الغالبون ..