السيد نصرالله: من يفكر بالحرب معنا سيندم.. و”إسرائيل” على طريق الزوال
مدارات عربية – الخميس 4/1/2024 م …
قال الامين العام لحزب الله السيد حسن نصر الله في كلمة له خلال الاحتفال بالذكرى الرابعة لاستشهاد الحاج قاسم سليماني وأبو مهدي المهندس في مجمع سيد الشهداء في الضاحية الجنوبية لبيروت إن “من يفكر بالحرب معنا سيندم لانها ستكون مكلفة جدا”، ولفت الى ان “طوفان الاقصى وضعت إسرائيل على طريق الزوال”، واكد ان “عملية اغتيال الشيخ صالح العاروري من قبل العدو الاسرائيلي في الضاحية الجنوبية لبيروت لن تمر دون رد او عقاب”.
وعن الشهيد سليماني، قال السيد نصر الله “ما نتحدث عنه في كل المنطقة اليوم يحضر معنا الحاج قاسم سليماني، واليوم بشهداء كرمان يذكروني بكلمة للامام الخامنئي يقول بأن قاسم الشهيد يخيف العدو اكثر من قاسم سليماني الحي”، وتابع “اليوم نرى انهم يلاحقونه حتى ضريحه، هو الاكثر حضورا رغم استشهاده في بنادقنا وصواريخنا وعبواتنا وفي دموع الاطفال ودعوات النساء والصبر الاسطوري وكل ما نراه اليوم من ثمار تضحيات هذا القائد الكبير على مدى سنوات طويلة”.
ولفت السيد نصر الله الى ان “الحاج قاسم كان يركز على دعم حركات المقاومة، ونهجه كان هو التالي بأن يدعم حركات المقاومة عدة وعديدا وتصنيعا ومن علامات الاخلاص لديه ان تصل كل حركات المقاومة الى الاكتفاء الذاتي لتعتمد بعد الله على قدراتها وامكاناتها وعلى مدربيها وعلى عقولها وستغني حتى عن العون الذي تقدمه الجمهورية الاسلامية الايرانية”، وتابع “على سبيل المثال كل ما يحصل اليوم في غزة هو وليد عمل بالحد الادنى لـ20 عاما”، واضاف “الاكثر حضورا كان في محور المقاومة كان الشهيد الحاج قاسم في كل مراحل عمل المقاومة في مختلف الساحات من فلسطين الى لبنان الى العراق، وهو كان الشخصية المركزية في دعم المقاومة وان تقوم علاقات وثيقة بين كل حركات المقاومة من لبنان الى فسلطين والعراق واليمن”.
وأكد السيد نصر الله ان “محور المقاومة يلتقي على مفاهيم ورؤية استراتيجية واضحة، الاهداف واضحة والاعداء محددون واين مصلحة شعوب المنطقة واين تكمن مصلحتها وسيادتها وفي الرؤية للمشروع الاسرائيلي”، واوضح “لكن كل حركة مقاومة حيث هي تقرر هذا الموقف ام غيرهم حسب رؤيتها الوطنية وانسجاما مع الرؤية الاستراتيجية ولا يأمر أحد احدا نتشاور ونستفيد من تجارب بعضنا البعض ولكن كل طرف يأخذ القرار الذي يراه مناسبا”.
واشار السيد نصر الله الى ان “الحاج قاسم كان أمينا على هذا العمل والنموذج والمدرسة والثقافة ولم يدخل فيه شيئا من هوى النفس بل كان ذائبا في الاسلام والمعذبين والمستضعفين لذلك كان مسار هذه الحركات مسار انتصار”، واضاف “هذا النموذج تُعلّق عليه الآمال الكبيرة لصنع الانتصارات وبالفعل يصنع الانتصارات وهذا النموذج اليوم في محور المقاومة هو نموذج فريد في تاريخ البشرية”، وشدد على انه “بتجربة محور المقاومة لا يوجد عبيد فلا يوجد الا السادة الشرفاء الذين يصنعون النصر لأمتهم”.
ولفت السيد نصر الله الى انه “عندما نرى حجم النتائج والانجازات التي تحققت حتى الآن وأضفنا اليها ما يمكن أن يتحقق لاحقا عندها سندرك وسنزداد تسليما ورضى بحجم التضحيات في كل الساحات”، واشار لاى ان “حركات المقاومة قامت بخطوات مهمة باستهداف الكيان الصهيوني والقواعد الاميركية لكن كانت الخطوة النوعية هو التحدي في البحر الأحمر فهي خطوة شجاعة وعظيمة ومؤثرة الى أبعد الحدود”، واوضح ان “التجلي الأهم لمحور المقاومة والتحدي الأخطر كان في هذه الاشهر القليلة الماضية في موضوع طوفان الأقصى”، وذكر ان “الصمود الاسطوري في اليمن وسوريا هذه كلها من بركات هذا المحور وهذا النهج وهذه الثقافة”.
ورأى السيد نصر الله انه “أمام هول ما جرى في غزة فانقلب السحر على الساحر فاستطلاعات الرأي الأميركية تقول أكثر من 50 بالمئة من الشباب الأميركي يقول يجب تفكيك دولة اسرائيل واعادة كل ارض فلسطين للشعب الفلسطيني”، واوضح انه “من نتائج عملية طوفان الأقصى وما بعدها سقوط صورة اسرائيل في العالم التي عمل عليها الاعلام الغربي وجزء من الاعلام الرسمي العربي ولهذه النتيجة تأثير كبير على معادلات الصراع في المنطقة”، ولفت الى انه “من نتائج عملية طوفان الأقصى وما بعدها ارتفاع مستوى التأييد لخيار المقاومة داخل الشعب الفسطيني وعلى مستوى الأمة”، واعتبر ان “عملية طوفان الأقصى أثبتت أن هذا الشعب الفلسطيني لا يمكن أن ينسى شعبه ومقدساته وتاريخه”، وأكد انه “من نتائج عملية طوفان الأقصى إعادة احياء القضية الفلسطينية بعد أن كانت تُنسى وتُصفّى وفرض البحث من جديد في كل انحاء العالم عن حلول”.
وذكر السيد نصر الله انه “توضّح للعالم أن اسرائيل لم تحترم أي قرار دولي”، وشدد على ان “طوفان الأقصى وما بعده وجه ضربة قاصمة لمسار التطبيع”، ولفت الى “شعب الكيان الصهيوني انعدمت ثقته بالجيش الاسرائيلي والاجهزة الامنية عندهم وهذا يمس بأساس وجود اسرائيل، لانها دولة اذا فقدت الامن لا يمكن ان تبقى لان الصلة بالارض هي صلة منافقة كاذبة، وبالتالي طوفان الاقصى وضع اسرائيل على طريق الزوال”.
وقال السيد نصر الله “طوفان الأقصى وما يجري على كل الجبهات أسقط نظرية مفهوم الملجأ الآمن للصهاينة الذي على أساسه تقوم هجرة ملايين اليهود الى اسرائيل وقد بدأت الهجرة المعاكسة”، واضاف “اسرائيل كيان مصطنع وصلة شعبها بهذه الأرض قائمة على الأمن وعندما يفتقد الصهاينة الأمن ينتهي الأمر ويجمعون حقائبهم ويرحلون وهذا هو المشهد الآتي ومن نتائج طوفان الأقصى وما يجري في كل محاور القتال انعدام ثقة شعب الكيان بالجيش والأجهزة الأمنية والقيادات السياسية”، واشار الى “ثلاثة أشهر في غزة لا يوجد أحد في الكيان الصهيوني يدّعي أنه امامه صورة نصر حتى الآن”، وأكد ان “المقاومة في لبنان عندما فتحت هذه الجبهة لم تكن مردوعة وهي اليوم أكثر جرأة واستعدادًا للاقدام”، وشدد على ان “من نتائج طوفان الاقصى تهشيم الردع الاستراتيجي الذين قالوا أنهم يعملون على اعادة ترميمه”.
وأكد السيد نصر الله “هناك مشهد قوة في غزة رغم المظلومية الهائلة”، وتابع “هذه التجربة تقول إن كنت ضعيفًا لا يعترف بك العالم ولا يدافع عنك ولا يبكي عليك الذي يحميك هو قوتك وشجاعتك وقبضاتك وسلاحك وصواريخك وحضورك في الميدان فإن كنت قويًا تفرض احترامك على العالم”، ولفت الى ان “ما حصل في غزة أثبت أن النظام الدولي والمؤسسات الدولية والمجتمع الدولي ليس قادرا على حماية أي شعب وهذا عبرة لنا جميعا”، واشار الى ان “طوفان الأقصى من أهم نتائجه أنه دمر الصورة الاميركية التي تم الترويج لها وقدمها بأبشع حقائها لأن اليوم الذي يقتل في غزة هو الأميركي ويمنع وقف الحرب على غزة”.
وشدد السيد نصر الله على ان “من نتائج الحرب الفشل في تحقيق أي من الأهداف فالأميركي عندما يقول للاسرائيلي أن ينسحب من المدن لانه يخاف عليه فيما من الممكن ان تكون رغبة المقاومة بقاء الصهاينة للنيل منهم”، واوضح ان “كيان العدو يعاني من مئات الآلاف من النازحين والهجرة العكسية والأوضاع النفسية للصهاينة والاقتصاد المتدهور”، وأكد ان “أرض فلسطين من البحر إلى النهر هي فقط للشعب الفلسطيني”، وقال “من نتائج طوفان الأقصى وما يجري على كل الجبهات كسر صورة دولة اسرائيل المقتدرة”، ولفت الى ان “طوفان الأقصى وضع اسرائيل على طريق الزوال أما العروش العربية فلتحفظ نفسها”، وأشار الى ان “ما جرى وضع اسرائيل على طريق الزوال الذي سنشهده جميعا ان شاء الله ولن يستطيع ان يحميها أحد”.
وقال السيد نصر الله “أهم رسالة للمقاومة في لبنان في 8 و 9 تشرين أنها مقاومة شجاعة وقوية وليست مردوعة أو لها أي حسابات في الدفاع على بلدها”، وتابع ان “الاسرائيلي اعتبر أن ما جرى في غزة قد يرعب اللبنانيين وكانوا يفكرون جديا بالقضاء على حزب الله باعتبارها فرصة”، ولفت الى ان “الاسرائيلي استنفر بكل أسلحته وعتاده وهذه من بركات مسارعة المقاومة في لبنان الى فتح الجبهة”، واضاف “نحن حتى الآن نقاتل في الجبهة بحسابات لذلك هناك تضحيات لكن اذا فكر العدو أن يشن حربا على لبنان حينها سيكون قتالنا بلا حدود وضوابط وسقوف”، واكد ان “من يفكر بالحرب معنا سيندم وستكون مكلفة واذا كنا نداري حتى الآن المصالح اللبنانية فاذا شُنّت الحرب على لبنان فإن مقتضى المصالح اللبنانية الوطنية أن نذهب بالحرب إلى الأخير من دون ضوابط”.
وعن جريمة اغتيال العدو الاسرائيلي للقيادي في حماس الشيخ صالح العاروري، قال السيد نصر الله “هذه الجريمة لن تبقى دون رد وعقاب وبيننا وبينكم الميدان والايام والليالي”.
من جهة ثانية، قال السيد نصر الله “يجب ان نقدم تبريكنا وتعازينا بشهادة اصحاب المناسبة الشهيد الحاج قاسم سليماني ورفاقه من الايرانييين والشهيد الكبير الحاج ابو مهدي المهندس ورفاقه من الاخوة العراقيين الذين استشهدوا معه، لعائلاتهم الشريفة نجدد تعازينا لفقد الاحبة وتبريكنا لحصولهم على هذا الوسام الالهي الرفيع”، وتابع “تعازينا ايضا لما جرى في كرمان من استهداف لمن يحيي هذه المناسبة، هؤلاء هم شهداء نفس الطريق والمعركة التي كان يقودها الحاج قاسم سليماني”، واضاف “في ايامنا تختلط افراحنا بالاتراح ، وهنا نبارك للجميع وخاصة المسيحيين بعيد ميلاد السيد المسيح بشارة الخلاص لكل المظلومين في هذا العالم، ونبارك بحلول العام الميلادي الجديد ونتمى للجميع ان يقضوا هذا العام افضل من الاعوام السابقة”.
وقال السيد نصر الله “ايضا ابارك للمسلمين وخاصة السيدات مولد السيدة الزهراء والتي كانت وستبقى سيدة نساء العالمين وسيدة نساء اهل الجنة”، وتابع “ايضا اتوجه بالتعزية لفدناننا لاخ عزيز فقيد الجهاد والمقاوة والمسيرة الايمانية والجهادية الاخ محمد ياغي ، لكل اهلنا في البقاع وخاصة عائله برحيله”، واضاف “ايضا نتقدم بالتبريك والتعزيوباستشهاد السيد رضي الموسوي هذا الشهيد التقي الرضي عرفناه منذ اكثر من 30 عاما وكان يحب ان يقال له انه خادم هذه المقاومة وهذه المسيرة، نتقدم للامام الخامنئي وللشعب الايراني المضحي بالتعزية والتبريك”.
وتابع السيد نصر الله “ايضا نتوجه بالتبريك والتعزية بالشهيد الكبير نائب رئيس المكتب السياسي لحركة حماس ورفاقه الذين استشهدوا بالامس في عدوان اسرائيلي فاضح على الضاحية الجنوبية لبيروت، اتوجه الى الاخ اسماعيل هنية وكل اخوانه في حماس والقسام والشعب الفلسطينيو العائلة الشريفة للشيخ صالح والعائلات الشريفة لكل الشهداء، بالتبريك والتعزية واتوجه الى الله ان يتقبلهم”، واضاف “الشيخ صالح أمضى عمره في الجهاد والمقاومة والعمل والتقال والاسر والهجرة وختم الله سبحانه بهذه الشهادة العظيمة”.
وقال السيد نصر الله “نعزي بكل الشهداء ونبارك لهم من غزة من المدنيين من نساء واطفال وصغار الى المقاتلين البواسل الى شهداء الضفة الغربية ، الى شهداء العراق جراء العدوان الاميركي، الى سوريا من الشهداء المدنيين والعسكريين، الى شهداء اليمن الى شهداء البحر وعظمتهم عند الله، الى لبنان وكل شهدائه من كل الفصائل وشهداء الجيش اللبناني، لكل هؤلاء الشهداء وعوائلهم نتقدم بالتبريك والتعزية لما يقدموه من تضحيات وثبات وصبر وما نشاهد من هم من التوكل والتسليم والرضى والاستعداد للتضحية والاعتزاز والافتخار بهؤلاء الشهداء، والتحية لكل النازحين من القرى الامامية للتضحيات التي يقدمونها ولكل المقاومين عند الحدود”، وتابع “نؤكد ان نتائج هذه التضحيات لن يكون لها إلا النتائج المحمودة على فلسطين وكل المنطقة”.
التعليقات مغلقة.