“الجِنرال” محمد الضيف يُطلق الصّاروخ الأوّل لتَدشينِ حرب التحرير / عبد الباري عطوان
عبد الباري عطوان ( فلسطين ) – الأحد 8/10/2023 م …
عندما يخرج “الجِنرال” محمد الضيف زعيم “كتائب القسّام” الجناح العسكريّ لحركة “حماس” من مخبئه المُتواضِع، وبصُحبته “أبو عبيدة” النّاطق الرسمي باسمِه بشماغِه الأحمر، وبعد غيابٍ قارب العامين، وتحديدًا مُنذ معركة “سيف القدس”، فإنّ هذا يعني أنّ نصرًا كبيرًا في الطّريق وأنّ من اقتَحموا المسجد الأقصى سيُواجِهون عِقابًا صارمًا، ومعهم السّلطات الإسرائيليّة التي وفّرت لهُم الحِماية، والآن عرَفنا أسباب هذا الغِياب وأبرزها التّحضير لهذا النّصر الكبير.
“الجِنرال” الضيف، واسمحوا لنا أن نُخاطبه بهذا اللّقب الذي يستحقّه بجدارةٍ، ويتواضع أمامه كُل الجِنرالات العرب الذين لم يخوضوا معركةً واحدة، أو يُطلقوا طلقة “فشنك” في تاريخهم ليستحقّوا النّياشين “المُزوّرة” التي يُزيّنون بِها صُدورهم وأكتافهم.. الجِنرال الضيف قالها بهُدوءٍ، واختصارٍ شديد “اليوم يوم المعركة الكُبرى لإنهاء الاحتِلال الأخير على سطح الكُرة الأرضيّة، ومُعلنًا إطلاق 5000 صاروخ دُفعةً واحدةً في عدّة دقائق لتدشين هذا الهُجوم المُبارك”، أمّا أبو عبيدة فجسّد المشهد بقوله “إسرائيل تتهاوى أمامنا و”طوفان الأقصى” (اسم العمليّة) يجري كما هو مُخطّطٌ له”، وتهاوت أمامهما وقوّاتهما كُل القبب الحديديّة ومقالع داوود، وطائرات الشّبح.
على الأرض وفي مُستوطنات غِلاف غزّة المُغتصبة، تحقّقت المُعجزة الأكبر في زمنٍ عربيٍّ استحالت فيه المُعجزات، وشاهدنا دبّابة “ميركافا” ذليلةً مُهانةً في مُستوطنات غِلاف غزّة، وعاجزةً عن حِماية مُستوطنيها، ورجال المُقاومة يجرّون جِنرالاتها وجُنودها مِنها مِثل الخِرفان يتوسّلون الرّحمة، وفي مشهدٍ آخَر رأينا المُستوطنين يهربون دُون هدَى في حالةٍ من الذّعر والرّعب غير مسبوقة، ويُصدرون صرَخات النّجدة دُونَ مُجيب.
***
التعليقات مغلقة.