( حلو و كذاب ..) وفقا للجرائم الالكترونية / المحامي عبد الكريم الكيلاني

318

المحامي عبد الكريم الكيلاني ( الأردن ) – الأحد 6/8/2023 م …

لا اظن احدا من الرفاق الذين جايلتهم ، لم يطرب لاغنية حافظ ( حلو وكذاب …).

وسآخذ سلفة من (حليم ) في طرح رأي على ايقاع لحن موسيقى عوضا عن قرع طبول حرب ساخنة ، حول مشروع قانون الجرائم الالكترونية .

لا اظنني احتاج للبيان ، ان ،
المقال واضح من عنوانه ، فهو ، ليس مادة قانونية متخصصة ، المقال من الآخر ( فاقد للشرعية ) بل هو لمن لا يريد القراءة حول الموضوع .
ولكن مهلا ..
ما معنى فاقد الشرعية هنا ،،؟ !!
اترك لك ، حرية التفسير كيفما تشاء ، لان حكم القاريء هو القول الفصل على متشابه القول .

ان مساحة التعبير المباح على وسائل التواصل لاحدود لتخيلها، فالنقد ، و الابداع ، و النكتة ، و المناكفة ، و الغيظ و الحب و الكره و المجاز ، و الاستعارة و التشبيه ، تتعدي في اساليبها كل الاحتمالات التي تخطر على بال المشرع .
الكلمات المستخدمة عبر وسائل الكتابة و التعبير سواء تقليدية او زفت !!

حمالة اوجه متعددة للتفسير،
هل احتاج ، لاستدعاء ذاك العنوان المثير ، للكاتب المصري مصطفى امين :
( النوم على سرير فاتن حمامة )الامر
الذي اثار غضب الفنانة، وذهبت الى مكتب رئيس تحرير( أخبار اليوم ) مغاضبة ، فلما قرات مادة المقال لم تتوقف عن الضحك .
بينما قال امين كلمته المشهورة ( عرفت من يومها ان حمامة ، لا تقرأ سوى العناوين ، فلم اتناولها بخير و لا شر بعدها )

بالامس ، سالتني ابنتي الصغرى ، الطالبة في المراحل الابتدائية ، :
بابا ، اذا كتبت لصاحبتي على تيك توك يا بايخة ،،،
شو بصير ؟ ؟
ذهلت !!!
آه ه ه ه ، جاوب يا استاذ ،
الموضوع وصل لهون ؟؟؟
على الفور تذكرت اغنية محمد منير ( اللي باقي من صحابي ) وكلماتها ،
(ايه يا جامد ايه يا بارد …وش ضحكة بغمازات،،،)
هل يمكن ان يتسبب ارسال هذه الاغنية عبر تطبيق الكتروني ، بملاحقة تودي بمرسلها الى السجن ، او الغرامة المالية الباهظة و المضاعفة !!!
وما حجم اللوائح و التعليمات التي ينبغي ان نقدمها لاطفالنا ،
حتى لا يتسببوا لانفسهم ولاولياء امورهم بالمشاكل ؟

هل يمكن ان توزع الحكومة ، (كتالوج) خاصا بالاطفال تحديدا مع صور ملونة وتوضيحية :
احذر ، لا تفعل ، لا تعلق ، لا تقل ، اوعك ، دير بالك وهكذا …

قد يرد ، سؤال استنكاري!!
هل هذا كلام صادر عن محام ، ام صادر عن مهرج ؟؟
اختار الثانية .

اما ، الباحث عن الحقيقة ، فاحيله لكلام المحامي، المنشور بتاريخ ٢/١/٢٠١١ حول تقييد حرية الصحافة .

ولا حاجة لمزيد من الاستطراد ، بناءا على نصائح طبية تلقيتها ، من كافة الاختصاصات ، في الاعصاب و المفاصل ،و النفسية و الباطنية ، وحتى المساج و المعالجين
الطبيعيين لأن اوتاري مع تقدم العمر لم تعد تحتمل ( شد اكثر من هيك )

ولكون هذه الفقرة ( تخلو من تحري الدقة الموجبة للمساءلة الاسرية )

فلا ضير بقليل من التوسع لعلي انعش العقل القانوني المجهد في محاولة فهم ما ذكره وزير العدل اثناء مناقشات النواب عن اعمال اللجان التحضيرية لمشروع القانون وعمرها ٥ سنوات ، تدرس وتنقح و تكتب وتعدل ، وهذا القول بالتاكيد كبوة جواد ،
فلا سياق منطقي ، و لا قرينة معقولة او مناسِبة له
، فالحديث اليوم حديث ساخن ، وليس عن مشروع بليت اوراقه ، او على اقل تقدير حفظت في الادراج ومر عليه التقادم الخمسي!!!!
وكيف يستقيم هذا الدهر التشريعي من اعمال اللجان ، مع حالة الاستعجال الرهيبة ، التي افضت الى تجاوز ( مهل قانونية لايام معدودات ) وتمرير القانون لغرفتي المجلس بيوم وليلة ، عوضا عن الوضع الطبيعي للدراسة بمقتضى انظمة المجلسين ، ولا حاجة للتذكير بالقاعدة الفقهية ، القانونية ( انه لا حجة مع التناقص ).

و ربما يكون وزير العدل السابق ، هو الاقدر على توضيح المعنى المقصود بذلك .

استشارتي القانونية المجانية ، من باب التوعية اقول :

عبارة ،،،( يا بارد الوجه ) ، قد تكون سببا للمزاح بين صديقين ، وقد تتحول الى قضية كيدية اذا تشاجرا ،
لا اعرف اذا كانت اعمال اللجنة التي اشار اليها وزير العدل الحالي ، قبل خمس سنوات ، قد اخذت ذاك الامر بعين الاعتبار .

هل تم التباحث في خطورة توظيف ،المشروع المقترح لآلاف وربما عشرات الآلاف من القضايا الكيدية واغراق المحاكم بها !!!

كمحام اقول انا جاهز ، فالتوكل اصبح محرزا ، بصراحة ، ولكن ساختص في خط الدفاع و ليس الهجوم لمن رغب .

ونصيحتي اخيرا لكل مواطن
يا ( ئلبي لا تتعب ئلبك )
والله اقولها من كل قلبي ..
واجري على الله

 

التعليقات مغلقة.