رسالة د. عبدالله الدنان، أحد مؤسسي حركة «فتح» الأوائل – عضو المجلس الوطني الفلسطيني، لمحمود عبّاس
مدارات عربية – الخميس 12/1/2023 م …
حصلت “وكالة فلسطين اليوم الإخبارية” من مصادر خاصة على رسالة د. عبدالله الدنان، أحد مؤسسي حركة «فتح» الأوائل – عضو المجلس الوطني الفلسطيني، لمحمود عبّاس والتي قال فيها:
قبل أن أسرد لك هذه المواقف الخمسة والعشرين العجيبة التي وقفتها، أقول لك منذ البداية : إذا كنت حريصاً على وحدة الشعب الفلسطيني، وإذا كنت حريصاً أن لا تهرق دماء أخرى بسببك، فعليك أن تنفذ الأمور التالية :
1) توقف عن التستر وراء الشرفاء من أبناء فتح وأعلن استقالتك فوراً من لجنتها المركزية.
2) أعلن استقالتك فوراً من رئاسة السلطة الوطنية الفلسطينية.
3) أعلن استقالتك فوراً من منظمة التحرير الفلسطينية.
4) أعلن فشلك في مشروعك الذي ادّعيت أنك هندسته وهو قد هُندس لك وأنت نفذته، ألا وهو اتفاقية أوسلو المشؤومة.
5) أعلن أن الاحتمال الذي ذكرته في ص7 من كتابك المشؤوم «طريق أوسلو» هو الذي حدث، وهذا نصه حرفياً ألا وهو : «التوقيع على التنازل عن جزء كبير من الوطن».
6) أعلن أنه لم يفوضك أحد بالتنازل عن حق العودة للاجئين الفلسطينيين لأنه حق فردي كما تعلم.
7) أعلن أن جميع المستوطنات المقامة على أي أرض بالضفة الغربية مستوطنات غير شرعية.
8) أعلن أن وجود إسرائيل كدولة غير شرعي لأنها أقيمت بقوة ومساعدة الاحتلال البريطاني لفلسطين والذي استمرّ منذ عام 1918م إلى عام 1948م.
9) أعلن أن كل اتفاقاتك مع الأعداء الصهاينة حققت لهم كل شيء ولم تحقق لنا شيئاً.
10) اعتذر علناً عن كل أفعالك السرية والعلنية التي أسأت بها للشعب الفلسطيني.
11) قل لأسيادك الذين يسمحون لك بحضور المؤتمرات أو يمنعون عنك «الإذن بالسفر» كما قلت لرئيس الوزراء القطري الشيخ «حمد بن جاسم بن جبر آل ثاني»، قل لهم إنك لم تعد تصلح للمهمة التي جلبوك لأجلها ونصبوك رئيساً لتحقيقها، ولذلك توسّل إليهم أن يعفوك منها.
12) إذا لم تطلب إعفاءك من الرئاسة فإن اليهود سيعفونك حتماً، لأنهم تأكدوا بأنفسهم أنك فقدت صلاحيتك، ولذلك سيرمونك بعد أن عصروك كما يفعل الناس بنصف الليمونة.
أما أسباب هذه الدعوة يا محمود عباس فهي مبينة بما يلي من مواقفك العجيبة التي ترسم شخصيتك العجيبة هذه الشخصية التي وصفتها كونداليزارايس (أغلب الظن أنها كانت ساخرة) بقولها عندما سئلت عنك إنك: fantastic ، ومعناها كما جاء في معجم المورد:
(1) أ- خيالي ، ب- وهمي ، ج- أحمق ، غير واقعي ، د- ضخم إلى حدّ لا يطاق ،
(2) غريب ، غريب الأطوار.
فاختر يا محمود عباس أحد هذه المعاني وانظر وتأمل كم يحترمك هؤلاء. ويوجد معنى آخر لهذه الكلمة وما زال هذ المعنى (slang) أي لم يرق إلى مصاف الكلمات المعتمدة في المواقف الرسمية المحترمة كما جاء في معجم OXFORD ، وهذا المعنى هو بالضبط ما يشيع على ألسنة الفتيات الأمريكيات أو العربيات عندما يعجبن بفستان أو بـ ..، أما الأمريكيات فيقلن : fantastic وأما العربيات فيقلن عنه «لقطة»، فتأمل أيضاً كم يحترمك هؤلاء الأمريكان، إنك بالنسبة لهم «لقطة» يصعب جداً، إن لم يكن من المستحيل، أن يجدوا شخصاً متهافتاً عليهم مثلك، رغم كل الإهانات التي يوجهونها لك. وكذلك قال عنك شمعون بيريز عندما قال جورج بوش عن أمر يتعلق بالقضية الفلسطينيّة : «هذا لا يقبله محمود عباس» (تصور أن بوش استفظع أن تقبله) ، فقال له بيريز: «لا تقلق إن محمود عباس دائماً يقول : حاضر».
ثم ألم يقل بيريز عن مفاوضات أوسلو:«إننا لم نكن نفاوض الفلسطينيين، لقد كنا نفاوض أنفسنا».
فأي زعيم هذا هو الذي يفعل كل هذا و يقال عنه كل هذا؟ وإليك هذه المواقف العجيبة التي وصلت إلى بيع قضية فلسطين بكاملها.
الموقف العجيب الأول : «منيح (مليح) اللي خلصونا منه»
في عام 1969 (أو قبلها بقليل) أغارت الطائرات الصهيونية على مدينة السلط الأردنية بسبب وجود مجموعات فدائية فيها. وكانت هذه المجموعات تعبر نهر الأردن وتغير على المعتدين اليهود في فلسطين. وكان أحد الأبطال في هذه المجموعات شاب جريء جداً اسمه الملازم فايز. وقد عرف هذا الملازم بإقدامه، وكانت المجموعات التي يرسلها أو يرافقها تحدث إصابات شديدة في صفوف اليهود. ويبدو أن اليهود كانوا يتصلون بمن يسمع كلامهم لكي يوقفوا الملازم فايز عند حدّه. ويبدو أن أحد أصدقاءهم اتصل فعلاً بالملازم فايز لكي يوقف هجماته فما كان منه إلا أن ثار في وجه محدثه وبدل إيقاف هجماته زاد من حدتها وأوقع بالمعتدين خسائر فادحة. وكان من نتيجة ذلك أن شنت الطائرات الصهيونية غارة كثيفة على معسكر للفدائيين في السلط أدت إلى استشهاد عدد من الفدائيين وكان من بينهم الملازم فايز. وكان استشهاده مؤلماً للجميع. وفي اليوم نفسه شهدتُ موقفاً عجيباً. كان محمود عباس جالساً مع البعض من قيادات حركة فتح، وذُكرت أخبار الغارة الصهيونية على السلط فقال أحدهم «رحم الله الملازم فايز»، فرّد محمود عباس حرفياً: «يا شيخ منيح (مليح) اللي خلصونا منه».
فقال الشاب المتحدث : «إلى هذا الحد يا أبو مازن؟ تفرح عندما يقتل اليهود فدائياً عظيماً وجريئاً كالملازم فايز؟».
لم يجب محمود عباس. ودهش الجميع من كلامه العجيب لأنه مهما كان الخلاف في الرأي ينبغي أن لا يصل بصاحبه إلى حد التمني بأن يخلصه اليهود الأعداء من زميله في النضال المختلف معه بالرأي.
ومع أن هذا الموقف غريب بكل المقاييس، ومع أن صاحبه ينبغي أن يزاح أو ينزاح عن أي منصب قيادي أو غير قيادي في الثورة الفلسطينية، فقد بقي محمود عباس عضواً في اللجنة المركزية لحركة فتح، مدعوماً فيما يبدو من أصحاب معامل صنع الزعماء، ومعامل صنع القرارات. ولا يظننّ أحد أن في كلامي هذا مبالغة، لأن محمود عباس صرّح و يصرح دائماً في مجالسه الخاصة أن القرارات المصيرية تؤخذ سرّاً في أماكن مغلقة، ثم يؤتى بالمجلس الوطني أو المجلس الثوري أو اللجنة التنفيذية أو اللجنة المركزية، لكي يصادق على هذه القرارات بتزوير و ضحك على الذقون وعدم دعوة المعارضين، والكذب في عدّ الأصوات.
الموقف العجيب الثاني : «نحن ضعفاء ولا نستطيع أن نفعل شيئاً»
يردد محمود عباس دائماً القول التالي : «نحن ضعفاء ولا نستطيع أن نفعل شيئاً، وعلينا أن نقبل بأي شيء يعرضه علينا اليهود، وذلك من خلال المفاوضات المباشرة معهم»، وقد بدأ يردد هذا القول منذ عام 1974، أي منذ بدأ باتصلاته بالمخابرات الإسرائيلية والأمريكية. كما ردده ويردده على شاشة التلفاز دائماً ودون إدراك لخطورة هذا القول، ودون وعي لمواطن قوتنا. وفي مناقشة هادئة نقول لمحمود عباس :
نحن لسنا ضعفاء على الإطلاق. نحن أصحاب حق، وصاحب الحق قويٌّ دائماً إذا ظل يصرّ على أخذ حقه. صحيح أننا لا نملك ترسانات من الأسلحة المدمّرة التي يملكها العدو الصهيوني، و لكن إذا ظللنا على موقفنا من حق العودة واسترجاع أرضنا فإن لدينا أسلحة تصل بنا إلى النصر مهما طال الزمن إذا أتقنا إعدادها وهي أسلحة نتفوق بها نحن على العدو، أما هذه الأسلحة فهي ثلاثة: الإنسان والأرض وعدم الاعتراف بشرعية وجود العدو.
1) الإنسان
(أ) الإنسان القادر على التضحية والإزعاج الدائم للعدو بدءاً من المقاطعة و مروراً بضربه بالحجارة، وبالعمليات الاستشهادية، وباستخدام السلاح الخفيف المحمول، وبصنع السلاح الصاروخي المتطور، وبالوصول إلى ضرب أهداف مفصلية للعدو مشياً على الأقدام، كل هذا يستطيع أن يفعله الإنسان الفلسطيني المجاهد المخلص الذي يجاهد من أجل التحرير.
(ب) الامتداد البشري العربي وهو الذي يعيننا ويتعاطف معنا ويعتبر دولة العدو الصهيوني خطراً عليه كما هي خطر علينا. وهذا الامتداد البشري العربي قد اشتبك فعلاً مع العدو الصهيوني. صحيح أنه لم يحقق نصراً ضد هذا العدو في حروب الجيوش إلا أنه حقق نصراً عظيماً في جنوب لبنان عام 2006م، وفي حرب غزة عام 2008/2009م عندما حارب بالإنسان المجاهد.
(ج) التأييد البشري والدولي العالمي. وقد ثبت هذا في حرب غزة الأخيرة عندما هب أحرار العالم في مظاهرات صاخبة تنادي بتأييد الفلسطينيين لأخذ حقوقهم. إن استمرار المطالبة بحقوقنا مع تغذية المقاومة يجعل اليهود في فلسطين وأمام العالم يظهرون دائماً أنهم معتدون وغاصبون ويجعل دولاً أخرى في العالم تقف موقفاً شريفاً و مشرفاً مثل فنزويلا و بوليفيا و تركيا.
2) الأرض
وهذا المحور مكمل و معين للمحور السابق لأن الفلسطيني يمكن أن يصل إلى أهدافه في المدن و القرى الصهيونية مشياً في حين لا يستطيع العدو أن يصل إلينا إلا محمولاً على دبابة أو طائرة. وقد ثبت أن الإنسان الفدائي العربي يستطيع أن يدمّر الدبابة وأن يصبر على قصف الطائرة.
ولقد أدرك العدو قدرة الإنسان المضحي الصابر على الاستمرار وبالتالي إلحاق الهزيمة به فأطلق على هذا النوع من الحرب الفدائية الاستشهادية اسم الإرهاب، ونسي أن قصف الطائرات والدبابات للمدنيين هو الإرهاب عينه.
3) عدم الاعتراف بشرعية وجود العدو على أرضنا
أن عدم الاعتراف بشرعية وجود العدو على أرضنا يعني الاستمرار بمقاومته على أي صورة من الصور بحيث لا يطمئن العدو إلى بقائه ووجوده على أرضنا، حتى ولو امتلك أعتى الأسلحة لأن الزمن في صالحنا. كلما مضى الزمن ازداد العرب و المسلمون علماً و معرفة ووصلوا إلى أسلحة مساوية في قوتها لما وصل إليه العدو. وبذلك يبدأ العدو بالتراجع، ونبدأ نحن بالتقدم. ومن الواضح لكل ذي عينين أن وضع دولة العدو الصهيوني المكاني مازال كما هو منذ عام 1967، فهي لم تحتل أرضاً جديدة منذ غزوها للبنان عام 1982، وقد كان في مخطط هذه الدولة العدوانية أن تبقى في جنوب لبنان إلا أن المقاومة اللبنانية العظيمة، والتي لم يقل قادتها إنهم ضعفاء، استطاعوا أن يجبروا جيش اليهود على الانسحاب مذموماً مدحوراً. وكذلك فعلت المقاومة العظيمة في غزة. إن عدم قدرة العدو على البقاء في غزة وخروجه دون تحقيق أي هدف من أهدافه هو انتصار حقيقي و سوف تتبعه انتصارات إن شاء الله.
لهذا كله، إن القول سلفاً «نحن ضعفاء ولا نستطيع أن نفعل شيئاً» هو قول المهزومين ولا يجوز أن يبقى على رأس السلطة الفلسطينية أو على رأس منظمة التحرير الفلسطينية شخص مهزوم مستسلم سلفاً للعدو.
إن قولك «نحن ضعفاء ولا نستطيع أن نفعل شيئاً» لا ينطبق على حرب الشعوب التي هي عماد ثورتنا الحالية والتي لا يتمكن العدو من التحكم بسلاحها لأنه سلاح خفيف متوافر في أي مكان فضلاً عن أنه يمكن صنعه محلياً، وإن لم نتمكن من ذلك فأرضنا مملوءة بالحجارة التي هي سلاح فعّال أيضاً عندما تكون في أيدي الأبطال من أبناء فلسطين. لذلك، أطلب منك أن تتثقف أكثر حتى تفهم أكثر وحتى تعلم ما تقول.
الموقف العجيب الثالث قولك : «خليهم (أي اليهود) يجيئون ليمسكوه (أي المقاوم)
كان ذلك عام 2007م على شاشة التلفاز في مقابلة معك يا محمود عباس، على إحدى القنوات (الأغلب أنها الجزيرة)، سئل محمود عباس :
ما رأيك بالشباب من الضفة الغربية أو من غزة الذين يدخلون إلى فلسطين المحتلة عام 1948، ويقومون بأعمال مقاومة؟ فقال بالحرف الواحد: «خليهم يجيئون ليمسكوه، إحنا ما قلنا لهم لأ».
وتعليقنا على هذا الموقف العجيب هو أن محمود عباس يطلب من الشعب الفلسطيني أن يظل ساكتاً خانعاً سكوت الخرفان للذبح، يسكتون عن عدوهم الذي وقّع معه محمود عباس اتفاقية أوسلو، والذي: أي العدو الصهيوني، لم يطبق إلا ما أفاده منها، والذي: أي العدو الصهيوني ما زال يفاوض محمود عباس بتبادل القبل وليس بتبادل الأفكار، وفي الوقت نفسه يقيم المستوطنات على أراضي الضفة الغربية والمصنفة أملاك الدولة دون أي اعتبار لكلام محمود عباس و احتجاجاته بأن المزيد.. (نعم دون خجل)، المزيد من المستوطنات (وليس ما أقيم حتى الآن) سيعرقل الحل… أي حل يا محمود عباس، وهل بقي حل؟ المسألة حُلّت وأكل اليهود كل أراضي أملاك الدولة في الضفة الغربية.
الموقف العجيب الرابع : استمرارك بالتفاوض مع اليهود ثم التوقيع على اتفاقية أوسلو على الرغم من رفضهم عودة اللاجئين وتجنبهم الحديث عن القدس
جاء ذلك بكل وضوح في كتابك «طريق أوسلو، ص:13» وأنت تروي ماذا كان يجول بخاطرك وأنت في الطائرة إلى واشنطن بتاريخ 12/9/1993 للتوقيع على اتفاقية أوسلو المشؤومة والذي تم بتاريخ 13/9/1993، لقد جال بخاطرك ما سطرته بقلمك وهو :
«كانت أعقد قضية يواجهها المعتدلون الإسرائيليون هي مشكلة اللاجئين حيث كانوا يرفضون فكرة الحديث عن اللاجئين أو عن المرجعية الدولية لحل هذه المشكلة».
«وبالنسبة للقدس فقد كان الجميع يتجنبون الحديث عنها، و يعتبرونها مشكلة معقدة ويقترحون تأجيل ذلك إلى حين، إلا أن الكثيرين يعتبرونها خطاً أحمر لا يجوز الخوض فيه».
إذن، كنت متأكداً يا محمود عباس أن «عودة اللاجئين» كانت مرفوضة من قبل المعتدلين اليهود، فكيف بالمتطرفين، و إذنْ كنت متأكداً أن قضية القدس كان اليهود جميعاً يتجنبون الخوض فيها، هذا طبعاً قبل التوقيع على «اتفاقية أوسلو»، فهل كان يدور بخلدك أنك بعد التوقيع سوف تجعلهم يقبلون بعودة اللاجئين، وبالقدس عاصمة عربية لدولة فلسطين؟
والله إنه لأمر عجيب، أنت منذ البداية، أي منذ عشرين عاماً متأكد أنه لا يوجد يهودي واحد بفلسطين يقبل بعودة اللاجئين أو القبول بالقدس العربية عاصمة لدولة فلسطين،وهذا واضح وضوح الشمس، فكيف قبلت التوقيع على اتفاقية أوسلو التي نصت على تأجيل الحديث عن عودة اللاجئين وعن القدس وعن الحدود إلى المفاوضات اللاحقة؟. هل تآمرت مع اليهود ووافقت معهم بأن الزمن كفيل بأن يجعل اللاجئين ينسون مدنهم و بيوتهم و أرضهم بفلسطين، وبناء عليه، اتفقت أنت واليهود على تأجيل البحث في قضية القدس وعودة اللاجئين والحدود وهي أعقد القضايا. وأنا أسأل ماذا أعطتنا أوسلو يا محمود عباس؟ أوسلو التي فكت الحصار العالمي عن دولة اليهود، والتي جعلت بعض العرب يبدؤون يقيمون معها علاقات سياسية واقتصادية تحت شعار: «لن نكون فلسطينيين أكثر من الفلسطينيين».
وأعجب العجب أن الذين حولك من مفاوضين ومصفقين يدافعون عنك على الرغم من إضاعتك لأراضي الضفة وإضاعتك للقدس وتخليك عن حق العودة للاجئين. هل هم يعرفون و يحرفون أم أنهم مصالحهم الشخصية يفضلون، أم أنهم جهلة لا يقرؤون.
هل قرأت أو سمعت ما قاله إسحق شامير عندما عوتب على قبوله باتفاقية أوسلو بقوله بالحرف الواحد: «أفاوضهم عشر سنين ولا أعطيهم شيئاً» والعجيب أن العشر سنين امتدت حتى صارت ست عشرة سنة وما زالت تمتد ولم يعط اليهودُ شيئاً. والأعجب من العجب أن صائب عريقات زاد المدة وقال «سنظل نفاوضهم خمسين عاماً». هل هنالك مفاوضات في التاريخ تدوم هذه الأعوام دون طائل؟ ، أم أن صائب عريقات لا يهمه أن يحقق شيئاً اللهم إلا أن يبقى مفاوضاً يظهر على شاشات التلفاز ليقول: «لم نحقق شيئاً؟».
لاحظ أيها القارئ الكريم الاتفاق التام بين صائب عريقات، وما يؤمن به الصهاينة وعلى رأسهم الهالك إسحق شامير على سلوك «المطمطة»، وإطالة أمد المفاوضات لكي لا يبقى من فلسطين أي شيء، وبذلك يكسب اليهود كل شيء ويخسر الفلسطينيون كل شيء. والفلسطينيون المستفيدون من إطالة أمد المفاوضات هم فقط المفاوضون الفلسطينيون وعلى رأسهم أنت يا محمود عباس، والفاسدون الآخرون من حولك.
الموقف العجيب الخامس : عودة اللاجئين خطر على دولة إسرائيل
موقف عجيب حقاً ، وهل أنت حريص جداً على دولة إسرائيل؟
إذا كنت فعلاً بهذا الحرص فلماذا انتسبت إلى فتح التي كان أول مبدأ من مبادئها «إزالة الكيان الصهيوني من أرضنا المغتصبة واسترجاع بلدنا فلسطين». يمكن أن نفهم أنك ومن حولك عاجزون عن أخذ حقوقنا، أما أن تتخلى عن هذه الحقوق، وأن تقول إن حصولنا عليها خطر على العدو فهذا أمر لا يصدق عاقل أن من يقوله فرد فلسطيني، أما أن يقوله من وُضع رئيساً للسلطة الفلسطينية فهو أعجب العجب. أنا أفهم أن تقول لليهود : «إن شعبنا الفلسطيني عاش قروناً عدة مع اليهود قبل بدء الغزو الصهيوني عام 1920م في سلام و أن المسلمين والمسيحيين العرب ليس لديهم مشكلة في التعايش السلمي مع اليهود داخل المدن والأراضي التي سيعودون إليها»، أما أن تقول لليهود سلفاً: «إن عودة اللاجئين خطر عليكم» فهذا ما لا يصدقه عقل. إنك بهذا تصف أفراد شعبك بأنهم ذئاب ما إن يرجعون إلى فلسطين حتى يبدؤوا بتقتيل اليهود، وهذا غير صحيح لأن الذئاب حقاً هم اليهود الصهاينة الذين عندما احتلوا فلسطين بدؤوا يقتلون أهلها و يهجرونهم ويعذبونهم ويخترعون القوانين لتعذيبهم وها هم يلحقون بهم إلى الضفة الغربية وغزة ويعملون فيهم القتل و الاعتقال و التعذيب.
الموقف العجيب السادس : الادعاء بالديمقراطية
رأيتك مرة على شاشة التلفاز وأنت تقول «أنا عملت انتخابات بفلسطين ما بتصير بالسويد».
العجيب جداً أنك تتباهى بهذه الانتخابات ثمَّ أنت لا تحترمها قل لي بربك : لماذا لا تحترمها؟ ، ولماذا سكت على اعتقال النواب المنتخبين؟ كان يجب أن تقول لليهود أيضاً أن يحترموا هذه الانتخابات و أن يحترموا الناجحين فيها، أم أنك لا تجرؤ على ذلك لأنك لو فعلت «تكون تذبح نفسك من الوريد إلى الوريد»؟ كيف ترضى لنفسك أن تكون «طرطوراً» كما وصفك «جدعون ليفي» في «هآرتس» بتاريخ 23 سبتمبر عام 2007، عندما وصف موقفك من الحصار التجويعي لغزة. وقال لك بالحرف الواحد «لو كان محمود عباس زعيماً وطنياً حقاً، وليس مجرد بائع مفرق صغير لرفض المشاركة في القمة (بينه وبين أولمرت) أو أية لقاءات أخرى حتى يرفع الحصار عن غزة. ولو كان رجلاً ذا منزلة تاريخية حقاً لأصر أيضاً على أنه لا يمكن عقد مؤتمر دون وجود إسماعيل هنية، الممثل الآخر المهم للشعب الفلسطيني ولو كانت إسرائيل تريد السلام حقاً و ليس «اتفاقاً على المبادئ» مع طرطور لا يؤدي إلى شيء لاحترمت هذا المطلب من عباس. إن إسرائيل يجب أن تتطلع إلى أن يكون عباس في نظر شعبه زعيماً و ليس دمية على مسرح تشد خيوطها و تحركها كيفما تشاء أيدي الولايات المتحدة و إسرائيل أو تتحرك بتأثير ألاعيب و مناورات قصيرة الأمد».
فهل بعد هذا تدّعي أنك ديمقراطي يا محمود عباس؟
لكأنني بالذين صنعوا منك زعيماً يشاركونك في انتقاء لون البدلة التي تلبسها و شكل العقدة التي تعقدها ومقدار الابتسامة التي تتصنعها وطول القبلة التي تطبعها على وجنات كونداليزارايس وإيهود أولمرت وزوجته.
الموقف العجيب السابع : مهزلة التفاوض مع العدو سراً في أوسلو، وعدم عرض كل الاتفاقات على ممثلي الشعب الفلسطيني قبل التوقيع عليها، وفي الوقت نفسه ترْك حيدر عبدالشافي ووفده يفاوضون العدو علناً. وبعد هذه المهزلة اعتماد الاتفاق السرّي وعدم عرضه على المجلس الوطني الفلسطيني
لماذا اللجوء إلى السرية والاتفاق مع العدو على بنود معينة ثم بعد ذلك وضع اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير الفلسطينية واللجنة المركزية لفتح والقول لهم كذباً وبهتاناً: «لا نستطيع أن نحصّل أكثر». والعجيب أنه حين كنت يا محمود عباس تفاوض اليهود سرّاً في أوسلو، كان حيدر عبدالشافي ووفده يفاوضون وفداً اسرائيلياً علناً في واشنطن، وكان اليهود يعرضون عليهم اتفاقاً وصفه حيدر عبدالشافي أنه أفضل بكثير مما قبلتم به. أليس من أعجب العجب أن ترضى يا محمود عباس أنت ومن حولك أن تعطوا اليهود أفضل ما يمكن أن يحلم به مفاوض، ألا وهو : جعله يفاوض وفدين : وفد علني بقيادة حيدر عبدالشافي ، ووفد سرّي بقيادتك ثم يختار هذا العدو الصفقة الأفضل بالنسبة له. أية أنانية هذه؟ إن هذا الموقف له تفسير واحد فقط ألا وهو الأنانية والاستعداد لبيع فلسطين مقابل كراسي زائفة (وقد ثبت هذا) ودريهمات (وقد ثبت هذا). ثم.. كيف تفاوضون الحكومة الصهيونية وأنتم منظمة التحرير، ألم يكن من الأفضل أن تتركوا فريق حيدر عبدالشافي يفاوض، وتبقون أنتم تناضلون من أجل تحرير فلسطين من الصهيونيين كما جاء في الميثاق الوطني لمنظمة التحرير الفلسطينية. إن من يتابع حكايات مفاوضاتك السّرية ليعجب أشد العجب من المناورات السخيفة التي كانت تدور في أجوائها، وإليك مثال واحد :
كنتم تفاوضون العدو سرّاً في أوسلو، وفي الوقت نفسه كان وفد حيدر عبدالشافي يفاوض في واشنطن، وكان اليهود يدعون أنهم لا ولن يفاوضوكم لأنكم تمثلون منظمة التحرير الفلسطينية التي تطالب بحيفا ويافا وطبريا وصفد وبقية الأراضي المحتلة عام 1948. وفي أحد أيام هذه المفاوضات المزدوجة اتصلت حنان عشراوي من باريس أو جنيف بياسر عرفات في تونس لتبلغه أمراً يتعلق بالمفاوضات، فثارت ثائرة اليهود وهددوا بوقف المفاوضات في واشنطن مدّعين!!!! أنهم لا يقبلون أن تشمّ منظمة التحرير رائحة مفاوضات واشنطن. عجيب، عجيب والله، يفعلون ذلك وهم يفاوضون وفد منظمة التحرير في أوسلو سراً. ما هذه الألاعيب الصبيانية، وما هذا السخف المكشوف؟. إلى هذا الحد يستهزئ بكم اليهود ويضحكون عليكم؟
الموقف العجيب الثامن : تصريحك بملء الفم أنك تحتاج إلى إذن من حكومة العدو لكي تحضر مؤتمر الدوحة، وأنك إذا سافرت إلى المؤتمر تكون تذبح نفسك من الوريد إلى الوريد
لو أن هذا الموقف كان إشاعة لما سجلناه، أما وهو صادر عن رئيس وزراء دولة قطر، وعلى شاشة التلفاز فهو يستدعي التسجيل ثم التسجيل والتأمل الشديد. يا محمود عباس هذا الموقف وحده يكفي لكي يجعلك تستقيل أو تقال ولكي لا تسمح ولا يُسمح لك بأن يصل بك الهوان والذلّ والطرطرة أمام أعداء أمتنا وهم اليهود الصهاينة إلى هذا الحد. ماذا تسمّي موقفك هذا يا محمود عباس؟ إن أبسط ما يقال فيه إنك فضلت مصلحتك الشخصية أمام اليهود على مصلحة القضية الفلسطينية التي هي قضيتك كما تدعي. أنظر إلى التناقض الشديد الفاضح بين ما قلته لرئيس الوزراء القطري حمد بن جاسم بن جبر آل ثاني وبين ما كتبت أنت… نعم أنت نفسك كتبته في كتابك المشؤوم «طريق أوسلو» في الصفحة 311 :
«إن القيادة ليست مجرد مواقع وامتيازات ومكاسب، بل هي في الأساس قدر من الشجاعة، واستشفاف رغبات الجماهير، والتطلع إلى بناء المستقبل وخدمة القضية بكثير من نكران الذات. وهي ليست الحفاظ على الكينونة، وتحصين المواقف الشخصية، والجلوس في الدائرة المريحة، بعيداً عن الدائرة الصحيحة».
يا للعجب، أقرأ هذا الكلام، وأقارن بينه وبين أفعالك هل ما قلته من ضرورة استشفاف رغبات الجماهير ينطبق على أفعالك في محاربة من انتخبتهم الجماهير إلى المجلس التشريعي. والله إن المرء لا يصدق أن من يقول هذا الكلام يفعل هذا الفعل. أليس كل ما تفعله يا محمود عباس هو الحفاظ على كينونتك وتحصين مواقفك الشخصية لتجلس في الدائرة المريحة بعيداً عن الدائرة الصحيحة؟.
يا ناس يا زعماء يا عرب يا من وافقتم دون حق على تمديد الاعتراف به رئيساً للسلطة، أدركونا… أدركونا… إن الاختلاف بين أعمال هذا الرجل وأقواله دليل قاطع على أنه لم يعد يصلح أن يكون رئيساً. ألا تشفقون على الشعب الفلسطيني. نرجو أن تعيدوا النظر في مواقفكم كما نرجو أن تتركوا الشعب الفلسطيني ليختار زعماءه ورؤساءه وهو قادر على ذلك.
لو كنت يا محمود عباس تعرف العمل السياسي جيداً وتنشد خدمة شعبك، وتحصل على احترام الأعداء لك لاحترمت الانتخابات التي أجريت بمنتهى الصدق والتي فازت فيها حماس. ولكن يا للأسف لقد هبطت إلى الأسفل كثيراً. لقد هبطت إلى المستوى الذي جعل جدعون ليفي في مقالته المذكورة سابقاً والتي نشرها في «هآرتس» بتاريخ 23 سبتمبر 2007 يقول عنك ما يلي بالحرف الواحد :
«إن الانطباع الذي يتركه أبو مازن هو أنه ليس أكثر من بقية سويسي (مصغر سياسي)، يشارك في الحفلة التنكرية الإسرائيلية الأمريكية ليس لضعف أو سذاجة منه بل لأن غزة بالنسبة له «كيان معادٍ» كما هي بالنسبة لإسرائيل. إذاً فهو يشترك مع إسرائيل في هذه النظرة الضيقة المخزية إلى قطاع غزة، هذه النظرة التي لن تصل بأي منهما إلى أي خير. ونحن إذا نظرنا إلى سلوك أبو مازن نخرج بالحكم التالي وهو: أن أبو مازن ليس فقط غير معترض على ما تقوم به إسرائيل في غزة، بل هو يمكن أن يكون موافقاً على النظرية القائلة إن الضغط الوحشي على القطاع سوف يجعل حماس تخضع وبالتالي يعود الشعب في غزة إلى أحضان فتح. إن أبو مازن، وبعمله هذا يثبت أنه ليس «صوصاً صغيراً» كما وصفه أرييل شارون في إحدى عباراته، بل «ديك مصلحجي» يتبختر مختالاً و يؤدي دوراً يثير السخرية دون أن يعير مصلحة شعبه اهتماماً يذكر».
وأنا أخالف جدعون ليفي الرأي وأقول إن موقف محمود عباس من غزة هو لضعف وسذاجة منه لأنه لو لم يكن ضعيفاً وساذجاً لما اشترك مع إسرائيل في التآمر على شعبه واعتبار غزة كياناً معادياً.
انظر يا محمود عباس، كنت تنادي في كتابك «القضية» المنشور عام 1978 بضرورة معرفة العدو من أجل معرفة كيفية التعامل معه. وهذا أمر صحيح، ولكن الذي يحدث مع السذّج عندما يريدون أن يعرفوا العدو هو أنهم لا يعرفون هذا العدوّ بل هو الذي يعرفهم ويعرف سذاجتهم. وأنت يا محمود عباس من هؤلاء السذج الذين اختلطوا بالعدو ولم يعرفوه، بل هو الذي عرفهم وغاص في أعماقهم. لقد عرفك الصهاينة يا محمود عباس أكثر مما تعرف نفسك، ولم يخفوا ذلك و بدؤوا يعلنون أوصافك بدقة بالغة. اسمع ماذا يقول عنك شارون :
– محمود عباس صوص صغير (جاء هذا على لسان جدعون ليفي).
واسمع ما يقوله بيريز :
– دائماً محمود عباس يقول: «حاضر».
واقرأ ما يقوله جدعون ليفي نفسه :
«إن أبو مازن ليس صوصاً صغيراً كما وصفه أرييل شارون في إحدى عباراته بل ديك مصلحجي يتبختر مختالاً ويؤدي دوراً يثير السخرية ون أن يعير مصلحة شعبه اهتماماً يذكر».
واضح يا محمود عباس أن التقاءك مع العدو الصهيوني ومرافقتك له هذه المدة الطويلة هي كالأرنب الذي يرافق الثعلب والذي يكون هو الخاسر دائماً لأن الثعلب يهدده باستمرار بأنه سيفترسه إذا لم يفعل كذا وكذا..، والأرنب يستجيب باستمرار إلى أوامر الثعلب. والعجيب أنه على الرغم من طاعة الأرنب المستمرة وخضوعه الدائم للثعلب فإنه لا ينجو بجلده، بل يأكله الثعلب عندما يقتضي الأمر ذلك، وساعتها لا تنفع الأرنب كل توسلاته ورجاءاته للبقاء حياً.
عيب يا محمود عباس أن تصل سذاجتك بالقضية إلى هذا الدرك الأسفل وتبقى في مكانك، وبخاصة أن رئاستك قد انتهت مدتها. فهل بقاؤك ينسجم مع مواصفات القيادة الذي ذكرتها في ص311 من كتابك المشؤوم «طريق أوسلو»، والتي اقتبسناها سابقاً.
أم أنك لا تملك لنفسك حتى الاستقالة ويجب أن تقدم طلباً لقادة العدو الصهيوني كي يسمحوا لك بالاستقالة؟ أنا أقول سيسمحون لك عندما لا يبقى فيك ما يمكن أن يفيدهم. وتقدير ذلك يعود إليهم وليس إليك.
الموقف العجيب التاسع : رضاك بأن تبقى زعيماً مصنوعاً وطرطوراً وليس زعيماً وطنياً حقاً
هذا التعبير ليس من عندي، ولكنه من عند جدعون ليفي في مقاله الذي تحدثت عنه، وأنا أقتبس الجزء الخاص بكون محمود عباس طرطوراً، أثبته كما ورد حرفياً :
«لو كان محمود عباس زعيماً وطنياً حقاً، وليس مجرد بائع مفرق صغير لرفض المشاركة في القمة أو أية لقاءات أخرى حتى يرفع الحصار عن غزة. ولو كانت إسرائيل تريد السلام حقاً وليس «اتفاقاً على المبادئ» مع زعيم طرطور لا يؤدي إلى شيء لاحترمت هذا المطلب من عباس. إن إسرائيل يجب أن تتطلع إلى أن يكون عباس في نظر شعبه زعيماً وليس دمية على مسرح تشد خيوطها وتحركها كيفما تشاء أيدي الولايات المتحدة وإسرائيل، أو تتحرك بتأثير ألاعيب ومناورات قصيرة الأمد…
حتى الآن، إسرائيل مرتاحة للتعامل مع أبو مازن الزعيم الذي لا حول له ولا قوة. وبما أن واشنطن – وربما القدس أيضاً (هذا كلام جدعون ليفي) – تريدان وبإلحاح أن تلمعا الشكل الذي أسمياه «قمة السلام» لكي يبدو وكأنه «إنجاز» فإن أبا مازن يمكنه بل ويجب عليه أن يهدد بمقاطعة هذا المؤتمر أيضاً لعله يحقق بعض الإنجاز لشعبه في غزة. وهي منطقة تسيطر عليها حماس، التي يكرهها أبو مازن. إلا أنه، مع كرهه لحماس، سيكون من الغريب جداً أن يستمر بتجاهل الأوضاع غير الإنسانية التي يعيشها الغزاويون تحت الحصار الإسرائيلي».
أود أن أذكّر القارئ الكريم أن هذا الكلام نشرته «هآرتس» في 23/9/2007 أي قبل العدوان الوحشيّ والمجرم على غزة بسنة وثلاثة أشهر. وكان عنوان المقالة : The Puppet Leader أي : الزعيم الطرطور.
الموقف العجيب العاشر : قولك «إذا كانت المقاومة تؤدي إلى الإفناء فنحن لا نريد المقاومة»
وهذا أيضاً أعجب العجب. إنه كلام ينبغي أن لا يصدر من قائد أو زعيم لأي شعب يسعى نحو التحرر والاستقلال. وهل تحرر شعب في تاريخ الأمم دون مقاومة؟ وهل قال عمر المختار ذلك عندما واجه دولة عظمى فتاكة كإيطاليا في ذلك الحين، وهل قال زعماء الشعب الجزائري ذلك عندما قتل الفرنسيون منه خمسة وأربعين ألف متظاهر مدني في يوم واحد عام 1945م. وهل قال أهل فيتنام ذلك عندما ظلوا يقاومون الفرنسيين و الأمريكان طوال عشرات السنين؟
إن الزعيم الذي يقول : إذا كانت المقاومة تعني الإفناء فلا نريد المقاومة، لا يستحق أن يكون زعيماً. لماذا إذاً انتسبت إلى «فتح» وأنت تعلم أنها حركة مقاومة، هل انتسبت إليها لتخربها؟ هل انتسبت إليها لتجمع حولك أرانب ومصلحجيين يتخلون عن مبدأ التحرير ويرفعون أرصدتهم في البنوك، ويبدؤون يتحركون من أجل غزة عندما يتعلق الأمر باستلام النقود للإعمار والمناقصات؟ هل فعلاً ستستلمون النقود لإعمار غزة، أم لزيادة أرصدتكم في البنوك؟
التعليقات مغلقة.