موقف موسكو من وساطات ماكيرون والبابا حول اوكرانيا / كاظم نوري

484

كاظم نوري ( العراق ) – الأربعاء 26/10/2022 م …

لاشك ان روسيا ليست دولة ساذجة تصدر احكامها بعفوية بل ان لديها من الخبرات المتراكمة  تاريخيا ازاء بريطانيا وفرنسا والولايات المتحدة وغيرها من الدول  مما يجعلها تصدر احكاما في مكانها ولن ياتي اعتباطا حكم موسكو على القيادة البريطانية  الجديدة  التي قفز فيها “ريشي سوناك ” هندي الاصل” الى رئاسة الحكومة البريطانية وحزب المحافظين عندما قالت انها لاتعول على سياسة القادم الجديد الى ” 10 داوننغ ستريت” وهو مقر رئيس الحكومة البريطانية.

كما ان موسكو ليست بغافلة عن تحركات الرئيس الفرنسي البهلوانية ” الماكر  والمحتال ماكيرون” عندما ابدت استعدادها  لقبول توسط ” بابا الفاتيكان” وفق تحركات ماكيرون الى جانب الولايات المتحدة في الازمة الاوكرانية.

 وفي ذات الوقت كشفت موسكو ان ماكرون لن يتطرق الى قانون اصدره المتصهين ”  زيلنسكي ” حاكم اوكرانيا يرفض فيه  التفاوض مع روسيا كما  اكدت في نفس الوقت ان اوكرانيا تحولت الى دولة فاشلة  ومستعمرة امريكية جراء مواصلة الحرب   التي يقودها “البنتاغون”   وليس النظام الحاكم  وتحتاج الى 100 مليار دولار لاعادة بناء البنية التحتية علما ان زيلنسكي نفسه بات يشكوا من ان اوكرانيا لم تستلم ” سنتا واحدا”  رغم التعهدات الغربية لكن توريد الاسلحة الغربية وخاصة الامريكية يتواصل الى كييف.

ان الولايات المتحدة وحليفاتها الغربيات لم يعد  يعنيهم  جميع الادلة التي تقدمها روسيا بشان اعداد كييف لعمل ارهابي  باستخدام ” قنبلة قذرة” وقدمت معلومات موثقة الى الدول الاخرى لكن ” واشنطن” كعادتها ” لم تستمع الى الاصوات التي تنطلق من موسكو والتي تؤكد على خطورة الوضع الناجم عن استخدام اوكرانيا هذا النوع من السلاح  المحرم دوليا والذي تحظره قوانين الامم  المتحدة .

وامام موسكو صورة واضحة تكشف ان واشنطن لم تعر اهمية للادلة التي قدمتها روسيا  والمتعلقة  ببرامج سرية  على اسلحة ومعدات سمية  تجريها الولايات المتحدة في مختبرات على الاراضي  الاوكرانية ولن تلتفت حتى الى مخاطر القصف الاوكراني على مفاعلات نووية ومنها مفاعل زاباروجنيا الذي باتت تسيطر عليه القوات الروسية.

الولايات المتحدة لم يعد يعنيها  استخدام اسلحة دمار شامل او التوسط لوقف الحرب في اوكرانيا بل انها اتخذت قرارا بمواصلة سكب الزيت على النار دون مراعاة لحرب ومواجهة مباشرة بين روسيا ودول حلف ” ناتو”  العدواني قد تنشب في اية لحظة سواء كانت جراء خطا بشري او بقصد وان اوكرانيا باتت  المكان  المرشح لاشعال فتيل حرب نووية جراءاستهتار واستخفاف وحماقات الغرب الاستعماري وفي المقدمة الولايات المتحدة  والكل يعلم ان لامنتصر فيها.

واشنطن لن تتردد عن استخدام اي سلاح من اجل تحقيق  اهدافها  فقد حصل ذلك في العراق ابان غزوه واحتلاله عام 2003 وحولته الى حقل لتجاربها  الاجرامية باستخدام ”  اليورانيوم  المنضب” وغيره من الاسلحة وجاء ريشي سوناك ليؤكد عزم بريطانيا على مواصلة دعم اوكرانيا بكل السبل والسير على نهج اسلافه بل وتعهد  للرئيس الامريكي بايدن بتجاوز نهج  اسلافه  من رؤساء الحكومة البريطانية.

لاغرابة ان يتخذ ” ريشي سوناك ” مثل هذه المواقف ” ليكون ملكيا اكثر  من الملك” هكذا عرف عن الذين يحصلون على جنسية بريطانية  او غير بريطانية ويخوضون المعترك  السياسي  في البلد الذي منحهم الجنسية للوصول الى المنصب في البلاد  ليس بجدارة بل لظروف يمليها الوضع  الدولي والبريطاني بالذات  ولاثبات الولاء والطاعة لها  .

   ان اختياره لرئاسة الحكومة  البريطانية  لم يكن عفويا وحتى اولئك الذين يحملون ذات الجنسية من الذين تثق به لندن وتوصلهم الى حكم بلادهم الاصلية” العراق نموذجا”  فسوف يكون  ولاءهم ليس لوطنهم الام 100 بالمائة.

 لذا يتطلب من الذين يتبؤون مناصب هامة وحساسة في العراق منذ عام 2003 ان يتم ازاحتهم او ان يختاروا بين الجنسية العراقية والجنسية الاجنبية التي حصلوا عليها جراء ظرف طارئ  وان يقسموا بالولاء للعراق وحده  وخلاف ذلك يبقى ولاءهم للاجنبي الذي تعاونوا معه للوصول الى السلطة وحكم البلاد ويبقى يستقبلهم ويحميهم  طالما خدموا اجنداته ونهبوا ثروات العراق وحولوها الى بنوكه  ومصارفه وسوف يستقبلهم في اية لحظة ويحميهم من العقاب وهذا ماحصل في الولايات المتحدة وبريطانيا  وسويسرا والمانيا حيث جرى تهريب الاموال  العراقية  وهروب البعض الى هناك دون ان يمسهم احد بسوء بل تكفلت بعض الدول بتهريبهم من السجون العراقية وهذا ماحصل مع وزير سابق للكهرباء يحمل  الجنسية الامريكية  وان قصته لازالت تتردد على السنة الكثيرين.