المحامي محمد احمد الروسان يكتب: أدوار قذرة للمخابرات البريطانية في تفجير جسر القرم.
المحامي محمد احمد الروسان* ( الأردن ) – السبت 9/10/2022 م …
*عضو المكتب السياسي للحركة الشعبية الاردنية …
= لعنة إقليم كوسوفو تتفاقم والجغرافيا القاتلة القوقازيّة.
= من يكره الضم منّا؟..انّه صورة عشق يتألم بحسيس جمر.
أعمدة ظلال كارتلات مفاصل وتمفصلات الحكم الأمريكي، وعبر الإدارات الأمريكية المختلفة، من جمهوري الى ديمقراطي، وديمقراطي بأجندة جمهورية كحال إدارة جو بايدن الحالية، مع جمهوري بأجندة ديمقراطية، عندما هندسة وعملت على خلق وتخليق “الداعشية” العسكرية كهدف وأجندة ووسيلة فوق استراتيجية، عبر توجيه أسباب انتاج ظروف بيئتها في المنطقة الشرق الأوسطية، هندسة وخلقت “الداعشية” الثقافية والفكرية والسياسية والإعلامية والدبلوماسية والقضائية، وجلّ المتعدد من الأخيرة، ضرورة لاستمرارية الأولى في فعلها وتفاعلاتها ومفاعيلها، والإرهاب الخيار الاستراتيجي لنواة الدولة الأمريكية، كون الاقتصاد الأمريكي، اقتصاد حرب وحروب عبر الجيش الأمريكي الذي لا يستريح بالمطلق، دفاعاً عن الدولار فقط، وقيمته كعملة أممية، والادارة الأمريكية كحكومة بلوتوقراطية في الداخل الأمريكي حكومة الأثرياء، هي صدى المجمّع الصناعي الحربي الأمريكي، والشركات المتعددة الجنسيات كذراع فاعل، وهي التي تمارس فن الأقناع بالإرهاب، بالمعنى الرأسي، وبالمعنى العرضي، ان لجهة الداخل الأمريكي، وان لجهة الخارج الأمريكي.
وتعتقد الولايات المتحدة الأمريكية، وعبر وكالة المخابرات المركزية الأمريكية بإدارة وليام بيرنز، وباقي أجهزة مجتمع المخابرات الأمريكي الخمسة عشر جهازاً، ومعها بعض جهات عربية ذيلية، متساوقة ومتماهية معها في كلّ شيء، بأنّ فلادمير بوتين الرئيس الروسي، الذي أعاد الشعور القومي للروس، هو غارق حتّى أذنيه في الأزمة الأوكرانية، والإيرانيين في حال تقهقر وتراجع مفرط، والى حد اتخاذ مواقف هي أقرب ما تكون الى الدفاع عن النفس، وعلى هذا الأساس والمفصل والتقييم الأمريكي والأوروبي والبعض العربي الذيلي، أنّ الطريق الى دمشق، صار آمن أكثر من أي وقت مضى، عبر الدواعش ومحاربتهم افتراضياً، وبعد بدء المواجهة الروسية الأطلسية، والذهاب من جديد الى تسخين الجنوب السوري ثانيةّ، عبر افتراضهم ان موسكو تسحب قوّاتها من سورية، لحاجتها داخل الجغرافيا الأوكرانية، وقطعا وبالقطع، هذا ليس صحيحاً بالمطلق، ولكن هي محاولات انجلوسكسونية عبر الأدوات لا الأطراف السياسية(لا يمكن أن تسمي الأداة طرف سياسي، لأنك سترفع من قيمتها)، تجيء في سياقات الضغط على الروسي فقط لا غير.
كما تعمل واشنطن هذا الآوان، وأثناء المواجهات الحالية في الداخل الأوكراني، عبر استراتيجية الادرة من الخلف، وحرب الوكالة كحرب بروكسي، على اعادة توجيه الأرهاب الى موسكو وشمال القوقاز، عبر مجتمعات الدواعش والزواحف والقوارض، من خلال ضخ المزيد من السلاح الى الداخل الأوكراني للفاشست والنازيين الجدد، فهي(أي واشنطن)تملك شيفرة تركيبها التنظيمي وانتشارها من أجل اعادة توجيهها.
الفدرالية الروسية لديها تصوراتها ورؤيتها حول الأهداف الأمريكية ازاء القارة الأوروبية العجوز، حيث واشنطن تسعى الى تقسيم أوروبا عبر خلق الإرهاب، ثم محاربته بشكل جماعي أو فردي، والأمريكان هم المسؤولون عمّا يجري في أوكرانيا، وتضخيم خطر مجتمعات الدواعش والزواحف والقوارض أمريكيّاً وبريطانيّاً، لدفع كثير من الدول الى المظلة الأمريكية من جديد ابتعاداً عن المظلة الروسية، ثم يصار الى توزيع مساحات النفوذ بينهما، بحيث لا يتحول التنافس بين لندن وواشنطن، الى صراع عميق يستنزف أولوياتهما وقواهما الحيّة وأدواتهما، فالروسي موجود ويتربص بهما المنون، هذا ما تعتقده واشنطن ولندن من باب التظليل والتعمية السياسية، كونهما يدركان أن هناك بينهما صراع عميق من تحت الطاولة لاستعادة مناطق وساحات ومساحات نفوذ، خسرتها لندن بعد يالطا 1 التي أنهت الحرب العالمية الثانية.
في السياسة الكونية، تعتبر لندن وواشنطن بأنهما قوّة بحرية، أمّا روسيّا والصين والهند وحتّى ألمانيا قوّة بريّة، والهدف الرئيس للندن وواشنطن من الحرب العالمية الأولى والثانية كان السيطرة على كافة الطرق البحرية في العالم، وعلى الشواطئ البريّة القريبة من هذه الطرق، وقد نجحتا في ذلك لفترات زمنية محدودة، فمشروع الناتو الذي كان من أهدافه الانتشار في آسيا وشق القوى العظمى فشل فشلاً ذريعاً، فمثلاً أفغانستان التي أريد لها أن تكون المحطة الأولى لهذا المشروع في نهايات العام 2014 م، ستخرج من السيطرة الأمريكية وتدخل ضمن نطاق التأثير الروسي الصيني، وهي خرجت فعلاً، بعد إعادة التموضع الأمريكي في شبه القارة الهندية وأفغانستان، وقدوم جلّ القوّات هناك الى الأردن، وانتشارها في ستة عشرة قاعدة عسكرية أمريكية، في عروق الجغرافيا الأردنية عبر اتفاقية الدفاع الأمريكية الأردنية المشتركة، ومنظمة شانغهاي المعادل العسكري للناتو بدأت بالمناورات المبكرة من أجل ذلك، قد تتبعها مناورات بالأسلحة الاستراتيجية لجلّ دول البريكس، المعادل المدني والعسكري للاتحاد الأوروبي.
الشرق الأوسط يشكل قلب الحروب الاستراتيجية الدولية، وروسيّا تعلم وتعي أنّ القاعدة وجلّ مشتقاتها ومجتمعات الدواعش والزواحف والقوارض، تخضع للحماية الأمريكية وتشكلت في مصانع الاستخبارات الأمريكية لمواجهة الفدرالية الروسية والصين.
…. وليس في صالح الفدرالية الروسية اندلاع حرب في مناطق القوقاز الجنوبي أو الأبقاء على حالة من عدم الاستقرار هناك، بفعل مفاعيل وتفاعلات الأزمة الأوكرانية وعقابيلها أممياً، واستخدام تركيا كمغفر متقدم للناتو وجلّ حلف تآخي اللصوص لشيطنة الخصوم والمنافسين، في عروق تلك الجغرافيا القاتلة والهامة، وأنّ بؤرة الصراع الأرميني الاذربيجاني(اقليم كاراباخ)مثلاً، بجانب العملية العسكرية التصحيحية الروسية الموضوعية الضرورية الحالية في الداخل الأوكراني، والذي يعج بالنازيين الجدد والراديكاليين من القوميين الأوكران، ويجري العمل على عولمتها أمريكيّاً وبريطانياً واسرائلياً، وجلّ ساحات أوروبا القارة العجوز المتصابية، كرد من الردود الأنجلوسكسونية على الفدرالية الروسية ودخولها الموضوعي والضروري، في عمق جغرافية أوكرانيا مؤخراً وضم مناطق عبر استفتاءات شعبية قوية – فهل من أحد منّا ذكراً وأنثى، يكره الضم، وما أدراك ما الضم؟ صورة عشق يتألم بحسيس جمر، وما ذلك تزال تهدد بتزايد التوتر على خطوط العلاقات الأمريكية الروسيّة الغربية، على النحو الذي يهدد بالمزيد من التدويل وتنشيط مفاعيل الاستقطابات العالمية والدولية، ومزيد من عسكرة خيوطها وحالات اسهال عسكري مفرط، وخير مثال المسألة الأوكرانية بتشعباتها وعقابيلها – انّها لعنة كوسوفو وتستمر.
لا شك أنّ متغير الأهمية الجيوستراتيجية، الذي يقوم على اعتبارات أهمية المكان في الصراعات، بحيث ينظر الجغرافيون إلى العالم، باعتباره يتكون من قارات وبحار ومحيطات، وينظر السياسيون إلى العالم، باعتباره يتكون من دول وتكتلات ومنظمات، وهكذا كلما تعددت الاختصاصات تعددت بالمقابل الرؤية إلى العالم، وفي هذا الصدد نقول: ينظر خبراء الصراعات والنزاعات إلى العالم، باعتباره يتكون من مناطق هادئة، سهلة الانقياد، ومناطق ساخنة مضطربة صعبة الانقياد.
حاولت جميع وسائل الاعلام العالمية بما فيها الرقمية والسوشيال ميديا، وصحف العالم المقروءة والمسموعة تقديم خارطة العالم، على أساس اعتبارات مناطق الصراع والهدوء، وسنحاول وبشكل مختلف أنّ نشتبك بهذه الجزئية: وفقاً لمتغير الأهمية الجيوبولوتيكية، الذي يقوم على اعتبارات معايرة وزن القوة الكلية، ولمتغير الأهمية الجيوستراتيجية الذي يقوم على اعتبارات أهمية المكان في الصراعات.
تتكون منطقة القوقاز من منطقتين فرعيتين هما: القوقاز الشمالي: وتطلق عليه تسمية منطقة عبر القوقاز، وتضم جمهوريات الاتحاد الروسي: داغستان، الشيشان، أنغوشيا، أوسيتيا الشمالية، كاباردينو بلغاريا، أدايجيا، شركيسيا
والقوقاز الجنوبي: ويضم ثلاث دول هي جورجيا، أذربيجان، أرمينيا، إضافة إلى إقليم أوسيتيا الجنوبية، وأبخازيا، وتالي الموجودة ضمن الأراضي الجورجية إضافة إلى إقليم ناغورنو – كرباخ الموجود في أذربيجان، وإقليم تاخشيفان الموجود في أرمينيا.
تتميز منطقة القوقاز الشمالي بوجود الحركات الإسلامية السنية المسلحة التي تطالب بالانفصال عن روسيا، وتكوين دول مستقلة على غرار دول آسيا الوسطى ومنطقة البلطيق، ومنطقة القوقاز الجنوبي التي انفصلت عن الاتحاد السوفيتي، وكذلك تتميز منطقة القوقاز الجنوبي، بوجود الصراعات الداخلية وتزايد قيام الأطراف الثالثة، بتفعيل تدخلاتها الهادفة والطامحة، إلى تعزيز حلفائها المحليين كبروكسي عميل مزدوج، بما يتيح استخدام هذه المنطقة في المخطط الجيو- ستراتيجي الهادف لحصار روسيّا، بعد الدخول العسكري في عروق جلّ الجغرافيا الأوكرانية.
في القوقاز الشمالي: تحاول السلطات الروسية فرض سيطرتها الشديدة على مناطق القوقاز الشمالي باستخدام شتى السبل، ومنها إغراء مناطق القوقاز الشمالي بالمزيد من المزايا الجديدة سواء عن طريق دعم التنمية أو إعطائها قدراً أكبر من الاستقلال الذاتي الإقليمي، إضافة لذلك فقد لجأت موسكو إلى توطيد وتعزيز قدراتها بنشر المزيد من الفرق العسكرية الروسية في مناطق القوقاز الشمالي.
في القوقاز الجنوبي: يدور صراع دبلوماسي – أمني بين موسكو وواشنطن لجهة السيطرة على الترتيبات الإقليمية، وفي هذا الاتجاه نلاحظ قيام تركيا بالدور الرئيسي الهادف لضبط التفاعلات الإقليمية في منطقة القوقاز الجنوبي، وهو دور تحاول روسيا التأثير عليه، بما يؤدي إلى عدم حصول واشنطن على المزايا عبر تركيا كمغفر متقدم لها في تلك المنطقة، وتحاول واشنطن التأثير عليه لجهة عدم إتاحة الفرصة لتغلغل موسكو في تركيا، وتحاول أنقرة أيضاً استخدامه كوسيلة لفرض شروطها على موسكو وواشنطن، وذلك بما يتيح لأنقرة فرض نفوذها الإقليمي على كامل القوقاز.
وإضافة لذلك، فقد انتقلت تداعيات عدوى صراع موسكو – واشنطن على خلفيات الحرب الجورجية – الروسية عام 2008 م، وكذلك عدوى صراع موسكو – الناتو على خلفيات الحرب الروسية – الأوكرانية الحالية 2022 م، بجانب خلفيات اشعال الحروب وتسخين بؤر الصراع بين فترة وأخرى في عروق جغرافية القوقاز الجنوبي(قرّه باغ نموذج)، بحيث انتقلت تداعيات ذلك باتجاه الشمال الشرقي، وتحديداً إلى المناطق الآتية:
منطقة البحر الأسود: الذي أصبح ساحة لدبلوماسية البوارج بين قطع الأسطول البحري الروسي وقطع الأسطول البحري الأمريكي وغيره، وخاصة بعد ضم القرم الى الفدرالية الروسية، وكذلك بفعل عدوى صراع موسكو – الناتو على خلفيات الحرب الروسية – الأوكرانية الحالية 2022 م، وتقول المعلومات بأن الصراع قد تجاوز البحر الأسود وجزيرة القرم، وعمق الساحة السياسية الأوكرانية وكارتلات حكمها من النازيين الجدد والفاشست، الى الحد الشرقي للناتو وكل ساحات أوروبا، مما يجعل هياكل أمن القارة العجوز المتصابية في مهب الريح، وبسبب فعل ومفاعيل وتفاعلات الأزمة الأوكرانية الحالية.
تساؤل: هل توجهات أوكرانيا المستقبلية، مهما كانت نتائج العملية العسكرية الروسية القيصرية الضرورية المشروعة الحالية، ستجبرها أن تكون غير عدائية ازاء روسيا – حياد أوكرانيا، بما يتيح لها تمرير أنابيب النفط والغاز الروسية وتفادي تهديدات موسكو، أم إلى جانب الولايات المتحدة الأمريكية بما يتيح لها الحصول على المعونات والمساعدات؟ هذا، وتقول المعلومات بأن دول الاتحاد الأوروبي تحاول أن تلعب لعبة مزدوجة إزاء الملف الأوكراني، فهي من الناحية المعلنة لا تعارض وقوف أوكرانيا إلى جانب الولايات المتحدة، ولكنها من الناحية غير المعلنة تفضل عدم سيطرة واشنطن على أوكرانيا، لأن ذلك سيتيح لواشنطن التحكم بإمدادات النفط الروسي القادم من خلال أوكرانيا إلى دول الاتحاد الأوروبي، التي تحاول المضي قدماً في الاستقلالية الأوروبية والتخلص من التبعية المفروضة عليها بواسطة واشنطن عبر علاقات عبر الأطلنطي، وما زالت أوروبا تفشل.
منطقة شرق أوروبا: يدور الصراع بين واشنطن وموسكو حول ملف مشروع نشر شبكة الدفاع الصاروخي الأمريكية في جمهوريتي بولندا والتشيك، وتقول المعلومات أن روسيا تسعى لإجهاض فعالية هذا المشروع عن طريق مشروع يتمثل في نشر بطاريات الدفاع الصاروخي الروسية في كل من بيلاروسيا ومناطق شرق أوكرانيا الموالية لموسكو والتي تم ضمها مؤخراً – وهذا ما تم ويتم الان بفعل الدخول الروسي الى الجغرافيا الأوكرانية.
منطقة البلطيق: برغم نمو الروابط والعلاقات الوثيقة بين دول البلطيق الثلاثة (أستونيا – لاتفيا – ليتوانيا)فإنّ روسيّا، ما زالت قادرة على فرض نفوذها الجيوبوليتيكي على هذه الدول الثلاث:
– تأمين إمدادات النفط والغاز التي لن تستطيع الحصول عليها لا من أوروبا ولا من أمريكا.
– تفعيل النفوذ الاقتصادي الروسي.
– استخدام الأقليات والجماعات الموالية لروسيا داخل هذه البلاد.
– تهديد أمن هذه البلدان لجهة تعزيز إدراكها أنها ستكون في مرمى الحظر الروسي المباشر في حالة تورطها إلى جانب خصوم موسكو.
وتقول التحليلات أن الرأي العام في دول البلطيق الثلاثة أصبح أكثر وعياً إزاء أهمية الحفاظ على أمن المنطقة، عن طريق تعزيز العلاقات المتوازنة مع الجميع، بحيث تستمر في التعاون مع واشنطن وبلدان الاتحاد الأوروبي، مع عدم السماح لها بتوظيف هذا التعاون لأضرار روسيا بشكل مؤلم، بسبب الموقف من المسألة الأوكرانية. ضد روسيا.
منطقة آسيا الوسطى: وتقول المعلومات بأن دول آسيا الوسطى أصبحت أكثر تفضيلاً لخيار التعاون مع روسيا، ما عدا دولة تركمانستان التي تحاول الآن القيام بالمزيد، من المناورات الخطرة وبهذا الخصوص تقول المعلومات، أن تركمانستان تقوم في الوقت الحالي بمحاولة إعطاء الشركات النفطية الأمريكية المزيد من التسهيلات والمزايا التفضيلية ويقول الخبراء أن هذه المزايا لو حصلت عليها هذه الشركات، فإن ذلك سيؤثر على علاقات دول آسيا الوسطى مع روسيا، وذلك لأن تركمانستان هي بوابة آسيا الوسطى على بحر قزوين.
ومن المحتمل حدوث مواجهة روسية – أمريكية، لا في القوقاز الجنوبي، ولا في القوقاز الشمالي، ولكن هناك توافقاً حول احتمالات حدوث الآتي:
صراع أوكراني – أوكراني بين حلفاء روسيا وحلفاء واشنطن وحدث وجرى بصمت في السابق، ويجري الان علناً مع وجود روسي عسكري في أوكرانيا وبشكل عميق – صراع روسي أوكراني.
صراع تركماني – تركماني بين حلفاء روسيا وحلفاء واشنطن.
خلافات أمريكية – تركية، حول أبعاد الدور الإقليمي التركي، وامتدادات الحكومة السرية الأمريكية في مفاصل الدولة التركية واضحة.
خلافات جورجية – جورجية، حول مستقبل توجهات الدولة الجورجية في الفترة المقبلة.
خلافات أرمينية – أذربيجانية حول إقليمي ناغورنو – كرباخ، وتاخشيفان وجرت المواجهات في الماضي القريب، وبشكل عنيف ولكن لم تصل الى حرب بلا هوادة، تزعزع جلّ القوقاز الجنوبي.
وعلى هذه الخلفية المحتملة، فإنّ دور واشنطن قد يتناقص في المنطقة، وعبر تشجيعها لحروب الوكالة عنها من خلال النازيين الجدد والفاشست – أوكرانيا نموذجاً، حيث تعتمد من جهة واشنطن الان التدخلات العسكرية – الأمنية، كما تعتمد ادارة جوزيف بايدن من جهة أخرى، على التدخلات الاقتصادية – المالية، لكن من الواضح أنّ أي إدارة أمريكية، لن تستطيع القيام بالتدخلات الاقتصادية – المالية، لأن الأزمة المالية الأمريكية الحالية بسبب المواجهة الروسية الأطلسية، وجائحة كورونا، ستؤثر سلباً على أي ادارة ديمقراطية أو جمهورية في المستقبل في الانتخابات القادمة، في تقديم المعونات والمساعدات المالية لحلفاء أمريكا في القوقاز، سواء الشمالي أو الجنوبي لغايات ضرب واضعاف الفدرالية الروسية.
سؤال يحفّز على التفكير:
هل ستتطور الأمور على طول خطوط المواجهات الأذربيجانية الأرمينية على حديقة فلادمير بوتين الخلفية(قرّه باغ)، الغنية بموارد الطاقة ومسارات خطوط أنابيب الطاقة في عروق جغرافيتها، الى صراع اقليمي ودولي متفاقم، بفعل الأزمة الأوكرانية والحرب الروسية الأوكرانية الحالية، أم يبقى تحت السيطرة؟. لا شك أنّ اكتساب أذربيجان وأرمينيا قدرات عسكرية جديدة، لا سيما في ما يتعلق بالطائرات المسيّرة والنيران غير المباشرة والاستخبارات والمراقبة وسواها، بجانب، حصول تغيرات كبيرة على صعيد سياسات الطاقة في جنوب القوقاز، مع تعرّض الحكومتيْن الأذرية والأرمينية لضغوط المشاكل الاقتصادية وحاجتهما إلى إلهاء شعبيْهما، مع تصاعد شعبية النزعات القومية والشعبوية في أذربيجان وأرمينيا، وهو الدافع وراء تبنّي الرئيسيْن إلهام علييف ونيكول باشينيان مواقف أكثر تصعيدية في السابق أثناء الحرب بينهما، مع بحث موسكو، على ما يبدو، عن فرصة لإضعاف حكومة باشينيان، التي تُعتبر أقل صداقة مع موسكو بالمقارنة مع الإدارات الأرمينية سابقته، كل ذلك من شأنه أن يتحكم في تقرير وجهة الصراع على ناغورنو كراباخ مستقبلاً، الى صراع متفاقم اقليمي ودولي بفعل الحرب الروسية الأوكرانية، أم صراع تحت السيطرة لجلّ اللاعبين؟.
وفي لغة الميدان، نجد أنّ المسيّرات المتفجّرة، وهي عنصر جديد في أرض المعركة، تستهدف وتتصيّد أهدافاً قيمة جداً، وتستخدم من قبل طرفي الصراع، وعلى صعيد الصواريخ الباليستية، فلا أحد يستخدمها حتّى اللحظة، لا من أذربيجان ولا أرمينيا، ولم يتم استخدامها في السابق، علماً أنّ أرمينيا تمتلك صواريخ باليستية روسية من طراز اسكندر(يبلغ مداها 280 كيلومتراً)، أمّا بالنسبة إلى ترسانة أذربيجان فتتضمن صواريخ إسرائيلية من طراز لورا يبلغ مداها 300 كيلومتر.
وانطلاقاً من المعطيات السياسية، لايمكن لطرفي الصراع(أذربيجان وأرمينيا)استخدام صواريخهما الباليستية من دون موافقة روسيا، وخطوة نشر الطائرات الحربية والصواريخ الباليستية تمثّل مقدّمة لاندلاع حرب تقليدية.
وتستعمل أذربيجان مسيّرات تركية متفجرة من طراز “TB2” و”Kargu-2″، وهي من شأنها تغيير طبيعة الاشتباكات في القوقاز، ويبدو أنّ أرمينيا تلقت ضربات قوية من هجمات المسيّرات في الحرب الأخيرة، مع سخونة حرب المعلومات ودور وسائل التواصل الاجتماعي: يحاول الأذريون إظهر قوتهم عبر نشر مقاطع لضربات المسيّرات على وسائل التواصل الاجتماعي في آخر حرب مع أرمينيا، في حين تركز البروباغندا الأرمينية على التقارير المضلًلة بشكل أساسي، بهدف استعطاف دعم روسي وغربي.
وتُعدّ منطقة القوقاز حديقة روسيا الخلفية، وترغب موسكو في منع حلف شمال الأطلسي الناتو من استغلال نزاع إقليمي للدخول إليها، ولذلك، تبدي روسيا مصلحة في عدم بلوغ الاشتباكات مستوى المواجهة العسكرية التقليدية، في أي حرب مستقبلية بين أذربيجان وأرمينيا، بفعل تحالف تآخي اللصوص الأنجلوسكسون ضد روسيا، وخاصة بعد عقابيل الحرب الروسية الأوكرانية الحالية.
كما وتقع تركيا وإيران في قبضة الأزمات الاقتصادية وترغبان في تفادي تداعيات حرب إقليمية، بما يشمل التكاليف الأمنية والهجرة وتأجيل المبادرات السياسية والتجارية الإقليمية، كما تحرص تركيا على ضمان استمرارية إمدادات الطاقة من حوض بحر قزوين، هذا وتحذر تركيا من تأثّر علاقتها مع روسيا في سوريا وليبيا، الواقع الذي يستدعي منها إبقاء نزاع ناغورنو كاراباخ على مستوى معارك الإلهاء الخفيفة بين فترة وأخرى، وفي مراحل لاحقة وتأجيجه من جديد.
ومن شأن الأحوال الجوية الشتوية ووعورة التضاريس كذلك، أن تحد من اتساع رقعة العمليات العسكرية في أي نزاع مستقبلي، وكذلك الظروف الاقتصادية في كل من أذربيجان وأرمينيا ستمنعانهما من الدخول في مواجهة عسكرية تقليدية.
ولكن لا يمكن استبعاد احتمال نشوب حرب استنزاف طويلة ومتفاقمة أحياناً، تتخللها جولات نزاع منخفض الحدة وحرب بالوكالة، وحرب مسيّرات ومعلومات، وخاصةً أنّ الأنجلوسكسون وعبر تركيا قد يعملون على تأجيج الصراع أي صراع في كل القوقاز، واثارته من جديد بين باكو وأرمينيا، لمحاصرة روسيا، وضرب هياكل أمنها القومي، وعبر فن صناعة الكذبة وفقاً لما جرى في سوريا(السيناريو السوري)في الداخل الأوكراني من خلال القوميون الأوكران، واتهام الجيش الروسي بارتكاب المجازر بحق المدنيين عبر فبركات اعلامية من خلال الاستخبارات الأمريكية والمخابرات البريطانية الخارجية، بقيادة ريتشارد مور، ووفقاً للمعلومات: هو زار دائم لأوكرانيا، مع فريق كامل من المخابرات البريطانية، لتنفيذ عمليات راية مزيفة على نمط وطريقة الخوذ البيضاء في سورية، وهو صاحب فكرة هندسة حكومة أوكرانية في المنفى اذا ما تطورت الأمور الى اللحظة النووية أو سلاح نووي تكتيكي، وكرد على الحرب الروسية الأوكرانية الحالية، لشيطنة الفدرالية الروسية ورئيسها فلادمير بوتين وكارتلات حكمه، ومجتمع المخابرات والاستخبارات الروسي، وتعد المخابرات البريطانية لسلسلة تفجيرات داخل شبه جزيرة القرم، وما تفجير جسر القرم السبت 8 – 10 – 2022 م – أوكتوبر، تقف خلفه المخابرات البريطانية الخارجية، بالتعاون مع السي أي ايه والموساد، كونه في غاية الدقة وكما كشفت مصادر المخابرات الروسية، ولا يمكن لجهاز المخابرات الأوكراني وحده القيام بذلك.
*عنوان قناتي على اليوتيوب حيث البث أسبوعياً عبرها:
https://www.youtube.com/channel/UCq_0WD18Y5SH-HZywLfAy-A
هاتف منزل – عمّان : 5674111
خلوي : 0795615721
سما الروسان في 9 – 10 – 2022 م.
التعليقات مغلقة.