هوامش من العدوان الصهيوني على إيران … بعض اتجاهات الرأي العام / الطاهر المعز
الطاهر المعز ( تونس ) – الأربعاء 18/6/2025 م …
إيران – مُعارضة النظام من منطلق وطني
قصف الكيان الصهيوني حقل فارس الجنوبي، أكبر حقل للغاز الطبيعي في إيران، وهو الأكبر في العالم، مما أدّى إلى إغلاق الحقل، واشتعلت النيران في حقل شهران النفطي، كما أُضرمت النيران في عدة مصافي نفط إيرانية، لأن الجيش الصهيوني يسعى إلى قطع صادرات إيران من النفط الخام والغاز الطبيعي، خصوصًا نحو الصين، وقد تؤدّي هذه التفجيرات إلى نقص في البنزين والديزل في إيران، بالإضافة إلى ارتفاع أسعار النفط والغاز الطبيعي في الأسواق العالمية، وشنت إيران عملية جديدة صباح السابع عشر من حزيران/يونيو 2025 ضد البنية التحتية العسكرية والطاقة الصهيونية واستُخدمت في الهجوم أحدث صواريخ تفوق سرعتها سرعة الصّوت، والتي كان لها تأثير كبير على تل أبيب وشمال فلسطين المحتلة، واستهدَفَ الهجوم مصفاة حيفا شمال البلاد، التي تُزوّد الجيش الصهيوني بأكثر من 60% مما يحتاجه من البنزين والديزل والكيروسين لسلاح الجو الذي قد يُواجه نَقْصًا في الوقود، ولذا فإن هذه العملية تُعتَبَرُ ضربة استراتيجية للبنية التحتية الاقتصادية والعسكرية للكيان الصهيوني الذي فرض الرقابة العسكرية الصّارمة على وسائل الإعلام، لكي لا تعلن عن مواقع الدّمار ولا تنشر الصُّور، لكن كشفت الأخبار والصُّوَر المُسرّبة – رغم الرّقابة – الأضرار التي لحقت مركز وايزمان للأبحاث ( الواقع في رحفوت، جنوب تل أبيب، وسط البلاد)، واحتراق أحد مباني المُخْتَبَر، بفعل إصابته بصاروخ باليستي إيراني، وفقًا لموقع صحيفة نيويورك تايمز…
تسببت الجولة الأولى من الهجمات الصّهيونية بأضرار أقل بكثير مما كان متوقعًان حيث لم يتضرّر في محطة تبريز سوى مبنى أو مبنيَيْن صغِيرَيْنِ، وفي نطنز، وهي منشأة نووية عملاقة، تضررت بعض مُحَوِّلات الطاقة ومَحَطّة فرعية، وردّت إيران بقوة في نفس اليوم، مما يُفنّد مزاعم التّفوق العسكري الصّهيوني، رغم نجاح الإستخبارات العسكرية الصهيونية ( التي تحظى بدعم أمريكي غير محدود) في اغتيال القادة العسكريين العلماء النوويين الرئيسيين الإيرانيين، وطلبت الحكومة الصهيونية مُساعدة الولايات المتحدة لتدمير المنشآت النووية الإيرانية بقنابل ضخمة قادرة على اختراق المخابئ، ولم تتمكن القاذفات الضخمة ( مثل إف – 35 ) من تدمير المنشآت النووية الإيرانية الرئيسية تحت الأرض، بل نجح الدّفاع الجوي الإيراني في إسقاط واحدة من هذه الطائرات “الشّبَح” القادرة على التّخفِّي عن الرّادارات، واعتقلت إيران قائد الطّائرة،
يُشكل البرنامج النووي الإيراني ذريعة للتحريض ضدّ نظام الحكم الإيراني ولتبرير محاولات إسقاطه وتغييره بنظام مُوالي للإمبريالية الأمريكية، ضمن “مشروع الشرق الأوسط الكبير” الذي أدّى إلى تدمير أفغانستان والعراق وليبيا وسوريا وتقسيم السودان، وتشجيع الانتفاضات المُلَوّنة، ولعبت منظمة “مجاهدي الشعب” ( مجاهدي خَلْق ) التي درّبت وسلّحت الإستخبارات الأمريكية والصّهيونية عناصرها، وأصبحت حليفة لأسرة الشّاه ولشيوخ الخليج الذين يُموّلون نشاطها، دَوْرًا تخريبيّا شبيهًا بمنظمات الدّين السياسي في ليبيا وسوريا، وعلى النّقيض من منظمة مجاهدي خلق، أصدرت منظمات وأحزاب ونقابات مُعارضة لنظام الحكم الإيراني بيانات تُندّد بالقصف الصّهيوني كما تُعارض القمع والإضطهاد الدّاخلي، وندّدت العديد من النقابات بالهجمات العسكرية الصهيونية وقصف وتدمير البنية التحتية وأماكن العمل والمصافي والمناطق السكنية، واعتبرت هذه النقابات “إن ادعاء إسرائيل بأنها لا تكن أي عداء للشعب الإيراني ليس سوى كذبة ودعاية سياسية، بدليل التهديد الصادر عن وزير الحرب بحرق طهران، فضلا عن التهديدات الأمريكية المتكررة والدّعم المُطلق الذي تتمتع به إسرائيل من قِبَلِ الحكومات الغربية التي تحثّ على تأجيج التوترات وانعدام الأمن والدمار في المنطقة…” واعتبرت هذه المنظمات المُعارضة “إن حكومتي إسرائيل والولايات المتحدة تتحملان المسؤولية الرئيسية عن الإبادة الجماعية المستمرة في غزة، وعن العديد من الجرائم الأخرى في المنطقة وحول العالم… إن منظمة الأمم المتحدة والمؤسسات الدولية التي تدّعِي زُورًا إنها من دُعَاة للسلام تلتزم الصمت إزاء هذه الفظائع، لأنها جزء من نظام الهيمنة نفسه… إن النظام الرأسمالي العالمي برمته والقوى الإمبريالية، هي السبب الرئيسي للحروب والكوارث الإنسانية والدمار البيئي، ولذا فلا مصلحة للطبقة العاملة الإيرانية من الحرب، بل إن الحروب استهدفت حياتهم وأمنهم بشكل مباشر، ولم يُؤَد استمرار العقوبات الاقتصادية، والإنفاق العسكري الهائل وتقييد الحريات سوى إلى تفاقم الفقر وزيادة القمع والجوع والموت وإلى تشريد ملايين البشر…
نحن، العمال المستقلون والمنظمات الشعبية والمناضلون في إيران، لا نملك أي أوهام بشأن الحرية والمساواة والعدالة التي تدّعي الولايات المتحدة وإسرائيل إنها سوف تُحقّقها لنا، كما لا نملك أي أوهام بشأن طبيعة الجمهورية الإسلامية القمعية والتدخلية والمعادية للعمال”
رغم القمع الذي مارسه نظام إيران ضدّ العمال الذين ساهموا في الإطاحة بنظام الشاه ( إضراب عمال النفط والموانئ ) ورغم السّجن والتعذيب والحرمان من حق التنظيم والتجمع وحرية التعبير، فإن مجمل بيانات منظمات اليسار والنقابات تُذ:كر بأن نضالهم “اجتماعي وطبقي”، وإن “محاسبة ومحاكمة الرأسماليين الذين جمعوا ثروات طائلة على حسابنا على مدى العقود الأربعة الماضية، بينما حكموا علينا بانعدام الأمن والحرمان الدائمين، تتم من قبل الشعب المُضْطَهَدِ نفسه وليس من قِبَل القوى الإمبريالية والصّهيونية… إننا لا نعتمد على القوى الأجنبية، بل على قوتنا الذاتية لتحقيق مطالبنا كعمال ومطالب الشباب والنساء… إن استمرار الحرب الحالية لن يؤدي إلا إلى مزيد من الدمار والضرر البيئي والكوارث الإنسانية التي تكون الطبقة العاملة والشعب الإيراني المُعدم – شأنهم شأن المضطهدين في دول أخرى في المنطقة – من بين الضحايا الرئيسيين لهذا الوضع… إننا ندعو إلى إنهاء فوري للحرب وللقصف، والكف عن مجازر الأبرياء، وتدمير البيئة، وندعو إلى دعم نضالات الشعب الإيراني وشعوب المنطقة لإنهاء الإبادة الجماعية، والعسكرة، والقمع، وتمكين الشعب من تحديد مصيره من خلال تنظيم نفسه ضمن المنظمات الجماهيرية، وتوسيع نطاق المشاركة المباشرة والجماعية…”
مُعارضة الحرب في الولايات المتحدة
اتّسعت رقعة معارضة الحرب خلال العدوان على فيتنام، بسبب ارتفاع عدد القتلى في صفوف الجنود من الشباب الأمريكي، ثم عادت الإحتجاجات قبل العدوان الثاني على العراق سنة 2003، ويبقى المُعارضون للإمبريالية وللحروب والعدوان أقلية صغيرة جدا داخل الولايات المتحدة، خصوصًا عندما يتعلق الأمر بالكيان الصّهيوني، غير إن التوترات ظهرت بسرعة بين مؤيدي الكيان الصهيوني ومناهضي الحرب أو داعمي الشعب الفلسطيني، منذ العدوان المُكثّف والإبادة الجماعية التي تستهدف الشعب الفلسطيني في غزة، واعتبرت هذه الأقلية المناهضة للحرب إن العدوان الذي أطْلَقَهُ الجيش الصهيوني ضدّ إيران يُشكل كارثة إقليمية، وارتفع عدد الرافضين لهذا العدوان من مُشرِّعين وناخبين، وأعلن النائب توماس ماسي (جمهوري من ولاية كنتاكي)، أحد أكثر الأصوات المناهضة للحرب ثباتًا في مجلس النواب: “هذه ليست حربنا. إسرائيل لا تحتاج أموال دافعي الضرائب الأمريكيين للدفاع إذا كان لديها بالفعل ما يكفي لشن حروب هجومية. أنا أُصَوِّتُ ضد تمويل هذه الحرب العدوانية”، ونشرت مواقع التواصل الاجتماعي نتائج استطلاع رأي حول ما “إذا كان ينبغي على الولايات المتحدة تزويد إسرائيل بأسلحة لمهاجمة إيران” فكانت الإجابة قاطعة بلا بنسبة 85% من إجمالي 126 ألف شخص تم استجوابهم، وحظيت هذه الأجوبة بتأييد 2,5 مليون من زائري هذه المواقع، ورَفَض العديد من المُستجوبين الذّرائع التي تُقدّمها السلطات الأمريكية والصهيونية لتبرير تكديس الأسلحة وشن الحروب العدوانية…
في صفوف الحزب الدّيمقراطي، وصفت النائبة براميلا جايابال (نائبة ديمقراطية عن ولاية واشنطن) الهجوم الصهيوني على إيران بأنها “خطوة متهورة وتصعيدية”، وأعلنت “إن رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو يحاول جرّ الولايات المتحدة إلى حرب أوسع نطاقًا”، ووصف النائب تشوي غارسيا (ديمقراطي عن ولاية إلينوي) تصرفات العدو الصهيوني بأنها “تخريب دبلوماسي (…) يجب على الولايات المتحدة التوقف عن إمداد إسرائيل بالأسلحة الهجومية، التي لا تزال تُستخدم ضد غزة، والالتزام بشكل عاجل بالمفاوضات”.
أما النائبة سمر لي (ديمقراطية من ولاية بنسلفانيا) فكانت أكثر صراحةً، وأعلنت “يريد مجرم الحرب نتنياهو إشعال حرب إقليمية لا نهاية لها وجر الولايات المتحدة إليها. أي سياسي يحاول مساعدته يخوننا جميعًا”، ووجّه العديد من الديمقراطيين وبعض الجمهوريين المؤيدين لضرورة موافقة الكونغرس قبل خوض الولايات المتحدة حروبًا جديدة، النّقد – غير المُعتاد – للكيان الصهيوني، لأن هذه الحرب ” لا تُهدد حياة المدنيين الأبرياء فحسب، بل تُهدد استقرار الشرق الأوسط بأكمله وسلامة المواطنين والقوات الأمريكية… ليس لدى الشعب الأمريكي مصلحة في حرب أخرى لا تنتهي”، وفق السيناتور جاك ريد (ديمقراطي عن ولاية رود آيلاند)، وانتقد العديد من النواب انسحاب الرئيس الأمريكي دونالد ترامب خلال فترة رئاسته الأولى من الإتفاق النووي الإيراني الذي تم إبرامه خلال رئاسة باراك أوباما، والذي وافقت إيران بموجبه على تفكيك جزء كبير من برنامجها النووي وفتح منشآتها أمام عمليات التفتيش الدولية…
تبقى هذه الأصوات غير مسموعة رغم ارتفاع عدد أصحابها، لأن الأغلبية من نواب الحزبَيْن تدعم الكيان الصهيوني، مثل زعيم الجمهوريين في مجلس الشيوخ، جون ثون الذي صرح: “لقد قررت إسرائيل اتخاذ إجراء حاسم للدفاع عن الشعب الإسرائيلي”، وأعرب السيناتور الديمقراطي جون فيترمان (ديمقراطي، بنسلفانيا)، عن دعمه الكامل للعدوان الصهيوني، وحث الولايات المتحدة على” تزويد إسرائيل بكل ما هو ضروري، عسكريًا واستخباراتيًا واقتصاديا ودبلوماسيا “، ولئن بقي المُؤيّدون للكيان الصهيوني يمثلون أغلبية فإنهم يُواجهون الآن مقاومة تتجاوز المناضلين، بل تمثل هذه المقاومة تحوّلا في الرأي العام الأمريكي، وخاصة بين الناخبين الشباب والتقدميين، مما يُشير إلى تغْيِير بشأن الدعم غير المشروط للكيان الصّهيوني، وبالأخص منذ العدوان على غزة، وارتفع عدد الأمريكيين الذين ينتقدون “الإستفزازات الإقليمية المتزايدة لإسرائيل” وبدأت بعض الأصوات ترتفع للمطالبة “بوضع حدّ لعقود من الدعم غير المشروط الكارثي لإسرائيل ودعم حروبها الكارثية…”
أوروبا مَهْد الإمبريالية والصهيونية
تميزت السّلطات الفرنسية والألمانية بوقاحة لا نظير لها، حيث أعلن الرئيس الفرنسي والمُستشار الألماني إدانتهما لإيران التي تم الإعتداء على أراضيها ومنشآتها وبُنيتها التحتية مما أدّى إلى قَتْل سُكّانها بالقنابل والصواريخ الصهيونية، وتصريحهما بأن “إيران لا تلْتَزْمُ بالقواعد” وإن الكيان الصهيوني في حالة دفاع عن النّفس، في كل الحالات، مما اضطر السيدة فرنشيسكا ألبانيزي، المقررة الخاصة للأمم المتحدة في الأراضي الفلسطينية المحتلة إلى الرّد على الرئيس الفرنسي: “في اليوم الذي هاجمت فيه إسرائيل إيران دون أي استفزاز، مما أسفر عن مقتل 80 شخصا، اعترف رئيس قوة أوروبية كبرى ( إيمانويل ماكرون ) أخيرا بأن إسرائيل، وإسرائيل فقط، لها الحق في الدفاع عن نفسها في الشرق الأوسط“، وأعلنت وزارة الخارجية الألمانية “نُدين بشدة الهجوم الإيراني العشوائي على الأراضي الإسرائيلية” وعبر الناطق باسم الوزارة عن ابتهاجه باغتيال العسكريين والعُلماء الإيرانيين، كما أكدت رئيسة مفوضية الاتحاد الأوروبي، أورسولا فون دير لاين: “تحادثت مع الرئيس الإسرائيلي إسحاق هرتسوغ حول الوضع المتصاعد في الشرق الأوسط، وأَكَّدْتُ له حق إسرائيل في الدفاع عن نفسها”، ورفضت رئيسة المفوضية الأوروبية التطرق إلى حق إيران في الدفاع عن نفسها، فيما استمرت لفترة عشرين شهر في تبرير الإبادة الجماعية في غزة واعتبرتها كذلك “دفاعًا عن النّفس” من قِبَل الكيان الصهيوني، ورغم مبادرة الجيش الصهيوني بالعدوان على إيران فإن القادة الأوروبيين يعتبرون الرّد الإيراني بربريا وهمجيا، وحمّلوا إيران “مسؤولية مقتل المدنيين”.
كرّرَ قادة مجموعة السّبع المُجتمِعِين في كندا نفس المعزوفة مُعلنين إن للكيان الصهيوني الحق في الإعتداء على أراضي إيران التي تبعد حوالي 2300 كيلومتر عن فلسطين المحتلة، وليس لإيران الحق في الرّد والدّفاع عن سيادتها وسلامة أراضيها ومواطنيها، وكررت وسائل الإعلام الرئيسية في الولايات المتحدة، من شبكة سي إن إن إلى فوكس نيوز، ومن صحيفة نيويورك تايمز إلى صحيفة سان فرانسيسكو كرونيكل، الدّعاية الصّهيونية حَرْفيًّا، وتتميّز هذه الدّعاية بطمس الحقائق والإستخفاف بحياة العشرات من الإيرانيين، بينهم علماء وضباط عسكريون ومدنيون، كما استَخَفّت بحياة عشرات الآلاف من الفلسطينيين، وثُلُثُهم من الأطفال، وتُبرر وسائل الإعلام مُشاركة الدّول الأوروبية وأمريكا الشمالية (وحلف شمال الأطلسي) ودول مجموعة السّبْع في تسليح الكيان الصهيوني وتقديم المعلومات الاستخباراتية والأسلحة والدعم بكل أنواعه، بذريعة “مَنْعِ إيران من امتلاك أسلحة نووية”، رغم اقتصار إيران على تطوير الطاقة ( وليس الأسلحة ) النووية، وكشفت وسائل الإعلام الأمريكية والصهيونية عن الهدف الحقيقي الكامن وراء العدوان، والمُتمثّل في تغيير النظام في إيران، وإعادة أحفاد الشاه المخلوع سنة 1979 إلى الحكم، وأعلن هؤلاء لقناة فوكس نيوز “شكر ( أفراد أُسرة الشاه بهلوي ) لإسرائيل وأملهم في أن يُدبّر الجيش الإيراني انقلابًا بدعم أمريكي وإسرائيلي”، بينما ترفض منظمات المُعارضة الدّاخلية في إيران “أي تغيير لا يأتي من الشعب الإيراني” ( راجع الفقرة الأولى من هذا النّصّ)
قصّرت المنظمات التقدّمية “الغربية” في التنديد بالعدوان الصهيوني، والمطالبة بانسحاب القوات الصهيونية من سوريا وأي مكان آخر تنتشر فيه، وبخروج جميع القوات الأمريكية و”الغربية” من مختلف مناطق العالم…