قطار الصين إلى إيران: صفارة بداية لتحولات جيوسياسية كبرى

0 283

مدارات عربية – الأحد 15/6/2025 م …

من إلياس فاخوري
ترجمة وتحرير: موقع ” مدارات عربية ” …

* ملاحظة من هيئة التحرير :

تجربة جديدة نخوضها مع الصحافة الأجنبية من خلال ما يختاره بعض الكتّاب والمهتمّين والمتابعين للسياسة العربية والدولية، وذلك بأن نترجم ونعيد التحرير المهني الإحترافي تلك الإختيارات ونقدمها لمتصفّحي وقرّاء موقعنا ” مدارات عربية ” …

نرجو أن نوفّق في هذه الخطوة الجديدة … 

………………………………………………………………..

في تطور يُوصف بأنه تاريخي ومفصلي، وصل أول قطار شحن مباشر من الصين إلى إيران، متحدياً العقوبات الأمريكية ومُعلناً – فعلياً – دخول المنطقة في فصل جديد من التنافس الجيوسياسي بين القوى الكبرى.

القطار، الذي يشكل جزءاً من مبادرة “الحزام والطريق” الصينية، يعكس شراكة استراتيجية متنامية بين بكين وطهران، ويمثل ضربة رمزية ومعنوية في وجه السياسات الأمريكية الهادفة إلى خنق الاقتصاد الإيراني وعزل الصين عن النفوذ في منطقة غرب آسيا.

ما وراء القطار: اتفاقية الـ400 مليار دولار

رحلة القطار لا تُقاس فقط بالمسافة التي قطعها، بل بالمسار السياسي الذي تسلكه الصين في إعادة رسم خريطة النفوذ العالمي.
فالمشروع ينبثق عن اتفاقية اقتصادية ضخمة بقيمة 400 مليار دولار وُقّعت بين إيران والصين في عام 2021، تتضمن تعاوناً في مجالات الطاقة، البنية التحتية، والاتصالات، كجزء من مبادرة الحزام والطريق التي تهدف إلى ربط الصين بالعالم عبر شبكات طرق وسكك حديدية وموانئ.

تحرر من الرقابة الأمريكية

ما يجعل هذه الخطوة مثيرة للاهتمام من الناحية الاستراتيجية هو أن خط السكة الحديدية الجديد يمر عبر أراضٍ لا تتواجد فيها قواعد أمريكية، ما يتيح لإيران تصدير النفط واستيراد البضائع من الصين بعيداً عن “أعين” واشنطن، وبلا الحاجة إلى المرور عبر الممرات البحرية التي تهيمن عليها الولايات المتحدة، مثل مضيق ملقا أو قناة السويس.

تحدٍ مباشر للهيمنة الأمريكية

الرسالة التي تبعث بها هذه الخطوة واضحة: النظام العالمي أحادي القطب الذي حكم المنطقة لعقود، لم يعد قادراً على منع الدول من إيجاد بدائل واستراتيجيات تفلت من القبضة الأمريكية. بل إن التحالف الإيراني-الصيني يتجه نحو تقويض النفوذ الأمريكي التقليدي في منطقة كانت تُعتبر “ساحة خلفية” للولايات المتحدة.

هل لهذا علاقة بالتصعيد العسكري في المنطقة؟

في خضم هذا السياق، يطرح البعض تساؤلاً مشروعاً:
هل تُعد هذه الخطوة أحد الأسباب غير المُعلنة وراء التصعيد الأمريكي والإسرائيلي ضد إيران مؤخراً؟
فمن منظور استراتيجي، فإن خروج إيران من العزلة، وارتباطها الوثيق بقوة عظمى مثل الصين، يعني تغيير قواعد اللعبة، وربما تسريع المواجهات لمنع هذا التغير من أن يترسخ.

خاتمة: شمس جديدة تشرق

بعيداً عن لغة الأرقام والسياسة، تحمل هذه اللحظة رمزاً أكبر: إنها إعلان بصوت القطار الواصل من الشرق، بأن العالم يتغير، وأن موازين القوى تتحول.
وكما قال صاحب الرسالة:
“بأمل وعزيمة، اجعل صباحك جميلاً .. انهض وحيّ الشمس.”


اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.

سبعة + 18 =