المحامي محمد احمد الروسان يكتب: تركيا وأمن طاقتها والتمذهب كاميكازيّاً وكوسوفو سابقة … وعناوين هامّة أخرى

644

 المحامي محمد احمد الروسان* ( الأردن ) – السبت 1/10/2022 م …

*عضو المكتب السياسي للحركة الشعبية الأردنية …

= أوكرانيا تحتضر وشرق أكثر انتاجاً للطاقة وغرب يستهلك…

= والأنجلوسكسونية تقوم بأعمال إرهابية والجنرال شتاء قادم

باجرا الاستفتاءات الشعبية للسكّان، في الأقاليم الأربعة في شرق أوكرانيا، في إقليم الدونباس روسيّا الصغرى، أحدث ذلك تغيراً عميقاً في الجغرافيا، وفي عقيدة موسكو النووية والعسكرية، وقبل ذلك ضم القرم الى روسيّا من جديد، وعبر استفتاء شعبي نزيه، حيث الحدود في خارطة العالم، تتغير لأول مرة من جديد، منذ انتهاء الحرب العالمية الثانية، انّه زلزال جيوسياسي بامتياز. 

الناتو عام 1999 م شن حرباً على صربيا في أوروبا، وخارج القانون الدولي ومجلس الأمن، وأنشأ إقليم كوسوفو عبر استفتاء وهمي، فصارت كوسوفو سابقة، أمريكا والناتو هم من خلقوا السوابق في موضوعة الاستفتاءات، وليس الفدرالية الروسية.  

العالم دخل مرحلة التحولات الجذرية، والقوّة هي من ستحدد المستقبل السياسي في العالم وللعالم، وروسيّا لن تفاوض على نتائج الاستفتاءات في المناطق الأربع، وستدافع عن أراضيها، وليعلم ويسمع نظام كييف ومشغلوه أنّ المواطنين في الأقاليم الأربعة هم مواطنون روس والى الأبد، والغرب بازدواجية معاييره أنهى كلّ المعاهدات والمواثيق الدولية، والأنجلوسكسونية تقوم بأعمال إرهابية وتدمير البنيّة الطاقويّة، كما حدث في نورد ستريم بفرعيه، حيث واشنطن هي المستفيدة وبعمق، وبالنتيجة أوكرانيا تحتضر وأوروبا تشطب بإرادتها، وأمريكا تربح، وبريطانيا تصنع الفخاخ لليانكي الأمريكي وتورطه، حيث الصراع الخفي والصامت بين لندن وواشنطن، يجري على قدم وساق وعنوانه: الطاقة ومسارات خطوطها وتمذهبها في الشرق الأوسط والعالم، بفعل مفاعيل المواجهة الروسية الأطلسية، والجنرال شتاء قادم. 

أوكرانيا تحتضر ومصير الجغرافيا على المحك، ومؤشرات المواجهة المباشرة أقوى، من مؤشرات الحل السياسي والدبلوماسي، حيث واشنطن تريد استنزاف روسيّا، وتقسيم أوروبا كما في الحرب الباردة، لا بل شطب أوروبا، وواشنطن تعمل على تسيس المواجهة الروسية الأطلسية، وتتهم موسكو في استخدام الطاقة كسلاح وإرهاب، 

الدولة التركية، تعتمد بشكل كبير وحيوي واستراتيجي، وبإدمان مزمن متفاقم، على مصادر الطاقة الخارجية، وخاصةً النفط والغاز، حيث تستورد أنقرة أكثر من خمسة وسبعين بالمائة من احتياجاتها من مصادر الطاقة المتنوعة، وتدفع ثمناً لذلك أكثر من خمسة وستين ملياراً من الدولارات الأمريكية سنوياً، وبعد المواجهة الروسية الأطلسية زاد هذا الرقم قليلاً ولم يتفاقم، والسبب يكمن: بفعل المساعدة الروسية لتركيا، نظراً للمصالح الاستراتيجية على طول خطوط العلاقات التركية الروسية، في ظل تداعيات وعقابيل، ما يجري في شرق أوروبا، ومفاعيل وتفاعلات الحرب في أوكرانيا. 

بعبارة أخرى: ما تدفعه تركيا هو أكثر من ربع فاتورة وارداتها الأجمالية، وهذا يمكن اعتباره أهم معضلة عميقة ومتفاقمة تواجه تركيا، ولها عقابيلها وامتداداتها بالأمن القومي التركي، وتحت عنوان عريض: أمن الطاقة، ومحاولات الكيان الصهيوني في اللعب بأمن الطاقة التركي كما سنرى لاحقاً، بعد أن نجحت عودة المياه الى مجاريها على طول خطوط العلاقات التركية الإسرائيلية، ونلحظ كافة وضعيات “الكماسوترا” الجنسية بالعلاقات الحميمية، على طول خطوط العلاقات التركية الإسرائيلية الآن، ولكن المعضلة في أنّ هذه العلاقات بين أنقرة والكيان الصهيوني، مرشحة في المستقبل لكي تسوء وبعمق، وذلك بسبب استثمار الأسرائيلي بالملف الكردي ودعمه لدولة كردية هي بالضرورة دولة حليفة له – فالكرد تروتسك صهيوني عميل معولم، بعد هندستها على المستوى الأمني المخابراتي، لتقود الى مستويات سياسية ودبلوماسية متقدمة وتنسيقات عسكرية ومخابراتية، خاصةً وبعد تحولات الميدان السوري لصالح الجيش العربي السوري العقائدي، ومحاولة الأخير العميقة، لآغلاق الحدود مع تركيا بقوّة النيران بمساعدة حلفائه وخاصة الروسي والإيراني.

 ألم يقل فخامة الرئيس التركي وعلناً، أنّ تركيا بحاجة الى اسرائيل واسرائيل بحاجة الى تركيا في المنطقة؟ الحوارات تجري على قدم وساق على طول خطوط علاقات مجتمع المخابرات الأسرائيلي ونظيره التركي بالمعنى الرأسي والعرضي، مرة هنا في المنطقة ان في مفاصل الجغرافيا التركية، وان في مفاصل جغرافية الأسرائيلي(جغرافية فلسطين المحتلة)، ومرات هناك في جنيف وغيرها.  

وهذا – أعني الطاقة التركي: يشكل في الواقع خاصرة اقتصادية رخوة للغاية، ولم يشفع الموقع الأستراتيجي والمحوري لتركيا، حصولها على أمن في الطاقة، وطاقة رخيصة الثمن مستوردة، وأنقرة حلّت بالمركز الثاني بعد الصين في وتيرة ازدياد الطلب على الغاز والكهربا، حيث الصين الدولة الأشد عطشاً للطاقة على مستوى العالم، بسبب قوّة اقتصادها المنتج وتفاعلاته بالتصدير الى كل رياح الأرض الأربع، والثانية أي تركيا تماثلها في شدّة العطش للطاقة.  

وأنقرة تعتمد بشكل أساسي على روسيّا في استيراد الغاز وبشكل منتظم وبأسعار عادية الى حد ما، وكان هناك في الماضي، ثمة عقوبات اقتصادية فرضتها موسكو على أنقرة بعد اسقاط السوخوي العسكرية الروسية، والتي كانت في مهمة في الداخل السوري على جانب الحدود مع تركيا في بدايات الحرب على سورية، فالعقوبات تلك دفعت تركيا بطريقة أو بأخرى، نحو عمق الحضن الأسرائيلي بخضوع شبه كامل لحالات الابتزاز الإسرائيلي للتركي، الى أن حلّت المشكلة مع موسكو باعتذار تركي صريح، مع استيرادها لكميات أخرى من ايران والعراق وأربيل وأذربيجان وقطر والجزائر، وهناك مسارات ضغوط تمارس على النخبة الحاكمة في أنقرة، لفتح شراكات مع “اسرائيل” لأستيراد الغاز الطبيعي منها، وعبر انشاء خط من الأنابيب يمتد من حقول للغاز تقع غرب ميناء حيفا المحتل،  وعبر قبرص اليونانية الى الداخل التركي، ونعتقد أنّ هذه المحاولة الأسرائيلية عبر واشنطن تشكل قمّة الخطورة، كونها تدخل كطرف أساسي في خطة الأمن القومي التركي بشكل عام وأمن الطاقة Energy security، وأمن المجال الحيوي التركي وللتأثير على المجال الجيوبولتيكي لمجتمع المخابرات التركي، ان لجهة الداخل التركي المحتقن أصلاً بفعل الحدث السوري وارتدادات الأرهاب المدخل الى الداخل التركي، خاصةً مع بدء فتح معركة ادلب وريفها مع اشتراك أنقرة بها، بعد الأنتهاء من تنظيف ريف دور الزور من جلّ زبالات الأرهاب المعولم، وان لجهة الخارج التركي الساخن والمتحفّز أصلاً للهجوم على أنقرة وبفعل الحدث السوري أيضاً، وتوظيفات أنقرة لورقة اللجوء السوري لممارسة الضغوط المطلوبة على القارة الأوروبية العجوز وعلى رأسها ألمانيا، ومن جهة مختلفة، نجد أنّ ألمانيا مؤخراً اقتربت من تركيا كثيراً بمستوى درجة الثمالة ما بعد السكر في المواقف، من حيث تداعيات الوضع الأوكراني رغم احتضار أوكرانيا، في موقف غريب ويخضع لمزيد من القراءات المختلفة، من قبل مراكز الدراسات التي تقدّم توصياتها، الى مجتمعات المخابرات الأقليمية والدولية المعنية بالشأن التركي والألماني، حيث المخابرات الألمانية ونظيرتها الأمريكية، ينسقان معاً في جلّ المسألة التركية، ويتظهّر ذلك في ساحات أسيا الوسطى وغيرها – باعتبار تركيا بمثابة مغفر متقدم للناتو في عروق أسيا الوسطى.

وفي المعلومات الحديثة، نجد أنّ العاصمة الأمريكية واشنطن دي سي، تضغط على تركيا من أجل الدخول في شراكة حقيقية مع كل من قبرص اليونانية والدولة العبرية، لتشكيل حلف اقتصادي ثلاثي لمواجهة القبضة الفولاذية الروسية على سوق الطاقة في هذه المنطقة بالذات، وخاصةً بعد انحسارات النفوذ الأمريكي في الداخل السوري، وبعد شطب خطوط واشنطن الحمراء عبر الجيش العربي السوري وحلفائه في دير الزور وفي جلّ الجغرافيا السورية، حيث تم فرض معادلات ميدانية بالمعنى العسكري والسياسي ستصرف على طاولة المفاوضات في جنيفات قادمة، بعد أن نجح الروسي وبعمق في افراغ ما تسمى بالمعارضات أو المعارصات السورية السياسية والعسكرية الأرهابية من مضمونها، عبر مسلسل أستانة بحلقاته السبع حتّى اللحظة من خلال الوصفة الروسية: مناطق خفض التوتر والتصعيد عبر اتفاق تخادم المصالح، من خلال الدبلوماسية الروسية النشطة ومجتمع المخابرات الروسي، وللحد من الطموحات الأيرانية ذات الأمكانيات الكبيرة والمتسارعة في النمو، وخاصةً بعد المخاضات غير المكتملة، لجلّ الاتفاق النووي مع ايران، ومفاوضات فينا التي تعثّرت، وعقابيل ذلك على الدولة الوطنية الإيرانية، والتي لم تقدّم تنازل واحداً للغرب وللأمريكان منفردين أو مجتمعين، أو حتّى لمجموعة خمسة زائد واحد على مدار المفاوضات. 

وتحدثت معلومات استخبارات الطاقة المسرّبة وعن قصد كما نعتقد، أنّه ومنذ فترة زمنية ليست بالطويلة، وما قبل المواجهة الروسية الأطلسية عبر أوكرانيا – حرب الوكالة، قامت وفود مشتركة من شركات أمريكية واسرائيلية بزيارة تركيا، للبحث في التوقيع على عقود(طاقوية)مع أنقرة، لغايات انشاء خط أنابيب لنقل الغاز الطبيعي الأسرائيلي الى القارة الأوروبية، وعبر قبرص وتركيا تحت سطح البحر بطول يزيد عن 500 كيلو متر من حقل(لفيتان)البحري المحتل “الإسرائيلي” في فلسطين المحتلة، والواقع غرب ميناء حيفا بمسافة 135 كيلو متر، وحتى مرفأ جيهان التركي وبسعة 16 مليار متر مكعب، ثم على امتداد الساحل القبرصي وبعمق ألفي متر لأستحالة مروره طبعاً على الساحل اللبناني والسوري، والأخير هو الممر الأفضل لهذا الأنبوب، وبتكلفة أقل ووقت أقل، وأضافت المعلومات: أنّ تشغيل هذا الخط سيكون من منصة انتاج وتخزين وتفريغ عائمة على سطح البحر الأبيض المتوسط، قبل أن يتوجه نحو الشمال الشرقي باتجاه ساحل قبرص اليونانية كما أسلفنا للتو. 

وأمام هذا المشروع الاقتصادي الطاقوي باعتقادي، تحديات وعوائق كثيرة وليست محصورة فقط بالأبعاد المالية واللوجستية والوقت الذي يحتاجه في التأسيس والبناء والتقنيات الضرورية، بل التحدي الأمني وما يمكن أن يتعرض له من أخطار وعمليات ارهابية، بفعل الأرهاب المدخل الى الداخل السوري والمصنّع في لبنان، والمراد تسخينه أمريكيّاً واسرائيلياً الآن وعبر استخدامات للسعودي من خلال أدواته في الداخل اللبناني، على شاكلة جع جع وجماعته، وارتداداته على تركيا و”أسرائيل” ودول الجوار الأخرى، فمن تكلفة مالية تزيد عن ثلاثة مليارات من الدولارات، الى تكلفة الأنتاج المرتفعة، الى وجود مشاريع أخرى لنقل الغاز من ايران وقطر والسعودية ومصر في اطار منطقة الشرق الأوسط وبجانب سورية ولبنان لاحقاً.  

بجانب كل هذه التحديات الآنف ذكرها، هناك التحديات السياسية، حيث عدم وجود الثقة بين أطراف هذا المشروع الثلاثي، والذي تهدف من ورائه الولايات المتحدة الأمريكية، الى تشكيل وتصنيع حلف نيتوي اقتصادي، في مواجهة سلاح الطاقة الخطير الذي تملكه الفدرالية الروسية، يقف على حدودها الجنوبية مع تركيا. 

تحدي الشعور الشعبي: حيث الشعور الشعبوي التركي كاره ومعادي بعمق لإسرائيل، والنظام الرئاسي الرسمي التركي الحاكم، لاذ بصمت أهل القبور، لعلمه أنّ أي تقارب مع تل أبيب ليس بورقة شعبوية ناجحة الآن، التحدي التاريخي: ثم العداء التاريخي بين أنقرة وقبرص اليونانية وعمره زاد الآن عن عمر كاتب هذه السطور 50عام، حيث يطالب القبارصة اليونانيون من أنقرة، الأعتراف بهم وحل مسألة(قبرص التركية)، حتّى يتم السماح لهذا الخط بالمرور على امتداد الساحل القبرصي، وبعمق يزيد عن 2000 كيلو متر، وقبرص اليونانية لا تثق كثيراً بتل أبيب، والأخيرة تعتبر الأولى بمثابة حصان طروادة في مشروع الأنابيب هذا. 

وقبل التطرق الى ادراكات مجتمع المخابرات التركي لأمن الطاقة وعلاقته، مع فكرة الأمن القومي لتركيا، لا بدّ من التأشير على ملاحظة في غاية الأهمية تتموضع في التالي: أمريكا دعمت الوهابية المسلّحة كقوّة ضاربة، زرعت بدعم سعودي وسطيه اسلامية يقودها فتح الله غولن الداعية التركي الغامض، والمقيم في بلسنفانيا بأمريكا، والذي عمل على فتح عشرين ألف مدرسة تنفق حتّى على اقامة وتغذية الطلاّب في مواقع مختارة من العالم، وعلى رأسها تركيا وجمهوريات وسط أسيا، وهنا وقع الأخوان المسلمون في فخ أمريكي محكم، فأرودوغان الذي ركب موجة الاخوان لدور تاريخي كان ينتظره، عبر اسقاط النظام في سورية وفشل، وجد تعاوناً ودعماً بلا حدود من الأمريكيين والسعوديين والقطريين ومن فتح الله غولن، الذي أقنعه بأنّ مستقبل الأخوان لحكم العالم الأسلامي تحت رايته وعلمه، سيكون باسقاط المظلة البريطانية ومسك المظلة الأمريكية، وبلع أرودوغان وفريقه الطعم، وبادرا أولاً لتصفية الجنرالات في الجيش التركي، والأخير محسوب على المظلة الإنجليزية، وأقنعا اخوان مصر في حينه، بالتعاون مع غولن والأمريكان، فاستجابوا اخوان مصر لهما، وقفزوا هم أيضاً بفخ استغلالهم كجسر لتصفية نفوذ رجال مبارك الرئيس المخلوع عبر ثورة، من مدنيين وعسكريين وتجديد حكم العسكر بفتح الطريق للضبّاط الشباب الأكثر ولاءً لواشنطن، تمثل ذلك في عودة العسكر الى الحكم في مصر، وصفت تلك الحالة بأنّها حالة لتصحيح المسار والتوجه من بعض الأطراف الإقليمية والدولية. 

وتذهب المعلومات أنّ فتح الله غولن، استطاع اختراق اخوان الأردن عبر اقناع أحد كوادرهم ومنذ سنوات وقبل ما سمّي بالربيع العربي بالتقارب مع الأمريكيين(فتمّ المنادى لأول مرة بالملكية الدستورية، وحزب زمزم نتاج المبادرة الزمزميّة لا يمكن بحثها بعيداً عن هذا السياق)وبعد الأطاحة بمرسي عبر ثورة أخرى صحّحت الخطأ الثوري كما يعتقد البعض، انتبه أرودوغان وفريقه للخطأ الفادح الذي ارتكباه، فسارعا للتصالح مع الجيش التركي، والسعي لتصفية نفوذ فتح الله غولن. 

وتذهب معلومة أخرى لا أدري مدى عمق صحتها، أنّ أرودوغان شعر أيضاً بالكارثة، التي سبّبها لدعم ما سميت بالثورة السورية ضد نظام سوري، يحمل مظلة بريطانية الى حد ما، فاتجه اتجاهات أخرى أكثر كارثية، ولكن بعدما ورّط اخوان سورية بالتحالف مع الأمريكيين.

وعليه وتأسيساً على السابق ذكره بمجمله: أحسب أنّ مجتمع المخابرات التركي، وخاصة مخابرات الجيش التركي ذو المظلّة الأنجليزية لجهة قياداته وكوادره، يدرك أن “اسرائيل” تدرك وبعمق عطش تركيا للطاقة، وتدرك مخابرات الجيش التركي أنّ تل أبيب تسعى لأستغلال نقطة الضعف التركي هذه، عبر رغبتها في شبك مصالحها الأقتصادية بأمن تركيا القومي عبر أمن الطاقة لغايات، اللعب في الداخل التركي لصالح الأمريكي والغربي والأسرائيلي وبعض العربي المرتهن والتابع والأداة. 

ما تم ذكره ومنذ البدء في هذا التحليل، يشكل مؤشر بسيط للغاية وجزء من المؤامرة الكونية على الشرق وقلبه سورية بنسقها السياسي الحالي، والأعظم الحرب الكونية في سورية وعلى ديكتاتورية الجغرافيا السورية، هي حرب بالوكالة عن الغرب(أوروبا وأمريكا)بأدوات، من البعض العربي المرتهن والمتبوصل على ذات اتجاه البوصلة الغربية – الأمريكية، ازاء منطقة الشرق الأوسط الساخن والمتفجر، ونتيجة لها حدثت المسألة السورية أو الحدث السوري أيّاً كانت التسمية، وما الحدث الأوكراني الان، الاّ نتاج للحدث السوري بتفاصيله المتعددة، ودور موسكو في حماية سورية ونسقها السياسي، المهم هناك مأساة درامية سورية بامتياز، بسبب تآمر بعض ذوي القربي مع الآخر الغربي، ذو الرغبة الشبقة المفعمة للطاقة، بأنواعها المختلفة وخاصة الغاز، حيث كل رادارات الأستراتيجيات الغربية والأمريكية ترصد الأخير للرعشة الغازيّة. 

وللمأساة السورية هذه بعد اقتصادي عميق أيضاً، يتموضع حول الطاقة وتفرعاتها وخاصة الغاز وقود الطاقة الرئيس في القرن الحادي والعشرين، ومسارات جغرافية تعرجات خطوط نقله من الشرق الأوسط الى أوروبا وأمريكا، من حقول انتاجه في الشرق الأوسط الى أسواق استهلاكه وتخزينه في الغرب، وبعبارة أخرى: ولأنّ الغاز الطبيعي تحديداً، هو من يذكي ويفاقم لهيب نيران الصراع المجنون على الطاقة في هذا الشرق الأوسط الساخن المتفجر، والمواجهة الروسية الأطلسية الان فاقمت من ذلك، فانّ الصراع الأممي يدور حول خطوط الغاز الطبيعي فيه: هل خطوط نقله ستتجه نحو القارة الأوروبية العجوز والعاصمة الأمريكية واشنطن دي سي، من الشرق الى الغرب ضمن خط ايران العراق شواطىء البحر الأبيض المتوسط على الساحل السوري والساحل اللبناني ثم من هناك الى أوروبا وتفرعاتها؟ أم سيتجه شمالاً من قطر فالسعودية(كلاهما منتج للغاز وداعمان لجلّ سفلة الأرهابيين في سورية)عبر سورية وتركيا، والأخيرة مفترق طرق الطاقة المتميز بين شرق أكثر انتاجاً للطاقة، وغرب أكثر استهلاكاً وتخزيناً استراتيجياً لها؟!.

هذا ويسعى البعض العربي ذو التيه الفكري: على تمذهب مسار خطوط الغاز من ايران الى العراق الى سورية ولبنان ثم الى أوروبا بوصفه مشروع اسلامي شيعي، ووصف مشروع مسار خطوطهم باسلامي سني باتجاه تركيا في الشمال فأوروبا. 

والغرب المخادع زارع الكيان الصهيوني في فلسطين المحتلة، وراعي هذا الكيان وداعمه الولايات المتحدة الأمريكية، وبالتساوق مع البعض العربي المرتهن، يسعون لأحلال مكنونات الصراع الشيعي السني مكان الصراع العربي الأسرائلي الأستراتيجي، خدمةً لمصالحهم ومصالح ربيبتهم “اسرائيل”وصونا لأمن أبديّ للكيان الصهيوني، لقطع نياط قلوبنا كعرب ومسلمين.  

الغرب في جلّه كاذب مراوغ مزيّف للحقائق ومخادع بعمق، يبحث عن مصالحه ومصالحه فقط، حتّى ولو امتزجت الدماء بالذهب الأسود والأبيض(الغاز الطبيعي)، لذلك أصحاب الأنوف الكبيرة والصغيرة على حد سواء، يشمّون روائح الدم والغاز الطبيعي من المأساة السورية. 

تآمروا على الدولة الوطنية السورية، تحت عنوان الصراع من أجل الحريّة والديمقراطية وحقوق الأنسان، ومبادرات التمكين الديمقراطي وشعارات الشفافية، وما الى ذلك من سلال الكذب والخداع، كلّها ترسيمات وشعارات مزيفة ترمي وتهدف الى التغطية على الأهداف الحقيقية لما يجري في المنطقة، ومختلفة تماماً عن ما سبق من عناوين برّاقة، هذا الغرب الكاذب المخادع، ومعه ذيوله من البعض العربي ذو التيه الفكري، والذي يعاني من خلل بيولوجي، تتموضع وتتبوصل مقارباته التكتيكية والأستراتيجية على حد سواء للحدث السوري المأساوي، ضمن متتاليات هندسية وصف الحدث، باعتبار ووسم نفس المجموعات البشرية الأرهابية بأوروبا وأمريكا، باعتبارهم مناضلين من أجل الحريّة في سورية، انّها مفارقة عجيبة ستعود بالوبال السيء على الأستقرار في أوروبا وأمريكا، ولنا في أحداث أيلول الأسود الأمريكي المصنّعة من قبل الدولة العميقة في الداخل الامريكي خير دليل، حيث ذكراها المأساوية ما زالت تتمثّل حتّى اللحظة. 

الغرب وذيوله من العربان ذو الفكر البنطلوني الضيق المتفاقم(حلف ابليس الرجيم)أعلنوا وبكل وقاحة ونذالة، أنّ هدفهم في منطقة الشرق الأوسط وسورية(أمّنا)تحديداً، هو حماية القيم الديمقراطية والحرية وحقوق الأنسان، وتناست العجوز أوروبا وبعلها الأمريكي، البدء بنشر تلك القيم بالحلفاء من البعض العربي ذو الفكر البنطلوني الضيق، في مملكات القلق على الخليج، الذين يسعون الى نتائجه امّا عبر جهاد في السرير، أو الوصول اليه بدون منغصات وعراقيل من التزام ديني وأخلاقي وعقوبات قانونية، وتحت عناوين اباحية الفكر والتي ستقود في النهاية الى الأباحية في الجسد، لا بل فوضى اباحية الجسد، بنتائجها الصحيّة المأساوية عبر مرض السيدا(منتج حرب بيولوجية غربية)وأشقائه من الأمراض الجنسية الأخرى، وأثرها الأقتصادي الخطير في معدلات الأنتاج والنمو عبر اقصاء للمورد البشري المصاب.

ملاحظة أخيرة: عندما نقول كاميكازي في منحنيات الثقافة اليابانية فهي تعني الرياح المقدّسة، وأستخدمت لأول مرّة في اشارة الى اعصار أنقذ اليابان من غزو المغول عام 1281 م، وتم اسقاطها عمليّاً لوصف المقاتلين اليابانيين الأنتحاريين الذي غارو على خليج ليت للمرة الأولى في العام 1944 م لأستهداف القطع الحربية الأمريكية.  

وثمة ساسة ومخابراتيين ودبلوماسيين ومفكريين استراتيجيين وخبراء طاقة(كاميكازي)من بعض ترك، وبعض بعض عرب، من مملكات القلق العربي وبعض دول الدمى وغيرهم، يسعون ليلعبوا لعبتهم الأخيرة في ساحة المعركة على الميدان السوري، لعلّ تلك الرياح المقدّسة التي هبّت في عام 1281 م، تهب من جديد وبعمق في هذا العام 2022 م، قد يكون عام نهايات الإرهاب في الداخل السوري، عام الجيش العربي السوري العقائدي وحلفائه، عام الدولة الوطنية السورية وانتصاراتها، وتجلب لسلّة الكاميكازي هذه المتنوعة، ما لم تجلبه لرفاقهم الأصليين في بحر اليابان الشرقي. 

بعض بعض العرب، وبعض بعض المسلمين، يتذكر نفسه أنّه عرب ومسلم بوجه ايران فقط، أمّا بوجه الإسرائيلي: فينسون أنّهم عرب ومسلمين، ويتذكرون أنّهم أعراب ومتأسلمين، والأعراب أشد كفراً ونفاقاً بما فيهم المتأسلمين، وهم صعاليك شبه الجزيرة في عمق التاريخ ومنذ الجاهلية الأولى، وصعاليك القرن الحادي والعشرين في عمق جغرافية المنطقة(نفخ ابليس اللعين في بوق الشر فتداعت أبالسة العالم السفلي الى وكر المكر في تل أبيب والتي صارت تل حبيب، التي تخسر غربيّاً وتربح عربيّاً)وثمة بوليصة تأمين كبيرة للحفاظ على أمن ثكنة المرتزقة، عبر اشعال فتنة سنيّة شيعيّة بامتياز عبر الفكر الوهابي العفن، فكر السيف والزيف والفرج والشرج، حيث الدعوشة آخر مراحل الوهبنة للمجتمعات. 

نؤمن بعروبة حضارية ثقافية ذات قيم ومبادئ، ولا نؤمن بعروبة(عرفية)كما هو حال الأعراب والمتأسلمين، وبدون سورية ومصر والجزائر، والأردن وفلسطين ولبنان، يتحول الآخرون الى رخويات، فعلى مصر أن تخرج من المنطقة الرمادية ازاء ما يجري في سورية، والاّ الدور قادم عليها وعبر ليبيا، لجعلها سورية أخرى، ونقل ما يجري في الداخل السيناوي الى داخل العمق المصري.

عنوان قناتي على اليوتيوب البث عبرها أسبوعيا:

https://www.youtube.com/channel/UCq_0WD18Y5SH-HZywLfAy-A

[email protected]

منزل – عمّان : 5674111    

خلوي: 0795615721

 سما الروسان في 2 – 10 – 2022 م.

 

 

 

 

التعليقات مغلقة.