إدارة “بوش” هي مَنْ دبرت ونفذت تفجيرات الحادي عشر من سبتمبر / تيرى ميسون

399

تيرى ميسون ( أمريكا ) – الجمعة 12/8/2022 م …

* مترجم عن مدوّنة مجدي احمد حسين …  

في 11 مارس 2002م؛ أي بعد 6 أشهر من أحداث 11 سبتمبر 2001م التي استهدفت برجي التجارة العالمي ومبنى وزارة الدفاع الأمريكية (البنتاجون)، ومسارعة أمريكا بتوجيه أصابع الاتهام للمسلمين بأنهم وراء تلك الهجمات؛ صدر أول كتاب للكاتب الأمريكي “تييري ميسان” بعنوان “الخديعة المرعبة”، يتهم ويفضح مرتكبي تلك الجرائم ويقول: إنها الحكومة الأمريكية ذاتها.

قامت د. زينب عبدالعزيز، أستاذة الحضارة الفرنسية بالجامعات المصرية، بترجمة الكتاب للغة العربية وتقول: إن ردود الفعل على الكتاب الأول لـ”تييري ميسان” كانت الإنكار والتنكّر، من جانب السلطات الأمريكية، وكاد التعتيم يخيم عليه رغم ترجمته إلى 20 لغة وبيعه في أكثر من 50 دولة، بل حاربه الإعلام الفرنسي، وقاد ضده حملة واسعة للتشكيك في تحليلاته وفيما يقدمه من معلومات وما يطرحه من تساؤلات، خاصة تأكيده بأن مبنى البنتاجون لم ترتطم به الطائرة البوينج المزعومة.

وتقول المترجمة: إن يقين المؤلف لم يهتز؛ فبعد 3 أشهر (19 يونيو 2002م)، أصدر “تييري ميسان”، المحقق الصحفي السياسي، كتابه الثاني بعنوان “البنتاجيت” على غرار قضايا وفضائح جريمة “ووتر جيت” التي ارتكبها الرئيس الأمريكي “ريتشارد نيكسون” بالتنصت على خصومه السياسيين.

وقد أكدت الأحداث أن تفجيرات سبتمبر اتخذت ذريعة لاحتلال العراق وأفغانستان.

الصورة رقم (16) تم نشرها بلا تروٍّ لما تكشف عنه من تلاعب بالأدلة حتى تستقيم رواياتهم ويبتلعها المشاهد

اليهود لم يذهبوا لعملهم

تتابع د. زينب قائلة: يقع كتاب “البنتاجيت” في نحو 200 صفحة، وصدر عن نفس دار نشر “كارنو” التي تولت إصدار كتابه الأول، ويضم هذا الكتاب الثاني ملزمة مكوَّنة من 16 صفحة بالألوان، لم يكن تم نشر عدد منها، وكلها معلومة المصدر، وإذا ما تأمَّل المرء تلك الصور، خاصة الصور (6)، (7)، (14)، (15)، لا يمكنه أن يتصور أو يصدق أن هناك طائرة “بوينج” اقتحمت مبنى البنتاجون.

ويتكون كتاب “البنتاجيت” من 8 فصول، يمكن تقسيمها إلى جزأين أساسيين؛ يتضمن الجزء الأول تحليل الوقائع والبيانات الرسمية المعلنة وتضاربها الشديد مع تحليل دقيق لملزمة الصور الملونة التي تتوسط الكتاب.

أما الجزء الثاني فتضمن أهم الحوارات التي أجراها الكاتب، أو فريق العمل المحيط به، التي استعان بها في تحليلاته ليُفحم الإدارة الأمريكية ويكشف تواطؤها.

ومن اللافت للنظر-كما يقول المؤلف- أن أول تصريحات شهود العيان لم تشر كلها إلى طائرة بوينج، فهناك من أشار إلى صاروخ، وآخر قال: إنها كانت طائرة صغيرة سعة 8 أو 10 ركاب، كما يلاحظ أن هناك شهادات لا تتفق والرواية الأمريكية الرسمية.

ويؤكد أنه تمَّ التلاعب بتلك الشهادات أو سحبها من وسائل الإعلام، مثلما حدث بمعلومة الأربعة آلاف يهودي الذين يعملون في مركز التجارة العالمي الذين تخلفوا جميعاً عن الذهاب لمقر عملهم في هذا المركز في ذلك اليوم!

الجريمة تمت بصاروخ حربي من طائرة حربية لا يمكن الحصول عليها إلا من حكومة الولايات المتحدة

كما يؤكد المؤلف أن الصورة رقم (16)، التي تمثل جزءاً من جسم الطائرة، ملقى على نجيل البنتاجون، تم نشرها بلا تروٍّ لما تكشف عنه من تلاعب بالأدلة والتلفيق الصارخ حتى تستقيم رواياتهم ويبتلعها القارئ والمشاهد.

وقد تم استجواب العديد من الشهود، ومنهم رجال الإطفاء في البنتاجون، في أبريل 2002م، عن طريق المؤسسة الصحفية “ديجيبريس”، وقد تنكَّر بعضهم لما سبق أن قالوه يومي 11 و12 سبتمبر 2001م.

صاروخ وليس طائرة

وتستطرد د. زينب: إن حاولنا تلخيص ما أتى به المؤلف من حقائق تدين الولايات المتحدة الأمريكية في أحداث 11 سبتمبر 2001م، وكل ما أورده من أدلة وبراهين دامغة، لوجدنا أنه أثبت في الكتاب الأول (الخديعة المرعبة) أن الأبراج الثلاثة تمّ هدمها بنظرية هندسية شهيرة، ما أكثر ما كُتِب عنها! وهي نظرية الهدم تحت السيطرة.

ولتنفيذ مثل هذه النوعية من الهدم لا بد من الحصول على كافة الرسومات الهندسية والإنشائية والكهربائية للمبنى، والقيام بتوزيع المتفجرات في أماكن بعينها حتى ينهار المبنى على نفسه دون المساس بالمباني المجاورة، وهو ما شاهده العالم في ذهول، وكلها وثائق يستحيل لأحد الحصول عليها واستخدامها بالطريقة المطلوبة إلا الحكومة الأمريكية ذاتها.

أما في الكتاب الثاني والمعنون “البنتاجيت”، فقد أثبت المؤلف أن الجريمة تمت بصاروخ حربي محمولٍ على طائرة حربية لا يمكن لأحد أن يحصل عليها إلا من نفس الوكر المدبر والقائد لهذه العملية؛ وهي حكومة الولايات المتحدة!

كيف أمكن التعرف على جثث الضحايا ببصمة الإصبع والعثور على جواز سفر أحدهم رغم انصهار المعدن بالنيران؟!

ويرى المؤلف أنه إذا ما أخذنا شكل الخسائر التي وقعت، في الاعتبار على حد قول “فرانسوا جرانييه”، خبير حوادث الطائرات، فإن الطائرة –إن كان هناك ثمة طائرة– لم ترتطم بواجهة البنتاجون؛ لأن الثقب الذي تخلَّف عن اختراق المبنى تبلغ مساحته أو قطره مترين وثلاثين سنتيمتراً، وهو ما يؤكد بالقطع أنها لم تكن طائرة “بوينج” بل صاروخاً! وتلك هي الصورة التي تتصدّر غلاف الكتاب، علماً بأن عرض الكابينة، أو مقدمة الطائرة أكثر من ثلاثة أمتار، وطول جناحها 23 متراً!

وتتابع د. زينب قائلة: أول ما يتساءل بشأنه “ميسان”، تلك الصورة رقم (16)، التي التقطها “مارك فارام”، المصور الصحفي لوكالة “سي آي إيه”، وتم استخدامها في مجلة “التايمز” البحرية، وهي صورة تمثل قطعة معوجة من المعدن واضحة الألوان، وقد اكتفت الصحافة بهذه القطعة النظيفة، الناصعة البياض، كدليل على أن الرحلة “177 A” ارتطمت بالبنتاجون، بما أنها بالفعل جزء من طراز “بوينج 757 – 200” للخطوط الأمريكية.

ولا أدل على التهريج المحيط بهذا الحدث المريب -حسب المؤلف- من ذلك التعليق: إن الارتطام قد وقع بدرجة من العنف حتى إن الانفجار أدى إلى اشتعال حريق جهنمي التهم بحرارته جسد الطائرة الذي انصهر وتبخَّر من شدة الحرارة.

والأمر الأكثر سخرية بالنسبة للمؤلف هو: إذا كانت الطائرة انصهرت فعلاً في درجة حرارة قدرها 3 آلاف درجة –كما يقولون– وتبخرت، فكيف نفسر أن المبنى لم يتأثر بهذا الجحيم المشتعل، الذي أدى إلى انصهار المعدن وتبخره؟! فكيف نفسر أن السلطات الأمريكية أمكنها التمييز والتعرف على الإرهابيين المسلمين المزعومين، وقد تعرفوا على أحدهم عن طريق بصمات أصابع اليد؟!

ويتساءل المؤلف: كيف يمكن لمثل هذه النيران التي أدت إلى صهر المعدن وتبخره أن تسمح -رغم ذلك الانصهار والتبخير- بالتعرف على جثث الضحايا، أو العثور على جواز سفر أحدهم سليماً وسط ذلك الجحيم الضاري؟!

أنواع الدفاع المتقدمة إلى درجة التحذلق لا يمكنها إغفال التقاط طائرة في حجم البوينج كما يدَّعون

بل كيف يمكن لذلك الجزء الذي تمَّ تصويره في الصورة رقم (16) أن يبقى بذلك البياض الناصع دون أن تبدو عليه أي آثار للدخان؟! والأدهى من ذلك كله أنه لا توجد عليه أي آثار للون الفضي الذي يميز طائرات “البوينج” الخاصة بالخطوط الأمريكية؟

أين البطاريات الدفاعية؟

وتتابع د. زينب قائلة: ويضيف المؤلف بأن هناك 5 بطاريات دفاعية شديدة التقدم تحمي موقع البنتاجون من أي هجوم، فكيف نفسر أنها لم تُستخدم للتصدي للطائرة “البوينج” المزعومة؟! وتأتي إجابة المسؤول الأمريكي “فيك واﭽينسكي” المضحكة ليقول: لم نكن نتصور أن هذه الطائرة تتجه نحونا!

وعلى عكس تصريحات البنتاجون، يرى المؤلف أن العسكريين الأمريكيين كانوا على دراية تامة بالحدث، ويعرفون أن هناك طائرة تتجه نحو المبنى، وأن أنواع الدفاع المتقدمة إلى درجة التحذلق لا يمكنها إغفال التقاط طائرة في حجم “البوينج” كما يدَّعون.

ومن هنا راح يؤكد قائلاً: إن أكاذيب حكومة “بوش” حول حقيقة واقعة الاعتداء على مبنى البنتاجون تمثل مساساً خطيراً بالديمقراطية الأمريكية وبالقانون الدولي؛ فتلاعبهم هذا بعقول مواطنيهم وعقول باقي سكان العالم إنما يهدف إلى أن يبتلع الجميع كل قراراتهم غير الشرعية.

أكاذيب حكومة “بوش” حول حقيقة الاعتداء على البنتاجون تمثل مساساً خطيراً بالديمقراطية الأمريكية والقانون الدولي

ومن أكثر ما يدينه المؤلف في كتابه سرعة مبادرة المسؤولين إلى اتهام أسامة بن لادن بأنه من دبر ونفذ تلك التفجيرات، وهو ما يراه يمثل قمة التعصب ضد كل ما هو إسلامي، وتعكس إلى أي مدى كانت تلك التصريحات الرسمية الأمريكية عبارة عن أكذوبة ضخمة.

وتختتم د. زينب عبدالعزيز ترجمتها للكتاب بالتأكيد أن “ميسان” في كتابه يرى أن اتهام الإسلاميين مجرد اتهام أقرب ما يكون إلى المؤامرة المُدبرة بدهاء من السلطات الأمريكية؛ خاصة أن الإدارة القانونية للحكومة الأمريكية لم توضح أبداً على أي أساس أعدُوا قائمة الإرهابيين التي أعلنوا عنها؟ والغريب أن مراجعة قوائم ركاب الطائرات في يوم الحادث لا يوجد بها أسماء هؤلاء الإرهابيين المزعومين!