فرنسا من نابليون الى ماكيرون تاريخ  مجلل بالسود / كاظم نوري

526

كاظم نوري ( العراق ) – الجمعة 20/5/2022 م …

تتباهى فرنسا على انها بلد الديمقراطية والحرية والحضارة والتنوع الاثني دون ان تنظر الى تاريخها الاسود والجرائم التي ارتكبها  الاستعمار  الفرنسي في العديد من الدول خاصة في القارة الافريقية التي انفرد بها الاستعمار الفرنسي  في حقبة زمنية محددة وعمد الى طمس ثقافات شعوبها وفرض عليها  ثقافة طارئة وارغم شعوبها على تعلم الفرنسية.

 اما الحديث عن نهب ثروات القارة وتجويع شعوبها فانه يدمي القلوب  وتدلك على ذلك المشاهد التي تعرضها محطات التلفزة بعد ان حول المستعمرون الفرنسيون وحلفائهم الغربيين  العديد من شعوب  القارة الافريقية الى اشباح جراء انتشار المجاعة والامراض حتى ان العديد من الامراض مثل ” ايبولا وغيره  كان مصدرها قارة افريقيا جراء اهمال شعوبها.

الماكر ماكيرون الذي فاز في الانتخابات الفرنسية  الاخيرة لدورة جديدة يعد بهلوان القارة الاوربية في الاعيبه التي اكتشفتها روسيا بعد ازمة اوكرانيا.

 فمن  جهة  يتصل بموسكو ويحاور الرئيس الروسي بوتين بصفته ” حمامة سلام”  ويدعي انه طرد الدبلوماسيين الروس  من فرنسا لانهم جواسيس  وفق اكاذيبه  وعندما ردت موسكو بخطوة مقابلة بطرد دبلوماسيين فرنسيين ادعى انهم ” دبلوماسيون” يعملون وفق اتفاقية فينا”

“خوش تخريج “؟؟

  ومن جهة اخرى يفرض عقوبات غير شرعية على روسيا  ويرسل الاسلحة والمعدات العسكرية لنظام المتصهين زيلينسكي وهذه ليست المرة الاولى التي يتقمص فيها هذا الماكر شخصية داعية سلام  فقد توجه الى لبنان في ذروة انتشار وباء كورونا في العالم  بعد تفجير  ميناء بيروت ووعد اللبنانيين خيرا لكنه كان خيرا مشروطا  من بهلوان باريس  وعاد بخفي حنين خلال زيارتين الى لبنان  تلقى خلالهما صفعات الوطنيين اللبنانيين .

ومن احدث جرائم رئيس فرنسا ما كشف عنه في جمهورية مالي  عن مقابر جماعية ارتكبتها القوات  الفرنسية في هذه الجمهورية الافريقية التي طلبت مغادرة القوات الفرنسية بعد ان اكتشفت ان هناك محاولة انقلابية ضد الحكومة الشرعية من دولة غربية  لم تسمها لكن اتضح ان فرنسا التي تدعوا للديمقراطية والحرية  واسعاد الشعوب تقف وراء تلك المحاولة.

ماكيرون الماكر لابد وان اطلع على حملة نابليون العسكرية ضد روسيا والتي حاولت باريس ان تغلفها  في حينها بغلاف ” ثقافي” كاذب كعادة الغرب الاستعماري لتلحق به هزيمة مدوية على ابواب موسكو  لازالت نصب روسيا التذكارية البطولية شاخصة في مدخل العاصمة واخذت جيوشه الجرارة   تجر اذيال الهزيمة معتقدا ان ما حققه في افريقيا قد يتحقق ايضا  في روسيا.

 فرنسا حكمت القارة الافريقية ل 3 قرون واخضعت  اكثر من 30 دولة للاستعمار الفرنسي كانت في حينها مجرد قبائل افريقية وليست دول مما  سهل عملية استعمارها والتحكم بثرواتها ونهب خيرات شعوبها  من  بينها دول

السنغال وسحل العاج وبنين  ومالي التي طردت القوات الفرنسية من اراضيها مؤخرا.

 الاستعمار الفرنسي يعد من اعتى واشرس الاستعمار ولايقل اجراما عن اي استعمار غربي  فقد عانت الجزائر عقودا من السنين حتى تمكنت من طرد القوات الفرنسية وتحرير البلاد بعد تضحيات تجاوزت المليون شهيد كما تم طرد القوات الفرنسية من بلاد الشام .

 ورغم ذلك لازالت الجزائر تعاني   من نتائج تجارب فرنسا النووية التي اجرتها في الصحراء الجزائرية  اثناء الاحتلال واخضعت مواطنين جزائريين لتلك التجارب وطمرت النفايات النووية في  مناطق جزائرية دون ان تشعر الدولة الجزائرية  باماكنها رغم المطالب الكثيرة.

كل هذا ويطل علينا الماكر ماكيرون بصفة حمامة سلام في الازمة الاوكرانية لاغرابة من مسرحيات الغرب ودوله الاستعمارية .

فقد منحت توني بلير رئيس حكومة بريطانية الاسبق الذي شاركت بلاده الى جانب الولايات المتحدة بغزو واحتلال العراق  عام 2003 وتدميره وقتل الالاف صفة راعي ووسيط السلام في  ازمة الشرق الاوسط”  فلسطين ” وهو الذي يجب ان يمثل امام محكمة  دولية كمجرم حرب الى جانب بوش الابن ..

التعليقات مغلقة.