جلاد عربي في الانعاش ! / بسام الياسن

241

بسام الياسين ( الأردن ) – الثلاثاء 15/3/2022 م …

 اعتلى هرم دائرته بساديته المفرطة.اخذ يقود فريق الجلادين الصغار، ممن هم على شاكلته،لينتج الخوف والرعب بين ناسه، حتى ذاع صيته، وتوهج نجمه.مرت السنون كومضة خاطفة. جاءت الانعطافة. وجع عارض لم يعبأ به ختى اشتد عليه.العناد احد مقومات شخصيته المركبة.ادق وصف له،جاء على لسان سكرتيره الذي انقلب عليه انه :ـ ” مكب نفايات “،لكمية الحقد والعدوانية المستوطنة بداخله. اشتد وجعه،فاضطر لاستشارة طبيبه.اشار عليه،عمل تحاليل و اشعة.فور قرآءة النتائج،اوصى الطبيب ادخاله المستشفى فوراً،و طلب من سائقه،احضار مستلزمات الاقامة.سعاله الموصول،لهاثه،حركة العينين في محجريهما.اعراض لا تخفى على طبيب محترف مثله.ثبت شكه هو ” #المرض الخبيث “.قرر وضعه تحت إشرافه.فالمريض ذو اسم له رنين مرعب.

 ادرك ـ #الديكتاتور_الصغير ـ ان ايامه قليلة. بات سجين الغرفة الحثيثة.تذكر الزنازين الرطبة الضيقة،ومعاناة من دخلوها ظماً.هو مثلهم اليوم مع فارق عنهم انه مبطوح على ظهره،ومربوط بانابيب ومبولة لا تفارق سريره.جنازير طبية تمنعه الحركة.سبحان الله مُبدل الاحوال.هذا ما لم يخطر على باله.جثة مؤجلة بانفاس متقطعة.

شريط سريع مر في ذهنه. منصبه ليس اتى بتمريرة ذكية من تحت الطاولة لا بالكفاءة انما بتوصية غامضة. بخبطة صار من الرجالات و سيد الرجالة،مع انه كان في المدرسة ،في الجامعة نكرة.امضى حياته الدراسية على الحافة،وكان يتحاشى اقرانه لنقصه وتعليمات الماما المشددة. اللافت،ارتداءه اثناء الدراسة “البناطيل الضيقة”، حتى اتهمه الخبثاء انها بناطيل اخته.

زرته في المستشفى،لان صورتي تذكره بان الظلم ظلمات.ما ان ولجت غرفة العناية،حتى اكفهر وجهه. فرت دمعة منه رغم انفه لاحساسه بالذنب.تساءلت هل فكر هذا الشقي بهذه النهاية ؟!. يداه ملوثتان ووجدانه حاوية لعذابات الناس الغلابا.خيم صمت علينا، قبل ان تلتقي اعيننا.بادرني :ـ لم اتخيل انني منبوذ كبعير اجرب، لا يقربه الناس بل ينتظرون رحيله لاهالة التراب عليَه. تصور حتى اولادي،يستعجلون موتي، ليقتسموا اموالي.هم مشغولون عني باحصاء ثروتي لكنهم ـ فشروا ـ يعرفون المعلن عنها،اما المخبوء في الملاذات السرية، ساتركه للشيطان نكاية بهم.

حسبت انني عبقري،عندما كنت انصب الكمائن لاصطياد الآخرين،وارسم المكائد للايقاع بهم. تكبرسعادتي حينما اذلهم.إنقلبت الامور،ـ انا سجين مرضي ـ ، مثقل بالأوزار.اشعر انني اغوص في ارض موحلة، كلما تحركت خطوة اغوص اكثر.يا لفظاعة الدنيا،كالابواب الدوارة !. زارني بالامس ـ المدلل ـ اصغر ابنائي، بعد جرعة كيماوية مؤلمة. كنت مخدراً بين اليقظة والنوم. شعرت بانفاسه تقترب من وجهي.ظننت  انه سيطبع قبلة على جبيني.لكنه اقترب ليتأكد انني نائم ،فسأل الطبيب على مسمعي وانا مغمض العينين :ـ هل سيعيش والدي طويلاً ؟. اجابه، الاعمار بيد الله اما طبياً، فايامه معدودة.رد المدلل :ـ ” الله يطمنك ….لقد تعذب كثيراً…. “ربنا يختار له الاحسن “. ما سمعته آلمني. تذكرت حديث رسولنا العظيم الذي لا ينطق عن الهوى، ” أتدرون مَنْ المفلس “. انا المفلس ورصيدي صفرا. ناهيك، انني كسرت حاطر كل من وقع تحت قبضتي،متجاهلاً الحديث النبوي :ـ، “ما عُبد الله قط، بافضل من جبر الخواطر”.

 اعرف واعترف ان المُشيعبن سيشيعونني الى قبري ولسان حالهم ـ عليه اللعنة ـ. ؟!. الله غفور رحيم، يقبل التوبة  ويُسقط حقوقه،لكن حقوق الناس ومظالمهم تبقى معلقة برقبتي.

اطبق عينيه وبدأ يشخر،واخذت الاجهزة تُصّفر مع خفقان قلبه. حضر الطبيب على عجل،وراح يتفحصه.تمتمت بكلمات مبهمة فاشار الطبيب هامساً…:ـ دعه لا تدعو له او عليه. انتهى امره وحسابه عند ربه.اعرفه قبلك، فهذا الرجل لم يترك احداً من شره، وانا احد ضحاياه مثلك.