هزيمة في منطقتنا تنتظر الامريكيين لا تقل عن هزيمة افغانستان / كاظم نوري

446

كاظم نوري ( العراق ) – الخميس 21/10/2021 م …

رغم الهزيمة  المذلة التي لحقت بكل دول حلف  شمال الاطلسي  “ناتو” العدواني وليس الولايات المتحدة  الامريكية وحدها في افغانستان  بصفتها قائدة  الحلف وقد شهد العالم ذلك الارتباك الامريكي  العسكري من على شاشات الفضائيات بالرغم من التفسيرات التي كانت تدعي ان الانسحاب الامريكي كان متفق عليه لكن واقع الحال والمشاهد كانت تؤشر عكس ذلك.

  رغم كل ما شهدناه واطلع عليه العالم  الا ان الولايات المتحدة تصر على احتلال مناطق في سورية والعراق رغم المطالبات المتكررة بسحب قواتها من البلدين انها  ربما تعتقد وبغباء ان الشعبين السوري والعراقي يختلفان عن شعب افغانستان الذي كان العالم يتابع ولمدة عشرين عاما كيف  يقاوم  اعتى  واصلف  دولة في  عصرنا الحاضربمعدات عسكرية بسيطة مقارنة بالاسلحة الامريكية التي خلفتها وراءها دون ان تتمكن من نقلها  وبصرف النظر ان نكون نتفق مع من تسلم السلطة  في افغانستان  بعد الهزيمة الامريكية ام نختلف معه .

شعب العراق وسورية  وشعب اليمن وكل الشعوب لاتختلف عن شعب افغانستان وشعب فيتنام الذي الحق هو الاخر هزيمة مريرة بالقوات المعتدية الامريكية في حرب جربت خلالها واشنطن اكثر الاسلحة دمارا على رؤوس الفيتناميين  الابرياء حتى تلك المحرمة دوليا لكنها في النهاية ارغمت على ترك البلاد بفضل تضحيات  وبسالة وشجاعة الشعب الفيتنامي.

بالامس اعلن عن تعرض القوات الامريكية التي تحتل مثلث التنف  ومناطق سورية لهجمات بطائرات مسيرة وصواريخ اربكت القيادة العسكري في المنطقة واربكت حتى الحالم بالسلطنة اردوغان الذي هدد سورية لانها ردت على اعتداءات ارهابيي ادلب الذين يحتمون  بالقوات التركية هدد وهو   يقوم بجولة افريقية لسكب الزيت على  نيران مشاكل القارة معتقدا انه يستطيع ان يربك فرنسا التي تتصرف هي الاخرى وكانها المدافعة عن شعوب القارة  ليتنافس اردوغان وماكيرون  ويتدافعان بالمناكب  على نهب ثروات القارة الافريقية.

الضربات الاخيرة التي استهدفت القوات الامريكية  والقوات  الحليفة لها في مثلث التنف  ضربات مشروعة جاءت ردا على الاعمال العدوانية الاخيرة على مناطق سورية  وسوف تعقبها اعمال اخرى طالما بقيت القوات الامريكية تواصل استهتار ها بميثاق الامم المتحدة  وتحتل مناطق سورية  خلافا للمواثيق الدولية وتسرق  ثروات البلاد .

لقد توعدت جماعات مقاومة في سورية القوات الاجنبية  الموجودة على الاراضي السورية بحجة محاربة الارهاب بما في ذلك القوات التركية لاسيما وان اردوغان حتى هذه اللحظة نسي ان هناك اتفاقات في استانا بمشاركة روسيا وايران ايضا لضمان السلم في سورية والحفاظ  على وحدة الاراضي السورية التي  يحاول  الطرفان الامريكي والتركي تنفيذ اجنداتهما الخاصة بكل دولة.

الولايات المتحدة تحاول استغلال وجود الكرد في بعض المناطق لاستغلالهم تحت كذبة توفير الحماية لهم بينما تعنبرهم انقرة مجرد ارهابيين تسعى الى تنفيذ مطامعها في سورية بذريعة محاربة الارهاب.

في ظل هذا الوضع الشائك وما نلمسه من نشاط عسكري ضد الوجود التركي والامريكي غير الشرعي بعد الاعتداءات الامريكية والتركية الاخيرة والتي تزامنت مع انعقاد جلسات في جنيف حول ” تعديل دستور سورية” بين وفود معارضة ووفود الدولة السورية.

 ان ما يحصل هو بمثابة محاولات للضغط عليى سورية التي ترفض اي تدخل خارجي في شؤونها وابعاد اية ايادي تحاول التاثير على سير المفاوضات في جنيف.

كما ان روسيا وايران حليفي سورية ليست غافلتان عن ما يحدث.

 فقد اكد نائب وزير الخارجية الروسية ميخائيل بوغدانوف ان روسيا ترتبط بعلاقات جيدة جدا مع السوريين بمن فيهم المنظمات الكردية وان ذلك من شانه تفادي اراقة دماء وسقوط ضحايا بشرية وحل كافة المشاكل  ضمن اطار الحوار السياسيب البناء مما سيقطع الطريق على الولايات التحدة وتركيا وكل من يستغل الوضع في سورية  لتنفيذ اجنداته وفي المقدمة تركيا والولايات المتحدة وان الاخيرة التي تلقت قواتها ضربات بالطائرات المسيرة والصواريخ لابد وان ترحل كما رحلت من افغانستان فشعب سورية الذي طرد المستعمرين الفرنسيين  لايختلف عن الشعوب الاخرى ولن يسمح ببقاء جندي اجنبي على ارضه وان  العمليات  الاخيرة كانت رسالة واضحة  للامريكيين وكل قوة اجنبية غازية تحاول استغلال الاوضاع في المنطقة عنوانها ” ارحلوا عن البلاد”؟؟.