الأردن … زراعة “الموريجنا” في الأغوار الشمالية تفتح باب التفاؤل بالتوجه للزراعات البديلة

460

مدارات عربية – الخميس 21/10/2021 م ….
يعمل مزارعون في لواء الغور الشمالي بخاصة في منطقة المنشية التابعة لبلدية معاذ بن جبل، على زراعة شجرة “المورينجا” أو “شجرة الحياة” أو “الشجرة المعجزة” كما يطلق عليها في عالم الطب البديل، في سابقة هي الأولى من نوعها لزراعة هذا النوع من الاشجار في اللواء.

وكشف مزارعون ان إقبالهم على زراعة المورينجا، مرده طبيعة ومناخ منطقة الأغوار الحار والجاف، الملائم لهذه الأشجار ذات الفوائد الصحية العلاجية الكبيرة، وفق تجارب دول أخرى في هذه الزراعة.

ويأتي توجه مزارعين في اللواء للزراعات البديلة، والتنويع في زراعة الأصناف القابلة للزراعة في منطقتهم، تلافيا للاعتماد على صنف زراعي محدد، والخروج من الإدارة النمطية لزراعاتهم بخاصة المحاصيل التقليدية كالحمضيات، والتي لم تعد تحقق لهم الجدوى المرتجاة منها اقتصاديا، لزيادة المعروض على الحاجة، ما يخفض من أسعارها.

انتصار الخطيب قالت إن دخول بذور المورينجا للمنطقة جاء بالصدفة، وذلك عبر تعرفها عليها عن طريق اتصال مع شقيق لها يقيم في دولة إفريقية ويعمل مراقبا دوليا، أخبرها بأن أهل المنطقة، يقبلون على زراعة المورينجا.

ولفتت الى أنه بعد البحث والتحري، تبين ان تلك النبتة، تعيش في أجواء حارة، وذات فوائد عديدة، وتعد مكملا غذائيا غنيا بمضادات الأكسدة المضادة للفطريات والالتهابات والمزيلة للسموم، ومعززة للطاقة والنظر، وتحتوي على الفيتامينات والاملاح.

وأكدت الخطيب انها تمكنت من الحصول على بذور النبتة، وزراعتها، وتصنع منها منتجات عديدة كالكريم والزيوت والأعشاب المجففة والاشتال، مشيرة الى انها تبيع منتجاتها حاليا في المولات، وعبر مواقع التواصل الاجتماعي، والبازرات والمهرجانات.

مساعد مديرية الزراعة في اللواء المهندس محمد النعيم، بين أن المديرية، بادرت وعبر مشاتلها إلى استجلاب بذور شجرة المورينجا من أصول محلية من النوع الملائم للمنطقة، وإكثارها وتوعية المزارعين بأهميتها، كمبادرة لتشجيع المزارعين على تنويع زراعاتهم، إذ تبنى عدد منهم الفكرة، مؤملا ان تنتشر مثل هذه الزراعات في مناطق أخرى، بعد ثبوت نجاعتها اقتصاديا.

وقالت تسنيم الشمالي التي تعمل بتسويق منتجات المورينجا، أن هذه الشجرة تمتاز بفوائدها العلاجية، ما يفسح لان تكون زراعتها وتصنيع منتجاتها، مدخلا لتسويقها محليا وخارجيا، موضحة ان أوراقها تحوي سبعة أضعاف ما في شجرة البرتقال من فيتامين (c)، الى جانب فيتامينات أخرى، و46 ماده مضادة للأكسدة، كما تتمتع بذورها وجذورهات بقدرات علاجية طبيعية.

وقالت الشمالي، إن دخول المورينجا إلى اللواء، سيسهم بمساعدة أسر المنطقة ماديا، لجدواها الاقتصادية والصحية، فجميع أجزائها مفيدة للإنسان والحيوان والبيئة، وزراعتها وتصنيع منتجاتها ستوفر فرص عمل، بخاصة للفتيات اللواتي يعملن على تسويق منتجاتها وفي قطف أوراقها.

وبين محمد الشمالي، صاحب مزرعة في اللواء، بأن المورينجا تحتوي على عناصر غذائية كثيرة جدا، إلى جانب إنتاجها لمضادات الأكسدة، والأحماض الأمينية الأساسية، وفيتامينات A,B,C,E,D,K والبروتين والكالسيوم والحديد والمغنيسيوم والزنك والبوتاسيوم.

كما أن لها فوائد متعددة، كزيادة مناعة الجسم، ومضادة للجراثيم، وتقلل من مشاكل المفاصل، وتساعد على توازن الهرمونات وتبطئ الشيخوخة، وتثبت مستويات السكر في الدم، وتقلل من اضطرابات المعدة والإمساك، وتحسن المزاج والنوم، وترفع نسبة الحديد في الدم، وتقوي البصر، وفق خبراء في الطب البديل.

وأشار إلى أنه أسهم بتصميم تغليف منتجات هذه الشجرة بطريقة جذابة، وقال “نفخر بأن منتجاتنا قد أصبحت تباع في الأسواق المحلية في محلات السوبرماركت، والصيدليات والمخابز ومحال بيع الألبان والخضراوات والعطارة، والنوادي الرياضية بخاصة وأن المورينجا غنية جدا بالبروتينات النباتية التي يفضلها الرياضيون، وأيضا عن طريق التطبيقات الإلكترونية المختلفة”.

وبين انه جرت زراعة 10 آلاف شجرة مورينجا، وأنشئت وحدات إنتاجية ومعمل إنتاجي يطابق المواصفات المحلية الخاصة بالغذاء والدواء، ومنتجات مسجلة، وقد أجريت الفحوصات الفنية التي تثبت بأنها غذاء متكامل يحتوي على معادن وفيتامينات.

وطالب الجهات المانحة بدعم مشاريع زراعة وتصنيع منتجاتها على إقامة مصانع وعمل مشاريع استثمارية، وتطوير استخلاص زيوتها وفتح أسواق لها، واقامة معارض لتسويق منتجاتها.

وتستخدم أوراق المورينجا وبذورها وزيوتها في منتجات محلية منافسة للعالمية بينها أوراقها الجافة وبذورها وبهاراتها وشايها متعدد النكهات وخلطها مع الزعتر واللبنة، وأشتالها وأوراقها الخضراء، وصابونها، وزيتها، وغيرها من المنتجات التي يجري تطويرها باستمرار، بحيث تنتج كلها، بأيدي نساء اللواء.