حسن البراري عندما يترك فراغا مربكا / أسعد العزّوني

590

أسعد العزّوني ( الأردن ) – الأربعاء 18/8/2021 م …

* الصورة للبراري …

لا شك أن إستقالة البروفيسور حسن البراري من اللجنة الملكية للإصلاح،قد أحدثت إرتجاجات نوعية كبيرة ،إختلفت في تردداتها عن إستقالة الكاتب عريب الرنتاوي الذي دار حوله لغط غير مفهوم لكنه موجه،وكانت إستقالته مطلبا للبعض الذي  لا يرى  أبعد من أرنبة أنفه ،ويرى في الوطن فقط فرصة للتكسب غير المشروع .

حظيت إستقالة البروفيسور البراري التي تركت فراغا مربكا، بردة فعل غير مسبوقة وأربكت الجميع،خاصة أؤلئك الذين جل همهم إقصاء الآخر الذي يسد فراغا  يعجزون عن ملئه ،وسجل البراري هدفا نوعيا برغم “الرصد” الذي كثّف وجوده وركّز وعيه لإفشال أي تسلل او محاولة لتسجيل هدف.

البراري –ونحن هنا لسنا في معرض المديح له أو نقيضه- يتمتع بكاريزما عاليه وهو بيت خبرة أكاديمة متنوعة المدارس ،من خلال وعيه أولا وإكتسابه للخبرات في الجامعات العالمية التي قام بالتدريس فيها وفي مقدمتها الجامعات الأمريكية،وملفه بشكل عام يبهر الآخر ،أي آخر ،خاصة في حال إحتكاكه معه عن قرب ،فيضطره إن كان مهزوزا أن يقف أمامه متهيئا ،فهو كما أسلفنا صاحب موقف وأكاديمي معرفي قومي وطني متمكن ،تعب على نفسه بأن نهل من العلوم السياسية ما نهل ،ووضع لنفسه خارطة طريق أنهكت الآخرين لعجزهم عن إتباعه،بسبب صعداتها ونزلاتها الحادة،ولا تليق إلا بمن هم على شاكلة البراري، الذي آثر الإنفصال عن الواقع الذي أريد له  وتم تفصيله له،وآثر الإنتماء للوطن والأمة ،وبذلك سجل إرتدادا غير مسبوق عما كان مخطط له.

معروف أن البراري درس في جامعات “غير صديقة”وكان يفترض ان يعود “مختوما” ويؤشر على المنصب الذي يريد بشفاعة مكان دراسته ومن يزكيه،لكنه عاد معززا بالعلم والمعرفة ،وغاص في التدريس الأكاديمي وتنقل هنا وهناك مع أنه كان يفضل الإستقرار في وطنه ولكن…..

قرأت للبراري باللغتين العربية والإنجليزية كتبا عن العلاقات الأردنية- الإسرائيلية والصراع العربي –الإسرائيلي ،وكان ناجحا في الوصف والتوصيف وعمليات الربط،ومقنعا في الطرح وماهرا في كشف ما كان ملتبسا على البعض،بسبب جرأته التي مكنته من الغوص في هذا البحر اللجي،وأسهم في تقديم وثائق يعتد بها في هذا المجال ،ليس للمكتبتين الأردنية والعربية فقط ،بل للمكتبة العالمية التي تفتقد لمثل هكذا وثائق متعوب عليها على شكل مؤلفات البراري.

إستقالة البراري من اللجنة الملكية للإصلاح لم تكن مفاجئة،بل المفاجيء أن يكون البراري المتنور عضوا فيها من الأساس،وضمن توليفتها غير المفهومة والتي وعلى ما يبدو كانت بعيدة عن الإصلاح،لأننا لم نر منها حتى يومنا هذا سوى الدخان الأسود.

ويبقى سؤال جوهري :أين يكمن الخطأ ؟هل هو في تقديم البراري إستقالته أم من الذين إستدرجوه للمشاركة في هذه اللجنة لغاية في نفس يعقوب…قضاها؟

التعليقات مغلقة.