حول إستشهاد نزار بنات … نحن لا نناضل لنصنع ديكتاتورية / مهند إبراهيم أبو لطيفة
مهند إبراهيم أبو لطيفة ( فلسطين ) – الخميس 24/6/2021 م …
أثار خبر إستشهاد الناشط الفلسطيني نزار بنات، موجة من الغضب الشديد في أوساط شعبنا الفلسطيني خصوصا المتابعين لمواقفه في السنوات الأخيرة من الأوضاع في الضفة الغربية، وحالة الإشتباك الدائم مع بعض رموز وأجهزة السلطة. وبغض النظر إتفقنا أو إختلفنا مع أسلوبه في التعاطي مع بعض الأمور، ولكن مما لا شك فيه ، أن ما تعرض له نزار هو جريمة بحق الوطن الفلسطيني كله، بحق الحرية والحريات، وضربة في الصميم لكرامة وعزة وصمود شعبنا في الداخل، لما تمثله هذه الجريمة من عمل بربري متخلف وهمجي مدان، لا يجب السكوت عنه، ويجب أن يحاسب كل من شارك وتلطخت ايديهم بدم نزار.
من حق جميع السلطات في العالم أن تتخذ اجراءات قانونية وإدارية عندما يتعلق الأمر بحالة من الإشتباك قد يفضل أن يتم حصرها مثلا للحفاظ على السلم الأهلي، أو أن يخضع أحد النشطاء للمسائلة والتحقيق لسبب ما، لكن لا يُمكن الدفاع عن إهانة كرامة الفلسطيني، وحقه في التعبير عن أرائه السياسية بحرية مهما إرتفع سقفها. أما أن يتم التعامل بعقلية العصابات ومنطق المافيا مع المخالفين ، فهو مسألة تدعوا للإشمئزاز وتثير الحنقة والغضب. ألا يكفي ما يتعرض له شعبنا الفلسطيني من بطش على يد قوات الإحتلال؟.
كنت أتابع احيانا مواقف نزار ومشاركاته في بعض المنابر على اليوتيوب وبعض الفضائيات، وبرغم النقد اللاذع الذي كان يوجهه، إلا أنه كان صوتا فلسطينيا حرا ، تملأه الغيرة على شعبه ومستقبل وطنه، وكان يتحلى بجرأة عاليه قل نظيرها، وكان صوته من الأصوات التي كنت شخصيا أتمنى أن لا اسمعها تكرر ما وصلت إليه الأوضاع الداخلية، وكنت أنتظر اليوم الذي أرى فيه خطابه يتغير ليحدثنا عن تقدم وتحسن أكثر من السنوات الماضية، ولكن يبدوا أن حادثة إغتيال نزار ستجعل الكثيرين يعيدون حساباتهم ومواقفهم من جديد.
في ظل الاصرار على التمادي في قمع حرية الشعب الفلسطيني، وهيمنة الأسلوب الأمني في حل هكذا مشكلات، يبدو أن هناك من يسعى لكي يجعل شعبه يثور عليه ويلعنه ويلعن كل ما يمثله.
هل يُعقل أن يناضل أحرار فلسطين على كافة المستويات، من أجل أن يتسلط عليههم حفنة من الفاسدين الهمج والقتلة والمتخلفين وطنيا ، لا يتقنوا سوى فن الإستبداد والتغول على أبناء شعبهم وتكرار كوارث الساحات المختلفة التي أضاعوا فيها مئات الشباب بنفس الأساليب ونفس العقلية، بينما ترتجف ارجلهم أمام جندي صهيوني أو مستوطن أخرق يستبيح نابلس او جنين أو طولكرم، أو باحات الأقصى؟.
إنها دعوة للتحقيق السريع الشفاف في الظروف التي أحاطت باستشهاد نزار بنات، ومحاسبة كل من تجرأ أن يمد يده الغاشمة لتطال حياة أي فلسطيني صاحب رأي أو موقف ، ودعوة لاطلاق سراح كل معتقلي الرأي.
برغم الكثير الكثير من التفاصيل والمعلومات التي يتناقلها النشطاء منذ فترة طويلة ، ويعلمها شعبنا بأدق تفاصيلها، ومن منطلق الحرص على المصلحة العليا للشعب الفلسطيني، ولاعتبارات وطنية خالصه، كان يتم التركيز فقط على فضح ممارسات سلطات الإحتلال الإسرائيلي ، ولكن يبدوا أن إستشهاد نزار سيفتح الباب على مصراعية أما جولة جديدة من الإشتباك مع عناوين مختلفة، إن كرامة وحرية وحياة الفلسطيني أغلى من هيئة الأمم كلها، ونزار استشهد فلسطينيا كما عاش.
التعليقات مغلقة.