“ما بين بئر الجنرال ماكنزي وسياسة التجويع وتحذيرات السيّد نصرالله”/ موسى عباس

305
موسى عباس ( لبنان ) – الأحد 21/3/2021 م
منذ سنةٍ ونيّف أعلنها الأمين العام لحزب الله :” لن نسمح بتجويع شعبنا ولنا خياراتنا”، وكرّرها منذ أيّام محذّراً الذين يسعون إلى العودة إلى الحرب الأهلية.
ومنذ أيّام اختال أحد قادة الجيش الإرهابي الأوّل في العالم الجنرال ماكنزي برفقة سفيرة الولايات الإرهابية المتّحدة في الأجواء اللبنانية في ستّة مروحيات عسكريّة أمريكية وعلى أرض البقاع بحُجّة الإطمئنان على بئر ماء كانت وكالة التنمية الأمريكية قد تبرّعت بحفره وقبل ذلك كانت السفيرة قد استباحت ارض البقاع والجنوب بجولات وجولات، مهمّات ظاهرها انساني وباطنها تحريضي تدميري استفزازي ،في الوقت الذي تتعامل السلطات اللبنانية باستخفاف مع مفهوم السيادة ولم يكترث أحد من السّياديين بالإستعراض المسلّح  لأربع طائرات مسلّحة بقيت تجول وتصول في الأجواء بحجّة حماية الوفد بينما في الواقع كانت تتجسّس وتصوّر ،  وكأنّ شيئاً لم يحدث، في الوقت الذي تستنفر أبواقهم الإعلامية فيما لو قام سفير دولة أخرى بالإدلاء بتصريح  أو بزيارة لأيّ منطقة معتبرين ذلك انتهاكاً للسيادة.
-لم يترك الأمريكيّون وسيلةً إلاّ واتبعوها
حرّضوا الجيش اللبناني كي لا يقاتل صنائعهم إرهابيّي داعش والنصرة الذين اعتدوا عليه مرّات عدّة وخطفوا وقتلوا جنوده واحتلوا مناطق واسعة داخل الأراضي اللبنانية في البقاع وفجّروا السيّارات المفخخة فلم يستجب لهم.
-نشر البريطانيون برعاية الأمريكيين أبراجاً للتجسس على الحدود الشرقية فلم تنفعهم.
وكر مخابرات عوكر يستدعي بقايا جماعة الرابع عشر من آذار  ليُملي عليهم تعليماته كلّما وجد فُرصةً سانحة ، بدءاً من اصدار بيانات تحريضية وقطع للطرقات والسعي الدؤوب لاستفزاز جمهور المقاومة عبر الشتائم علّ هذا الجمهور يرُد بالمثل فتتحقق رغبة الأمريكيين والصهاينة لإحداث الفتنة التي يتوقون لإشعالها ظنّاً منهم أنّهم ينتقمون من المقاومة لهزائمهم.
-حصار لجمهور المقاومة اقتصادياً ومالّياً وسياسيّاً وقطع للمحروقات والكهرباء، لم يؤد الغاية المُتوَخّاة وهي تحريض هذا الجمهور علّه يثور ضد المقاومة ولكن دون نتيجة.
يبدو أنّ قادة الإرهاب الأمريكي لم يتعلّموا من دروس وعِبَر الماضي من بيروت إلى بغداد إلى اليمن .
نسوا أنّهم يواجهون شعباً لم ولن يتخلف يوماً عن دعم من أعاد إليه كرامته وحرّره من ذُلً الإستكانة والإستسلام وجعل له مكانةً بين شعوب الأمم .
– أيّها المتصهينون من اللبنانيين أعوان الكيان الصهيوني وأمريكا وأعراب التطبيع، لن ينفعكم تآمركم ولن تنفع ملايين الدولارات التي تتقاضونها لقاء عمالتكم،
انتم تسعون إلى تخريب بيوتكم بأيديكم،هذه المرّة لن تكون هناك حرب أهلية تستمر خمسة عشر سنة.
ولّى الزمن الذي يستطيع الصهاينة فرض عملاء لهم للوصول إلى سُدّة الرئاسة وحُلُم الجزّار سمير جعجع لن يتحقق.
لا أحد عاقل وحكيم يرغب في إشعال نار الفتنة، والنصيحة لكم أن لا تقعوا في الفخّ الذي نصبَه لكم الصهاينة والأمريكيون وأعراب النفط، فإيّاكم وإلقاء أنفسكم وبيئتكم في هشيمٍ إن اشتعلت ناره ستحرقكم ولن تبقِ ولن تذَرَ أحداً دون أن تُلهبَه ، عودوا إلى رُشدِكُم قبل فوات الأوان.
أيّها السياسيّون اللبنانيّون، يا تجّار الدّم،
أنتم البلاء والوباء، هل تعتقدون أنّكم بأساليبهم الوقحة والمكشوفة تسطيعون التغطية على سرقاتكم ولصوصيتكم أنتم وحاشياتكم ، تلوذون في قصوركم محاطين بالمنافقين والمستنفعين والمنتفعين ، لا تسمعون أنين مريض ولا صرخة جائع، أبناؤكم يتنعمون في الداخل والخارج بالأموال التي نهبتموها من أولئك الذين منحوكم ثقتهم ورفعوكم إلى سدّة المسؤولية بينما أبناؤهم يطردون في الخارج من الجامعات لأنّكم سرقتم جنى عمر َ ذويهم ، إئتمنكم  الشعب على مصيره وعلى مصير الوطن فخنتم الأمانة ولم تحفظوها ، ولم تكتفوا بذلك، بل تجاوزتم كلّ الحدود، وبات يُضرَبُ المثل بعهركم.
قطع الأرزاق  من قطع الأعناق،أنتم مرّغتُم الكرامات  فلاا بدّ من يومٍ  تتمّ فيه تصفية الحساب معكم، إحذروا صولةَ الكريمِ إذا جاع.
يا قُطّاع الطرق، الصبر  عليكم وعلى أسيادكم لا يعني الخضوع لإبتزازكم ولا الخوف منكم وإنّما الصبر على المكاره منعاً للوقوع في الأعظم منها لأنّ الكريم والشجاع لا يتطلّع إلى الجِيَف النتنة من أمثالِكم وإنّما غايته سحق أسيادِكم .
وما بعد الصبر إلّا النصر.