تطبيع الخيانة والعار .. المغرب أخيرا وليس آخرا / د. كاظم ناصر                              

496

د. كاظم ناصر ( فلسطين ) – الأربعاء 16/12/2020 م …                               

خيانات الحكام العرب لأمتهم وللقضية الفلسطينية ليست جديدة، فالكثير منهم يقومون منذ أعوام طويلة بتقبيل أيادي الصهاينة الملطخة بدماء أبناء الشعب الفلسطيني وإخوانهم العرب، ولهذا فإن تطبيع” ولاة الأمر!” مع العدو الصهيوني هو في حقيقته مجرد تثبيت على الورق لعار وقبح تآمرهم وخيانتهم للشعب الفلسطيني والأمة العربية، إذ ان علاقات الخيانة والتآمر السرية التي أقاموها مع الصهاينة كانت ودية في كل الأزمنة، وإن خروجهم من الغرف المغلقة ليس سوى اعتراف بهزائمهم، ووصمة عار طبعت على جبينهم، وستظل ملتصقة بهم وبتاريخهم الانهزامي القذر، حتى وهم قابعون في مزابل التاريخ بعد هلاكهم ورحيلهم عن عالمنا.

لقد شارك حكام الدول العربية في المؤامرات البريطانية والأمريكية والصهيونية على أوطانهم، وفرطوا في سيادتها وثرواتها لتظل عروشهم باقية، وإن ما نراه اليوم ليس إلا نتاجا لهذه الخيانات الممتدة من بداية القرن العشرين إلى يومنا هذا؛ ومن المخزي أن هؤلاء الحكام قد تنازلوا عن فلسطين للصهاينة مقابل حفنة من الدولارات كما فعل حكام السودان، أو مقابل وعود أمريكية جوفاء بحماية العروش المترنحة، أو مقابل إملاءات خبيثة تسمح أمريكا بموجبها لدولة عربية بضم أراض عربية متنازع عليها كما حدث في حالة الصحراء الغربية، التي اعترفت واشنطن بها كجزء من المغرب مقابل اعتراف المغرب بإسرائيل.

فهل ستحل دولارات أمريكا مشاكل الدكتاتورية والاستبداد والفقر والفساد والتخلف والانقسامات التي يعاني منها السودان؟ وهل تطبيع الامارات والبحرين سيحمي حكام الدولتين من شعوبهما ومن إيران ومن المخططات التوسعية الإسرائيلية؟ وما هي الأكاذيب التي سيروجها نظام ” أمير المؤمنين ” محمد السادس لتبرير استسلام المغرب؟ وما رأي ” جلالته ” في ” لجنة القدس ” التي يرأسها، والتي شكلت عام 1975 من أجل حماية القدس من المخططات والمؤامرات الصهيونية وخطط تهويدها؟

الاستسلام للإرادة الصهيونية الأمريكية لن يحل مشاكل السودان، ولن يحمي حكام البحرين والامارات، ولن ينهي الصراع في الصحراء الغربية، ولن يجلب للأمة العربية إلا المزيد من الشرور، حيث إنه سيعمق الانقسامات العربية، ويساهم في التضييق على الحريات وترسيخ الاستبداد، ويؤدي إلى فتح أسواقنا للمنتجات الإسرائيلية، وإلى زيادة كبيرة في أعداد الداعرات اللواتي ” يصلن ويجلن ” بحرية في فنادق وشوارع وأزقة الإمارات والبحرين.

ما يحدث في عالمنا العربي من انهيارات واستسلام لإرادة أعدائنا الصهاينة ليس مستغربا؛ لقد ابتلانا الله ب ” ولاة أمر ” لا يخافونه، أضاعونا وأضاعوا مستقبلنا، وأعلنوها تطبيعا وترحيبا بغزو الصهاينة لبلادنا؛ وصدق الشاعر العراقي مظفر النواب بقوله:

أولاد …..!؟ لست خجولا حين أصارحكم بحقيقتكم …  إن حظيرة خنزير أطهر من أطهركم!ّ؟؟

 

 

 

التعليقات مغلقة.