في زمن الإفلاس: “حكاية الأمين واللّص” / موسى عباس

وفق ما هو موثق في كتاب “تاريخ المصارف”، رفض حاكم مصرف لبنان الدكتور إدمون نعيم تحويل أموال طباعة جوازات السفر لصالح وزارة الداخلية خلال عهد الحكومتين عام 1990.
“كانت الكلفة مضخمة جدا ، أجرى عندها نعيم مناقصة أخرى وبمواصفات أفضل فتبيّن أنّ الكلفة أقل بكثير مما هو مطلوب ، فرفض تحويل المال”.
كان الحاكم في إجتماع المجلس المركزي في مصرف لبنان (كان ممنوعاً على أيٍّ كان الدخول إلى قاعة اجتماع المجلس المركزي)، حين ورده إتصال من رئيس الجمهورية الياس الهراوي.
خرج نعيم ليرد على الإتصال ليجد ضابطاً أمنياً موفداً من وزير الداخلية : “معالي وزير الداخلية عازمك ع فنجان قهوة”.
رد الدكتور إدمون نعيم رافضاً بذريعة عدم تمكّنه من الخروج من المصرف وقال “إذا في شي ضروري أهلا وسهلا فيه يتفضّل يشرب قهوة عندي”.
عندها، أطلق الضابط رصاصتين في الهواء وبدأ مع عناصره الذين فاق عددهم 15 عنصراً، بجرّ نعيم نحو المصعد ؛ وقاوم نعيم بكل قوته ولم يتمكّنوا من إدخاله المصعد إلّا بعد تمزيق قميصه وإصابته ببعض الجروح وسحبه من قدميه فيما كان رأسه على الأرض.
وفي مدخل مصرف لبنان حيث كان عنصر الشرطة “حسين البروش” قد سبقهم إلى المكان بعدما رآهم يزجّون الحاكم بالقوة في المصعد ، سأله “شو يا حاكم؟”
رد نعيم قائلاً : “ما تخلّيهم ياخدوني من هون ياحسين”.
هنا إنتصر حسين البروش لواجبه في حماية مصرف لبنان وحاكمه على التراتبية الأمنية في سلكه، حيث إن الضابط خاطف الحاكم أعلى منه رتبة.
فكّر قليلاً ثم أطلق النار على الواجهة الزجاجية السميكة للمصرف.
أُُربِكَ الضابط وعناصره وبدأوا يتفقدون أنفسهم من الجروح.
هنا استغلّ الحاكم إنشغال خاطفيه وأسرع ليدخل خزنة مصرف لبنان حيث لا يمكن لأحد أن يدخل طابقها عندما يقفل الباب، ونجا.
التعليقات مغلقة.