آخر امتحان سعودي لسعد الحريري / سركيس نعوم
ما وضع الرئيس سعد الحريري الحليف اللبناني الأوَّل سابقاً للمملكة فيها الآن؟
يبدو أنّ حكّامها يُخضعونه استناداً إلى مُتتبّعي سياستها من اللبنانيّين إلى عدد من الامتحانات من دون أن يُطلعوه على ذلك. فهم قدّروا له استقالته وحكومته بعد إنطلاق “ثورة 17 تشرين الأول” رغم تمسّك “حزب الله” ببقائه. وهم قدّروا له رفضه ترؤّس حكومة أخرى بدلاً من حسّان دياب وآخرين ذُكرت أسماؤهم في حينه، وهم مُقتنعون بأنّه لم يخضع لضغوط “الحزب” وإغراءاته في آن ليس فقط لـ”زعله” من رئيس “حزب القوّات اللبنانيّة” سمير جعجع الذي رفض تسميته في الاستشارات النيابيّة المُلزمة للتكليف التي أجراها رئيس الجمهوريّة لأنّه يرفض أن يأتي بأصوات غالبيّة مؤيّدة لـ”حزب الله” فتصبح حكومته خاضعة له، ويكون في مشكلة مع حلفاء الداخل والخارج فيُصبح في مشكلة أكبر وأكثر تعقيداً. ورفض أيضاً لأنّه يَئِسَ من الرئيس عون وصهره باسيل الذي يريد أن يستخدم الجميع للحلول مكان عمّه في القصر بعد انتهاء ولايته رغم أنهم عملوا معاً وحقّقوا “مكاسب” مُتنوّعة معاً. ورفض لأن اقتراحه تشكيل حكومة تكنوقراط مُستقلّين فعلاً وليس ظاهراً كما هي حال حكومة دياب ووجه برفض من “الحزب”. وأضاف أخيراً سبباً آخر لرفضه العودة هو أنّه ينتظر الانتخابات النيابيّة وسيخوضها وبعدها لكل حادث حديث. لكن رغم ذلك لم تعد المملكة إلى سياسة العطف عليه. لماذا؟ يرجّح المتتبّعون لسياستها أنفسهم أن حكّامها ينتظرون الحكم الذي ستُصدره “المحكمة الخاصّة بلبنان” في قضيّة قتل الرئيس رفيق الحريري ، وينتظرون بعده موقف ابنه سعد من الحكم ودوره في السياسة التي سينتهج وخصوصاً على الصعيد الداخلي. فإذا “انبسطوا” منه “يبسطوه”. وإذا لم يعجبهم يبقى موقفهم منه على حاله. علماً أن تأخير إصدار الحكم قد يكون دافعه الخوف من تأثيره السلبي لبنانيّاً.
التعليقات مغلقة.