الحراك اللبناني … الجوع بريء / أسعد العزوني
أسعد العزوني ( الأردن ) – الإثنين 25/11/2019 م …
يستطيع المراقب من خارج الملعب أن يرصد كل صغيرة وكبيرة في الملعب،ويخرج بحصيلة معلومات وتحليلات أكثر بكثير من اللاعبين الذين يقومون بالحركات،وهذا ما جرى معنا نحن الذين نراقب ما يجري في لبنان وعن كثب،لإهتمامنا بالأمر أولا،ولتقييمم الأمور بحيادية ثانيا.
قلنا في البداية أن الحراك اللبناني لم يحركه الجوع ،رغم إيماننا المطلق بأن الحكومات اللبنانية ضيّقت كثيرا على اللبنانيين الذين عودونا على العيش البذخ وهذه هي طبيعتهم،وقلنا أيضا أن الهجمة على الشارع وبهذه الطريقة ،وطرح الشعارات العبثية”كلن كلن كلن”،ليس بريئا،وقلنا أيضا أن هناك من إختطف وعبث بالحراك نحو الهاوية ،لإفشال التقارب السوري –اللبناني،كما أوضحنا أن البترودولار يرقص ثملا في ساحات لبنان ،ويكون نصيب المشارك نهارا 100 دولار،بينما سعر المبيت 150 دولارا،وهناك معلومات أن مندوبا للبترودولار يقيم في غرفة العمليات التي تقودها القوات اللبنانية.
بعض ما قلناه كان تحليلا يحتمل الخطأ والصواب وهذا جائز،والبعض الآخر معلومات منشورة هنا وهناك ،وتبين لنا لاحقا أن قراءتنا دقيقة جدا حتى لو اننا نقبع بعيدا عن الساحة اللبنانية ،مع أن تلفزيون الجديد قرّب البعيد ،وغطى كل ساحات لبنان الحراكية،لكنه لم يقل لنا من دفع له كلفة تغطية حراك كل لبنان .
قلنا في مقال سابق إنطلاقا من المشاهدات التي بثها تلفزيون الجديد ،أن ملامح الجوع لم تظهر على وجوه اللبنانيين، ولا على مناظرهم ،ورأينا عبر تلفزيون الجديد أيضا حفلة لبنانية شاملة أو عرسا برجوازيا ،حتى أن الحراكيين في البدايات إستضافوا راقصة ترقص أمامهم وتمتعم ،فهل هذا حراك؟
لسنا بحاجة إلى مصدر معلومات ،لأننا نتابع ونقرأ الحدث مباشرة ونرصد التصريحات والهتافات ،ونقارنها بتصريحات وتوجهات القوى المستكبرة بقيادة أمريكا ،مستعينة بالبترودولار العربي الغبي ،فهذه أمريكا تطالب بتشكيل حكومة لبنانية خالية من حزب الله حتى تتمكن من الإستفادة من الدعم الأمريكي،والفاضح في الأمر أن الحراكيين في معظمهم يطالبون أيضا بإقصاء حزب الله من الحكومة الجديدة ،والأكثر فضحا من ذلك أننا سمعنا أصواتا حراكية تطالب بسحب سلاح حزب والإبقاء على سلاح الدولة فقط،وهنا أترك للقاريء الغوص في دائرة الخيال ،ليخرج هو بنفسه بتقدير للموقف.
لا حظنا منذ بداية الحراك الشامل إمدادات لوجستية مخيفة للحراك المنتفض في كل ساحات لبنان، وتبين لنا بعد التدقيق والتمحيص أن هذه الإمدادات لا يقدر عليها محسن بعينه ،ولا هي من قبيل الإحسان ،ففي أول يوم تمطر فيه قام أحدهم بتزويد الحراك ب 200 ألف مظلة يقدر ثمنها بمليوني دولار ،فهل هذا فعل محسن،كما أن ما شاهدناه من دعم لوجستي كالخيام والطعام وغير ذلك، يكشف أن هناك جهات كبيرة تعمل على تمويل الحراك.
وقبل أيام لمسنا ظاهرة مثيرة للغرابة وهي أن مغتربين لبنانيين في المهجر البعيد وفي خليج كوكس ،يأتون على “حسابهم “الخاص إلى لبنان لدعم الحراك ولمدة 24 ساعة ثم يعودون إلى من حيث أتوا،والسؤال:من يمول هؤلاء الذين يتوافدون لدعم الحراك يوما واحدا فقط؟ وتبين لنا أن البترودولار العربي هو الشيك المفتوح للحراك اللبناني،خاصة وأن دول البترودولار الداعمة للحراك هي التي تشجع المغتربين اللبنانيين فيها على المشاركه وعلى حسابها.
بالأمس شاهدنا واقعا مغايرا للحراك ،فبعد أن إدعوا انهم عابرون للطوائف،رأينا فرزا طائفيا وسمعنا كلمة “شيعة “تتردد في الحراك،فما الذي يحدث وإلى أين تأخذون لبنان أيها اللبنانيون ؟ألم تتعظوا من قيام البترودلار بحرق لبنان في الحرب الأهلية الماضية التي إلتهمت لبنان الأخضر 16 عاما؟
نتفهم أسباب الحراك المجردة وأن حكومات لبنان لم تقدم شيئا للشعب اللبناني ،بل تحالفت مع البترودولار لنهبه وإفقاره ،لكن ما يجري بإسم الجوع مخيف ،وسينحدر بلبنان إلى الهاوية ليخسر الجميع ،لأن البترودولار الغبي وظف نفسه لخدمة مستدمرة إسرائيل الخزرية الصهيونية الإرهابية.
التعليقات مغلقة.