كامب ديفيد وتداعياتها السلبية على الامن القومي العربي / ميلاد عمر المزوغي

0 236

ميلاد عمر المزوغي ( ليبيا ) – الجمعة 28/3/2025 م …

اتفاقية السلام التي انفرد بها الرئيس السادات لأجل استعادة سيناء, وكان نتيجتها التطبيع الكامل ,وتحييد مصر عن الصراع العربي الصهيوني, وبالأخص القضية الفلسطينية.

تنص معاهدة السلام على الالتزام بانسحاب القوات الإسرائيلية والمستوطنين إلى حدود ما قبل يونيو/حزيران 1967. وتحظر على إسرائيل وضع أي دبابات عند الشريط الحدودي مع مصر، وعرضه ثلاثة كيلومترات والمسمى بالمنطقة (د)..”أي نوع من التحرير هذا ان ظلت بعض الاراضي منزوعة السلاح؟”. ويشكل اجتياح معبر رفح انتهاكاً للمادة الثانية من اتفاقية السلام والملاحق الأمنية، التي تلزم الطرفين بعدم اللجوء إلى التهديد أو استخدام القوة ضد السلامة الإقليمية أو الاستقلال السياسي للطرفين. هل تقيّد العدو بذلك؟

كما امتدت انتهاكات الاحتلال للمادة الرابعة من اتفاقية كامب ديفيد، والتي أنشأت مناطق منزوعة السلاح على جانبي الحدود المصرية الإسرائيلية، إذ خالفت قوات الاحتلال هذه الاتفاقية بالاجتياح وإدخال المعدات الثقيلة إلى هذه المناطق,بينما اكتفى النظام المصري الخنوع بالتهديد  بتجميد الاتفاقية ولكن بالتاكيد يعلم ان النظام المصري ليس بمقدوره القيام باي عمل عسكري ,وان الحكام المصريين اعلنوا صراحة انهم لم تعد تهمهم فلسطين.

كذلك فقد انتهك الاحتلال، باقتحام معبر رفح، اتفاقية فيلادلفيا الموقّعة بين إسرائيل ومصر عام 2005، وهي الاتفاقية التي أعطت السلطات المصرية والفلسطينية مع الاتحاد الأوروبي دور تنظيم الحركة على المعبر.ما يتطلب من النظام المصري الذي يدعي وطنيته وليس عروبته ان يعمل الى الإسراع في إعادة أهالي رفح والشيخ زويد، (المصريتين في سيناء)، والذين تم ترحيلهم من مدنهم في السنوات الماضية، من أجل إقامة منطقة حدودية عازلة!؟.

كذلك كان عليه ان يقوم بتجميد عمل اتفاقية طابا التي تبيح للإسرائيليين السياحة على شواطئ سيناء لمدة أسبوعين من دون تأشيرة(أي نوع من الذل لاجبار الدولة على قبول السياح؟)، إلى وقف صفقة استيراد الغاز من دولة الاحتلال(هل كانت مصر مجبرة على استيراد الغاز من الصهاينة ليزدهر اقتصاد العدو؟ )، وتجميد عضويتها في منتدى غاز شرق المتوسط، بالإضافة إلى تجميد اتفاقية الكويز التي تجبر المصنعين المصريين على اختيار شريك إسرائيلي إذا أرادوا تصدير منتجاتهم للولايات المتحدة!.

اتفاقية كامب مرّ عليها مايقارب الخمسة عقود,وهي بمجملها كما لاحظنا بعضا من بنودها, اتفاقية اذعان لطرف منهزم لا غير, مصر تستلم كل عام مساعدات امريكية عينية لاتسمن ولا تغني من جوع نظير تحييدها عن الصراع العربي الصهيوني وللاسف جرّت معها العديد من الدول العربية لإقامة علاقات مع الصهاينة, كمأ انها شجعت الدول الافريقية على اعادة علاقاتها مع العدو بعد ان بذل الزعماء العرب (عبد الناصر والقذافي وابي مدين وغيرهم)جهودا مضنية لإقناع الدول الافريقية بضرورة قطع العلاقات معها.

ندرك ان النظام المصري لم تعد تهمه القضية الفلسطينية وانه وسلطة رام الله على نفس الدرب سائرين,وانه يناصب حركة حماس العداء, لأنها اخوانية ويتمنى زوالها, ولكن أيا يكن الامر فإنها حركة تحررية, قدمت الاف الضحايا, بل تقدم قادتها الصفوف واغلبهم نالوا الشهادة, من اجل رفع الظلم عن قطاع غزة, الذي يعاني الحصار منذ ما يقرب العقدين من الزمن, وما يتم تهريبه عبر الانفاق مدفوع الثمن (ضريبة مضافة).النظام المصري الحالي هو الاكثر معاداة للقضية الفلسطينية والاكثر تعاونا مع الصهاينة.

ما يسمى حل الدولتين لم يتحقق منه أي شيء, بل كرّس تهويد الضفة وعمل المستوطنات.        لذلك فان الكفاح المسلح هو السبيل الى تحرير الارض, وافشال مخطط الصهاينة ومن معهم لإقامه دولتهم الكبرى من الفرات الى النيل, التي لوّح بها نتنياهو على مرأى ومسمع العالم.وان السبيل الوحيد للسام هو دولة واحدة يعيش بها من كانوا بها على مر السنين.

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.

ثلاثة × 1 =