دعم موريتانيا لغزة: إفطارات جماعية خلال رمضان وتبرعات مالية وحضور مركز في الخطاب الرسمي عربيا وإسلاميا

أكدت موريتانيا مجددًا، موقفها الثابت في دعم الشعب الفلسطيني، من خلال قيام جمعياتها الأهلية يتقدمها الرباط الوطني الموريتاني لنصرة الشعب الفلسطيني بتمويل وتنظيم إفطارات جماعية، وتقديم تبرعات مالية سخية، وتسيير قوافل إغاثية عاجلة تستهدف تخفيف معاناة أهالي غزة خلال شهر رمضان المبارك.
وإلى جانب المبادرات الشعبية والإنسانية، تواصل حضور غزة ومعاناة سكانها في عمق الخطاب الرسمي الموريتاني على مستوى المنابر العربية والإسلامية، بالدعوة الملحة إلى تكثيف الجهود لدعم القضية الفلسطينية والتصدي لمحاولات التهجير والتجويع التي يتعرض لها القطاع.
وفي إطار التضامن الأخوي مع الشعب الفلسطيني، أطلق الرباط الوطني الموريتاني لنصرة الشعب الفلسطيني والمنتدى الإسلامي الموريتاني، سلسلة مشاريع إغاثية لمساندة الأهالي في قطاع غزة، وذلك ضمن الحملة الرمضانية التي تستهدف التخفيف من معاناة الأسر المتضررة، خصوصًا في ظل الظروف الصعبة التي يمر بها القطاع المحاصر.
وطيلة الأسبوع الأول من شهر رمضان المبارك، باشر الرباط الوطني الموريتاني لنصرة الشعب الفلسطيني تنفيذ مشروعين إغاثيين في شمال قطاع غزة، تمثّلا في توزيع 10 آلاف كسوة شتوية و1.750 طردًا غذائيًا، مساهمة في توفير المستلزمات الأساسية للأسر المحتاجة.
كما أطلق الرباط مشروع الإفطارات الجماعية، الذي يشتمل على عدة أنشطة إغاثية بينها تقديم وجبات الإفطار للصائمين في ظل الأزمة الإنسانية المتفاقمة.
وفي سياق الجهود الشعبية لدعم القضية الفلسطينية، تبرعت مبادرة نساء قبيلة «السماسيد» الموريتانية، بمبلغ 10 ملايين أوقية موريتانية قديمة لصالح إغاثة أهل غزة، تأكيدًا على وقوف الشعب الموريتاني بجميع فئاته مع إخوانهم في فلسطين. كما قام قسم البنات بمعهد الإمام نافع، بالتعاون مع المنتدى الإسلامي الموريتاني، بتوزيع عشرات السلال الغذائية على أبناء الشهداء وعائلاتهم، في خطوة تعزز الدعم الإنساني، وتؤكد الوقوف إلى جانب الأسر التي فقدت معيلها بسبب العدوان المستمر.
وفي مبادرة أخرى تعكس روح العطاء، تبرع أشبال قرية بئر الفتح في مقاطعة الركيز (جنوب موريتانيا) بمساهمات سخية مكنت المنتدى الإسلامي الموريتاني من توزيع مئات وجبات الإفطار الساخنة على النازحين في شمال القطاع خلال الأسبوع الأول من رمضان.
وأكدت الجهات المنفذة لهذه المشاريع أن هذه المساعدات تأتي في سياق دعم صمود الشعب الفلسطيني في مواجهة التهجير والتجويع، مشددة على ضرورة استمرار حملات الإغاثة لتخفيف المعاناة عن أهالي غزة.
وكانت معاناة الشعب الفلسطيني عموماً، وسكان قطاع غزة بوجه أخص، حاضرة في الخطابات الرسمية الموريتانية في عدة مناسبات، حيث تميز خطاب الرئيس الموريتاني، محمد ولد الشيخ الغزواني، عن نظرائه أمام القمة العربية الطارئة التي عقدت الأسبوع الماضي بالقاهرة.
ففي خطاب صريح وقوي، أكد ولد الغزواني «أن ما يتعرض له الشعب الفلسطيني من قتل وتدمير وإبادة جماعية، وجرائم إنسانية وخذلان وتنكر من المجتمع الدولي، للقيم الإنسانية، والقانون الدولي الإنساني، ليوجب علينا اليوم، مضاعفة الجهود لتثبيت اتفاق وقف إطلاق النار، وتنفيذ مختلف بنوده، ومراحله، على النحو المتفق عليه، في إطار من الرفض القاطع، لكل ما قد يشكل تهديداً لأمن واستقرار أشقائنا في مصر، والأردن، أو في غيرهما من الدول العربية الشقيقة الأخرى».
وقال: «كما يفرض علينا، آحادًا ومجتمعين، بذل كل ما في الوسع لتوحيد الكلمة الفلسطينية والعمل على إعادة إعمار قطاع غزة، وتحسين ظروف حياة الفلسطينيين عمومًا، تعزيزًا لصمودهم، وتوطئة لتمكينهم من استيفاء حقهم الأصيل، في إقامة دولة مستقلة، ذات سيادة، عاصمتها القدس الشرقية، طبقًا لقرارات الشرعية الدولية ذات الصلة، ومبادرة السلام العربية».
«ولقد أكدت، يضيف الرئيس الموريتاني، مرارًا على أن القضية الفلسطينية، بالنسبة لنا في الجمهورية الإسلامية الموريتانية، كما في وجدان كل الأمة العربية، هي قضية مظلومية شعب، وحرمة مقدسات، ونصرة أشقاء، لا تقبل المساومة بوجه».
وقال: «لقد أصبحت هذه القضية في حكم المعادلة التي لا يمكن حلها بوجه، مع الإصرار على إلغاء أحد طرفيها؛ ومن ثم، فلا بد من العمل على قيام حل الدولتين، كشرط أساس للسلام والأمن المستديمين في المنطقة؛ ولن ينتج التلكؤ والتراخي في اعتماد هذا الحل، إلا مزيدًا من العنف، وانعدام الأمن، والاستقرار للجميع».
وأمام الدورة الاستثنائية العشرين لمجلس وزراء خارجية منظمة التعاون الإسلامي، التي عقدت في مدينة جدة السعودية، وقف الأمين العام لوزارة الشؤون الخارجية الموريتانية السفير دمان همر، ليؤكد «أن التهجير القسري للشعب الفلسطيني يشكل انتكاسة خطيرة للنظام الدولي وتقويضًا لقواعده»، محذرًا «من أن هذه السياسات تعيد البشرية إلى منطق القوة وقانون الغاب».
وأضاف «أن المنظومة الدولية، التي تواجه أزمات سياسية واقتصادية واجتماعية وأمنية وصحية وبيئية متلاحقة، لا يمكنها تحمل مزيد من الهشاشة والاضطراب، خاصة بعد أكثر من خمسة عشر شهرًا من حرب إبادة جماعية ضد الشعب الفلسطيني، حوّلت قطاع غزة إلى مسرح للموت، لم يسلم منه الأطفال والشيوخ والنساء، ولا الأطباء في مستشفياتهم، ولا رجال الإسعاف في مهامهم الإنسانية».
وجدد الأمين العام للخارجية الموريتانية «التأكيد على موقف موريتانيا الثابت من القضية الفلسطينية، المتمثل في دعم حل الدولتين وفق قرارات الشرعية الدولية، بما يضمن قيام دولة فلسطينية على حدود 1967 وعاصمتها القدس الشريف، مع رفض أي حل يناقض هذه القرارات أو ينتقص من حقوق الفلسطينيين غير القابلة للمساومة». ودعا «إلى اتخاذ قرارات حازمة لمواجهة مخططات التهجير العنصرية، والتصدي لأي محاولات لقطع صلة الفلسطينيين بأرضهم أو تغيير هوية القدس الشريف».