نتنياهو, ترامب وزيلنسكي في ضيافة الحكام العرب بالقاهرة / ميلاد عمر المزوغي
ميلاد عمر المزوغي ( ليبيا ) – الإثنين 3/3/2025 م …
على بعد يومين (6مارس 2025) من انعقاد القمة العربية حول فلسطين, يقوم نتنياهو بقطع كافة انواع المساعدات عن قطاع غزة وهو ما يعد استفزازا للحكام العرب ,الذين سبق وان اعطوا العدو كل ما يريده, لكنه رغم كل التنازلات اعلن على الملأ ممسكا بالخارطة ان لا وجود لحل الدولتين, بل دولة الصهاينة من الفرات الى النيل, الحكام العرب وبالأخص الذين يتوسطون في مسالة غزة يطلبون الوساطة من بعض الدول الغربية علّها تثنيه ولو مؤقتا عن قراره الى حين انعقاد المؤتمر.
ترامب اعلنها ومنذ فترة ومن باب الرحمة بالغزاويين ,بانه من الافضل لهم الانتقال الى اماكن اخرى اكثر امانا لهم, على اعتبار ان القطاع غير قابل لتوفير سبل العيش الكريم لهم, ولأنه يبحث عن سعادتهم, نصحهم بالتوجه الى الاردن او الى سيناء او الى شمال العربية السعودية, لإقامة دولة لهم ,او لا باس من الانتقال فرادى او جماعات الى أي مكان يريدون(اعتبارهم لاجئين),يمارسون حقوقهم الطبيعية في العيش الكريم ,بمعنى الغاء الهوية الفلسطينية وترك ارض الاجداد لتكون ارض الميعاد لبني صهيون .
الحكام العرب يستحضرون موقف الرئيس زيلنسكي امام ترامب ونائبه,وتلك الكلمات التي يجب الا تقال لرئيس دولة يعتبر ضيفا وعلى الملأ ,وطلبا اليه التنازل عن اجزاء من ارضه لروسيا, كما طلبا منه التعويض او بالأحرى ان يعيدالاموال التي قدمت له اثناء الحرب, لقد كان زيلنسكي في موقف يرثى له, ولكن ورغم ان توقيع اتفاقية استغلال الموارد الطبيعية الاكرانية لصالحه فانه لم يوقع وغادر الى اوروبا ومحطته الاولى انجلترا حيث وعدت بمساعدة مقدارها 2.8مليار دولار. وكلنا شاهدنا حالة الملك الاردني الموجبة للشفقة , مما جعل السيسي يرجئ سفره الى البيت الابيض خوفا من الاحراج.
وفي جميع الاحوال ما الذي يمكن ان تسفر عنه القمة العربية؟ لقد ارتمى غالبية الحكام العرب في احضان الصهاينة وقدموا فلسطين على طبق من ذهب لأجل ان يهنأ الحكام العرب بالتسلط على شعوبهم المقهورة.
المؤكد انهم سيعلنون بانهم ليسوا مع تهجير السكان حفظا لماء الوجه امام شعوبهم , ولكن بالمقابل سيعلنون بانهم مع سحب سلاح حماس واخواتها,والعمل على ان تبسط السلطة الفلسطينية الذليلة الخانعة الحامية للصهاينة على كامل تراب غزة, وهدم الانفاق ,وان يتم ابعاد كل فلسطيني مقاوم من القطاع امتثالا لرغبة الصهاينة.
بعض الحكام العرب طالبوا امريكا والصهاينة(وفق تصريحات كبار الصهاينة وامريكا) بسحق حماس وبقية الفصائل بالقطاع وجمهورها المقاوم ,لانهم يرون في المقاومة الاسلامية خطرا على حكمهم وتحريضا لشعوبهم عليهم. المقاومة التي قال عنها عبد الناصر انها انبل ظاهرة في تاريخ العرب المعاصر لاستراد الارض وصون العرض.
وتجدر هنا الاشارة الى ان حركة حماس في الانتخابات التشريعية التي اجريت العام 2006 بكامل تراب فلسطين تحصلت الحركة على 74 مقعدا من اصل 132 أي انه لها الحق في تشكيل حكومة بمفردها او بواسطتها, والانتخابات الرئاسية حينها اجلت خوفا من اقتلاع عصابة اسلو التي اوصلت الفلسطينيين الى هذا الوضع المشين.
وماذا عن الضفة التي يتم بناء مستوطنات صهيونية عليها منذ احتلالها العام 1967 ؟,الضفة اصبحت ممزقة وحسب محكمة العدل الدولية فان هناك ما يزيد عن 244 مستوطنة غير قانونية بالضفة والقدس الشرقية.
مهما يكون من امر, فان الفلسطينيين لن يتركوا ارضهم وسيكتب التاريخ ان الحكام العرب قد قدموا كل ما يملكون وما لا يملكون للصهاينة,فلسطين ليست للبيع .