بلاد العرب اوطاني يطاردها الالم ويحكمها الأمل فلا نرى الا جميلا: إما النصر وإما النصر! / الياس فاخوري

الياس فاخوري ( الأردن ) – السبت 4/1/2025 م …

هي عاصمة الأمويين. من رَحمها خرجت الأندلس لتباهيَ الإفرنج بدرّتيها: أشبيلية وغرناطة، وكم من حضارات انتحرت شنقاً على ابوابها كما قال مظفّر النواب .. وفي تاريخها، لم تُسقِط دمشق مجرد طائرات او صواريخ المعتدين .. أسقطت سوريا ثقافة “النعجة” عربيا وثقافة “الرامبو” اسرائيليا! سوريا: أنا أقاوم، اذن أنا موجودة! إنها سوريا المقاومة .. سوريا العربية العلمانية الموحدة .. مثوى ألف نبي .. فكرة خمسة عشر الها خرافيا .. أم لستة من أباطرة روما .. لؤلؤة العرب و جوهرتهم!
سوريا .. صاحبة عبقرية الأزل محكومة بالمقاومة والممانعة منذ الأزل .. قاومت الإغريق و الرومان و المماليك و العثمانيين و ما زالت تقاوم قوى الشر الصهيوأوروبيكية .. حرر صلاح الدين القدس و طاب موتا في دمشق .. وكان العرب قد حاربوا الصليبيين لأكثر من 100 عام حتى أخرجوهم من القدس وكل بلاد العرب حيث قاد صلاح الدين الأيوبي معركة حطين عام 1187 وكسر شوكة الصليبيين .. ولن يختلف مصير “إسرائيل” عن مصير الحملات الصليبية ..
دمر هولاكو بغداد و أسلم في دمشق .. قدم لها الحسين بن علي و يوحنا المعمدان و جعفر البرمكي رؤوسهم طلبا لرضاها .. و ما بين قبر زينب وقبر يزيد خمس فراسخ .. انها دمشق، لا تعبأ بكارهيها .. وتتفرغ للغرباء الذين ظنوا أنفسهم أسيادها ليستفيقوا عالقين تحت أظافرها!
سوريا هذه تجسد قصة الحب الأزلي بين الله والانسان في كنيسة “حنانيا” و شقيقتها الكبرى “المريمية” .. كما في “المسجد الأموي” و ماء “بردى” و ضريح “محي الدين ابن عربي” في سفح قاسيون .. و كان “ابن عربي” قد أوصى بدفنه في دمشق ليتمكن من رؤية الله بالعين المجردة ..
وستطل شمس غرناطةَ علينا// .. بعد يأس وتزغرد ميسلون//، كما بشّرنا نزار قباني مضيفاً:
نحنُ عكا ونحنُ كرمل حيفا// .. وجبال الجليل واللطرونُ//
كل ليمونة ستنجب طفلاً// .. ومحالٌ أن ينتهي الليمونُ//
فاخلع نعليك وكل لبوس القدم وانزع عقالك وكل غطاء الرأس – انها بلاد الشام!
تحيا سوريا، لتحيا فلسطين والأمة .. انها سوريا العلمانية القومية الموحدة والجولان في وسطها – لا على حدودها – وحبل السرة يضمها جميعا بما في ذلك الرقة ودير الزور والحسكة والاسكندرون بعد عودته .. وها هي الشمس تشرق لتستمتع برؤية سوريا تحنو علی فلسطين محررة والهلال الخصيب موحدا!
سوريا “اليوم” أقوى، وفلسطين اليوم اقرب .. وها هي فلسطين تهز العالمين بطوفان الأقصى وسيف القدس !
اما انت، يا ديانا، يا رفيقة الفلاح والغلبة وصاحبة الأمل والتفاؤل والحماس، فقد: