التهديدات الروسية باستخدام   السلاح  النووي افرغت من مضمونها / كاظم نوري

0 208

كاظم نوري ( العراق ) – الخميس 19/12/2024 م …

اضطرت روسيا الى تغيير عقيدتها النووية جراء تصرفات الغرب الاستفزازية  واقدمت على خطوة هي الاولى من نوعها  تمثلت بنقل اسلحة نووية تكتيكية الى بلاروسيا في  تحرك لتاكيد ذلك  كما بتنا نسمع من اكثر من مسؤول روسي ان موسكو قد تلجا الى الرد النووي في حال استخدمت اوكرانيا اسلحة بعيدةالمدى تستهدف مواقع عسكرية او اقتصادية في العمق الروسي وقد حصل ذلك دون ان ترد موسكو.

وتكرر ذلك الامر الذي افرغ التهديدات او التصريحات  الروسية  من مضمونها .

لغة التهديد والوعيد لم  تنحصر في خطابات الرئيس بوتين  لقد استخدم نائب رئيس مجلس النواب فياتشيسلاف فولودين هذه اللغة عندما حذر الغرب من ان  استهداف العمق الروسي  بصواريخ غربية سيؤدي الى  حرب بالاسلحة النووية.

اما مدفيدف نائب رئيس مجلس الامن الروسي فيعد من اكثر المسؤؤلين الروس حدة في التصريحات التي لم يجر تطبيقها على الواقع وحتى  عملية اغتيال  قائد قوات الحماية الاشعاعية ايغور كيريلوف في موسكو اعقبها تهديد  منه بالرد المناسب ضد كييف بينما لمحت المتحدثة باسم وزارة الخارجية زاخاروفا الى ان هناك ايادي لعبت دورا في عملية الاغتيال وقد نفت واشنطن علمها بالحادث لكن زاخاروفا اعتبرت الرواية الامريكية سخيفة.

ان التصريحات التي تطلق من اروقة   الكرملن  لاسيما تلك التي تركز على الاستخدام النووي لم يعد تخيف احدا لانها افرغت من مضمونها  وان الاغلبية الساحقة من الروس باتت تدرك ان كافة التصريحات مبالغ فيها ومضخمة  بل تقلل من وجود خيارات اخرى بديلة.

صحيح ان هناك تصريحات ذات اهداف سياسية رغم محاولة تغليفها بالسلاح النووي لكن الصحيح ايضا ان تكرار مثل هذه التصريحات يفقدها قيمتها الحقيقية وهذا الذي حصل مع تصريحات كبار المسؤولين الروس.

نحن لسنا من يدعم دفع العالم الى الهاوية النووية وتشجيع موسكو على ذلك  لكننا تدرك ان هناك طرقا اخرى واساليب  يمكن ان تستخدمها موسكو حتى لو استخدمتها في حربها ضد اوكرانيا التي يسعى الغرب الى اطالة امدها وهو يراهن على الحاق هزيمة ستراتيجية ضد روسيا ؟؟

خطرت ببالي  حكاية عراقية  وانا استمع الى تكرار التهديدات الروسية  بالنووي.

 قيل  في احدى المرات ان رجلا جلس في المقهى وحرص على نزع حذائه الجديد محاولا ان يجلب انتباه بقية الجالسين  وما ان انهى شرب الشاي تظر ليجد ان حذاءه قد سرق من تحت ” القنفة.

فوقف وصاح باعلى صوته الى من سرق حذائي عليه اعاد ته  والا سوف افعل كما فعل والدي عندما سرقوا حذاءه في احدى المرات ؟؟

الكل بات يخشى من التهديد فجلبوا له الحذاء ؟؟

وساله احدهم هذا هو حذاءك لكن بالله عليك ما الذي فعله والدك عندما سرقوا حذاءه؟؟

اجاب بكل برود ” راح حافي”

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.

20 − عشرة =