التهديدات الاسرائيلية لسورية … قراء سياسية شاملة
خليل موسى …
فيما تتصاعد لهجة التهديدات الاسرائيلية لسورية بشكل مكثف خاصة مع فترة الإعلان عن اتفاق لوقف اطلاق النار في لبنان، يذهب المحللون إلى أن الأمر فيه نوايا عدائية كبيرة في المنطقة ونوع مما يبقي باب التصعيد متوحاً في المنطقة.
التصريحات الأخيرة التي ذهب إليها بنيامين نتنياهو رئيس حكومة الكيان الصهيوني في خطاباته، والذهاب إلى تحديد وتسمية نقاط وأسماء بعينها والتلميح في خطابه العدائي إلى اسم الرئيس السوري بشكل شخصي، لا يبعث بأن العدو ينوي التوجه نحو التهدئة، إنما يمارس نوعاً من الأعمال العدائية التي تشكل قنبلة موقوتة قد توسع الصراع، وأبرز الأمثلة إقدام الجيش الصهيوني على استهداف الجسور بين سورية ولبنان، إضافة للمعابر الحدودية.
في هذا السياق استضاف موقع قناة المنار الكاتب السياسي خالد كعكوش وهو رئيس حزب الشباب الوطني السوري، حيث وصف هذه التهديدات بالهروب للأمام من قبل نتنياهو، كما يتحدث ضيف الموضيف الموقع عن تاريخ هذه التهديدات لسورية، وكيف بدأت مع بداية علاقة سورية مع المقاومة، هذه العلاقة التي لم تتأثر بكل ما جرى من تهديدات وتصعيد شهدته الأراضي السورية من خلال مرات العدوان التي تعرضت لها.
ويذهب كعكوش عمّا يدلي به الجانب الاسرائيلي من تهديدات، بأنه قد تكون التهديدات نوع من نوايا نتنياهو لخرق وقف اطلاق النار الذي مع لبنان، فالمنطقة لم تغلق الحرب فيها، وهنا يجدر الاستفسار حول أمكانية الذهاب إلى حرب أكبر، والجواب المنطقي أن الكيان الصهيوني غير قادر على تحقيق كل ما يقوم به بعد أن انتهى عدوانه على لبنان دون تحقيق النتائج للأهداف التي أعلنها في لبنان.
ويتحدث الضيف عن موضوع قصف المعابر في طرطوس وحمص، وهذا ما يحاول نتنياهو أن يدعي به تحقيق انجاز “فصل الساحات”، لكن عملياً هذا الموضوع لا قيمة له، لأنه ورغم ضرب معابر طرطوس وحمص، إلا أنه تم فتح معبر في جديدة يابوس “المصنع” وتم استخدامهم منذ الصباح الباكر.
ويوضح الدكتور كعكوش، حول ما ذكره نتنياهو من تلميح باسم الرئيس السوري بشار الأسد بأن “الأسد يلعب بالنار” كما جاء في تهديدات نتنياهو، يقول الضيف السياسي متسائلاً هل كان الرئيس الأسد بعيد عن التهديدات الاسرائيلية.
فالرئيس السوري كما يعلم الجميع هو رئيس دولة لها دور محوري في محور المقاومة، وهو يعلم قيمة هذا الدور، ويجعله معرض للتهديد في أي لحظة. واليوم نتنياهو يحاول التصعيد بشكل مباشر من خلال التهديدات، وهذا عبارة عن رفع سقف لا قيمة له في جعل سورية تتخلى عن دورها المركزي في المحور وفي دعم حركات المقاومة كما يؤكد رئيس حزب الشباب الوطني السوري.
الصبر الاستراتيجي هو الدور الذي مارسته سورية خلال الفترة الماضية، يفسر استيعابها للضربات العدوانية الاسرائيلية، ويرى كعكوش أن هذا مبني على خطة لدى القيادة السياسية والعسكرية السورية، وان ذهاب اسرائيل باتجاه التصعيد في حال قامت بتهديداتها لا يعني أن سورية ستبقى صامته على هذا الأمر ولكن تحديد المعطيات التي ستتخذ فيها سورية خطوات مبنية على المنحى العسكري.
ويصل ضيف الموقع إلى أنه في حال حدث تصعيد في سورية إلى حد حرب فإن سورية لن تقف بدون أن ترد عليه. كما يفرق بين حالتين وهي أن يخرج الاسرائيلي لاستهداق مواقع بعنينة بذريعة معينة، وأن يقوم بعدوان شامل على سورية، وهنا ستذهب المعادلة إلى أماكن أبعد من ذلك يرى الباحث السياسي فيها الترحيب بعودة الجولان السوري المحتل إلى أمه سورية.