تركيا تضع ” هيئة تحرير الشام ” على المحك.. هل وصل التهديد إلى عرش الجولاني؟ / د. خيام الزعبي

0 245

د. خيام الزعبي ( سورية ) – الأربعاء 20/11/2024 م …

ساهمت أنقرة في تلميع متزعم ما يسمى «هيئة تحرير الشام»، الواجهة الحالية لتنظيم جبهة النصرة، أبو محمد الجولاني الذي كثّف من ظهوره الإعلامي لترسيخ صورته كـ “رجل دولة”، واليوم تخطط للإطاحة به، بعد أن وصلت علاقاتها به إلى درجة القطيعة، على خلفية خروجه عن طاعتها وانتهاء الدور الموكل إليه من قبلها.

ليس غريباً أن تدير تركيا ظهرها لحلفائها خاصة بعد التدابير التي إتّخذها أردوغان للإنتقام من “هيئة تحرير الشام” والعناصر الإرهابية المتطرفة وإهتمامه بالشأن الداخلي لبلاده مما أضعف هذه المليشيات التي كانت تعتمد على الدعم منه، فضلاً عن سحب تركيا ضباط مخابراتها الذين كانوا ينسقون معها في منطقة إدلب وريفها.

فالتحركات التركية ضد الهيئة، جاءت بعد سعي الجولاني إلى تعديل حدود مناطق خفض التصعيد الثابتة بين روسيا وتركيا ، وإحداثه انشقاقات داخل ما يسمى الجيش الوطني التابع لأنقرة، في مناطق ما يسمّى “درع الفرات “شمال شرقي حلب و”غصن الزيتون” في عفرين شمالي حلب.

بالمقابل منعت القوات التركية محاولة جماعة هيئة تحرير الشام، التي يقودها أبو محمد الجولاني، من التوغّل في ريف حلب للوصول إلى أحد أهمّ معابر التهريب بين مناطق سيطرة الفصائل ومعاقل ” قسد”، والذي كانت فقدت الهيئة سيطرتها عليه جراء انقلابات في داخل إحدى الجماعات التابعة لها.

على خط مواز، تعمل أنقرة لإقصاء الجولاني من حيث دعم المناوئين له داخل التنظيم الإرهابي وخروج ميليشيات تابعة لها من غرفة عمليات ما يسمى “الفتح المبين” العاملة في إدلب وريف حلب الغربي والتي تقودها الهيئة، وهو ما بدا واضحاً من إعلان ما يدعى “الجبهة الوطنية للتحرير” بعدم مشاركتها في العملية العسكرية المزعومة لـ«الجولاني» باتجاه مناطق الدولة السورية.

في هذا السياق اجتمعت الاستخبارات التركية مع بعض قادة الجيش الوطني الموالين لهيئة “تحرير الشام”، في أنقرة، وذلك لإعادة هكيلة الجناح العسكري، والتحضير لطرد الفصائل الموالية لأبي محمد الجولاني، في حال رفضت الالتزام بتعليمات القيادة الرئيسية لإدارة المناطق الخاضعة لنفوذها،  جاء ذلك لإحداث مراجعة شاملة لطبيعة عمل تلك الفصائل في الشمال السوري وتحديد أدوارها من جديد وضبط حالة الفصائل المنفلتة.

كما يواجه “الجولاني” أزمات متلاحقة، في سبيل محاولاته إحكام سيطرته التامة على الوضع في محافظة إدلب شمال سورية، عبر تنفيذ مشروع زعيم “الهيئة” أبو محمد الجولاني في الانفراد بحكم المحافظة، من خلال تشكيلات وهيئات ذات طابع مدني، مثل “حكومة الإنقاذ” المحسوبة على “الهيئة

ومن هنا، تستمر المظاهرات الحاشدة المعارضة لهيئة تحرير الشام التي تطالب بإسقاط زعيمها أبو محمد الجولاني في إطار الانتفاضة المستمرة لإسقاطه ، وذلك على الرغم من قيام الهيئة بفرض طوق أمني ضخم لمنع التظاهر في المدن والقرى والبلدات في شمال غرب سورية، وهذا يدل بوضوح على حجم الاحتقان الشعبي والرغبة في التخلص من الجولاني وزمرته مهما كلف الثمن.

مجملاً… إن التقدم الكبير للجيش السوري وحلفاؤه في ادلب ما هو إلا خطوة واحدة في مسيرة إجتثاث الإرهاب وطرد المتطرفين من سورية، لذلك فإن الأسابيع القادمة ستشهد مزيداً من الانتصارات الحاسمة في إدلب خاصة مع إعلان الجيش السوري بدء بتنفيذ الخيارات الإستراتيجية للرد على التنظيمات المتطرفة  بعد أن اكتملت الاستعدادات النهائية للدخول في مرحلة كسر العظم في إدلب  والمناطق الأخرى.

وأحتم بالقول، إن ادلب مقبلة على تطورات وإنتصارات متلاحقة، وسيرتفع علم سورية عالياً فوق أرض إدلب وسيمزق الشعب السوري تلك الرايات السوداء للغرباء الذين حالوا إختطاف مدينة ادلب.

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.

خمسة عشر + 2 =