حينما يتصهين الإعلام العربي: السقوط المهين في براثن الدعاية الصهيونية! / د. هناء سعادة

0 268
حينما يتصهين الإعلام العربي: السقوط المهين في براثن الدعاية الصهيونية!

 د. هناء سعادة – الإثنين 21/10/2024 م … 

لا يخفى على أحد أن جزءاً من الإعلام العربي بات ينصب العداء للأمة وللقضية الفلسطينية، ففي الوقت الذي يمعن فيه الاحتلال الصهيوني في ممارساته الوحشية من قصف وتدمير وتشريد بحق الشعبين الفلسطيني واللبناني، نجد بعض المنابر الإعلامية العربية قد تماهت تماماً مع الدعاية الصهيونية، وأصبحت تروج لروايات مغلوطة ومسمومة. فبينما تُهدر دماء الأبرياء في لبنان الصمود، وترتكب المجازر في غزة الأبية، يظهر هذا الإعلام في صورة المتآمر، منتهجاً سياسة الصمت، أو الأسوأ من ذلك، وصف أبطال المقاومة الشرفاء بـ”الإرهابيين”، وتزييف الحقائق خدمةً لأجندات خارجية تضعها رؤوس الإجرام التي ولغت ومازالت بدماء العرب والمسلمين في عديد الأقطار والبلدان.

في لحظة فارقة، يعيد هذا الإعلام العربي المهزوم، سيء الذكر، تكرار السرديات التي يروجها الاحتلال، مستميتاً في شيطنة المقاومة التي تقف بشجاعة وبسالة أمام أعتى الآلات الحربية، وفي الشماتة في شهدائها الأبرار… هؤلاء المقاومون الذين يجسدون بدمائهم أسمى معاني التضحية يصورهم بعض المندسين على الإعلام العربي على أنهم “إرهابيون”، متناسين حقيقة أن الاحتلال هو الإرهاب بعينه، وأن المقاومة المشروعة وفق كل الشرائع السماوية والوضعية هي حق أصيل للشعوب المظلومة.
ما نشهده الآن ليس مجرد خيانة مهنية، بل سقوط أخلاقي مروع، ف’الإعلاميون’ الذين يصرون على تبني الرواية الصهيونية يشاركون، بوضاعة معهودة، في تبييض صورة الاحتلال القاتمة إقليميا ودوليا، وتزييف وعي الشعوب العربية والإسلامية للحيلولة دون تضامنها مع مضلومية شعوبنا التواقة للحرية، فبدلاً من أن يكونوا صوت الحق والحقيقة، أصبحوا أبواقا في زفة النفاق، وأدوات في يد الصهيونية العالمية، ينقلون أكاذيبها، ويسهمون في خلق حالة من التضليل.
إن خان يونس التي شهدت مجازر مروعة ليست مجرد عنوان في الأخبار، إنها جرح دامي في ضمير الأمة، مثلها مثل باقي أراضينا التي دنستها أقدام المحتل. وفي حين يدافع بعض المرتزقة العرب عن المعتدي، يغضون الطرف عن الجرائم الموثقة بحق النساء والأطفال والشيوخ..ولم يتوقف تساوقهم المفضوح مع رواية الإحتلال عند هذا الحد، بل راحوا يحتفون بإستشهاد أسطورة المقاومة وينعتونه ب ‘فأر الأنفاق’ و ‘جزار خان يونس،’ ويتطاولون على قيادات حزب الله والحشد الشعبي والشهيد قاسم سليماني الذين بذلوا الغالي والنفيس في سبيل عزة أمتنا … هذه المنابر لم تعد تستحق أن تُسمى إعلاماً عربياً، لأنها ببساطة أصبحت لسان حال العدو، تردد ما يريده الاحتلال، وتشيطن ما لا يروق له.
هذا السقوط المريع لا يعبر فقط عن إفلاس أخلاقي، بل يكشف أيضاً عن انعدام الحس الوطني والعروبي لدى هؤلاء أشباه الإعلاميين. إن القضية الفلسطينية ليست قضية هامشية أو نزاعاً على قطعة أرض؛ إنها رمز النضال العربي والإسلامي ضد الاستعمار والظلم… ومن يتصهين اليوم في الإعلام العربي يضع نفسه في خانة الخيانة الواضحة للأمة وتاريخها.
لا يمكن أن يمر هذا التواطؤ الإعلامي دون محاسبة، وعلى الشعوب العربية أن تعي أن جزءاً من معركتها ليس فقط على الأرض بل أيضاً في الفضاء الإعلامي، فمنابر المقاومة وحدها هي التي تستحق الاحترام والدعم، لأنها الوحيدة التي تنقل الحقيقة بلا تزييف أو تحريف، أما من اختار الاصطفاف إلى جانب العدو، فمصيره مزبلة التاريخ، حيث يُلقى كل من خان قضيته وشعبه.
 
الأمة اليوم مطالبة بأن تتنبه لهذا التآمر الإعلامي، وأن تقف صفاً واحداً خلف المقاومة التي هي الحصن المنيع أمام العدو الصهيوني، وتقاطع قنوات العار… تبا للإعلام الخسيس والوضيع ومرتزقته المتصهينين.. خسئتكم وخاب مسعاكم الدنيء!

 

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.

16 + ثلاثة =