ولماذا تستهدف إسرائيل سورية الآن؟! / د. خيام الزعبي

316


د. خيام الزعبي ( سورية ) – السبت 30/3/2024 م … حرب حقيقية تم إعلانها على سورية.. تقودها إسرائيل وتؤيدها أمريكا علناً، فالغارات الإسرائيلية التي طالت مواقع قرب مطار حلب الدولي، أدخلت المنطقة في منعطف خطير، ومع ذلك، فإن هذه الغارة من دون أدنى شك، الأكثر خطورة على الإطلاق، من حيث التداعيات المحتملة، مما يدق ناقوس الخطر، بشأن موجة تصعيد بين سورية وإسرائيل ليؤدي إلى تبديل موازين القوى في المنطقة.
في السياق نفسه إن الهجوم الإسرائيلي على حلب يشكل تهديداً حقيقياً للسلام الإقليمي والدولي، كما أنها محاولة بائسة من قبل إسرائيل لتوسيع الأزمة في المنطقة للتعويض عن فشلها في غزة، والذي وضعها أمام سيناريو مرعب والذي سيؤدي إلى رد فعل عنيف داخل الكيان الصهيوني وخارجه، ونحن نشاهد بالصورة عمليات نوعية ينفذها أبطال المقاومة في أكثر من جبهة وإنهيارات ونكسات تطال مواقع الجيش الاسرائيلي.
على خط مواز، إن الاعتداء الإسرائيلي على سورية، الأخير وما سبقه ، يأتي بالتزامن مع تقرير نشرته صحيفة “جيروزاليم بوست”، أكدت فيه أن طهران ودمشق يعملان على استراتيجية جديدة ضد إسرائيل من خلال تشجيع حركات المقاومة على إطلاق الصواريخ من غزة، ثم من لبنان وسورية لإستهداف إسرائيل، وصفتها بأنها محاولة “لتوحيد” الجبهات المختلفة ضد إسرائيل.
منذ اندلاع الحرب بين إسرائيل وحركة حماس، تزداد المخاوف الواسعة من تمددها لساحات أخرى، أبرزها الجبهة السورية، هذا من شأنه تسعير الحرب وتحويلها لصراع إقليمي كبير، وهو ما سينعكس سلباً على مختلف الأطراف بما فيها اسرائيل التي لا زالت تعاني من تبعات الأزمة التي تعصف بها ، سواء من خلال الهزائم المتلاحقة التي يتم النظر لها من داخل الحزب الحاكم على أنها نتيجة طبيعية للفشل السياسي الداخلي، وكذلك تضلع نتنياهو بتهم الفساد والرشاوى والاحتيال.
في ضوء هذه الوقائع، بالنظر لجملة عوامل معقدة ومتداخلة، أبرزها أن سورية رسمياً هي في حالة حرب مع إسرائيل بسبب منطقة الجولان، فضلاً عن العلاقات التي تربط دمشق بحزب الله اللبناني وطهران وبمختلف فصائل المقاومة، والتي تستهدف المصالح والقواعد الأميركية والغربية في كل من سورية والعراق، مما يضاعف من خطر انزلاق الأمور نحو مواجهة مفتوحة تتحول إلى حرب واسعة بين الإسرائيليين والأميركيين من جهة، والجيش السوري وحلفائه من جهة أخرى.
فبعد أن راهن فيها الكثير على سقوط محور المقاومة، ثبت أن مكونات هذا المحور خرجت أقوى مما كانت عليه، إذ فشلت القبة الحديدية الإسرائيلية من منع صواريخ “الكاتيوشا وغراد” على تل أبيب، هذا مما دفع الإسرائيليين إلى العيش في حالة خوف ورعب وتوترٍ، كونهم يخشون من أن تؤدّي هذه العملية إلى حرب شاملة ومفتوحة تندلع مع حزب الله وحتى مع إيران وسورية وبعض فصائل المقاومة الفلسطينية.
إن المقاومة لن تدع إسرائيل الإرهابية تفرح كثيراً ولن تترك لها فرصة لالتقاط أنفاسها التي استعملت فيها كل أدوات ووسائل الحروب الباردة والساخنة ضد شعب غزة… لم يكن يساورني شك ان المقاومة ذاهبة الى النصر، واليوم وبفضل انتصارات رجال المقاومة الفلسطينية على الجيش الاسرائيلي، نستطيع ان ندرك وبسهولة بأن المقاومة تتجه الى لحظة الإنتصار بوتيرة أعلى وبخطوات أوثق من ذي قبل بكثير.

وفي المقابل، إن المنطقة يعاد تشكيلها على ضوء الحرب الكبيرة التي تشنها إسرائيل على سورية، ومواجهة الجيش العربي السوري لها، و محور المقاومة يستجمع قواه ويعيد تشكيل المنطقة من جديد بعدما حاولت أميركا وحلفاؤها ملء فراغ تركته الأحداث التي جرت منذ سنوات، وبالتالي فإن سقوط المقاومة في فلسطين ولبنان وسورية يعني دخول المنطقة برمتها في الزمن الإسرائيلي.

مجملاً….هناك توقعات بإنفجار المنطقة برمتها التي أصبحت معرضه لمخاطر الحرب نتيجة المواقف المتعنتة للدول المتآمرة على لبنان وفلسطين وسورية وإيران والعراق وغيرها…، فالحقيقة التي يجب أن ندركها إننا الآن أمام تحدي كبير يتطلب منا التغيير في الاستراتيجيات والأداوت والعودة إلى الكفاح والمقاومة بكل أشكالهما، وكسر حال الصمت لمواجهة أمريكا وذيلها إسرائيل الحاقدة على العرب.

بإختصار شديد، لا مجال للشك حول ارتباط الكيان الصهيوني بأذرعته في ادلب والتنسيق الكامل مع أمريكا وتركيا، فكلهم شركاء في العدوان الصهيوني على حلب بسبب دعم ووقوف سورية بجانب فلسطين، لذلك فالشعب السوري قادر على مواجهة مخططات الإرهاب والمؤامرات المشبوهة وإفشالها بوحدته الداخلية وبإرادته وجيشه العربي التي لن تستطيع اي قوة أو إرهاب أن تكسرها.
[email protected]

التعليقات مغلقة.