الشِّعر في زمن الخيانة / عمر بلقاضي
عمر بلقاضي ( الجزائر ) – الأحد 3/3/2024 م …
***
هدية الى شعراء الامراء
***
وطّنتُ نفسي على صبرٍ يُنزِّهني …
عن رِبْقةِ الذلِّ في بذلِ السّلاطينِ
فلا أميلُ إلى ذي سُلطة طمعاً …
إنَّ الزَّهادة تاجُ العزِّ والدِّينِ
كَتبتُ جَمًّا ولكنْ لم أقف أبدا …
لأشحذَ المالَ من أهل النَّياشينِ
شِعري جهادٌ لأجل الحقِّ أنظمُهُ …
فالحقُّ يسطعُ في فحوى عناويني
إذا مَدحتُ فمدحي للألى سلكوا …
دربَ الفضيلة لا دربَ الشّياطينِ
وإنْ هجوتُ فهجْوِي سهمُ مُنتصرٍ …
لله والحقِّ من ذي السُّوء والشِّينِ
الذلُّ أسهلُ من عزٍّ أهيم به …
إنَّ الكرامة تأبى لوثة الطِينِ
***
في عالمِ الشِّعرِ أبقارٌ مُدجَّنةٌ …
تهفو إلى العلَفِ المسمومِ بالهُونِ
تُعلي خَساسة حُكَّامٍ ذنادقة ٍ…
صاروا طلائعَ في أجناد صهيونِ
تباًّ لذي قلمٍ يرضى الهوان ولا …
يعتزُّ بالعقلِ في عصر المجانينِ
ماذا يساوي أميرٌ خائنٌ نزِقٌ …
يشري المديحَ بأرزاق المساكين؟ِ
ماذا يُحصِّلُ ذو شعرٍ يُسخِّرُهُ …
لأقذرِ الخلقِ في التّاريخ والكون؟ِ
هل شأنُ مُتَّضعٍ يُعليه متَّضع ٌ…
داس الفضيلة في سوق الملايين؟ِ
مدحُ الوضيعِ هجاءٌ يستهين به …
لا يورثُ العزَّ أضراط المعافينِ
يا مادحَ الزّيفِ في أرض الخليج أفقْ …
أهدرتَ شعركَ في أدناسِ مفتونِ
عارُ الخيانة والإسفاف يلبسُه …
وكيف يشرفُ ملعونٌ بملعونِ؟
من يخذل الحقَّ لا ينفعْه ما ملكوا …
سيخلد الدَّهرَ في الإعنات والدُّونِ
وقفت َضدَّ مليك الكون مُجترئا …
في مدحِ وغدٍ بِغَيِّ الكفرِ مسكونِ
وقفتَ تُضفي على أدناسه دنساً …
حتَّى تفيضَ على كلِّ الميادينِ
***
إنَّ القناعة عزٌّ لا أخالفُهُ …
الخبزُ والماء في الإسلام يُغنيني
ولا أبيعُ هدى الرّحمن في طمعٍ …
والدَّهرُ من قدَرِ الأحياء يُدنيني
سألعنُ الخائن الغدَّارَ ما خَفقتْ …
بالعزِّ والحقِّ والتَّقوى شراييني
واللهُ ينصرُ أهل الحقِّ إن صبروا …
أمرُ الخلائقِ بين الكافِ والنُّونِ
بقلمي عمر بلقاضي / الجزائر
التعليقات مغلقة.