الرائد منصور كريشان، الضابط الأردنيّ الشهيد : إثبت يا عسكري.. عرضنا وأرضنا.. قاتلوا “أعداء الله”!!
مدارات عربية – الجمعة 16/2/2024 م …
كتب محمود كريشان:
إن يوم أمس (15) شباط يرتبط بمعركة عظيمة عُرفت بمعركة الشهداء السبعة، والتي سبقت معركة الكرامة الخالدة عام 1968 وكان لها أثر مهم في سَيِرها ونتائجها ففي ذلك اليوم من عام 1968 إمتدّ العدوان الإسرائيلي على طول الواجهة الشمالية من جسر الأمير محمد وحتى منطقة أم قيس شمالاً، وإستمر القصف بالدبابات والطائرات لساعات، وخاض الجيش العربي معركة صمود أضيفت إلى السجل الناصع المشرّف للقوات المسلحة الأردنية. واستُشهد في ذلك اليوم قائدُ كتيبة الحسين الثانية الرائد الركن منصور كريشان، ومعه ستة من رفاقه هم: الشهيد العريف محمود عيد قاسم النسور، الشهيد الجندي الأول عوض محمد إبراهيم الجراح، الشهيد الجندي منير أحمد إبراهيم المصري، الشهيد الجندي أحمد حسن عبد الرحمن، الشهيد الجندي محمد عقلة مصطفى عبد الرحمن، والشهيد الجندي أحمد عبدالله حسين.
ممنوع الإنسحاب
وفي هذا السياق يقول احد جنود الكتيبة الحاج انيس قاسم محمد الطبر متقاعد من القوات المسلحة الأردنية وهو من قرية سيل الحارثية في جنين، ان الرائد الركن الشهيد منصور كريشان ابى الا ان يخوض المعارك تلو المعارك، حتى صعد شهيدا، ليزف فوق ثرى قرية ام قيس في معارك الاستنزاف التي خاضها الجيش العربي الاردني في مواجهة العدو الصهيوني العام 1968، مشيرا الى ان طائرة إسرائيلية مقاتلة نوع “سكاي هوك” إستهدفت تحديدا بصواريخها سيارة الروفر التي كانت تقل الشهيد كريشان.
واضاف إن الرائد منصور كريشان وفي حروب الجيش العربي في القدس واثناء إشتعال المعركة كان ينادي بأعلى صوته الهادر على الجنود ويدعوهم للثبات وهو يصرخ قائلا: إثبت يا عسكري.. عرضنا.. مقدساتنا.. أرضنا.. ممنوع الانسحاب.. قاتلوا العدو الإسرائبلي.. قاتلوا أعداء الله..
إبادة لواء مظليين من العدو
ولأن الشهيد منصور كريشان كان وفيا للعقيدة والجهاد ومقاتلا عنيدا، بإرادة صلبة يلين لها الصخر ولا تلين، فقد شمخ بكتيبته التي كان يقودها في معركة الدفاع عن القدس في حزيران 1967، وتصدى بعناد صاحب الحق للألوية الإسرائيلية المتقدمة، وتمكن من إعاقة تقدمها لمدة ثلاثة أيام، وقد استطاع ورفاقه حينها إبادة ثلاث كتائب هي عبارة عن لواء كامل من المظليين كان يقوده القائد الصهيوني مردخاي غور، ليفتك بهم، ويذيقهم نيران الرصاص الاردني، ولم يتمكن اي جندي صهيوني من دخول المدينة المقدسة الا على اشلاء كتيبة الحسين الثانية، التي لم يتبق منها الا 43 مقاتلا من اصل 500 مقاتل، إذ اطلق على هذه الكتيبة لقب ام الشهداء.
هذه القصة
وعن «فارس القدس» قائد كتيبة الحسين الثانية الالية الشهيد البطل الرائد الركن منصور كريشان «ابومازن» يقول الشيخ عادل شفيق المحاميد ابن شقيقة الشهيد منصور كريشان، وهو من الاشخاص الذين عاشروا الشهيد، قال انه واثناء خوضه لمعركة المكبر في القدس ونظرا لعدم وجود اسناد للكتيبة، التي عانت انذاك من قلة العتاد، اضطر للانسحاب بجنوده مرغما، امام قوة العدو الضاربة والتي تفوقهم اضعافا، تحت ضغط زملائه خاصة انه كان راغبا في الشهادة ويسعى لنيلها ، في أي معركة يخوضها، الا انه وبعد عودته ، بادر زملاؤه في الجيش بتهنئته لعودته سالما، لبلده واهله، ليرد عليهم متألما، وحروف تحشرجت في حلقه «اي سلامة تلك التي تهنئونني فيها..فالقدس راحت»..!
شهداء في المسجد الحسيني
وقم تم تشييع جثامين الشهداء قائد كتيبة الحسين الثانية الرائد الركن منصور كريشان وابطال من رفاقه في الكتيبة التي اطلق عليها لقب كتيبة أم الشهداء، من وسط البلد وكان يوما تاريخيا خالدا عندما شيعت الجماهير والجنود جنازة الشهداء من المسجد الحسيني الكبير في مراسم شعبية حاشدة، حيث اكتظت الجموع فوق الابنية المحيطة وضاقت شوارع عمان القديمة بالآلاف من الذين شاركوا في تشييع جثامين الشهداء الابطال الذين تصدوا لقطعان العدو الصهيوني وقد اقسموا وتعاهدوا ان لا تطأ اقدام العدو الثرى الأردني الطهور.
التعليقات مغلقة.