قتلت البغدادي وبن لادن.. من هي قوة “دلتا” الأمریكیة التي وصلت إسرائيل؟
مدارات عربية – الأربعاء 25/10/2023 م …
في أعقاب الهجوم المباغت الذي نفذته حركة حماس في السابع من أكتوبر (تشرين الأول) 2023 على مستوطنات غلاف غزة، والذي أسفر عن أسر جنود إسرائيليين ورهائن أجانب، أرسلت الولايات المتحدة قوة “دلتا” إلى إسرائيل، التي تحاط معظم عملياتها بالسرية، وتُسند إليها أعقد المهمات العسكرية وأكثرها خطورة، وكان أبرزها عملية قتل البغدادي وبن لادن، وعملية القبض على الرئيس العراقي السابق صدام حسين، فمن هي “قوة دلتا” صاحبة مهمات تحرير الرهائن، التي وصلت إلى إسرائيل استعداداً لمواجهة حركة حماس في غزة.
تُعرف قوة “دلتا” أو “دلتا فورس” وهي وحدة عسكرية أمريكية قتالية، بأنها “نخبة القوات الخاصة”، وتحاط معظم عملياتها بالسرية، وتختص بالأساس بمكافحة “الإرهاب” وإنقاذ الرهائن والتدخل السريع.. تعتمد على الإنزال الجوي والاشتباك، ويتميز عناصرها بكفاءة عالية.
المهام الأساسية
ووفقاً لموقع وزارة الدفاع الأمريكية، تكمن المهمة الأساسية لدلتا في تفكيك “الخلايا الإرهابية”، والاستطلاع الإستراتيجي والإعداد العملياتي لساحة المعركة، إضافة لمشاركتها في عمليات إنقاذ الرهائن والمهام السرية مع وكالة الاستخبارات المركزية.
وتتسم عمليات الفرقة الخاصة بالسرية الكاملة، وتعتبر واحدة من أهم القوات الخاصة التابعة لقيادة العمليات الخاصة المشتركة، بالتناوب مع نظيرتها “نافي سيلز 6”.
وتخضع “دلتا فورس” تنظيمياً لقيادة العمليات الخاصة للجيش الأمريكي (USAOC)، لكن يتم التحكم فيها من قبل قيادة وحدة العمليات الخاصة المشتركة (JSOC)، بحسب شبكة “BBC”.
تاريخ “دلتا فورس”
تأسست “دلتا فورس”عام 1977، وتعود فكرة تأسيس هذه القوات إلى ضابط القوات الخاصة في سلاح المشاة الأمريكي، تشارلي بيكوث، والذي شارك في حرب فيتنام، واستفاد من تبادل الخبرات بين الجيشين الأمريكي والبريطاني، وأُعجب بالقوة العسكرية البريطانية المسماة “الخدمة الجوية الخاصة البريطانية” (SAS).
وتتألف قوة “دلتا” من 3 وحدات رئيسية، الأولى هي وحدة العمليات الخاصة الأمريكية، والثانية وحدة العمليات الخاصة المشتركة، والثالثة وحدة العمليات الخاصة بالجيش الأمريكي.
وتتبع “دلتا” من الناحية التنظيمية لقيادة العمليات الخاصة في الجيش الأمريكي، وتقبل في صفوفها مقاتلين من النخبة، يأتون إليها من باقي القوات الخاصة داخل الجيش الأمريكي.
وتنص أهم شروط الالتحاق بهذه القوة، أن يكون المتقدمون من الذكور، وألا يقل عمرهم عن 21 عاماً، وبعد قبولهم من قبل لجنة خاصة يخضعون لتدريبات رياضية وقتالية ولوجستية خاصة لمدة 6 أشهر، تعتمد على اكتساب القدرة على مواجهة سيناريوهات خطيرة، كما يشترط في عناصرها تعلم لغة أجنبية كالعربية أو الفرنسية أو العبرية أو الأوردو.
وتُزوّد “دلتا” بأحدث الأساليب التكنولوجية التي توفّر لها القدرة على حماية عناصرها والعمل الفعال، مثل منظومات تنصت ميدانية وأنظمة حماية، ومناظر مراقبة دقيقة تعمل ليلاً ونهاراً.
وكان الهدف من إنشاء “دلتا فورس” تشكيل فرق عسكرية محدودة العدد بكفاءة ومهارات عالية خاصة في مجال مكافحة الإرهاب، ولديها قابلية للتأقلم مع الظروف الصعبة والدقيقة.
تدريبات مشتركة
تقوم قوة دلتا، بإجراء تدريبات مشتركة مع قوات نظيرة لها من بلدان حليفة للولايات المتحدة الأمريكية، منها قوة الخدمة الجوية الخاصة البريطانية، ومجموعة التدخل السريع التابعة للدرك الوطني الفرنسي (GIGN)، والقوات الخاصة الألمانية (KSK)، والقوات الخاصة الكندية (JTF2)، والوحدة الإسرائيلية الخاصة (SAYERET MATKAL).
أبرز العمليات
شاركت قوة “دلتا” في عدة عمليات بالشرق الأوسط وتحديداً خلال حرب الخليج، وإبان الغزو العراقي للكويت، والتدخل الأمريكي في أفغانستان والعراق، وقامت بالعديد من العمليات السرية في هذه الحروب.
ففي 2003، نفذت “دلتا” عملية “الفجر الأحمر” الشهيرة للقبض على الرئيس العراقي الراحل صدام حسين.
وقبلها انخرطت “دلتا فورس” في حروب عدة، منها عملية “عاصفة الصحراء”، التي استهدفت إخراج الجيش العراقي من الكويت عام 1991، وتركزت مهامها على الاستطلاع وجمع المعلومات.
وانسحبت “دلتا” من العراق عندما غادرت القوات الأمريكية في عام 2011، لكنها كانت ذات حضور ثابت في القتال ضد تنظيم داعش الإرهابي في البلاد، حيث نفذت في عام 2019 عملية “كايلا مولر”، وهي الغارة في سوريا التي أسفرت عن مقتل زعيم التنظيم الإرهابي أبوبكر البغدادي، وتعتبر هذه العملية من أشهر العمليات في تاريخ قوة “دلتا”.
ومن العمليات التي رفعت عنها السرية، “عملية مخلب النسر” خلال أزمة الرهائن في إيران عام 1980، والتي فشلت محاولة الإنقاذ بسبب خطأ في معدات الطيران/المشغّل، وأدت إلى مقتل 8 أمريكيين.
بالإضافة لعملية “الغضب العاجل” عام 1983، أنقذت “دلتا” سجناء غرينادا من سجن ريتشموند هيل، وتم تحرير السجناء السياسيين المحتجزين هناك.
وفي عام 1989، نفذت “دلتا” عملية “السبب العادل”، وغزت خلالها بنما للقبض على الجنرال مانويل نورييغا وحماية حوالي 35 ألف أمريكي يعيشون هناك.
وبعد هجمات 11 سبتمبر (أيلول) 2001، ساعدت قوة “دلتا” في هزيمة حركة طالبان وتفكيكها بعد غزو القوات الأمريكية لأفغانستان، كما نفذت في العام نفسه معركة “تورا بورا”، وهو اشتباك مشترك ضخم لقتل زعيم تنظيم القاعدة السابق، أسامة بن لادن.
وفي عام 2012، خلال عملية “درع العرعر” ساعدت قوة دلتا في إخلاء السفارة الأمريكية بطرابلس في ليبيا خلال هجوم بنغازي.
مهمتها في إسرائيل
وصلت فرقة “قوة دلتا” إلى إسرائيل في مهمة خاصة، معنية بتحرير الرهائن الإسرائيليين، وفقاً لما صرح به المتحدث الرسمي باسم البنتاغون، باتريك رايدر، بحسب هيئة البث الرسمية الإسرائيلية، التي أعلنت وصول قوات أمريكية خاصة معنية بتحرير الرهائن، إلى إسرائيل.
وبحسب وسائل إعلام أمريكية، وضعت الولايات المتحدة قوة “دلتا” في دولة أوروبية قريبة من إسرائيل، في حالة تأهب لمساعدة القوات الإسرائيلية بتحديد مكان الرهائن.
وأكد البنتاغون أن مفاوضي الرهائن الأمريكيين موجودون بالفعل في إسرائيل ويعملون بالتعاون مع نظرائهم الإسرائيليين، لتحرير 20 أمريكياً.
وفي السياق ذاته، ذكرت صحيفة “ذا ماسنجر”، نقلاً عن اثنين من كبار المسؤولين العسكريين الأمريكيين الذين تحدثوا بشرط عدم الكشف عن هويتهم، أن الولايات المتحدة المتمثلة في قواتها الخاصة، على أهبة الاستعداد لمساعدة إسرائيل في تحديد مكان الرهائن الأمريكيين، موضحةً أنه في حين أن المسؤولين لم يذكروا نوع قوات العمليات الخاصة التي تم وضعها في حالة تأهب، إلا أنهم أشاروا إلى أن الوحدة العسكرية تقع تحت قيادة العمليات الخاصة المشتركة.
ولفتت الصحيفة إلى أن الوحدتين الرئيسيتين لمكافحة الإرهاب التابعتين لقيادة العمليات الخاصة المشتركة، اللتين قامتا تاريخياً بمهام إنقاذ الرهائن على مستوى العالم.. هما قوة دلتا التابعة للجيش، وفريق SEAL Team Six التابع للبحرية (مجموعة تطوير الحرب البحرية الخاصة).
وقالت المصادر العسكرية للصحيفة: إنه “لا يوجد حالياً ما يشير إلى أنه سيتم إرسال قوات خاصة أمريكية جديدة إلى إسرائيل، لكنها على بُعد بضع ساعات فقط بالطائرة إذا لزم الأمر”، مضيفة أن “الولايات المتحدة أرسلت مستشارين من مجتمع الاستخبارات الأمريكي، لتعزيز فريق العمليات الخاصة الأمريكي المخصص للسفارة الأمريكية في إسرائيل”.
من جانبها، أفادت شبكة “إن بي سي نيوز”، نقلاً عن مسؤولين أمريكيين، أن “فريقاً أمريكياً من الخبراء على الأرض يعمل مع إسرائيل لتبادل المعلومات الاستخبارية والمساعدة في أزمة الرهائن”.
ويقول خبراء ومحللون، بهذا الشأن، إن “إرسال أمريكا قواتها إلى تل أبيب، هو دعم معنوي يهدف إلى طمأنة الأوساط الإسرائيلية بالتضامن والدعم الأمريكي، بعد الهجمات التي نفذتها حركة حماس”.
والأسبوع الماضي، أكد الجيش الإسرائيلي أن عدد الرهائن المحتجزين لدى حماس في قطاع غزة وصل إلى 199 شخصاً، ومن جهتها، قالت قيادة حركة حماس إن “عدد الأسرى بين 200 لـ 250 أسيراً، وما بين يدي القسام 200 أسير”، لافتاً إلى أن 22 أسيراً فقدوا حياتهم بقصف إسرائيلي حتى الآن.
يذكر أن حركة حماس شنت في 7 أكتوبر (تشرين الأول) هجوماً مباغتاً على مستوطنات غلاف غزة، وترد إسرائيل منذ تلك اللحظة بحملة قصف جوي غير مسبوقة استهدفت السكان المدنيين في غزة، وأوقعت مجازر، أسفر عنها مقتل نحو 6 ألاف شخص.. كما قطعت إسرائيل المياه والوقود والكهرباء وكافة أنواع المساعدات عن غزة من يوم 7 أكتوبر (تشرين الأول) حتى السبت الماضي عندما دخلت أول قافلة إغاثة إلى غزة.
التعليقات مغلقة.