لماذا هذا الاهمال”  المتعمد ”  لمعلم تاريخي  يمثل وجه بغداد / كاظم نوري

248

في ذكرى تأسيسه.. شارع الرشيد أيقونة بغداد الذي احتضنت مسارحه أم كلثوم والريحاني وناظم الغزالي | فن | الجزيرة نت

كاظم نوري ( العراق ) – الثلاثاء 14/2/2023 م …

اعتادت الدول والحكومات الوطنية الحريصة على   وجود دولها  بين الامم ان تحافظ على تراثها وتاريخها  وتفتخر به لان في ذلك اضاءة للعتمة التي قد تبرز ويثيرها  الاعداء  ولسنا هنا بصدد الحديث عن  المتاحف والاثار العراقية التي نهبت وسرقت كميات كبيرة منها  لكن الحديث  يدور  عن المعالم التاريخية في العراق فهناك في بغداد وغيرها من المحافظات  معالم تاريخية جرى  اهمالها  او تحريف تاريخها  او التخلص منها لانها تحمل اسماء لايرغب بها الحاكم .

بغداد العزيزة بناها ابو جعفر المنصور هذه حقيقة لايستطيع احد تجاهلها او نكرانها او التعتيم عليها .

 وشارع الرشيد تراث خالد  مدون في دماء العراقيين  مثل شارع الكفاح وشارع الجمهورية وغيرها من الشوارع و الاسواق التاريخية  مثل سوق الصفافير وسوق الشورجة الذي تحول الى فوضى انها معالم تاريخية   لن تستطيع اية قوة ان تزيلها  من ذاكرة التاريخ  او تعتم عليها  فقد جرى اهمالها عن قصد ولن يكترث بها احد وتحولت  مشاهد شارع الرشيد الى مناظر تدمي القلوب  منذ الغزو والاحتلال عام 2003  في عملية تبدوا مقصودة بعد انتظار دام نحو عقدين من السنين دون ان يلتفت له احد من الحكام في العراق.

 لكن الشيئ المثير للتساؤل ان هناك تمثالا كان  يعد  رمزا  للاستعمار  البريطاني  جرى تنصببه عند مدخل جسر الاحرار في الصالحية بجانب الكرخ  جرى اسقاطه في ثورة   14 تموز عام  عام 1958  كدليل على سقوط الاستعمار جرت اعادته  الى مكانه السابق بعد الغزو والاحتلال.

كان الاجدى ان يحل محله تمثال للزعيم الراحل المرحوم   عبدالكريم قاسم الذي انصف الفقراء في العراق لاسيما سكان الصرائف ورفض حتى اطلاق اسمه على مدينة ” الثورة”  الصدر حاليا  التي شيدت في عهده .

 وكان ربما الحاكم الوطني  الوحيد نظيف اليد الذي  اسقطه الاستعمارواخفوا حتى جثته  مقارنة بالحكام الذين اعقبوه .

لماذا  اهمال  شارع تاريخي؟؟

  ربما لان  اسمه ” الرشيد” والا لايوجد تفسير اخر لهذا الاهمال المتعمد .

 طيب سموه ماشئتم  شارع فلان او علان مثلا لكن  الحقوا به ” عبارة ” الرشيد سابقا”.

اعذار كثيرة نسمع بها  من بعض الموجودين  في  السلطة الحاكمة منها مثلا ان الولايات المتحدة  تقف وراء عرقلة عودة الطاقة الكهربائية التي دمرتها قواتها الغازية  المجرمة انتقاما من العراق وشعبه لكن ماذا عن شارع الرشيد والاهمال الذي نراه لاكثر من 20 عاما؟؟

 هل تمنع واشنطن السلطة من اعادة وجهه الناصع او ان هذه السلطة تتعمد اهماله  ربما لان اسمه ” الرشيد”.

روسيا وخلال ثورتها البلشفية  عام 1917 تخلصت من القياصرة وجرى تسمية ” مدينة لينينغراد” ” بدلا”  من مدينة بطرسبرغ” وهو اسم  احد  القياصرة لكن عندما انهار النظام الشيوعي في عموم الاتحاد السوفيتي بما في ذلك روسيا  اعيد اسم المدينة ” السابق لها ” مدينة بطرسبرغ” علما ان من يحكم روسيا الان ليس القياصرة بل شعب روسيا  بقيادة الرئيس فلاديمير بوتين ويشارك في الحكم الحزب  الشيوعي الروسي ايضا الذي استبدل اسم مدينة ” بطرسبرغ” ب” لينينغراد ” تيمنا بقائد الثورة  فلاديمير التش لينين الموجود  ضريحه كما اعتقد محنطا حتى الان عند  بوابة الكرملن وسط موسكو لكن الزعيم السوفيتي الراحل  ” نيكيتا خروشوف” وهو من اوكرانيا التي تشهد حربا الان مع روسيا رفع ” جثمان الزعيم ستالين وهو جورجي الذي كان الى جانب ضريح لينين وحرقه ووضعه في علبة عند جدار الكرملن.

انه حقد ” خروشوف على ستالين دفعه الى ذلك مثلما دفع  حكام  سلطة مابعد غزو العراق واحتلاله عام 2003 الى اهمال شارع الرشيد وكل معلم تاريخي عراقي اصيل  لايعجبهم حتى ولو اسمه ؟؟؟