أوراق فلسطينية محروقة / ابراهيم ابو عتيلة

650

ابراهيم ابو عتيلة ( الأردن ) – الأربعاء 9/11/2022 م …

أحداث وقضايا ، حكايات متتابعة شهدتها وتشهدها القضية الفلسطينية منذ النكبة ومذ نزل عليها قيادات ” بالمظلة ” ، قيادات استغلت كل ما أمكنها من روايات أقرب للكذب حتى تسوق نفسها وتجثم على صدور شعب مناضل، ومهما أوردت من أمثلة فلن أستطيع حصرها فكما يقال ” المخفي أعظم ، ولكني سأحاول أن أسرد بعضاً منها:

1.    ” الرصاصة الأولى” التي سوقوا لها وقالوا أنها انطلقت في بداية كانون الثاني / يناير 1965 وبما يلغي تاريخ نضالي ومقاومة بلغت نصف قرن فكذبة الرصاصة الأولى نفت وألغت أو تناست كل أعمال المقاومة منذ عام 1917 ومنها أعمال فصائل كانت موجودة قبل أن يدعي من ادعى قيامه بإطلاق الرصاصة الأولى.. وهي رواية انطلت على الكثيرين وسوقها النظام الرسمي العربي كي يتبوأ مدعي إطلاق تلك الرصاصة قيادة الشعب الفلسطيني واحتلال موقع القيادة في المنظمة التي تم إنشائها من أجل تحرير فلسطين ” التي أحتلت عام 1948 أي قبل ال 1967 ” ومن خلال تلك الكذبة انهالت المساعدات والهبات وحصيلة حسومات الرواتب من الفلسطينيين العاملين في الخليج ليتسلمها من تحكم بواسطتها بضمائر الكثيرين واشترى ولاءهم وذممهم وتقلدوا سدة القيادة وابعدوا مناضلين أنقياء وأصبحوا المتحكمين بالقرار الفلسطيني يساعدهم في ذلك النظام الرسمي العربي الذي سعى بكل قوة للتخلي عن مواجهة العدو حتى وصل الأمر في عام 1974 إلى :

2.    ” الممثل الشرعي والوحيد ” وهي صفة منحها النظام الرسمي العربي لمنظمة التحرير الفلسطينية بزعامة أصحاب الرصاصة الأولى!!!! حيث تنحى النظام الرسمي العربي جانباً وترك القرار الفلسطيني بيد زمرة لا تستحق أن تتولى ذلك فما كاد أمر الشرعية! والوحدانية! يتحقق حتى بدأ أصحاب الرصاصة بالتخلي عن تلك الرصاصة عملياً واخترعوا بدلا من الرصاصة ما سمي ” ببرنامج النقاط العشر أو البرنامج المرحلي “.

3.     ” برنامج النقاط العشر – البرنامج المرحلي – ” وهو برنامج اخترعته زمرة الرصاصة الأولى ليكون بداية التخلي عما ورد في مواثيق منظمة التحرير من حيث البدء بالترويج للمفاوضات والحد من شأن الكفاح المسلح بهدف التحرير الكلي ولقد سوق هذا البرنامج لإمكانية القبول بتحرير!! جزء من أرض فلسطين بدلاً من الكل وبما يناقض تماماً الميثاق الوطني الفلسطيني فكان هذا البرنامج وسيلة لترويج المفاوضات ومن ذلك ما فعلته زمرة الرصاصة مع فيليب حبيب!

4.    ” نصر بيروت ” نتيجة لعدوان العدو الصهيوني على لبنان سنة 1982 والمقاومة العنيفة التي واجهها دخل المبعوث الأمريكي فيليب حبيب على الخط مسوقاً لخروج منظمة التحرير من بيروت مقابل وعود زائفة تلقفتها زمرة الرصاصة وتم بناءً على ذلك خروج منظمة التحرير الفلسطينية من لبنان وذهبت إلى مناطق بعيدة عن المواجهة موهمين الشعب الفلسطيني أنهم بخروجهم من لبنان حققوا نصراً مؤزراً على العدو الصهيوني وكانت تلك المفاوضات قناة وطريقاً لبدء مفاوضات سرية مع العدو وربيبته أمريكا.

5.    ” الدولة وإعلان الاستقلال الموهوم ” ويستمر الدجل السياسي والايهام بالانتصارات وصولاً لسنة 1988 الذي قام به رئيس زمرة الرصاصة بإعلان استقلال فلسطين بدولة وهمية، دولة بلا كيان ولا حدود وليس بها من الدولة إلا إعلان الاستقلال الكاذب وفي ذات الوقت استمرت المفاوضات السرية بين الزمرة المتحكمة بقيادة الممثل الشرعي والوحيد في عواصم العالم المختلفة متخلين بذلك عن مؤتمر مدريد!! إلى أن أوصلوا الشعب الفلسطيني إلى النكبة الكبرى بتوقيع اتفاقية أوسلو التي اعترفت بموجبها المنظمة بدولة ” إسرائيل ” دولة مقامة على 78 % من أرض فلسطين التاريخية التي تم إنشاء المنظمة أصلاً لتحريرها وارتضت المنظمة بالتخلي عن الكفاح المسلح تحت مسى ” الإرهاب ” وتم إلغاء الميثاق الوطني الفلسطيني وتجسدت روح القائد الملهم الذي يتولى كل شؤون المنظمة يساعده في ذلك نفس الزمرة التي روجت لكذبة الرصاصة الأولى وبدأ الانهيار الحقيقي في البرنامج الوطني الفلسطيني وأصبحت المنظمة التي كان هدفها التحرير أداة في يد العدو ومنسقة معه في شؤون الأمن تعتقل المقاومين وتبلغ عنهم وتسلمهم للعدو …

6.    ويتوالى الكذب ويحدث الانفصال البرامجي والفكري بين عصابة أوسلو وبين المقاومة ” الإسلامية ” مع بقاء التنظيمات الأخرى كالممثلين الثانويين في العروض المسرحية هدفهم فقط الارتزاق والحصول على المنافع ومنذ حدوث الانفصال الفكري بدأوا بعزف سيمفونية مقرفة اسمها المصالحة دون الاتفاق على أسس تلك المصالحة المستحيلة فكيف يتم التصالح بين منسق مع العدو ومقاوم يحمل السلاح؟؟؟ وتوالت الاجتماعات والبيانات والخطب بهدف ” المصالحة ” يصاحبها بيانات وإقامات في فنادق العواصم العربية وكانت آخرها في الجزائر التي صدر عنها بياناً يضفي الشرعية على أولياء أمر منظمة التحرير الغائبة بهدف تعزيز مكانة هؤلاء بعد أن كشفهم الشعب الفلسطيني ولم يعد لهم رصيد إلا عند العدو الصهيوني وهنا أصدروا بياناً إنشائيا يحوي الكثير من الأوهام وأهمها إعادة بناء منظمة التحرير الفلسطينية وانتخاب المجلس الوطني الذي لم يتم إجراء أي انتخاب له منذ عام 1964 لاستحالة ذلك والقسم الأكبر من الشعب الفلسطيني في الشتات .. فالمصالحة وهم وتنفيذها كذب ولا يمكن الوصول إليها إلا إذا تخلى من بقي على سلاحه وسلم الراية للتنسيق الأمني أو أن يحمل جماعة هذا التنسيق السلاح ويعودوا لنهج المقاومة وهو أمر غير منظور .

7.    وتخرج علينا مسرحيات وعبارات مستحدثة كالمسار البديل والمؤتمر الشعبي فالمسار البديل ذهب أدراج الرياح لقصر النظر وعدم النضج فلا مسار إلا ما ورد في الميثاق الوطني الفلسطيني والعودة إليه هي الأساس بإعادة الروح لمنظمة التحرير الفلسطينية أما “المستحدث” المسمى المؤتمر الشعبي الفلسطيني ومسرحية الانتخابات فهدفه لا يتجاوز إعادة الروح للزمرة المتحكمة بالمنظمة وبث الروح فيها.

 خلاصة الأمر .. الكذب كثير والمتآمرون كثر ولا يوجد إلا حقيقة واحدة وهي الحقيقة التي يسطرها المقاومون في جنين ونابلس والخليل وكل مخيمات اللاجئين وعمليات المقاومة النوعية التي توجع قوات الاحتلال بالإضافة لفصائل المقاومة التي مازالت تتمسك بالسلاح وتواجه به العدو الصهيوني.

 

التعليقات مغلقة.