القمح مقابل السلاح في اوكرانيا  خطة فرنسية  خبيثة / كاظم نوري

470

كاظم نوري ( العراق ) – الخميس 2/6/2022 م …

عاد الرئيس الفرنسي الماكر ماكيرون الى ترديد نغمة الامم المتحدة ودورها في اوكرانيا والكل يعرف ان الولايات المتحدة لم تبق قيمة لهذه المنظمة الدولية  بعد ان استغلت منابرها وسخرتها منذ انهيار الاتحاد السوفيتي عام 1991 لتنفيذ اجنداتها الاستعمارية في العالم والحقت ضررا فادحا بالعديد من الدول والشعوب تحت غطاء دولي زائف .

 المقترح الماكيروني جاء في اتصال هاتفي مع الرئيس الروسي فلاديمير بوتين ينص على  اشراف الامم المتحدة  مع المانيا  على نقل القمح الاوكراني من ميناء اوديسا بعد سماح روسيا التي تفرض  حصارا عسكريا  بحريا على الميناء  بسبب  ارسال الاسلحة الغربية من خلاله الى نظام المتصهين زيلينسكي في اوكرانيا.

روسيا من جانبها تؤكد انها على استعداد لنقل القمح الاوكراني الى دول العالم بما في ذلك الدول الغربية  بعد ان تزيل كييف الالغام التي زرعتها  في البحر الاسود تنقله موسكو  بسفن روسية الى الموانئ الغربية لكن هناك عقبة الحظر الغربي غير الشرعي على روسيا  الذي تمارسه  الدول التي تمد اوكرانيا بالاسلحة وعدم السماح  للبواخر التجارية  الروسية بالرسو في موانئ دول الغرب الاستعماري.

 ووسط هذه  الحيل والمقترحات الماكارونية اعلن الرئيس الامريكي جو بايدن عن عزمه ارسال اسلحة وصواريخ الى اوكرانيا بهدف ضرب المدن الروسية في خطوة  حذرت منها موسكو واشنطن مرارا  لانها توسع الحرب  في شرق اوربا وقد تسفر عن صدام مسلح بين موسكو وواشنطن وفق مسؤول روسي رفيع المستوى.

المقترح الفرنسي هذا يذكرنا ببرنامج ” النفط مقابل الغذاء” الذي كانت واشنطن تستقطع  من خلاله  اموالا من النفط العراقي المباع في الاسواق العالمية الذي وضع  في صندوق خاص استحوذت عليه الولايات المتحدة وبملايين الدولارات دون ان يتطرق مسؤول في سلطات بغداد الى عملية السرقة الامريكية  هذه  بالرغم من ان ”  برنامج النفط مقابل الغذاء” تاسس بموجب قرار من الامم المتحدة ايضا .

 القيادة الروسية  خاصة الرئيس الروسي  فلاديمير بوتين كما هو معروف ليس ساذجا  ويعرف اساليب الغرب المخادعة ولم يعد يثق باي مسؤول غربي وقد وصف في احدى خطاباته الغرب بانه يعتمد الاكاذيب كما انه يعرف جيدا قدرات الامم المتحدة التي تسخرها واشنطن لخدمة مشاريعها الاستعمارية في العالم ا.

اما بروز ماكيرون ورئيس وزراء الكيان الصهيوني وغيرهم في هذه المرحلة ”  كحمامات سلام” لاقيمة لها لدى موسكو لانها تدرك جيدا من السهل ان يغير” الثعلب الغربي” سلوكه امام ” الدب القطبي” الذي لم يعد مغمض العينين   حتى يتيح للثعلب الماكر من اجل الوصول الى مبتغاه.

 وكم من المرات تعهد رؤساء الولايات المتحدة وفرنسا وبقية المسؤولين في الدول  الاستعمارية الغربية ونقضوا عهودهم وكان تعهد عدم زحف حلف ناتو العدواني  شرقا  امام روسيا والذي نسفته دول الحلف اقرب مثال على عدم مصداقية دول الغرب وحتى لو بصمت على ورق مكتوب .

وان  الاتفاق النووي الايراني اقرب مثال على ذلك  ايضا .

وبعد هذا العداء الفرنسي والغربي  المكشوف ضد روسيا وشعبها  والذي ورد على لسان عميد الدبلوماسية الروسية لافروف  لانعتقد ان ماكيرون وغيره من” ثعالب الغرب ” وعباقرة الكذب والتدليس و المخططات الخبيثة بقادر على تمرير مثل هذه المقترحات بعد ان حصرهم”  الدب القطبي ” في الزاوية  التي باتوا يتخبطون فيها  وهم يرددون شعارات ” القضايا الانسانية” التي لم يبقوا لها قيمة جراء ممارساتهم اللا انسانية  بعد ان كشفت شعوب العالم زيفهم هذا الذي كانوا يبرقعون فيه  وجوههم  لعقود  من السنين .