أنصار الله يربحون الحرب ويقلبون الطاولة على الجميع / محمد صادق الحسيني

417

محمد صادق الحسيني – الخميس 18/11/2021 م …

يفيد مصدر امني خاص جداً بان ثمة غرفة عمليات مشتركة لما يعرف بالتحالف العربي( تحالف العدوان) لا تزال تأمل عبثاً في اعاقة تقدم انصار الله باتجاه وسط المدينة( مأرب) يشترك فيها بالاضافة الى ضباط بريطانيين ، ١٦  ضابط اركان اسرائيلي يشاركون جنباً الى جنب مع ضباط سعوديين في ما بات يسميه انصار الله آخر معارك اليمن الكبرى..!   

تفيد انباء متداولة في الكواليس وفي صالونات السياسة الاقليمية بان حاكم ابو ظبي يتجه لخسارة مدوية لحرب الموانئ التي اوحى يوماً بانه امتلك ناصيتها فيما هو آخذ التقهقر نحو اليابسة الايرانية  خاصة بعد ان قطعت عليه تل ابيب خطوط امداداته النفطية من ايلات الى عسقلان او اشدود( حسب وزارة الطاقة الاسرائيلية التي طالبت بوقف مشروعه)..!

هذا كما تفيد الانباء بان الزيارة المرتقبة في الساعات القادمة لابن زايد لانقرة انما تاتي في هذا السياق ، اي التنسيق مع غريمه الاخواني السابق اردوغان، لكيفية استخدام الاراضي الايرانية للتجارة الدولية بدلاً من خط ايلات – عسقلان، وذلك في اطار المشروع الصيني العملاق : حزام واحد – طريق واحد..!

وعودة التركي الى “بيت الصديق”  كما عبر  مولود شاويش اوغلو في طهران مستحضراً بيت شعر شهير لاحد شعراء ايران القدامى ، وهو بضيافة عبد اللهيان ، فان ثمة من  فسرها بهذا الاتجاه ايضاً..!

اي تقهقر المشروع التركي في البحار بعد غزواته الفاشلة الثلاث في المتوسط والاحمر وبحر الخزر( ليبيا- اليمن – اذربايجان) ، وتراجع وتيرة الصراع التركي الايراني لصالح اتفاقية طويلة الامد بين البلدين يتم التحضير لتوقيعها بين انقرة وطهران خلال زيارة مرتقبة لاردوغان الى العاصمة الايرانية قريباً..!

كل ذلك يقول عارفون ومطلعون لما يحصل على حدود شبه الجزيرة العربية بين انصار الله وارباب الحرب الكونية على اليمن منذ ٧ سنوات ، والتي تبوء بالفشل وتتيه في صحراء الربع الخالي كما حصل لسابقتها الحرب الكونية على سورية وتكسّر نصالها على ابواب الشام …!

لا يظنن احد ابدا بان زيارة الوزير التركي للبنان وهو القادم اليه  من طهران  والاخرى القطرية المشابهة المرتقبة هي الاخرى انما تاتي في اطار مبادرات انقاذ الرياض او انزالها من الشجرة كما يتصور البعض ، او حتى اصلاح ذات البين بينها وبين بيروت ، ابداً بل هي للتقرب من محور المقاومة المنتصر   وقبل ذلك وبعده فهي من ثمار ذلك الفشل الكبير للغزوات ” الجهادية” المندحرة على اسوار مدننا  والتي يتم تتويج هزيمتها الكلية في هذه الساعات ضد حكم الرياض ايضاً و على يد انصار اليمن الاحرار القابضين على الجمر طوال ٧ سنين من الحرب والحصار .

ان هروب مرتزقة تحالف العدوان من الحديدة على عجل ودون ترتيب مسبق لا مع الرياض ولا مع الامم المتحدة  والذي سموه اعادة تموضع او اعادة انتشار ، انما هو انكسار مر اضطروا له خوفاً من خسارة ما هو اخطر..!

فالانصار يُطهّرون الان مدينة مأرب والوادي حيث مجمع صافر النفطي  يتجهون لوصله بمجمع بلحاف للغاز في شبوة وعينهم على البحر جنوباً لقطع الطريق على مشروع نظام الرياض التاريخي الذي ظل يسعى لسنوات طويلة لتوظيف  الاراضي اليمنية جسرعبور للوصول لاعادة رسم خطوط تصدير نفطه ملتفاً عن مضيق هرمز باتجاه بحر العرب..!

كل هذا يحصل وسط اعادة رسم الخريطة الكونية كلها بين القوى العظمى التي خاضت حروب انابيب الطاقة والمضائق والبحار خلال السنوات العشر الماضية ، والتي يقال اذا ما  نجح انصار الله في اكمال خطتهم الخاصة بتحرير اليمن كل اليمن ، فانهم ليس فقط سيأخذون لهم دور بارز في المعادلة الكونية الجديدة جيوسياسياً وجيو اقتصادياً بل وجيو استراتيجياً ايضاً، اي بلغة اخرى سيقلبون الطاولة على الجميع..!

وما ترونه اليوم من تدافع او تدفق على دمشق لمصالحتها ، سترون اضعافه على صنعاء ، ما بعد انقراض  القبيلة الحاكمة في الرياض عاصمة الوهابيين ، وانتقال مركز ثقل الجزيرة العربية صوب الركن اليماني جنوباً…!

وعندها فقط سترون كيف ان مرفأ بيروت سيستعيد عافيته فيما يأفل نجم ميناء حيفا واشدود وعسقلان فعلاً…!

وكذلك ستستعيد بغداد الرافدين دجلة والفرات من هيمنة قرار الغزاة المتعددي الجنسيات وكلاء الناتو ومخلبه الجنوبي الطوراني..!

ويومها ايضاً  سترون كيف ان مدن المقاومة والتصدي لمشاريع الهيمنة الغربية من جزائر الاطلس الكبير الى تخوم جدار الصين العظيم تاخذ دورها الرائد في اعادة رسم جغرافيا آخر الزمان..!

قاحلة انت يا مدن الملح اليوم اكثر من اي وقت مضى بفضل الصبر الاستراتيجي لانصار الله ومسيرتهم القرانية التي وضع اسسها الشهيد القائد السيد حسين بدر الدين الحوثي…