وليام بيل بيرنز في موسكو – والقطب المخفية في ملفات مهمته / المحامي محمد احمد الروسان

1٬011

مدارات عربية – السبت 6/11/2021 م …

كتب المحامي محمد احمد الروسان* ( الأردن )

*عضو المكتب السياسي للحركة الشعبية الأردنية …

** نيكولاي باتروشيف وسيرغي ناريشكين عيون دولة تتعاظم.

وليام بيل بيرنز وصيرورة الشفرة الحادة وقتلة اقتصاديون واستراتيجيات منتجة، لكنها عبثية فوضوية، والمخابرات الأمريكية تم حقنها بقيادات تمثل في عمقها، أجندات موغلة بالتطرف، وفي ظاهرها ناعمة ساذجة، مع نشر القدرات النووية الأمريكية في المنطقة وعرقنة كابول، وتصفية الصراع عبر السلام الاقليمي لأسرلة المنطقة، وتغيير قواعد اللعب السياسي في الأردن وتذويب الطبقة الوسطى، لا بل ومنع احياء مسارات بنائها من جديد، لتعميق الصراع الداخلي بين الهويات الفرعية والهويات الجامعة، وما الى ذلك من معزوفات تستلذ أذاننا لسماعها، لتسهيل وتليين عملية الامتصاصات الشاملة، لحالة الاستعصاء في ملف الصراع العربي الاسرائيلي الاستراتيجي، بعد تقزيمة للمسار الفلسطيني الاسرائيلي .

قلنا ومن مدة طويلة، وفي أكثر من اشتباك كتابي وتحليل عبر الفضائيات الاقليمية والدولية المختلفة، أنّ أخطر مدير مخابرات أمريكية هو المدير الحالي وليام بيل بيرنز، ونتيجة لمعرفة عميقة به وكيف يفكر، فهو نتاج عائلة أمريكية عريقة، لها أصولها في البنى الاجتماعية الأمريكية، وفي النهاية الانسان ابن بيئته، وشغل في السابق موقع السفير الأمريكي في موسكو، وها هو الكاهن السياسي جوزيف بايدن يرسله الى موسكو بحجة التحركات الروسية، على طول الحدود الروسية الأوكرانية، وفي العمق الزيارة تبحث ملفات الخلاف على المسرح الدولي، حيث زارها لموسكو في السابق تسع زيارات سريّة، كمدير لوكالة المخابرات المركزية الامريكية وفقاً لمعلومات، والزيارة الأخيرة هي الرابعة علانيةً، وقد التقى كل من سكرتير مجلس الأمن القومي الأمريكي نيكولاي باتروشيف، وألحقها بلقاء مع الأهم، وهو مدير جهاز الاستخبارات الروسية الخارجية سيرغي ناريشكين.

 والولاء للولايات المتحدة الأمريكية، أخطر من معاداتها – أي من العداء لها وان كان هذا له مخاطره وكلفه، ولكن الولاء لها أكثر خطراً وأكثر كلفاً، فالعداء لها له مخاطره، والتحالف معها يقترن دائماً وأبداً بالمصائب والدمار، ولا أمان لأمريكا ولا حليف لها سوى نفسها، وأينما دبّ البسطار الامريكي تجد الدمار والخراب.

والعودة الأمريكية طوعاً و\أو كرهاً، الى مفصل الاتفاق النووي مع ايران قادمة قادمة وبالأربع ولكن مع التعديل الى حد ما، سنرى ونتابع الجولات القادمة بعد قرار العودة الى طاولة المفاوضات أواخر الشهر الحالي، وهي حاجة وضرورة أمريكية واسرائيلية، وان كانت تل أبيب والتي صارت تل  حبيب لبعض العربان، تحاول عرقلة العودة، فجاءت زيارات وليام بيرنز(الشفرة الحادة)مدير وكالة المخابرات المركزية الأمريكية اليها في وقت سابق هذا العام، وفي جانب من أجندته في الزيارات، لكي يلجم جماح طيشها وحمقها، ان فكّرت وقدّرت عمل عسكري نحو ايران – وها هي تجري مناورات عسكرية على أكثر من جبهة تحاكي حرباً شاملة تجعل الشرق الاوسط كتلة من نار.

انّها عودة الضرورة، تجري على قدم وساق، دون أن يكون هناك أي اتفاق جديد، ولا حتّى أي اتفاق سياسي في قلب مفاوضات العودة الطوعية لواشنطن، لذات كينونة الاتفاق وكنه، الذي هندسه وليام بيرنز عام 2015 م، ومعه زميله جيك سوليفان مستشار الأمن القومي الامريكي الحالي، عبر الخماسية أو السداسية الدولية، مع احتمالية عودة العلاقات الأمريكية مع كوبا، رغم تدخل أمريكا في الشأن الكوبي وتزويد الجزيرة بالنت الأمريكي، لغايات التحريك للشارع وعمليات الجوسسة، وفرض عقوبات عديدة على كوادرها السياسية والعسكرية – ثمة لقاءات استخبارية تجري على طول خطوط العلاقات الكوبية الامريكية هذأ الاوان، وتفعيل الأدوات الاقتصادية والأستخباراتية لواشنطن في دول أمريكا اللاتينية، وإيصال القتلة الاقتصاديون لمراكز اتخاذ القرار، وتنفيذه في تلك الساحات والمساحات وغيرها – كما تم ايصال قتلة اقتصاديون هنا في قطرنا الأردني، كل ذلك يقود إلى حالة من الدفع التاريخي الحاد السائدة في العالم هذا الأوان، لذلك قلنا ومنذ البدء ونتيجة لمعرفة عميقة به، وعلم وسبر غور هذه الشخصية، انّ بيل وليام بيل بيرنز، خطير وأخطر من جلّ مدراء الاستخبارات الأمريكان حتّى اللحظة، فهو يتقن صيرورة هابيل وقابيل.

ورغم مظهره الهاديء، فان وليام بيرنز مدير السي أي ايه، حاد كالشفره، مدعّماً بثقافة واسعه، وعائله لها قيم وتقاليد، تضبط ايقاع أفرادها، الأهم بالنسبه لنا كعرب ومسلمين، هو انه يعرفنا جيداً، وعاش بيننا لعقود، ويتكلم لغتنا، وهو ليس منحازاً لنا لكنه أيضا ليس منحازاً ضدنا. السؤال الأهم – سؤال الترليون دولار، هل سينجح بيرنز بتحويل وكالة المخابرات المركزية الأمريكية، الى الحياد المهني البنّاء، بعدما تم حقنها بقيادات السلفية الأصولية المسيحية المتصهينة، بعضها ينحاز بشكل أعمى للكيان الصهيوني، ليس من زاوية مصالح أمريكا، بل من مرتكز ديني متطرف، تلك مهمه شاقة ومعقدة ومتعبة، لكن وليام بيرنز، يملك الكفاءه التي تؤهله لهذا الدور الصعب، ونجاحه سينعكس ايجاباً بشكل قطعي، على سياسه أمريكا الخارجيه خاصه في منطقتنا.

تساؤلات عديدة على شاكلة التالي: هل ستتكيف العاصمة الأمريكية واشنطن دي سي مع القنبلة النووية الإيرانية، كما فعلت في الماضي القريب مع الباكستان والهند، وفي ظل معطى استراتيجي يتموضع في أنّ أمريكا تعتبر البرنامج النووي الإيراني تهديداً استراتيجيا،ً في حين أنّ”إسرائيل”تعتبره تهديداً وجوديّاً؟ هل صار البلدربيرغ الأمريكي يؤمن بحقيقة أنّ إيران دولة إقليمية حقيقية عقلانية ذات مجال حيوي تبني سلوكها على الربح والخسارة، وبالتالي لا بدّ من التعايش مع إيران نووية كخصم قوي؟ هل مشكلة وعقدة واشنطن مع إيران في مفاصل تقنية البرنامج النووي، أم في المعرفة النووية والتي صارت تحصيل حاصل، ومتحققة ايرانياً وبتقدم مبهر، أم في سلوك إيران ونفوذها الإقليمي؟.

الغرب لا يفهم إلاّ لغة المصالح والاقتصاد، لذلك قرّرت الدولة العميقة الامريكية، وعبر مفرزها جوزيف بايدن كناطق باسمها، بإيعاز من البلدربيرغ الأمريكي، جنين الحكومة الأممية، وعبر إدارته(حكومة الأوتوقراطية الأمريكية)وذراعها العسكري المجمّع الصناعي الحربي، الى العودة الى الاستراتيجية الامريكية في المنطقة وقت الرئيس الأسبق باراك أوباما، مع تعديلات وتحسينات في الجوهر الى حد ما، من خلال الرهان على التقارب مع إيران من مدخل ملفها النووي واحتماليات العودة من باب التفاوض، كمقدمة لتحسين جلّ العلاقات معها ومحاولة إحداث التغيير الهادئ من داخلها، تنفيذاً لتوصيات عميق مجتمع مخابرات عميق الدولة العميقة ومفادها: أنّ مفتاح التغيير في المنطقة يمر من البوّابة الإيرانية، وأنّه لا حل لاحتواء إيران سوى الانفتاح عليها والرهان على مخطط تثويري بعيد المدى لزرع ثقافات الماكدونالد بديلاً عن ثقافات الثورة، في وجدان وعقول الأجيال القادمة في إيران نفسها، واللعب بالطبقة الوسطى الإيرانية والتغلغل داخل مفاصل الدولة الإيرانية للتفجير الناعم لها من الداخل، فالتطبيع مع إيران هو أحد آليات تنفيذ هذا السيناريو – استراتيجيات التطبيع الناعم.

هذا الهدف الاستراتيجي يؤكد أنّ التوصل إلى الاتفاق النووي مع إيران والتنازل لها عن حقوقها دون مقابل يذكر(سوى تنازل إيران في الهوامش للغرب)هو حاجة أمريكية بالأساس، فتم الشروع في مذهبية الاستثمار في الجزرة النووية الإيرانية لاحتواء إيران والنفاذ إلى دواخلها، ضمن إستراتيجية كاملة وشاملة تصلح لعقود، ومن ثم أعمال أدوات التخريب الناعمة حتّى تعطي ثمارها على المدى البعيد، وقد يكون هذا هو السبب الرئيس لمعارضة الحرس الثوري الإيراني والجناح المحافظ للاتفاق النووي منذ البدء في التفاوض وقت ادارة أوباما لحين التوقيع عليه، ثم الانسحاب الامريكي منه عبر استراتيجيات اللعب وتوزيع الأدوار من قبل كارتلات الحكم الامريكية، بين كوادر الحزب الجمهوري وكوادر الحزب الديمقراطي.

المعطيات والوقائع والمعلومات بدأت تتحدث، أنّ وليام بيرنز مدير وكالة المخابرات المركزية الأمريكية الجديد، والذي عمل في السابق كسفير لبلاده هنا في عمان وفي موسكو، وهو من خاض التفاوض بعمق من الجانب الدبلوماسي الامريكي مع ايران والى حد ما ترتاح له طهران، يجهد ناشطا هذا الأوان، وبالتنسيق مع رئيس مجمّع الأستخبارات الفدرالي الأمريكي والمخابرات القومية الامريكية، في محاولة لخلق وتأسيس، لمذهبية استخباراتية جديدة، في الولايات المتحدة الأمريكية وتباشر العمل بها، مع احتماليات العودة الى الاتفاق مع طهران، الذي بالأصل تم التسيّل التشريعي له في السابق، إن لجهة كواليس أروقة وغرف تشريع الكونغرس الأمريكي في عهد أوباما، وان لجهة مجلس الشورى الإيراني ولجانه وغرفه التشريعية والسياسية المساندة، الى أن صدر قرار به من مجلس الأمن الدولي.

 تهدف هذه المذهبية التي يراد خلقها أو تخليقها، الى دفع شبكات المخابرات الأمريكية المتعددة، ازاء تغيير أسلوبها الذي كان وقت الرئيس المنصرف للتو دونالد ترامب، واستبداله بأسلوب مستحدث جديد يقوم على مفهوم: الأستخبارات الأنتقائية، وصولاً الى مفهوم تقارير الاستخبارات النهائية(التي تقف على باب الرئيس أو الملك) والتي تكون نتائج للتحليل الدقيق للمعلومات والتوقعات، وهذا ما يؤمن به وليام بيرنز مدير السي أي ايه الجديد، بعبارة أكثر وضوحاً، أي اعداد التقارير الأستخباراتية، التي تعتمد الوقائع والأدلة لا الفبركات والكذب، التي من شأنها دعم توجهات الأدارة الأمريكية الحالية – ادارة جوزيف بايدن، وفقاً لما أطلق عليه في السابق، المحافظين الجدد الحربائيين العائدون بثوب الحزب الديمقراطي: التقارير المواتية التي تتيح، تعزيز رؤية وطموحات وتطلعات، القيادة السياسية الأمريكية، ومن ورائها الأيباك الأسرائيلي، ازاء الملف السوري بتشعباته المختلفة، وارتباطاته بالساحة اللبنانية، وازاء الملف الأيراني، ومجالاته الحيوية تحديداً، مع اشتباكات مخابراتية انتقائية جديدة، في ملفات: باكستان، الهند، أفغانستان، أسيا الوسطى، كوريا الشمالية، ايران…الخ.

 ولمّا كانت التقارير الأستخباراتية، ذات العلاقة بالتخمينات والمؤشرات وتقديرات المواقف السياسية، تلعب دوراً رئيسياً ومهماً، في صناعة القرار أولا، ومع نهايات الثواني والدقائق الأخيرة الحاسمة، وقبل صدور القرار، مع ما تؤكده معطيات الخبرة العملية، لعملية صناعة واتخاذ القرار الأستراتيجي، لجهة أنّه كثيراً ما تتضارب التقارير المخابراتية، مع توجهات القيادة السياسية.

هل جذر الاتفاق النووي مع ايران بالأساس، تغير في الاستراتيجيات أم في التكتيك؟ أم أنّه تغير في أهداف ومنحنيات السياسة الأمريكية في جلّ المنطقة، والتي هي نتاج هندسة توزيع الأدوار بين الجمهوري والديمقراطي من قبل عميق الدولة الامريكية ومثلاً كل أربع سنوات؟ ويعني تراجع أمريكي من مستوى تغير سلوك إيران وتقليص مساحات نفوذها، إلى العمل على احتوائه، ويعني التسليم بنفوذ إيراني ومحاولة رسم إطار له، إطاراً جغرافيّاً للنفوذ العسكري الإيراني وامتداداته الميدانية عبر الأنصار والحلفاء في المنطقة، حيث إيران وضعت كل بيضها خارج السلّة الأمريكية فنجا من الكسر، بينما العرب ومع كل أسف وضعوا كل بيضهم فيها وأزيد من بيضهم، لهذا سينكسر جلّه ويزحفون على بطونهم، فالعراق بالنسبة لإيران جزء من أمنها القومي، وسورية بالنسبة لحزب الله عمق استراتيجي، واللغة الدبلوماسية غير اللغة الأستخباراتية المواتية، ولا حليف لأمريكا سوى نفسها، والمشهد صار سرياليّاً، وان قام بعض العرب بزيارة إيران، فهي زيارة الضعيف للقوي، هكذا المعادلات تقول وتتحدث وبعلم الرياضيات السياسية التي لا تجامل أحداً، وهذا أجمل شيء في لغة الرياضيات السياسية الرقمية، والتي تتساوق مع منطق الأمور، حيث لا مكان للعواطف والمشاعر والرغبات والأمنيات والهوبرة، في ثناياها وتمفصلاتها وتحوصلاتها، في أصل جذورها التربيعية والتكعيبية، أنّها الرياضيات العقلية لغة الأرقام ولغة المنطق.

الأمريكي بدأ العبث في الداخل الروسي بعمق هذه المرة، وتحت عناوين مختلفة، لأضعاف هياكل حكم الرئيس فلادمير بوتين، لتحريك أطراف غير وازنة من الشارع الروسي لتعم الاحتجاجات وتتعمق، وعبر السورنة للمسألة الأوكرانية بتجلياتها وتداعياتها، والأكرنة للفالقة الاستراتيجية السورية، ذات الصدع الزلازالي الأممي.

فصار الروس أكثر توقاً وشوقاً في السعي الى تأسيس لبنات نظام عالمي جديد متعدد الأقطاب، يولد من رحم الأزمات عبر ما وفّره ويوفّره الحدث السوري والحدث الأوكراني، والأخير وكما ذكرنا ونذكر نتاج طبيعي لحالة الكباش الروسي الأمريكي الحاد في سورية، بل أنّ شكل العالم الحديث بدأ تشكيله وتشكله من سورية، والأزمة الأوكرانية ما هي الاّ داعم آخر على طريق المتعدد القطبية.

 والعاصمة الأمريكية واشنطن دي سي وبتوجيه من البلدربيرغ الأمريكي وعبر المجمّع الصناعي الحربي الأمريكي، تبني آمال كبيرة مع(تعويلاتها)الأفقية والرأسية على حليفها الشرق الأوروبي(أوكرانيا) بسلطاتها وكارتلاتها العسكرية والأقتصادية، ودورها الكبير في تهديد كينونة ووجود الفدرالية الروسيّة واعاقة صعودها الهادىء والثابت والمتواصل، عبر نشر القدرات العسكرية الأمريكية المختلفة وقدرات حلفائها في الناتو، وتوظيفها وتوليفها في اشعالات للثورات الملونة من جديد، وعلى طريقة ما سمّي بالربيع العربي كي تجعل من الجغرافيا الأوكرانية وعبر حكّامها المستنسخون الذيليون للكابوي الأمريكي، كحاجز رئيسي في الفصل بين الفدرالية الروسية وشرق أوروبا القارة العجوز المتصابية، ما بعد ضم القرم الى روسيّا عبر استفتاء شعبوي ديمقراطي نزيه، بعد خسارة واشنطن والناتو من ميزات استخدام السواحل الأوكرانية في السيطرة والنفوذ على منطقة البحر الأسود، بسبب تداعيات الضم الروسي لقرمه عبر استفتاء شعبوي عميق، وهل من أحد يكره الضم يا رفاق؟!.

في المعلومات: جوزيف بايدن – الرئيس الامريكي، بالاشتراك مع ابنه هنتر بايدن يملكان مشاريع استراتيجية، في الشرق الأوكراني والوسط الأوكراني، هذه العلاقات المظهّرة استثمارياً سيصار الى توظيفها من قبل الدولة العميقة في أمريكا مع كييف لغايات العبث من جديد على طول خطوط العلاقات الأوكرانية الروسية.

فكلا العاصمتين الأمريكية والروسية وحلفائهما تتبنيان مواقفاً متعارضة إزاء كافة الملفات الدولية والإقليمية الساخنة وغير الساخنة، وبالذات تلك المتعلقة بالشرق الأوسط وشبه القارة الهنديّة، والتوجهات الأمريكية الهادفة إلى عسكرة العالم، إضافة إلى بعض بنود التجارة العالمية، وقضايا حماية البيئة وحقوق الإنسان وأمن المعلومات واستخدامات هذه التقنيات، ان لجهة الأضرار بالأخرين سواءً على مستوى الدولة أو الأفراد أو الشخصيات الحكمية أو الأعتبارية(وهذا هدف أمريكا وحلفائها)، وان لجهة المساعدة والعمل الأيجابي لما يفيد الآخر سواءً كان دولة أو فرد أو شخصية اعتبارية أو حكمية(وهذا هدف موسكو والصين وحلفائهما).

بعبارة أخرى، الولايات المتحدة الأمريكية وحلفائها من الدول الغربية وبعض العربية، من ما تسمى بدول الاعتدال، لا بل الاعتلال العربي(كمحور)، تسعى الى استخدام الحرب الألكترونية ونظام أمن المعلومات الى التجسس الشامل على عمل الدول التي تشكل المحور الخصم الآخر والمتمثل في: روسيّا والصين وايران وجلّ دول البريكس والحلفاء في المنطقة، والأضرار العميق بها عبر حروب السايبر المختلفة.

وفي الوقت ذاته نجد أنّ موسكو وبكين وايران وباقي دول البريكس تستخدم تقنيات السايبر وأمن المعلومات، من أجل مكافحة الأرهاب ومكافحة التجسس والتجسس المضاد، ومنع الجريمة المنظمة بمفهومها الواسع، ومكافحة الأتجار بالمخدرات، وجرائم غسيل الأموال… الخ، بعكس المحور الغربي الأمريكي الآخر الذي يعمل جاهداً على تعميق الحروب والأرهاب، وشيوع الجرائم على أنواعها، فقط من أجل الحفاظ على طريقة ورفاهية حياة الأمريكي والغربي، وتسخير الشرقي والآخر لخدمته ورعايته، بدون أي وازع انساني أو أخلاقي.

لا بل وتتحدث المعلومات، أنّ واشنطن وحلفائها يسعون الى تعميم انشاء مراكز أمن المعلومات في ساحات حلفائها من بعض العرب الذين يدورون في فلكها، امّا عبر القطاع الخاص كاستثمارات أو عبر القطاع العام الحكومي، من خلال وزارات تسمى بوزارات التخطيط أو الاقتصاد الرقمي والريادة، من أسماء تستلذ الأذن البشرية لسماعها الى درجة الاستمناء الأذني، كمنح متحولة الى مراكز سايبر، كل ذلك عبر الشركات الغربية المتعددة الجنسيات واستغلال تداعيات العولمة، ليصار لوضع كافة الحلفاء والخصوم تحت المراقبة والتجسس، وهنا نلحظ دوراً اسرائيليّاً صهيونيّا جليّاً تماماً كالشمس في رابعة النهار في التشاركية الكاملة مع الأمريكان في منحنيات وكواليس حروب السايبر وأمن المعلومات.

وحول(العاهرة)أي عاهرة، لا تعلن توبتها الاّ بعد أن تلفظها الحياة بتعبيراتها المختلفة، وعبر الكبر والهرم نحو فتاة أخرى تصغرها وأجمل منها، وأكثر أنوثة واثارة بل تفيح بالأنوثة فيسيل اللعاب الذكوري وأحياناً الأنثوي ان كانت العاهرة سحاقية، في هذه اللحظة التاريخية فقط تعلن توبتها، فهل متوكلي عاهرات الارهاب المعولم في الداخل الامريكي، وهم معروفون، لم يعلنوا توبتهم بعد امتثالاً للقيم الأمريكية مثلاً؟ رغم دمويتهم وأستاذتهم، في صناعة فرق الموت في السلفادور والعراق وسورية، جينا هازبل التي حلّ محلها وليام بيل بيرنز كمدير للمخابرات المركزية، والآن يقدّموا أوراق اعتماد جديدة لجنين الحكومة الأممية(البلدربيرغ)عبر تصريحاتهم وأفعالهم السريّة والعلنية الأخيرة، ليصار لأستدعائهم من جديد، لأنشاء فرق الموت في الداخل الأوكراني ومن جديد وبنسخ أعمق من السابقة، كون جوزيف بايدن قرر التسخين مع روسيّا، من عقود استخدام اليمين المتطرف في الغرب الأوكراني وممن اكتسبوا مهارات القتال في الداخل السوري من بعض شيشان وبعض شركس وبعض تتر وبعض عرب، عبر منظومات الجهاد العالمي ازاء الفدرالية الروسية؟ ولنا في عاهرة الشمال السوري(ما تسمى بقوّات سورية الديمقراطية “قسد” والتي هي ليست بسورية ولا ديمقراطية ولا قوّات عسكرية بل ميليشيا عميلة كميليشيا لحد في الجنوب اللبناني سابقا)خير انموذج في العمالة والخيانة المعولمة، حيث بدأت بتفكيك تحصيناتها في أماكن سيطرتها في الشمال الشرقي السوري والشمال ذاته، وتحت اشراف العسكر الامريكي لصالح ما تسمى بالمنطقة الامنة، والتي يسعى التركي الى اقامتها بالتعاون مع الامريكي، بالرغم من أنّ الامريكي متردد، كونه يعلم أنّ أي منطقة آمنة سوف تقوي نفوذات اردوغان في الداخل التركي ضد معارضيه، وهذا ما لا يريده ضمن حساباته الاستراتيجية.

انّ الهدف من الاتفاق النووي في الأصل والجذر، هو تفجير إيران من الداخل، فنحن لا ننجّم ولا نقتحم علم المستقبليات الذي يعتمد نظريات فلسفة التاريخ، عندما نبحث شكل العالم القادم بعد كل هذا المخاض غير المكتمل في عهد الرئيس دونالد ترامب، وهو مخاض مرسوم ومحدد عبر الدولة العميقة في أمريكا، والتي تشهد حالات من الصراع بصبغة التنافس بين أطرافها، بجانب تكريس وتجذير ضم القرم.

وبين حالات الخلع الإستراتيجي ومحفزاته وتراكيبه في المنطقة ومن المنطقة، والإرباكات الأمريكية المقصودة للشرق الأوسط لغايات هيكلة وهندرة الوجود الولاياتي لهذا النفوذ، وبسبب الاتفاق النووي مع طهران فعّلت دولة الكيان الصهيوني أدواتها في دواخل أسيا الوسطى وخاصةً في دولة أذربيجان، والأخيرة كونها تعتبر النقطة الجيو – استراتيجية الأكثر أهمية في منطقة أوراسيا قلب العالم القديم، وتمثل بوابة السيطرة على منطقة حوض بحر قزوين(بحر الخزر بالتسمية الإيرانية)الغني بالموارد النفطية والغاز الطبيعي، وعن طريق أذربيجان يمكن بسهولة تهديد منطقة قلب الدولة الحيوي في إيران، وذلك لقربها الشديد من العاصمة طهران، والمناطق الإيرانية الفائقة الأهمية والحساسية، إضافة إلى وجود حجم ليس بالقليل لما يعرف بـ(الأقلية الأذربيجانية)الموجودة في شمال إيران، وتتميز بمشاعر عداء قوية إزاء المجتمع الإيراني، وتنشط داخلها حالياً بعض الحركات الانفصالية التي تطالب بالانفصال عن إيران والانضمام لأذربيجان، وذلك بدعم المحور الأمريكي الغربي الإسرائيلي البعض العربي، ولأنّ أذربيجان تشكل نقطة تموضع كقاعدة يمكن تهديد المنشآت الروسية في مناطق منابع النفط الروسي منها، ومحطات الطاقة الكهرومائية الروسية، وأيضاً منطقة جنوب غرب روسيا التي تتمركز فيها الأنشطة الصناعية الروسية، ولأنّ أذربيجان تشكل بطريقة أو بأخرى محطة لدعم الحركات المسلحة في آسيا الوسطى ومنطقة القفقاس، وبالتالي فإن دعم هذه الحركات عن طريق باكو من الممكن أن يؤدي إلى المزيد من القلاقل في هاتين المنطقتين.

وبين الواجب الأوروبي الأخلاقي وواقع السلوك السياسي والأمني الأوروبي، هوّة وبون شاسع لا يعرف أحد كيف يمكن ردمها حتّى اللحظة في العالم، ويبقى السؤال الكبير والضخم أمام منظومات الأمن الأوروبية ومجتمعات استخبارات القارة العجوز: هل هناك استراتيجية أوروبية في الشرق الأوسط؟ هل لدى أوروبا قناعة أن أمريكا تسعى الى تفجيرها لأعادى صياغتها من جديد؟. المحور الأمريكي في المنطقة والعالم، مصر بشكل هيستيري على تشكيل مجموعات عسكرية، قد تطيل من أمد الصراع مع الأرهاب المدخل والمصنّع والمدعوم في سورية والعراق وليبيا وفي الداخل السيناوي المصري(صحراء سيناء)وفي المنطقة ككل، بدلاً من تقصيره ومحاربته واحتوائه، حيث الأهداف تتموضع لأستنزاف الدولة الوطنية السورية وحلفائها، تمهيداً لأنهيار النظام واسقاط الرئيس بشّار الأسد، واستنزاف وارهاق الروسي في الداخل السوري، وتغيير الهندسة الأجتماعية للشرق الأوسط. لذلك نلحظ أنّه ثمة ولادات قيصرية من الخاصرة لمجموعات ميليشياوية عسكرية جديدة، وتحت عنوان محاربة الأرهاب ومقاتلة يأجوج ومأجوج العصر، نازيوا القرن الحادي والعشرين، دواعش البلدربيرغ الأمريكي، ان في سورية، وان في العراق، وان في ليبيا، وان في صحراء سيناء، وان في أي ساحة أخرى، سواء كانت ضعيفة أو قوية في المنطقة، بعد أن يصار الى التمهيد والتهيئة عبر استراتيجيات الذئاب المنفردة لغايات التسخين، والبحث عن سلّة أدوات، وان لم توجد يصار الى خلقها أو تخليقها(خوفي عميق على قطري الأردني حيث الحواضن).

مسافات وساحات فقه البادية وفقه الساحل، تقود الى فجوات عميقه بفعلنا، وثمة تواطىء جهنمي عميق بين الأنظمة البالية والأيديولوجيات البالية كذلك، أنظمة تعود الى القرون الوسطى، حوّلت فقه البادية الى ماكينات لختن أدمغتنا وغسلها لنصبح كزومبيات مبرمجه تسبّح بحمد راعي البقر الأمريكي، وتسعى الى نقل العدوى وبعمق الى الشرق الأوكراني الآن حسب ما تفيد المعلومات وقراءات المعطيات المحيطة بتوسعات الناتو في أوروبا الشرقية.

أوكرانيا وتفاعلات ومفاعيل أزمتها الراهنة، ان لجهة الرأسي وان لجهة العرضي، ودور العامل الخارجي في تمفصلاتها وتحوصلاتها، جعلت منها(مكسر ومطحن)لعظام نتاجات الكباش الروسي الأمريكي في أكثر من ملف في الشرق الأوسط، وحيال روسيّا تؤشّر الى ما ننحو اليه هنا، وان كانت موجهة الى الداخل الأمريكي من جهة، وكارتلات الديمقراطيين في مجلس النواب والكونغرس والمجمّع الصناعي الحربي الأمريكي وول ستريت من جهة أخرى.

الأمريكي قدّم تنازلات في بعض ملفات الخلاف، وفي الملف الإيراني يصعّد ليفاوض من جديد، والملف السوري وحزب الله والملف العراقي والملف اللبناني، وكان يحتاج الى تغطية لجلّ ما تنازل عنه في العمق لا في الشكل حتّى لا يجرح في كبريائه، وللتغطية على صفقات سلاحه بمئات المليارات من الدولارات، فذهب الى تسخين الملف الأوكراني من جديد والعبث بأسيا الوسطى لتخريب الساحة الروسية، واثارة دخّان آخر للتغطية عن تنازلاته في الشرق الأوسط، رغم حاجته الى ستاتيكو في الأخير للتفرغ لعدوه القادم روسيّا والصين، والأخيرة تتعملق اقتصاديّاً والأقتصاد الأمريكي صار مرهون الان للأقتصاد الصيني، وبنت بكين جيشاً حديثاً ومتطور، والجيش الروسي بقي قويّاً ومتماسكاً والشعور القومي الروسي تنامى وتنامى عبر بوتين وسياساته، ومجتمع المخابرات الروسي توسّع في مجاله الجيوبولتيكي وصارت له أدواته الناعمة، والتي من شأنها أن تقود الى تغيرات مثيرة في خرائط مجاله الحيوي، وكما هو الحال في تغير البنى السوسيولوجية والأستراتيجية لأوروبا، ان تمادت الأخيرة في تساوقها مع واشنطن، في استهدافاتها للداخل الروسي والخارج الروسي، في مجالاته الحيوية ذات الجزئية الأهم في الأمن القومي الروسي.

فالعاصمة الأمريكية واشنطن دي سي، وفي معرض مسارات دعمها لسلطات كييف، المحفوف بالمخاطر على جلّ استقرار القارة الأوروبية العجوز، فهي تشرعن كل أنواع مواجهات هذه السلطات مع المعارضين في شرق أوكرانيا وجنوب شرقها، والكابوي الأمريكي معروف عنه تاريخيّاً التشدّد والمرونة في السياسات وتنفيذها، حيث هناك في مفاصل الدولة الأمريكية فريق يسعى الى مزيد من التصعيد مع الروسي، في فرض مزيد من عقوبات مشدّدة وتقديم مساعدات عسكرية لسلطات كييف الجديدة(النازيون الفاشست)، وهذا الفريق فريق العصا الأمريكية الغليظة، بسببهم صارت أمريكا الشرطي الأول في العالم، وفريق آخر يظهر شيء من الحكمة والواقعية السياسية والميدانية، وقد يكون الأقدر على فهم متغيرات الزمن، يسعى وبصعوبة نتيجة الصراع والخلاف مع الفريق الآخر، في جعل الباب مفتوحاً بقدر يسير للغاية للوصول الى تقاربات ثم تفاهمات، للوصول الى الحل الدبلوماسي لهذه الأزمة مع الروسي.

هذا الفريق الأمريكي فريق الأطفاء الدبلوماسي للنار التي أشعلتها واشنطن عبر حلفائها وأدواتها في الداخل الأوكراني، ممكن وصفه بالتيّار المعتدل أو أنّه يظهر الأعتدال وينادي بالتريث وتبريد سخونة الأجواء، ويعلن أنّه ليس من الحكمة بمكان حشر روسيّا بالزاوية ورفع سقوف التشنج معها، وفي ظل وجود ملفات مشتركة مهمة على طول وعمق خطوط العلاقات الأمريكية الروسية. فتحتاج واشنطن لموسكو كثيراً وأكثر من حاجة روسيّا للعاصمة واشنطن دي سي في الملف السوري، والملف الأفغاني، والملف الباكستاني، والملف الإيراني، وملف كوريا الشمالية، وملف الصراع العربي “الأسرائيلي”، وملف تايوان، وفي ذلك رسالة مشفّرة لموسكو، نواة الأخيرة فكّت الشيفرة، وهي لتقديم تنازلات محدودة في ملفات أخرى حتّى في تايوان.

وبحسب قراءات مجتمع المخابرات والأستخبارات الروسية، أنّه وفي ظل الأصطفافات الدولية بسبب الأزمة السورية ونتاجها الطبيعي الأزمة الأوكرانية، تسعى واشنطن وحلفائها ودولة الكيان الصهيوني الدولة المسخ “إسرائيل”، إلى تسخين النزاع بين روسيّا واليابان حول جزر كوريل المتنازع عليها بين طوكيو وموسكو، والأخيرة تنسق مع بكين حول ذلك.

كما أنّ الفدرالية الروسية تعي أنّ فريق الأطفاء الدبلوماسي للنار الأمريكية في كييف، لا يعني ولا يشي أنّ أمريكا تقر بوجود شريك روسي لها، وأنّ هناك قوّة أخرى صاعدة أعادت انتاج نفسها من جديد، فصعدت بقوة وثبات وكان الصعود خطوة خطوة وليس صعوداً صاروخيّاً، كون المعادلة الكونية تقول: أنّ من يصعد بشكل صاروخي سريع يسقط بمثل وشكل ما صعد، وهذا ينطبق على الدول وعلى الجماعات وعلى الأفراد(النخب السياسية والأقتصادية)في المجتمعات والدول.

انّ أي نزاع عسكري في أوكرانيا مع الروس من قبل الناتو والأمريكان سيغير هياكل أمن القارة الأوروبية ويقود الى حالة عدم الأستقرار في أوروبا كلّها، خاصة وأن المعلومات تقول عن تواجد عسكري للناتو هذا الأوان في مناطق أوروبا الشرقية، وهذا ما تم رصده وأكّده تصريح غير مسبوق لقائد قوّات الناتو في شرق أوروبا، والذي سبق أن زار دول الجوار السوري منذ بدء الحدث السوري وفي أكثر من زيارة معلنة وغير معلنة ومنها الأردن.

وروسيّا تعتمد تكتيك النفس الطويل، وهذا هو نفسه سيناريو القرم الذي انتهجته موسكو، حيث الجيش الروسي تمترس خلف الحدود وترك الساحة للحلفاء في الداخل القرمي(القرم)، مع دعم سياسي ومادي ومعنوي وعسكري واعلامي، وذات السيناريو سيكون مع مناطق شرق وجنوب أوكرانيا، وفي حال تفاقمت الأمور في الشرق الأوكراني وجنوبه، فانّنا سنكون أمام قرم آخر ينظم للفدرالية الروسية، وأثر ذلك على أوروبا والعالم سيكون وخيماً، حيث تتشجّع الحركات الأنفصالية وتطالب بالأنفصال، مما يقود الى حالة من عدم استقرار وثبات الدول وحدودها الجغرافية، وفي النهاية سيكون الشرق الأوكراني قرم آخر انّها لعنة اقليم كوسوفو، حيث تم سلخ الأخير من يوغسلافيا السابقة وجعله كدولة بمساعدة الأمريكي، وثمة تسخينات لجغرافيا وديمغرافيّة كوسوفو كمنتج للأرهاب من جديد لتوجيهه ازاء روسيّا وتركيا، راجع تحليل لنا سابق عبر محركات البحث: البلقان بريد رسائل والقاع السوري سيبلع الجميع.  

تتحدث معلومات أجهزة متابعة لمجريات أوضاع المؤسسات الأمنية الفدرالية في الولايات المتحدة الأميركية، وبعد استعصاء وتعثر لا بل فشل الرؤية الأمريكية البعض العربية في سورية، وما حدث ويحدث في أوكرانيا وما بعد الضم الروسي الناعم للقرم ودون اطلاق رصاصة واحدة وخسارة جندي روسي واحد، بأنّ مصادر إعلامية على مستوى عال وعلى علاقات بمصادر عليمة في مجلس الأمن القومي الأميركي والبنتاغون الأميركي، قامت بتسريب معلومات دقيقة لبعض وسائل الميديا المقرّبة والموثوقة، حيث نشرت الأخيرة مؤخراً تقريراً أمنيّاً بلغة صحفية وعلى شكل تحليل إخباري بمضمون يفيد: أنّ السي آي إيه اتجهت وتتجه نحو إنشاء، محطات استخبارية جديدة بالخارج، ورفدها بالعناصر البشرية كمحللين للمعلومات من الداخل الأميركي ومن مواطنين خبراء من مواطني الدول الحليفة، التي تستضيف مثل هكذا محطات استخبارية أميركية عبر مذكرات تفاهم مخابراتية وخاصةً في دول الجوار السوري، كما تسعى وكالة المخابرات المركزية الأميركية لتوسيع وتطوير، محطاتها الخارجية الحالية ورفدها بالمزيد من المحللين ضمن عملية مستمرة وإعادة، هيكلة تنظيمية وإصلاحات حقيقية فيها.

وفي تقديري كمتابع دقيق لجلّ التفاصيل، أنّ ذلك يعد جزءً مهماً من استراتيجيات مخابراتية طويلة المدى، للسي أي إيه في الخارج الأميركي وفي القواطع والمثلثات الإقليمية لعمل، المحطات القديمة المراد تحديثها بشكل شمولي، والجديدة المنوي إنشائها ضمن رؤية مستحدثة أو تم البدء في عمليات الأنشاء والتأسيس ووضع الخطط والبرامج.

كما أفادت معلومات استخبارية، متابعة للشأن المخابراتي الأميركي، أنّ مديرية التخطيط والسيطرة الإستراتيجية في السي آي إيه، عقدت ورش عديدة تمخض عنها دراسات تمتاز بالطابع الإستراتيجي – الأمني، عالي الدقة والموضوعية في تطوير وتحديث القدرات والعناصر البشرية المؤهلة والمدربة الأميركية، ومن مواطني الدول الحليفة لها في العالم وخاصة في الشرق الأوسط، وذلك عبر نشر المزيد من المحطات الأستخبارية الرئيسية الجديدة والفرعية، المستولدة(بفتح اللام) والمستولدة(بكسر اللام) لأفرع أخرى وتطوير الموجود الحالي منها.

 وبسبب الإخفاقات الأمنية المخابراتية، وعبر فجوة إشكالية المعلومات الأستخباراتية التي عانت وتعاني منها وكالة المخابرات المركزية الأميركية، لجهة الأخطاء في التخمينات والتقديرات وخاصة في المشهد الصيني، والمشهد الكوري الشمالي، والمشهد التايلندي ومناطق جنوب شرق أسيا، وحيال المسرح الإيراني والباكستاني، والمسرح الأفغاني، والمسرح العراقي، والمسرح المصري، والمسرح التركي، والمسرح السوري، المسرح الأوكراني وعقابيله المستمرة، العلاقات الروسية – الصينية ومسارات تطورها، وفي الملف اللبناني – المقاومة وحزب الله، وفي ملف الدولة الأردنية وتداعيات ما سميت بمشروع الفتنة بعد أن كانت انقلاباً مثلاً.

فالوكالة فشلت فشلاً ذريعاً، إن لجهة تقديم المعلومات الضرورية والكافية التي تتمتع بالمصداقية والدقة، في وقتها المناسب والداعمة لقرارات الإدارة الأميركية، وخاصةً قرارات مجلس الأمن القومي الأميركي، و وزارة الخارجية الأميركية، ومؤسسة البنتاغون، ودعم تخمينات وتقديرات مجمّع المخابرات الأميركي، فكانت النتائج مخيبة للآمال وفي غاية السوء.

الاختراقات الأمنية المخابراتية لأروقة الوكالة نفسها ومنشآتها من قبل شبكة المخابرات الإسرائيلية مستمرة وتجري على قدم وساق الآن، جهاز الموساد والشين بيت وآمان، حيث درجت هذه الأجهزة على تقديم تخمينات وتقديرات أمنية وسياسية مغلوطة، ليتم تظليل المخابرات الأميركية ومراكز القرار السياسي الأميركي، لجهة مجريات الأوضاع في الشرق الأوسط، وعرفنا وشرحنا وفي أكثر من تحليل أنف لنا، كيف كان يفبرك كل من السفير جيفري فيلتمان، ودينيس روس الفاعل والمتفاعل بعمله الحالي كمستشار غير معلن لشعبة الدراسات في الموساد الأسرائيلي، بالتعاون مع جارد كوشنير كبير مستشاري البيت الأبيض زوج ايفانكا ترمب، كيف كانا(روس وفيلتمان)يفبركان تقاريرهم إلى رئيس مجمّع المخابرات الأميركي – حيث كان قليل الاهتمام بها ولم يكترث بتفاصيلها – من خلال مكتب المخابرات والبحوث التابع للخارجية الأميركية، حيال الملف الإيراني، والملف السوري، والملف اللبناني- حزب الله، وملف الأوضاع الفلسطينية ومآلاتها، وملف الحراك السياسي الفاعل في الدولة الأردنية وآلية تفاعل مجتمع المخابرات والأستخبارات الأردني معه.

كما أمعنت بالفشل السي أي إيه في التخمينات والتقديرات، لردود أفعال شعوب وحكومات الدول الحليفة والصديقة، لجهة توجهات السياسة الخارجية الأميركية، فتجذّر العداء لأميركا وزاد وتفاقم، ولم تستطع أي ادارة أمريكية أن تحقق فرق ملموس، بما فيها ادارة جوزيف بايدن بعد مضي عام تقريباًعلى حكمها وحتّى هذه اللحظة، من وضع إستراتيجية مواجهة التحولات والتقلبات، لأمزجة القيادات السياسية للدول وأمزجة شعوبها بما فيها الآدارة الحالية، حيث أدّت تحولات السياسة الخارجية التركية، وعلى المستوى التكتيكي والاستراتيجي، إلى إرباك كل حسابات السياسة الخارجية الأميركية ذات العلاقة والصلة، بملفات الشرق الأوسط، والشرق الأدنى وفي أفغانستان، والبلقان، والقوقاز الشمالي والجنوبي على حد سواء.

وكان لردود الفعل القوية والمنسجمة مع رؤية الدولة، للشارع الأردني المسيس بأطره الشعبوية والإعلامية والسياسية والحزبية والعشائرية، الرافض لأي تدخلات أميركية في شؤون دولته بما يخص حراكه الداخلي، أن أربكت أيضاً السياسة الخارجية الأميركية والتي تنظر، إلى الملف الأردني كمخرجات للملف الفلسطيني، والرهان يكون على تماسك الجبهة الداخلية الأردنية، ضد محاولات أميركية تمارس بالخفاء والعلن على الدولة الأردنية، للقبول ببعض مخرجات مفاوضات التقريب السريّة الحالية بين الفلسطينيين والأسرائليين عبر أطراف أخرى غير معلومة، والتلويح دائماً وأبداً بالورقة الاقتصادية، وما تعاني منه الموازنة العامة للدولة من سوء، مع التذكير أن الملك عبد الله الثاني كان وما زال يعتبر، أنّ القبول بما ترمي إليه هذه الضغوط بمثابة انتحار سياسي، مما يؤكد وباستمرار أن الدولة ورأسها يرفضون ويقاومون مقاومة الرجل المستميت، كل ما يمارس من ضغوط سريّة وعلنية عبر إغراءات وتهديدات، تنوء لقوّتها ولثقلها أوتاد الأرض، والسؤال الآن هو: هل ستصمد الدولة الوطنية الأردنية في مواجهة هذه الضغوط ان لجهة الموضوع الفلسطيني وتشابكاته مع الداخل الأردني، وان لجهة المسألة السورية والوضع الجديد في العراق بعد الأنجازات في الميدان ومكافحة كارتلات الأرهاب، وبعد كمين الانتخابات العراقي الأخير، وأدوار مصطفى الكاظمي والساعدي وغيرهم فيه؟.  

وتساوقاً مع مخطط استراتيجية وكالة المخابرات المركزية الأميركية التوسعي “بشراهة”، وما يلقي بأعباء نوعية على كاهل البعثات الدبلوماسية الأميركية، في العالم والشرق الأوسط بشكل خاص، وعلى كاهل ميزانية الدفاع والأمن الأميركية، تتحدث معلومات تم تسريبها لتلك الميديا المقرّبة والموثوقة، ضمن هذا النسق والسياق وتحت عنوان “الهندرة” الأمنية للسي أي ايه وتعزيز عملها الخارجي، حيث أصدر وزير الدفاع الأميركي الجديد  قراراً غير معلن، برفع مخصصات العمليات السرية الأميركية في اليمن وايران لأستخبارات البنتاغون، بعد زيادة غير مسبوقة في ميزانية الدفاع تفوق 45 مليار$ في عهد الرئيس السابق دونالد ترامب، في سورية وأوكرانيا، وفي تايلند والحدائق الخلفية للفدرالية الروسية بشكل عام، حيث تهدف هذه العمليات السريّة الأميركية المشتركة والتشاركية بين وكالات الأستخبار الأمريكية السبعة عشر، الى تدمير الأهداف المعادية والعمل على بناء الشبكات الصديقة، والقيام بالأستطلاعات وجمع المعلومات واعداد وتمهيد المسرح الميداني، استعداداً للعمليات والمواجهات المحتملة القادمة، هذا وقد برزت التقارير الأمنية المسرّبة بقصد الى بعض مجتمع الميديا المقرّب الواسع الأنتشار، بسبب نوعية وكم المعلومات، بشكل متزامن مع اقصاء بعض كبار ضبّاط المخابرات في داخل مجاميع الأستخبارات الأمريكية في الداخل والخارج.

حيث تم تحميل من تم اقصائه(الضحايا)مسؤولية كل نقاط الضعف والأخطاء والأختراقات الأمنية المخابراتية العسكرية، وما ترتب عليها من نجاحات لحزب الله اللبناني في تعزيز قدراته العسكرية، وصعود حركة طالبان باكستان وطالبان أفغانستان من جديد وبقوّة، وبتسهيل بعض مفاصل الحكم في أمريكا، وصعود حركة أنصار الشريعة في ليبيا، وصعود الجماعات المسلحة في سيناء من أنصار جماعة بيت المقدس وغيرها وفي دارفور وما يجري في داخلها سرّاً الآن، وحركة بوكو حرام وتصاعدها في نيجريا، ونشاطات للجماعات المسلحة في الجزائر وهي في تصاعد، بجانب ما يجري في تونس في جبل الشعانبي، وما يحضّر الآن للمغرب وموريتانيا والجزائر، وملف دولة جنوب السودان( اسرائيل أفريقيا)وملف السودان نفسه، وأدوار العسكر فيه نحو سد النهضة، وتقدمات جبهة تيغراي نحو العاصمة الأثيوبية، وأدوار المخابرات المصرية في هذا المسار.

وتقول معلومات استخبارات، وبعد تفاقمات الأزمة الأوكرانية وثبات النسق السياسي السوري، ومضي الدولة الوطنية السورية في برامجها السياسية والعسكرية، وتماسك الجيش العربي وتماسك القطاع العام السوري، فأنّه وبناءً على توصية مشتركة شارك في بلورتها وزير الحرب الأميركي، ورئيس مجلس الأمن القومي الأمريكي جاك سوليفان بالتعاون مع أنتوني بلينكين وزير الخارجية، ووليام بيرنز مدير السي أي ايه، قام مؤخراً قائد القيادة الوسطى الأميركية، باصدار قرار لوحدات القيادة الوسطى، بضرورة استخدام وحدات القوّات الخاصة لتنفيذ المزيد من العمليات السريّة في منطقة الشرق الأوسط خصوصاً والعالم عموماً، حيث تقوم القيادة الوسطى الأميركية باعدادات متزايدة للبنى التحتية، التي سوف ترتكز وتقوم عليها العمليات السريّة لوكالة المخابرات المركزية الأميركية حالياً وفي المرحلة القادمة في الشرق الأوسط، وباقي مناطق العالم ذات العلاقة والصلة بالرؤية الأستراتيجية الأميركية، حيث هناك عمليات سريّة تم القيام بها وعمليات أخرى قيد التنفيذ، وأخرى ما زالت تخضع لمزيد من الدراسة، وبالتنسيق مع المخابرات الأسرائيلية وبعض الدول العربية الحليفة لواشنطن، كلّ حسب قيمته ودوره وحاجة أميركا له.

وبالرجوع الى تلك التقارير نلحظ أنّه، تم اعتماد دولة جيبوتي العربية كنقطة انطلاق للعمليات السريّة الأميركية، الموجهة ضد اليمن والصومال ومنطقة خليج عدن ومناطق شرق أفريقيا ومنطقة القرن الأفريقي، لذلك وعبر القيادة الوسطى الأميركية تم تطوير وانشاء قاعدة عسكرية أميركية في جيبوتي أخرى بجانب الموجودة ومنذ سنوات، ونشر فيها مزيد من أسراب طائرات أميركية بدون طيار بشري، وهي ذات القاعدة التي تنطلق منها الغارات ضد بعض الأهداف اليمنية لمساندة العدوان البعض العربي على اليمن وضد الأهداف الصومالية.

ويعترف قادة الجيوش الحربية الأمريكية بوضوح، أنّ العمليات السريّة الأميركية الحالية والقادمة، سوف تزيد الشرق الأوسط سخونةً على سخونة، وبالتالي سوف تؤدي الى تصعيد عسكري في مختلف مسارحه وبؤره الملتهبة، ويضيف أحدهم أنّ هذا التصعيد العسكري المتفاقم، له تاثيرات حيوية وايجابية  لناحية، تحفيز ودعم خطط المساعدات العسكرية والمخابراتية الأميركية، حيث تسعى واشنطن من خلالها الى تعزيز المصالح الأميركية القومية في المنطقة، والى دعم حلفائها الأسرائليين والمعتدليين العرب.

كما تؤكد قيادة الجيوش الحربية الأمريكية على أنّها ستعمل على نشر المزيد من القواعد العسكرية الأميركية، حيث تتمركز فيها أسراب الطائرات بدون طيار، وبناء القدرات التكنولوجيا المتطورة المربوطة بالأقمار الصناعية، لتوجيه واعادة توجيه الطائرات بدون طيار بشري، وتحقيق القدرات على الأستطلاع وجمع المعلومات ذات القيمة الأستخبارية في المنطقة، ومتابعة دقيقة لمختلف الأهداف ذات القيمة الأستخبارية الأستراتيجية والتكتيكية في المنطقة أيضاً.

والأخطر في المسألة والأمر يكمن، في أنّ القيادة الوسطى سوف تقوم بالاهتمام وباستهداف المسرح الليبي الآن، وبعد دخول وحدات من القوّات الخاصة الأمريكية والفرنسية والبريطانية والجزائرية الى الجنوب الليبي – لا اعلان عن ذلك خاصةً وبعد مقتل الرئيس التشادي ادريس ديبي وغموض المرحلة في تشاد، مع تواجد قوات نخبة اسرائيلية وضباط موساد في تشاد دعماً للمجلس العسكري، كذلك  متابعة واستهداف المسرح الأيراني وان عادت أمريكا لأتفاق ايران النووي عام 2015 م ورفعت العقوبات كاملة، وممكن المسرح السوري، لحظة الخيار صفر بالحدث السوري، بالرغم من أنّ البعض يستبعد ذلك، عبر تنفيذ برنامج عمليات سريّة وبالتنسيق مع الأسرائليين، كما تعد برنامج سري خاص بباقي مناطق الشرق الأوسط، وفي الساحات السياسية العربية القويّة والضعيفة على حد سواء، حيث تشكل الساحات السياسية العربية الضعيفة تحديداً، أهم نقاط الأنطلاق والتمركز الأميركي في المنطقة، التي صارت مفتوحة على كل شيء الاّ الأستقرار.

وتتحدث المعلومات باسهاب عن سيناريو قد يحدث في استهداف المسرح الأيراني في حال تم فشل و/ أو افشال اتفاق ايران النووي، حيث ستنطلق العمليات السرية المرجوة من كافة الأتجاهات، المحيطة بايران سواءً كانت برضى الدول المحيطة أو بدون موافقتها، فمن المحتمل الأنطلاق من أذربيجان وتركيا، العراق واقليم كردستان العراقي، أفغانستان وباكستان، تركمانستان وأرمينيا، بحر قزوين وبحر العرب وأخيراً من مياه الخليج.  

نعم المؤسسة السياسية والأستخبارية والعسكرية في العاصمة الأمريكية واشنطن دي سي، وبالتماهي والتساوق والتنسيق مع جنين الحكومة الأممية(البلدربيرغ)و وول ستريت وشركات النفط الكبرى، يسعى الجميع لتدمير الوجود الروسي في المنطقة، وهذا هو الهدف من الأزمة التي خلقها وأحسن خلقها بخبث مجتمع المخابرات الأمريكي والبريطاني والفرنسي بالتعاون، مع استخبارات البنتاغون والأستخبارات الدبلوماسية التابعة لوزارة الخارجية الأمريكية في أوكرانيا، كنتيجة للآستعصاء في المسألة السورية وتماسك صلابة الموقف الروسي والصيني منها، والاتصال الهاتفي الأخير بين الرئيس السوري والرئيس الصيني، هو نتيجة لعمق الدور الصيني الشامل المتفاقم في الداخل السوري، واصرار النسق السياسي السوري على الصمود ورفض كافة التنازلات من خلال دولة الشعب، بعبارة أخرى، دولة الكل والجميع، لا دولة الفرد ولا دولة الفئة، ولا دولة الطبقة ولا دولة المسؤولين الكبار، ولا دولة التجار وكبار القادة والضبّاط، ولا دولة البرجوازية الطفيلية من جديد، بل دولة البرجوازية الصناعية السورية دولة البرجوازية الوطنية، باسناد الوطنيين السوريين والشرفاء العرب والحلفاء وغيرهم.

وفي النهاية: روسيّا تقوم بالأعمال العسكرية الشاقة في سورية، والصينيون والهنود قد يستمتعون بالنتائج.

 

 

عنوان قناتي على اليوتيوب حيث البث أسبوعياً عبرها:

 

https://www.youtube.com/channel/UCq_0WD18Y5SH-HZywLfAy-A

 

 

[email protected]

 

هاتف منزل – عمّان : 5674111      خلوي : 0795615721

سما الروسان في يوم الاحد  7– 11– 2021 م .