حوار مع النحات الكويتي صانع “ملعقة الحرية”

322

لم تكن عملية انتزاع ستة أسرى فلسطينيين حريتهم من سجن جلبوع شمالي الأراضي المحتلة بالحادثة العابرة، فقد أحدثت صدى واسعاً في العالم أجمع.

عملية “نفق الحرية” ألهمت الكثير من الفنانين والمبدعين، وأخرجت العديد من الأعمال الفنية، أبرزها منحوتة بيد فنان كويتي لفتت أنظار العالم، وهي عبارة عن مجسم على شكل يد تقبض على ملعقة، في إشارة إلى إحدى الأدوات التي استخدمها الأسرى في حفر النفق.

المنحوتة التي أطلق عليها الفنان الكويتي ميثم عبدال “ملعقة الحرية”، استغرق عملها أربعة أيام، واستطاع من خلالها أن يجسد أسطورة الأسير الفلسطيني وحقه في انتزاع حريته.

في حوار خصه الفنان الكويتي ميثم عبدال لـ”قدس برس”، قال إن هذه المنحوتة ستعرض في متحف الفن الحديث يوم 24 تشرين الأول/ أكتوبر الجاري، خلال معرض جماعي بمشاركة نخبة من فنانين ومبدعين في دولة الكويت.

ولفت إلى أن بداية الفكرة لصناعة منحوتة “ملعقة الحرية” كان قد تلقّفها من خلال مقطع فيديو أرسله خاله إليه، فقرر حينها القيام بهذه التحفة الفنية، تكريماً للأسرى على وجه الخصوص، ودعماً للقضية الفلسطينية ولأبطال المقاومة عموماً.

وأوضح عبدال لـ”قدس برس” أن عمله الفني حمل عدة رسائل، أهمها “تكريم الإنجاز العظيم للأسرى الستة في كسر جبروت المنظومة الأمنية الإسرائيلية، وإرادتهم الشجاعة الحرة، مع أهمية توثيق هذا الحدث المهم في تاريخ القضية الفلسطينية، وتأكيد قوة الانتصار في أبسط الوسائل، إضافة إلى الدعم والتضامن مع القضية الفلسطينية والشعب الفلسطيني”.

وعبّر عبدال عن اعتزازه بمواقف بلده تجاه فلسطين، وقال “نحن في الكويت جُبلنا منذ الطفولة على أن فلسطين حرة من البحر إلى النهر، وأن الكيان الصهيوني مغتصب للحق والأرض ظالم متكبر”، مضيفاً أن “تفاعل الشعب الكويتي كان مليئاً بمشاعر الفخر والاعتزاز والدعم الكبير”.

ولفت عبدال إلى أن هذه المنحوتة لم تكن الأولى فيما يتعلق بالقضية الفلسطينية ومعاناة الشعب الفلسطيني، إذ سبقها منحوتة أخرى بعنوان “مفتاح العودة” وترمز إلى حق الشعب الفلسطيني في العودة إلى أراضيه المحتلة، وقد تم إنجازها أثناء معركة سيف القدس.

وأشاد الفنان الكويتي بصمود وتضحيات الشعب الفلسطيني، وقال “كل الاحترام والإجلال والتقدير للشعب الصامد الصابر الأبيّ، رموز الكرامة وآيات التضحية والعطاء والشجاعة بوركتم وطبتم”.

وختم حديثه موجهاً رسالة إلى الشعب الفلسطيني، قال فيها: قضيتكم وقضيتنا المحقة لا بد أن تشرق نور شمسها ولو بعد حين، منتصرين إن شاء الله، وأرجو أن تتقبلوا منا أقل القليل وأضعف الإيمان في هذا العمل.

وكان النحات الكويتي ميثم عبدال نشر صورة لمنحوتته بعد اكتمالها، مُعلقاً عليها عبر حسابه على “إنستغرام”: ألف تحية إلى من أذاق الصهاينة مرارة الذل، وكسروا جبروت تكبرهم، لينتزعوا حريتهم من أشد سجون الاحتلال تحصيناً وحراسة بملعقة.

وتابع “هذه ملعقة الحرية بكل تواضع وكل اعتزاز”، وأعرب عن أمله في الفرج لكل الأسرى والمعتقلين الفلسطينيين من سجون الاحتلال الإسرائيلي.

وكان ستة أسرى تمكنوا من انتزاع حريتهم في 6 أيلول/ سبتمبر الماضي، من خلال حفر نفق بوسائل بسيطة جداً، قبل أن يعلن الاحتلال اعتقالهم على التوالي.

وهذه العملية لم تكن الأولى في تاريخ الحركة الأسيرة، فقد أعلنت إدارة السجون الإسرائيلية عام 2014 إحباط محاولة هروب جماعية لأسرى من سجن جلبوع، بعد قيامهم بأعمال حفر في نفق من مرحاض إحدى الزنازين.

وكانت أول وأكبر عملية هروب قد وقعت عام 1958، في سجن “شطة” بالقرب من بيسان، حين خاض نحو 190 أسيراً فلسطينياً مواجهة مع الحراس استشهد خلالها 11 أسيراً، وقُتل سجّانان إسرائيليان، ونجح 77 أسيراً في انتزاع حريتهم.

التعليقات مغلقة.