عبد الله التل يجبر اليهود على تناول الجرذان أسعد العزّوني

625

أسعد العزّوني ( الأردن ) – الإثنين 16/8/2021 م …

عجبا لأمة أنجبت قائدا عروبيا إسلاميا  فذّا ،أنجز بإسم الأردن والجيش الأردني ،ما لم يتمكن أي حاكم عربي من إنجاز واحد بالمليون منه ،لأن المواجهات المسلحة مع مستدمرة إسرائيل الخزرية الصهيونية الإرهابية،كانت مسرحيات متفق عليها ،تقوم على مبدأ :”سلّم وإستلم”، ما عدا  المواجهات المتعلقة بالمقاومة  قبل دخول البعض ساحة المساومة ،وبدأ بذلك ما يطلق عليه زورا وبهتانا جيش الإنقاذ العربي في مواجة عام 1948،وكان دوره الحقيقي تسهيل إستلام العصابات الصهيونية التي أسستها ورعتها بريطانيا ،لمساحات شاسعة من فلسطين وتأسيس مستدمرة الخزر في فلسطين،وتعطيل دور الفلسطينيين في المقاومة وشحنهم في ناقلاتهم إلى بلدانهم بحجة إنهم يعيقون عمل جيش الإنقاذ،ولكن الملك عبد العزيز أصدر أوامره لقيادة قواته  والقوات اليمنية ألا يحضروا أي لاجيء فلسطيني إلى الحجاز واليمن ،خوفا من قيام الفلسطينيين بتنوير السعوديين وتحريضهم على أبناء مردخاي،وكما قلت ان الأمر إنسحب على اليمن كي لا يكون الفلسطينيون اللاجئون  بجوار السعودية.

القائد الفذ الذي نتحدث عنه هو عبد الله التل الذي ثبّت إسمه في سجل الشرف الخالد ،وأنجز ما عاهد الله عليه ،وعمل بما يرضي الله أولا ويحقق العدالة على الأرض ،ويشفي الغليل،بأن مارس دوره كقائد ميداني على الأرض،وخرج عن طوع بريطانيا الشريكة الإستراتيجية الثانية بعد أبناء مردخاي في جريمة إغتصاب فلسطين،ممثلة بقائد الجيش الأردني آنذاك الجنرال كلوب باشا،وكانوا يسمّونه آنذاك “أبو حنيك”،كما إنه أقنع الملك عبد الله المؤسس بأن موقفه مشرّف ويتماشى مع الأهداف السامية والشرف العسكري،مع أن الكثير من القادة لم ينالوا من مناصبهم سوى الرتبة فقط،ولذلك لم يتركوا أي بصمة تذكر ،رغم التزوير والتضليل والنفخ الإعلامي.

قام القائد عبد الله التل بمواجهة يهود في القدس ،وفرض حصارا عسكريا  مطبقا على حي اليهود هناك،حيث كانت تتمركز أقوى حامية يهودية يقودها   موشيه روزنيك   من عصابات الهاجاناة المسلحة جيدا وصاحبة الخبرة القتالية الميدانية العالية،وأجبر اليهود في ذلك الحي من مستدمرين وعصابات مسلحة على تناول الجرذان ،بسبب الحصار وتخصيص 10 سم3 من المياه يوميا لكل نفر،وإنتهى المطاف بقائدهم أن إستسلم للقائد عبد الله التل بحضور حاخامات يهود ورعاية الأمم المتحدة والصليب الأحمر الدولي،وقد وقع  قائد الحامية وثيقة الإستسلام المذلة التي كتبنا عنها كثيرا ،وإمعانا في الإذلال والمهانة ،قدم القائد اليهودي المهزوم روزنيك مسدسه هدية للقائد عبد الله التل .

ما دعاني لكتابة هذا المقال أنني إستعرضت كتابا يتحدث فيه صاحبه عن حرب 48 ،لكنه لم يعط القائد عبد الله التل حقه ،وركّز كثيرا على شخصية أخرى ،ليس لها من الإنجاز الوطني والقومي شيئا ،ومع ذلك ورد إسمها مرارا وتكرارا ،مع أن ذلك شرعا لا يجوز ،ويجب إعطاء كل ذي حق حقه،ويستحق القائد عبد الله التل الكثير الكثير من التقدير والتكريم ،لأنه قام بإنجاز شفى قلوب المؤمنين جميعا .

التعليقات مغلقة.