حل الدولتين ليس عادلا ولا دائما / أسعد العزّوني
أسعد العزّوني ( الأردن ) – الخميس 24/6/2021 م …
لا أدري لماذا يصر الجميع على حل الدولتين ،ويتمسكون به حتى آخر رمق،مع أن الإستدمار الإسرائيلي الخزري إلتهم الأرض في الضفة الفلسطينية ،وسيطروا على السهول وقمم التلال ومصادر المياه وغير ذلك ،ولم يتبق شيء للفلسطينيين الذين يتم التضييق عليهم للرحيل طواعية عن أرضهم.
ولنفترض أن الصهاينة لم يسيطروا على الضفة الفلسطينية ووافقوا على إعادتها ،ولنكن متفائلين أكثر على الورق ونقول أن الصهاينة وافقوا على إقامة دولة فلسطينية على حدود الرابع من حزيران عام 1967،فهل هذه الخطوة بعيدة المنال ستحل المشكلة؟
قطعا لا وستبقى القضية قائمة وجذوة الكفاح مشتعلة ،لأن إقامة مثل تلك الدولة الكرتونية،هل سيحل القضية الفلسطينية بمكوناتها المعروفة وفي المقدمة اللاجئون؟كلا بطبيعة الحال لأن الصهاينة يريدون التخلص من فلسطينيي الداخل وعددهم 1.5 مليون فلسطيني،وبالتالي سيكون من سابع المستحيلات عودة اللاجئين إلى الساحل المحتل عام 1948،وهذا يعني أن حل الدولتين ليس عادلا ولا دائما،ولكنه شمّاعة لتعليق فشل من يدعو إليه.
منذ التوقيع على إتفاقيات العار المسماة اوسلو في شهر أيلول /سبتمبر 1993 ،والإستدمار يزحف كالغول كما أسلفنا،والمعاناة تزداد وتتعمق بشكل مأساوي يوما بعد يوم ،وما زاد الطين بلّة أن البعض المحسوبين على العربان وهم بقايا التيه اليهودي في صحراء جزيرة العرب،كشّروا عن أنيابهم وتحالفوا علانية مع مستدمرة إسرائيل الخزرية الصهيونية الإرهابية ،ونصّبوا من “كيس النجاسة”النتن ياهو ملكا عليهم ،ورهنوا له كل مقدراتهم وحتى إنهم جعلوا شعوبهم فوق البيعة لإرضاء الصهاينة،الأمر الذي قتل أي بارقة أمل في التوصل إلى حل مهما كانت طبيعته،علما إنهم إحتلوا الضفة الفلسطينية ،وفي نيتهم التعاطي مع الأردن وليس مع الفلسطينيين،وفق ما يسمى ب”الخيار الأردني”.
الحل النهائي المتوقع هو كونفدرالية أردنية –فلسطينية تضم أشلاء من الضفة الفلسطينية وهي التجمعات السكانية التي لا تستطيع مستدمرة الخزر التصرف بها،وكذلك بعض المساحات التي لا تفيذ المستدمرة بشيء،في حين كما أسلفنا أن الصهاينة سيستولون وقد إستولوا بالفعل على الأراضي الخصبة وقمم التلال على المصادر المائية،وبدأوا بذلك فعلا بعد إتفاق أوسلو حيث سمحوا للسلطة الفلسطينية بكتابة ترويسة على ورقها “دولة فلسطين”،لأن المطلوب لإنجاح الكونفدرالية هو توفير دولتين ،فها هي الدولة الأردنية على أرض الواقع ،وكذلك دولة فلسطين على الورق ….لكن الله غالب على أمره.
التعليقات مغلقة.